سجينة جبل العامري لندا حسن
ما عاشته هنا إلى الآن أهو إلى هذه الدرجة مسيطر ومتحكم ليفهم ما حدث ويأتي خلفها بهذه السرعة
سارت معه وهو يجذبها عائدين إلى القصر استدارت برأسها تنظر إلى الخلف ترى النيل كان على بعد خطوات منها يبدو أنها كتب عليها أن ترى وتعلم الكثير عن الجزيرة وأهلها لم يكن مقدر لها
الخروج بهذه السهولة
وقف جبل أمام بوابة القصر بعد أن عادوا إليها مد يده إلى حقيبة ظهرها جذبها منها ثم أعطاها إلى عاصم الذي أخذها منه وأشار إليه قائلا
أقتربت إسراء من زينة تقف جوارها وفعلت ابنتها المثل تتمسك بيدها بقوة وصاحت قائلة
وزينة هتروح فين
ابتسم إليها بسماجة وبرود قائلا
متقلقيش أنا هاخدها معايا مشوار وراجعين
تسألت مرة أخرى بجدية وقلق
مشوار فين خدنا معاها
نظر إليها بقوة وتابع يجيبها بخشونة
ادخلي شوية وهترجع
ادخلي متقلقيش عليا
لم تكن تكمل رفع شفتيها عن بعضهم البعض لتتحدث مع شقيقتها إلا وكان هو تحدث بصرامة وقوة موجه حديثه إلى عاصم
عاصم دخلهم
أشار عاصم إلى إسراء أن تدلف فنظرت إلى شقيقتها ودلفت على مضض وهي قلقة للغاية مما يحدث الآن وبيدها ابنة شقيقتها
تقدم منها قائلا بجدية
متقلقيش شوية والهانم هتيجي
ضغطت على يد الصغيرة التي تتمسك بها وهو يتابع النظر إلى عينيها بعمق وهدوء وكأنه يحكي أشياء لا تستطيع شفتيه الحديث بها استمع إلى صوت جلال وهو يخرج حمحمة رجولية فحمحم هو الآخر من بعده وهبط إلى أسفل ينظر إلى الصغيرة
اطلعي فوق اوضتك ارتاحي شوية وماما هتيجي
أومأت إليه برأسها فسارت مع إسراء متجهين إلى الداخل وهو معه حقيبتهم الذي تحوي أغراضهم
بينما في الخارج نظر جبل إلى زينة بعد غلق البوابة نظرة ارعبتها شعرت أنها ترى شيطان في هيئة انسان من بعدها تحدث قائلا بقسۏة
أما إحنا عندنا مشوار مهم هيخليكي تفكري مليون مرة قبل ما تعملي أي حركة زي دي
نظرت إلى الطرف الآخر ورصدت بعينيها الجبل من بعيد ثم نظرت إليه هو ولم
تستطع أن تستنتج ما الذي يريد أن يفعله معها!
كان ظنها صحيح وجدته يعبر بها الجسر الفاصل بين طريق القصر والجبل نظرت إليه بعينيها لم ترى إلا عنقه من الخلف وهو يسير بها يجذبها بحدة تذكرت تهديده لها وتلك الكلمات التي خرجت منه في المرة السابقة أنها لم ترى ما يحوي الجبل بعد ما الذي كان يقصده وما الذي يريد أن يفعله بها!
بقيت تنظر إليه مباشرة داخل عينيه لا تدري كيف تحملت ذلك وكأنه هو الآخر أخذ نظرتها إليه تحدي فتابع واستمر ينظر إليها يخيفها فأبتعدت بعينيها السوداء تنظر في الفراغ المحيط بهم والسكون الذي بعث بقلبها الړعب والفزع وتلك الصحراء المخيفة كمن يقف أمامها
وجدته يبتسم بزاوية فمه يبتعد عنها خطوات بسيطة للغاية وقف أمام منطقة معينة هبط بجسده العلوي للأسفل ينحني إلى الأرضية تابعته باستغراب شديد فوجدته يزيح بعض الرمال بيده ليظهر غطاء خشبي صغير مثبت بالأرض الرملية رفعه بيده ثم وقف شامخا وقفت هي مذهولة لم تكن تدري ما الذي عليها فعله الآن يبدو أن القادم أسوأ بكثير مما سبق تنفست بعمق والرهبة تكاد تقضي عليها
تابعت نظراته الشامتة لها ورأته وهو ينظر إليها ثم وضع قدمه أسفل ذلك الغطاء يضغط بها على شيء ما لم تراه جيدا ثم استمعت إلى صوت عالي يصدر من الجبل فنظرت إليه سريعا لتراه وهو يفتح!
لم تكن أي كلمات أو معاني تعبر عما تشعر به في هذه اللحظة من الذهول والخۏف والتردد الذي أصابها والندم الذي احتل كيانها بسبب عودتها إلى هنا ووقوفها بوجهه لما أردت أن ترى ذلك الجبل لما!
الآن فقط علمت أن حديث يونس كان صحيحا مئة بالمئة وهي الوحيدة الغبية الفضولية عندما رأت العتمة تخرح من الداخل وجانب كبير منه أبتعد عن الآخر ليفتح مرر إليه
ابتسم باتساع وهو يتابع نظراتها وتعابير وجهها المزعورة فتقدم
منها يقبض على يدها قائلا بكبر
ولسه مشوفتيش حاجه
استمرار ذلك الصوت العالي المزعج
لم تكن تركز في أي شيء ولا حتى الطريق الذي يسير به معها بل كانت تنظر إلى الأسلحة المتواجدة بكل مكان بينما وهي تعبر معه من المرر إلى الآخر الأكثر اتساعا استدارت بوجهها تنظر إلى الأمام بعد أن رأت عينيها القدر الكافي من الأسلحة ولكنها فزعت وصړخت عاليا تلتصق به متمسكة بذراعه