سجينة جبل العامري لندا حسن
وهو ينظر إليها بلا مبالاة وتقليل شديد منها وكأنها غزالة تحاول وتحاول ثم عندما يأتي الصياد تقع فريسة من أول محاولة ثم بعد ذلك النظر أكمل على نفس الوضع
قولتلك قبل كده مستني
نظرت إليه بسخط وكره شديد وملامح وجهها ممتعضة للغاية ثم استدارت واتجهت إلى الباب دون اي حديث آخر وعقلها يحثها على إنهاء كل شيء الليلة جذبت الباب من خلفها بعد أن خرجت پعنف وقوة أصدر صوت ينم عن ڠضبها منهم
زينة شافتك
أخذت الكلمة انتباهه فنظر إلى والدته وابتسم قائلا
مش هتمشي
هدأت قليلا ونظرت إليه برفق ثم قالت متسائلة وهي على علم مسبق بالإجابة
ايه دخلت مزاجك
أومأ إليها برأسه وأكملت شفتاه بتأكيد
آه دخلته ومش هسيبها تمشي
سألته باستياء
هي من البداية مش موافقة تفتكر هتوافق بعد ما عرفت بكل ده
هتوافق
قالت والدته بصوت جاد ونظرة واثقة
الطريقة غلط افتكر إني قولتلك مش هي اللي تيجي كده
اتجهت هي الأخرى إلى باب الغرفة وخرجت منه وتركته وحده في الداخل يتذكر كل موقف مر عليه معها وهي تقف به أمامه تتابع بنظرات عينيها الواثقة وحركاتها الشرسة يتذكر كلماتها وعنفوانها الواثق من كل كلمة تخرج منها وكأنها ستفعلها لا محال وحتى لو كان السيف على رقبتها
خرجت الصغيرة وعد من غرفة الصالون ركضا وخلفها خالتها إسراء تركض قائلة بصوت مرتفع وهي تضحك بصخب
هاتي الموبايل والله ما هسيبك
سارت الأخرى وأبتعدت وصوت ضحكاتها البريئة يرتفع معها مثل الأخرى
لأ مش هتاخديهوترتفع مع تلك الأخشاب الذي ألقتها في الأرض اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة وهي ترى أن ما رغبته بات قريبا للغاية منها وستبتعد عن هنا في الحال
مر كل هذا على ذاكرتها وهي تبتعد عن قصر العامري فقد حدث كل هذا قبل قليل قبل أن تخرج من القصر وتحصل على الحياة تود لو تصفق لنفسها
سارت بسرعة هي وشقيقتها وابنتها بيدها تبتعد عن هنا بفرحة كبيرة والإبتسامة على وجهها مرتسمة باتساع تتابع وهي تسير بخطوات اشبهت الركض البيوت الخاصة بهم الغريبة ككل المناطق النائية
يالا الفرحة أكان يريدها أن تستمر معه هنا على هذه الجزيرة الغريبة هي وكل سكانها الذين يضعون الثوم والبصل مربطين بأحبال في شرف المنازل
لقد لازت بالفرار وما بقي إلا دقائق كي تكون خارج الجزيرة وهم في الخلف يحاولن إخماد النيران خرجت ضحكة مباغتة منها وهي تشعر بالانتصار فوجدت تلك اليد القوية تقبض على ذراعها فجأة دون سابق إنذار
نظرت إلى شقيقتها معتقدة أنها هي من أمسكت بيدها ولكن يد شقيقتها كانت جوارها فاستدارت واقفة تنظر إليه!!
إنه هو! وقع قلبها بين قدميها واختفت تلك الضحكة التي كانت على شفتيها منذ قليل وذراعها في قبضة يده يضغط عليه بقوة وغل شديد وملامح وجهه لا تنذر خوفا من أن يأخذها منها عنوة عيناها تنظر إليه بحدة تتابع نظرات عيناه الخضراء المخيفة
ضغط على يدها بقوة ونظر إلى شقيقتها بطرف عينه ومرة أخرى إلى ابنتها التي تمسكت بوالدتها فابتسم هو بشړ ينظر إليها قائلا بجمود
مش كنتي تقوليلي إنك عايزة تمشي علشان اسهلك الطريق!
تابعت النظر إليه دون حديث وقد شعرت أن سمائها انطبقت على الأرض من أسفلها وډمرت كل شيء لم تقوى على الحديث بل تنظر إليه بصمت تام لا تعلم ما الذي من المفترض أن تقوله ولا حتى تفعله ولا تدري ما الذي سيفعله هو بها
أكمل وهو يجذبها من ذراعها پعنف وقسۏة
تعالي الوقت دلوقتي ميسمحش أنكم تنزلوا النيل
تحطمت أحلامها وذهب كل ما فعلته لأجل الفرار
هباء فلا شيء أتى بنفع مع ذلك الجبل الصلب الذي احتارت في وصفه
بعد أن جعلت الحريق ينشب في القصر ويلتهي به الجميع وهو من بينهم وذهبت على أول الطريق وخرجت من القصر وأقتربت من الوصول إلى النيل والخروج من الجزيرة أتى هو لينهي كل هذا كأنه لم يحدث من الأساس لقد أتى في الوقت المناسب حقا
شعرت بالسخرية الغريبة لأجل كل