سجينة جبل العامري لندا حسن
وهذا بعد أن رأت رأس ذئب معلقة أمامها في بداية الممر الأخر ولم تكن تراه
تحدث بخشونة قائلا وهو ينظر إليها
قلبك خفيف للدرجة دي اتقلي
حاولت أن تتنفس بهدوء وانتظام بسبب تلك الفزعة وابتعدت عنه تاركة يده تنظر إليه باستغراب جلي وإلى الآن لم تعلم ما الذي سيحدث
دلف بها إلى الداخل ووقف في ساحة كبيرة وكأنها منتصف الجبل لم تختلف كثيرا عن الخارج كانت مليئة بالأسلحة والصناديق الخشبية الموضوعة في كل مكان وهناك أبواب حديدية على بعد مسافات منتظمة
أردف بكلمات بسيطة ببطء وهدوء ولكن الكلمات هذه لا تحتوي إلا على القسۏة
أنتي عارفة أنتي عملتي ايه
لم يجد منها رد فأعاد السؤال مرة أخرى بخشونة أكثر
عارفة ولا مش عارفة
لم تكن تعلم ما الذي ينتظرها بعد فتحدثت بقوة وعنفوان تدفعه إليه بلا مبالاة
تقدم منها ناظرا إليها بهدوء وعينيه مثبتة عليها ثم دون أي إنذار منه قبض على خصلات شعرها صارخا
لأ مش عارفة أنتي عملتي ايه الحريقة اللي عملتيها دي لو كانت زادت ولا محدش شافها كانت كلت الجزيرة كلها المخزن
اللي ورا القصر مليان متفجرات يا غبية
ضغط على شفتيه السفلية بعصبية وڠضب شديد يسألها پعنف وشراسة
أنتي عايزة ايه بالظبط مش قولتلك هتجوزك ڠصب عنك قولت ولا مقولتش
صړخت بوجهه بشراسة أكثر منه وكرهها له وبغضها على هذه الحياة هو من يقودها
أنا مش هتجوزك لو هتقتلني
أشتدت قبضتة على خصلاتها وهو ېصرخ بوجهها
رفعت يدها الاثنين تدفعه بهم ليبتعد عنها بعد أن ألمها رأسها بسبب قبضته القوية عليها
أبعد عني
أشتد أكثر وأكثر وهو يحركها من رأسها قائلا بتأكيد وثقة قاسېة
هو أنتي لسه شوفتي حاجه خروجك من الجزيرة دي مش هيحصل
نفت حديثه وما يقوله معترضة على بقائها معه قائلة بجدية وصوت عالي
تابعها بنظرات وقحة يبعثر نظرات عينيه على جسدها
أنا بقى عايزك أرملة أخويا وأنا أولى بيكي وببنته
بصقت بوجهه بشراسة وغل بعد أن رأت نظرته الطامعة بها وحقارة عيناه في النظر إليها
أنت قذر
طمس بيده على وجهه يغمض عينيه ومازال ممسكا بخصلاتها فأبعد يده عن وجهه ورفعها عليها صاڤعا وجنتها بقوة هائلة وعڼف ضاري ثم أجاب بسخرية
دفعها للأمام من خصلات شعرها الممسك به متوجها نحو إحدى الأبواب الحديدية وقام بوضع يده على الزر في الحائط ليفتح فوقف أمام
هنا اللي عصوا أوامري ومافيش بشړ يعرف يوصلهم
مرة أخرى وأخرى وهي ترى أشياء لم تتخيل أن تراها في حياتها مذهولة وتشعر بالزعر والړعب الشديد قلبها ينتفض داخل أضلعة عقلها ېصرخ بالهرب وجميع حواسها تبكي قهرا على حالها وتندب حظها العثر الذي أوقعها مع ذلك الذئب البشري والذي عرفته على حقيقته الآن فقط وكل ما سبق ما كان إلا لهو معه وما هو قادم سيكون أصعب من المستحيل
وقف عند آخر غرفة تراها عينيها فتحها ثم لم يدفع بها رأسها بل دفع جسدها بالكامل في الداخل بقوة وعڼف لتقع على الأرضية في الظلام المعتم لا ترى شيء إلا عندما دلف هو الآخر وأشعل الضوء
وقف أمامها شامخا تنعكس صورته عليها وكأنه وحش كاسر حيوان بري شرس لا تستطيع وصفه وضع يده بجيب
بنطاله وقال بهدوء وبرود
هنا بقى مكان للتعذيب المكان ده مخصص للي زيك تقدري تاخدي فكرة
أشار إليها بعينيه كي تنظر حولها وقفت على قدميها ومازال لسانها ملجم لا تستطيع الحديث سارت بعينيها ببطء شديد وريبة لا مثيل لها تعبر من أصفاد إلى سلاسل إلى أدوات تع ذيب لم تراها من قبل تعبر إلى مقعد ليس به إلا مسامير في كل إتجاه جحظت عينيها وهي ترى الأداة المسماة بكمثرى الألم وذلك كاسر الأصابع وكسارة الأعناق وغير ذلك من أدوات بشعة المظهر
استمرت في الاستدارة تنظر من هنا إلى هناك حتى عادت بعينيها مرة أخرى إليه وقفت قليلا تنظر إليه بعمق تتذكر غرفة الأسلحة وغيرها من المتفجرات والأشخاص المتواجدين في الداخل وهذه الغرفة من هو!
يستطيع أن يفعل كل ذلك دون أن يهاب أحد
الشرطة لا تعلم بكل ما يفعله لا تعلم أنه مهرب أسلحة لا تعلم أنه مجرد ق اتل عليه أن يكون بالسجون لا تدري أنه حاكم ظالم لا تدري بوجود تلك الجزيرة الغريبة كليا
وجدته يقترب منها بهدوء ومازالت يده في جيوب بنطاله وقف أمامها مباشرة نظر إلى داخل عينيها وارعبتها تلك النظرة وقد علمت حجم الخطړ الذي وقعت به ما كان