الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 24 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز


الثامنة من عمرها كابنة شقيقتها 
ظلت تنظر من الأعلى پغضب يشتعل داخلها يجعلها تتحرك في الشرفة پعنف وضراوة غير قادرة على المكوث في مكانها لحظة فقد نشبت النيران داخلها بسبب غيرتها من تلك الغبية الماكرة المتصنعة 
ظلت تأتي من بداية الشرفة إلى نهايتها وعينيها عليهم بعد أن جلسوا وأصبح عاصم جوارها يعطيها وجهه وجسده بالكامل يسترسل معها في الحديث وهي ترد عليه بخجل تارة وپغضب تارة والآن ضاحكة! 

جعلها تضحك بصخب تضع يدها على فمها لتكتم ضحكاتها بعد أن استمع إليها الحرس في محيطهم ونظرت بخجل بعد تلك الفعلة المباغتة 
يا لك من فتاة غبية وضيعة سارقة لقد سرقته بتلك الرقة المصطنعة والخجل الكاذب خدعته بجمالها الغير طبيعي وسرقته في لحظات وهو كان كالغبي 
رجل كأي رجل غبي يرمي بشباكه وأحباله إلى أي فتاة جميلة تمر من جواره وقد كان معها يا الله تعابيره غير مسبوق لها أن تراها 
أنه يتحدث بود ينظر إليها بهدوء ويتودد إليها! يتابع عيناها الزرقاء ويدقق في ملامحها بهيام وانسجام خالص لها 
يا لك من ماكر يا عاصم يا لك من ماكر مخادع غبي 
ضړبت بقبضة يدها على سور الشرفة وهي تتابع ما يحدث بينهم وفي لحظة رفعت الهاتف من على المقعد بينهم وفتحته لتوريه به
شيئا فاقترب منها وهي تشير بإصبع يدها على الهاتف وتضحك بصخب!
متى تعرفت عليه إلى هذه الدرجة متى! لا أنها من فتيات المدينة لا تحتاج لوقت حتى تتعرف عليه فقط يلقي عليها سلام الله فتلقي عليه شباك الخبث الضارية 
رفع عاصم وجهه إلى الأعلى بعفوية والإبتسامة مرتسمة عليه ليقابل وجهها نظرات عينيها الحمراء الغاضبة وملامح وجهها بالكامل التي تجعلها تبدو مخيفة وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة الغريبة 
نظر إليها لحظة والأخرى اعتقادا منه أنها ستدلف للداخل أو يصدر منها أي ردة فعل فقط خجلا من نظراته نحوها ولكنها كما هي فتاة مغرورة متكبرة عليه وعلى الجميع والأهم من كل هذا لا تخطئ وكأنها قديسة لا تعرف طريق للخطأ 
أبعد عينه مرة أخرى وعاد بها إلى إسراء الماكثة جواره ولم تلاحظ نظرات عينيه المرتفعة للأعلى بسبب انشغالها بهاتفها بعد أن قام هو بفتح شبكة الإنترنت داخله كي يساعدها أو يقتصر الطريق إليها قليلا ويصبح صديقها جديا وبعد ذلك يتسلل للأكثر من هذا 
في الناحية الأخرى وقف جلال على أعتاب غرفة الحرس الصغيرة بجوار بوابة القصر نظر إلى عاصم وإسراء الفتاة الجميلة فاتنة الجمال التي ليس هناك مثلها على الجزيرة وكأنها من أصول أوروبية أتت إليهم ليتأملوا في جمالها 
تمتم بينه وبين نفسه بغيظ وسخرية
طول عمرك واقع واقف يا عاصم يا ابن المحظوظة
أبتعد بعينه إلى الأخرى التي تقف في الشرفة عيناها ستنقلع من مكانها عليه وقلبها سينقبض منها بسبب شدة النيران المشټعلة به من غيرتها التي أخذتها في صميم قلبها بسبب إسراء وجمالها الخلاب الذي لم تراه في حياتها 
ټموت على عاصم يعلم ذلك جيدا وهي تجيد المكر والخبث ونقل الحديث من مكان إلى آخر ابتسم بسخرية أكثر وهو يتابعها ويراها تود لو تلقي نفسها من الشرفة كي تصل أسرع إلى الأسفل وتقوم بجذب خصلات تلك المسكينة من مكانها 
نظرت إليه من الأعلى فتابع يدقق داخل عينيها من على بعد مسافة ثم غمز بعينه اليسرى بغرور فنظرت إليه بضيق وانزعاج وضړبت مرة أخرى على سور الشرفة ثم استدارت تدلف إلى الداخل مرة أخرى دافعة الباب من خلفها بقوة ليصدر صوتا استمع إليه كل منهم 
مر يومين آخرين غير الأيام الذي مرت عليهم منذ أن أتوا إلى الجزيرة وفي اثنائهم لم تكن تحسن التدبير ولا التفكير ولا تعرف ما الذي ستفعله معه ولا حتى كيفية الهروب من الجزيرة أو بالأحرى القصر فهو الخطوة الأولى للهرب 
ولكن ما توصلت إليه مع نفسها أنها إن خرجت من هنا وابتعدت عن الجزيرة ومن بها ستلقي بهم جميعا خلف ظهرها وأولهم جبل العامري وستلقي ټهديدها له خلف ظهرها معه لأنه للحق لن تكون قادرة على مواجهته 
ولكن أن بقيت هنا وهذا من رابع المستحيلات فلن تكن نهايته
إلا على يدها وهذا وعد منها وعد من إمرأة حرة ليست للترويض وإن كانت فلن تكن امرأة تروضت على يده 
ابتعدت عنه تماما في هذان اليومان لم تكن تتقابل مع وجهه إلا بالصدفة البحتة فهي لم تكن مستعدة أن تتقابل مع رجل قات ل مثله وتلطخ نفسها وعينيها بالنظر إليه أو تجعل لسانها يتسخ ويدنس بالحديث معه قللت كل شيء تشاركه معه إن كان حديث
أو نظرات أو طعام رجل مثل هذا لا يشاركه أفعاله إلا الشياطين مثله
بقي خۏفها الأكبر على شقيقتها وابنتها الصغيرة كيف ستهرب بهم وإن لم يكن فكيف ستجعل حياتهم هنا! 
تراقص الخۏف على أعتاب قلبها ولكن زجره الكبرياء معلنا نصرها وبين هذا وذاك لم يحسن التدبير عقلها ففقدت نفسها بينهم وتشتت تفكيرها وبقيت سجينة جبل العامري غير راضية عن
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 112 صفحات