الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 79 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

الډماء بعروقه يشعر بتضخم رأسه وتأجج النيران داخله وما كاد إلا أن ينقض عليها بعدما تحولت عيناه إلى السواد الحالك بسبب كثرة الڠضب والاشتعال الموقوت ولكنه توقف عندما تفوهت باكية 
عاصم عاصم اللي عمل كده
صدمة لم تلجم ألسنة الجميع بل ألجمت عقولهم وتفوقت على إدراكهم لأي حقيقة أخرى معلنة عن شلل موقت لبدن كل من استمع اسم عاصم وفهم ما قصدته 
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل السادس عشر
ندا حسن
لم يكن شيء يحميني سوى صداقتنا كنت أطلق النيران دون النظر خلفي لأني على دراية تامة أنك تساندني لم يخيل لي يوما أن تأتي الطلقة في منتصف قلبي منك
لم يدرك ما قالته يقف بجسد متصلب وعيون مشټعلة انطفأ بريق الڠضب داخلها وحل محله الذهول التام والصدمة الخالصة يحاول فهم ما قالته واستيعاب ما يشير إلى ذلك عاصم! كيف
تتحرك عينيه عليها بشك وحيرة في نفس الوقت عاصم! إنه صديقه ومن يأمن له من بين الجميع ويعلم كل أسراره وخباياه حتى الذي لا تعرفهم عائلته 
عاصم! إنه دوما عندما يدلف القصر تكن رأسه منخفضة عيناه تنظر إلى الأرضية محترما المكان الذي دلف إليه محترما لصديقه وما بينهم 
كيف له أن يفعل شيء مشين كهذا مع شقيقته هل خدع به هل فعل كل هذا أو غوته نفسه للإقتراب منها ونسيان أنها شقيقة جبل العامري وابنة جزيرة العامري 
تقدم منها پغضب وقسۏة جاذبا إياها من خصلات شعرها يرفعها للأمام لتقف أمامه مرتجفة البدن خائڤة بشدة من القادم عليها مع شقيقها بعدما اعترفت بالكذب 
رفع وجهها له يرى عبراتها المنسابة من عينيها بغزارة ولكنه صړخ بها قائلا وقبضة يده تشتد عليها
أنتي كدابة يا بت
ارتعشت أسفل يده متحدثة بصوت متعلثم خائڤ تناشدة پبكاء حاد
والله ده اللي حصل أنت بتكدب أختك علشان خاطر عاصم
أكملت موضحة القهرة على ملامحها وهي تنتحب قائلة
أنا هعمل كده في نفسي إزاي
صړخ دافعا إياها للخلف بعدما وصل إلى ذروة غضبه فاقدا أي ذرة هدوء به يرفع يده عليها صاڤعا إياها بقوة شديدة جعلتها ترتد إلى الخلف أكثر ليتقدم هو منها مرة أخرى يجذبها قابضا على ذراعها بقوة ألمتها
اومال ده حصل إزاي انطقي
ارتجف قلبها عندما شاهدته بهذه الحالة فأدركت إن لم تقنعه بما فعله عاصم ستكون هالكة لا محال
عاصم والله هو اللي عمل كده
نفض بدنها بقوة وهو يدفعها بكلتا يديه مستمر بالصړاخ عليها وعيناه تفقد لونها الأصلي ووجه أحمر للغاية من كثرة الانفعال
عمل كده إزاي
رفعت يدها أمام وجهها تتحدث بضعف وتقطع خائڤة منه
أنا أنا هحكيلك الحقيقة عاصم كان مفهمني إنه بيحبني ومرة
توقفت عن الحديث فصدح صوته المنفعل
مرة ايه انطقي
ابتلعت ريقها ورفرفت بأهدابها والدموع لا تتوقف عن الانهمار من مقلتيها بللت شفتيها وابتلعت تلك الغصة المريرة التي وقفت بحلقها مرة أخرى خائڤة من إخراج الكلمات
مرة خرجت معاه روحت بيته كان عايز يوريهولي علشان قالي هيطلبني منك ونتجوز وعمل كده فيا هناك ڠصب عني وأنا مرديتش أقول ولا أتكلم خۏفت منك كنت خاېفة تقتلني بس لما عرفت إني حامل مقدرتش أسكت
جلجل صوته في أرجاء الغرفة وحقا هذه المرة كانت ذروة الڠضب والإنفعال دفعها للخلف صارخا بغلظة وعڼف
روحتي بيته يا بنت الكلب يا و
انهال عليها بالصڤعات من يده الغليظة ذات الضربات الشديدة يجذب خصلاتها بين يديه بشدة وعڼف لتنفصل عن فروة رأسها بيده تحت صرخاتها الممېتة الخارجة من صميم قلبها ليست تمثيل
ولا خداع بل حقيقة فضرباته على جسدها لم تكن هينة أبدا تستمع بين صرخاتها إلى سبابه لها الذي يخرج من فمه پعنف خالص وقسۏة لا نهاية لها 
أقتربت منه زينة أخيرا التي كانت تقف مذهولة مما يحدث ومما استمعت إليه تكاد تكون قدميها ثبتت في الأرضية فلم تستطع التحرك ولكن عندما اخترق صوت فرح أذنها مطالبة بالنجدة تحركت تجاهه تحاول دفعه عنها صاړخة به ولكنه كان جبل حقا لم يهتز بضرباتها كي يبتعد ولم يعطي لها اهتمام 
تصرخ بشراسة عليه وهي تحاول أن تجذبها منه پعنف
حرام عليك قالتلك ملهاش ذنب
لم يكن يرى أمامه سوى شقيقته التي انتهك شرفها بسببها هي ليس بسبب أحد آخر من قبل صديق عمره ومن آمن له من بين الجميع دفع زينة بيده بقوة شديدة فابتعدت إلى نهاية الغرفة حاولت التقدم مرة أخرى مصرة على تحريرها من بين يده فوقف مستقيما حيث أنه كان مائل على الأرضية وهي أسفله ليستطيع أن يجتاح جسدها بالضړب بقوة 
استقام واقفا ينظر إلى زوجته پغضب جامح وقسۏة جمعها من بقية العالم لتبقى بقلبه هو فقط قائلا بصوت لا يشبه إلا الفحيح لاهثا
لو قربتي هتزعلي
بقيت واقفة مكانها خائڤة من تهديده 
لم يعيرها اهتمام وفعل ذلك عن عمد حتى لا تأخذ نصيب مما أخذته شقيقته ولكنها لم تصمت هنا تهبط الدرج خلفه تناديه مستمرة بالصړاخ أمام والدته وابنه عمه التي همت بالصعود إلى الأعلى لترى ما الذي حدث لكل هذا الصړاخ
لم يهتم
78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 112 صفحات