الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 78 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

أكثر مما هو عليه
واللي أكد رفضي الراجل اللي كان بيصوركم يا أما هو معاك يا إما هو ضدك 
أقترب منها وأخذ الهاتف من يدها منفعلا بضراوة مما فعلته يصيح بصوت حاد خشن ناظرا إليها بحدة
أنا عارف إنك خرجتي ورايا وكنت مستني إنك تيجي تقولي لكن مكنتش أعرف أنك صورتي اللي حصل 
لم
تستطع الحديث أمام نظراته عليها التي اربكتها للغاية دوما كانت لا تخاف لا تهاب أحد ما دام ما تفعله لا يغضب أحد ولا يؤذيه ولكنه الوحيد الذي جعل قلبها يرتعش داخل قفصها الصدري وتخاف من تلك اللحظات الھمجية التي يمر بها 
اخترق صوته أذنها يسأل باحتدام وحنق
صورتي ليه
خرجت منها تنهيدة أكثر حيرة وارتباك فهي إلى الآن لا تجد سبب واضح وصريح فعلت هذا من أجله قالت بتشتت
معرفش يمكن علشان يبقى دليل في ايدي يدينك رغم إنك مش ظاهر أو يبقى سبيل الخروج لو حبيت بعد كده بجد معرفش بس لقيتني بعمل كده 
عبث بالهاتف بعد أن استمع حديثها قليلا يتمسك به ثم أقترب يقف أمامها شامخا يلقيه جوارها على الفراش قائلا بحدة وشماته
واديني محتلك سبيل الخروج 
أكمل مبتسما بشړ وسخرية بذات الوقت يقترب بيده منها يملس عليها برفق
علشان مافيش خروج يا غزال 
تعلقت بعينيه تذكرت ذلك الرجل متعجبة لتقل دون إنذار
مشوفتش منك رد فعل على الراجل اللي كان بيصورك 
أبتعد يرسم الحيرة على وجهه واضعا يده الاثنين بجيوب بنطاله يقف شامخا كما عادته في تلك المواقف قائلا بقسۏة ظاهرة عليه
هعرفه متقلقيش 
أبتعد أكثر ليخرج من الغرفة فوقفت سريعا وجذبته من ذراعه متعلقة به تحيط عينيه بنظراتها المتوسلة وملامحها الواهية ونبرة صوتها تخرج بخفوت وارهاق
جبل مش عايز تقولي حاجه!
حرك عينيه عليها ينظر إلى كل ما بها ويصل
إليه شعورها يدلف قلبه مباشرة شاعرا بالشفقة نحوها تسائل بخشونة
حاجه زي ايه 
لمست الشفقة في نظرته نحوها فحاولت أن تستعطفه أكثر وهي تحيد عليه متمسكه به أكثر قائلة بلين ورفق
حاجه تبرأك قدامي 
قهقه ضاحكا بصوت مرتفع مفتعلا جلجلة في الغرفة وهو ينظر إليها باستهزاء
ومين قالك إني عايز ابقى برئ قدامك
ضغطت على ذراعه بيدها بين قبضتها القوية ترفع عينيها إليه متفوه تتوسله
أنا عايزة 
شعر أنها تتمادى أكثر كل يوم وفي كل جلسة وتجرأت أكثر عندما أصبح لين معها يتحدث برفق واريحية مبتعدا عما كان يفعله معها سابقا 
أراد أن يذكرها أنه هو مثلما كان لم يتغير به شيء يخبرها أنه المتحكم الوحيد في كل ما يفعله إن كان لين أو قسۏة
زينة جبل بتاع دلوقتي هو نفسه بتاع قبل كده أنا بس اللي متهاون معاكي لكن كل ده بايدي أنا متفكريش إني ضعفت أو اتغيرت أنا هو جبل العامري اللي مشوفتيش أقذر منه
تركت يده وابتعدت للخلف نادمة على ما أقدمت عليه معه فهو كلما أرادت القرب لفهم وإدراك ما يحدث صدمها في حائط صلبه وقسوته عقبت على حديثه بقلة حيلة
وأنا لسه زينة اللي وقفت قصادك في كل حاجه قولتها بس بحاول ألاقي حاجه كويسه فيك هتقولي ليه هقولك معرفش بس يمكن علشان رضيت ابقى هنا وفي نفس الوقت مش عايزة ابقى مع مچرم 
ابتسم باستهزاء شديد مبتعدا عنها متقدما من باب الغرفة قائلا بخبث وحقارة
اللي فات كان نزاهة وبراءة اللي جاي كله إجرام 
فتح باب الغرفة تحت أعينها بحقارته وتلك النظرة الدنيئة ما كاد إلا يخرج ولكنه وجد شقيقته فرح تقف أمام باب الغرفة قاربت على
دقه لكي تناديه ولكنه سبقها وفتحه
سألها مضيقا عينه عليها
مالك
أجابته بنظرة حزينة وصوت مرهق ضعيف
عايزة أتكلم معاك 
أشار إليها بالولوج إلى الداخل دلفت تنظر إلى زينة نظرة عادية خالية من أي مشاعر جلست على الأريكة فأغلق الباب وعاد مرة أخرى إلى الداخل ليجلس أمامها على المقعد متسائلا بنبرة اعتيادية
اتكلمي 
رفعت بصرها إلى زينة مرة أخرى فشعرت أنها لا تبتغي وجودها لتستمع إلى الحديث الذي سيدور بينهم فتقدمت زينة تخرج من الغرفة قائلة
أنا هنزل تحت 
عرقلت طريقها فرح عندما اعترضت على حديثها قائلة
خليكي يا زينة 
صمتت
كثيرا بعدما عادت إلى الداخل تجلس على الفراش فوضع جبل مفصل يده على ذراع المقعد يستند بإصبعيه السبابة والإبهام على وجهه بحركته المعتادة دليل على الملل الذي يشعر به 
خرج صوته ببرود
مطولين إحنا 
ترقرقت الدموع بعيونها وهي تنظر إليه هبطت بها إلى الأرضية تحرك أهدابها وارتجف جسدها خوفا مما هي مقدمة عليه ثم قالت متعلثمة
أنا عملت مصېبة 
اعتدل في جلسته عندما شاهد حالتها التي تغيرت مئة وثمانون درجة ينظر إليها بتمعن شديد متسائلا بقوة
عملتي ايه 
اجهشت في البكاء بعدما سألها فوقفت زينة تنظر إليها باستغراب لترفع فرح إحدى عينيها وهي تبقى قائلة دون سابق إنذار تلقي قنبلة موقوتة داخل مجلسهم
أنا حامل 
هب جبل واقفا تجتاح خلايا جسده بالكامل الصدمة والذهول ينظر إليها پغضب عارم وقسۏة خالصة ممېته قهرية على حالها 
وضعت زينة يدها على فمها تشهق پعنف غير مستوعبة تلك الصدمة وباغتتهم بسؤال عڼيف
مين عمل كده!
بقي هو على حاله ينظر إليها تفور
77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 112 صفحات