سجينة جبل العامري لندا حسن
ابنتها مشفقة عليها فيبدو أنها قريبا ستفقد الأب الآخر الذي اكتسبته في فترة صغيرة
نظرات من ثلاث أعين تنبع محتواها من داخل قلبهم وكل نظرة تخرج من قلب تعبر عما به إن كان اشتياق أو حړقة أو ندم
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل الحادي عشر
ندا حسن
تقدمت تمارا بخطوات مترددة غير ثابتة على الأرضية عينيها مثبتة على أعين جبل الخضراء المهزوزة ملامحها تقول أشياء كثيرة أثناء سيرها تجاهه
جبل
نظرات عينيه تتابع تفاصيل ملامحها التي تغيرت كثيرا قټلت البراءة بهما قټل الحب ومعهم قټلت لهفته إليها وعليها المتواجد الآن مشاعر مختلطة لا يستطيع تفسيرها ولكنه يعلم أنها بسبب قدومها المفاجئ أعادت إليه ذكريات راحلة منذ سنوات كتيرة
الآن بكل بساطة فقط لأجل رؤيتها من جديد تفتح چروحه هذه!
اخفضت نظرها إلى الطفلة وعد دارت عيناها عليها بقوة وعلى ملامح وجهها ترددت الكلمة مرة أخرى في أذنها فرفعت بصرها إليه متسائلة بنبرة مرتعشة
أنت اتجوزت
أيوه اتجوزت
أكمل ناظرا إليها بقوة عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف لا لمكان لوجودك في قلبي ولا مكان لچروح غائرة منك
حمدالله على سلامتك ډخلتي الجزيرة إزاي
أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج
تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تعنيه
تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه
منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا هنا وبس
ايه ده تمارا
أقتربت منها تقف
تمارا ازيك عامله ايه جيتي امتى وإزاي
عانقتها الأخرى وبادلتها الحب والاشتياق فهما الاثنين كانوا أصدقاء طفولة إلى أن رحلت عنهم
ازيك يا فرح وحشتيني
عادت للخلف تنظر إليها قائلة بحنين وأسى تحثها على أن فراقها كان ثقيل للغاية على حياتها
ابتسمت إليها باتساع وهي تقول بقوة تبتعد بعيناها إليه
اديني رجعت
استمعت إلى نبرة فرح التي تخرج بسعادة خالصة فأبتعدت عيناها تنظر إليها
على طول
أومأت إليها برأسها وهي تجيبها بثقة وتأكيد
أيوه هقعد على طول مش هسيب الجزيرة أبدا ولا قصر العامري
مرة أخرى تنظر إليه وتسائلت بفضول شديد وقلبها يدق پعنف
اومال مراتك فين
أشارت إلى إسراء التي كانت تهبط الدرج فهي الغريبة هنا هل هي زوجته أيعقل هذه الفتاة الصغيرة
دي مراتك معقول
دي مراتي واللي نازلة دي تبقى أختها
شبهت عليها وتابعت تنظر إليها بتمعن فتذكرت أين رأتها ثم قالت باستغراب
دي مرات يونس أنا شوفت صورة ليها
الله يرحمه زينة جبل العامري مراتي
ترك زينة وهبط إلى وعد بجسده يحملها على ذراعه رافعا إياها إليها قائلا بفخر وحب
ووعد بنتي حبيبة بابا
كانت الأخرى تقف تتابع ما يقوله باستغراب تام هل توفى يونس إلى هذه الدرجة كانت بعيدة عنهم
نظر إلى زينة زوجته وتغيرت ملامح وجهه وهو ينظر إليها ثم هتف بهدوء ورفق حان يمثله ببراعة وكأنهم معشوقين
دي تبقى تمارا بنت عمي يا حبيبتي كانت خرجت بره الجزيرة من سنين كتير بس شكلها ملقتش مأوى غير هنا فرجعت تاني
تنظر إليه باستغراب تام تغيرت نبرته مئة وثمانون درجة ونعتها بحبيبتي وهي تقف مذهولة لا تدرك ما الذي أصابه هل فقد الذاكرة أم أن هناك شيء بينهم
يمحيه بوجودها
وجدته يشير
إليها بعينيه فخرجت من تفكيرها تنظر إليها قائلة بابتسامة مصطنعة
تشرفنا
استمعوا إلى صوت والدته وجيدة المستنكر وهي تأتي عليهم من الداخل
تمارا!
أقتربت منها تعانقها قائلة بود
ازيك يا مرات عمي
ابتعدت إلى الخلف زوجة عمها وهي مازالت مستنكرة تنظر إليها باستغراب وخرج صوتها بتوتر
الحمدلله ازيك أنتي
تنظر إلى جبل باستغراب تتسائل عن سبب قدومها ترسل إليه بعينيها خوف مكبوت ورهبة عجيبة من مكوثها معهم بين زينة و وعد وابنها
أجابتها بحرارة وهي تنظر إلى جبل تبعث إليه آخر كلمات جملتها
أنا الحمدلله كويسه انتوا وحشتوني أوي
أومأت إليها زوجة عمها ومازلت مترددة تشعر بالتوتر فقالت
وأنتي كمان بس
بقيت تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد قوله فوجدتها صمتت تماما فحثتها هي على الحديث
بس ايه
شدت نفسها واستجمعت قوتها وعهدها المعروف فنظرت إليها بقوة وحزم وقالت تذكرها بما قالته سابقا
ايه سبب الزيارة الغريبة دي خرجتي من زمان قولتي أن الجزيرة مش