الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 49 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

من حديثه ويعلم ما الذي سيصل إليه في النهاية
عندك أرض
حرك رأسه يمينا ويسارا نافيا
لأ معنديش
نظرت إليه زينة بذهول يا لك من ماكر خبيث لا أحد يستطيع التغلب عليك ذئب تأكل من أمامك وماكر كثعلب يغلب بالحيلة 
استمعت إليه وهو يجيبه بسخرية يعود إلى ظهر المقعد يستند عليه بعنجهية بعد أن أوقعه بالفخ
يبقى مش هتتجوز بقى
أجابه الآخر بضيق
ليه إن شاء الله ناقص ايد ولا رجل ولا يمكن ناقص حاجه تانية
أشار إليه بيده بعدما نظر إليه بعمق وأتى فوق رأسه بخيبات لم يفكر بها يقول بقسۏة ضارية مهينا إياه في نهاية حديثه
ناقص أرض لما تروح تتقدم لواحدة من الجزيرة وترفضك علشان أنت معندكش أرض ملك يبقى ده سبب منطقي ومن حق أي حد يرفضك ما أنت ناقص
وجده صمت هو ووالده ينظر إليه بعمق ونظرات الكره حلت على وجهه لأنه تغلب عليه بالحديث فقط إلى الآن فتابع جبل بحديث عقلاني
الجواز بيتم بناء على أسباب كتير منها القبول والرضا بين الاتنين الحب لو موجود قبولك للي متقدم على أساس هو محترم ولا لأ شغال ويعرف يصرف على بيت ولا لأ وأسباب زي كده مش علشان معندوش أرض ملك
نظرت إليه باستغراب مرة أخرى الآن يقول الزواج يتم بالتراضي! بالحب ولأسباب أخرى لما إذا هي فقط من تزوجت عنوة وقهرا وكرها له وبه! 
استمعت إلى قسوته في الحديث وهو يتقدم منهم مرة أخرى يضع يده على المكتب يوجه عينيه الذي حولها لعيون مرعبة قائلا
كلنا عارفين أن حتى اللي عنده أرض ملك في الجزيرة فهو وأرضه وماله وعياله ملك ليا يعني الكل على الجزيرة معندوش حاجه
يالا تلك القسۏة والثقة! يالا هذا الجبروت الذي يخرج من مجرد نظرة عين منك أيها الجبل
أومأ إليه الرجل پخوف وفزع بعدما تحدث جبل بهذا الحديث
أيوه يا جبل بيه أيوه
وقف على قدميه وأصدر حكمه الذي خرج كفرمان واجب التنفيذ دون النقاش بأي حرف به
بنتك هتتجوز بس المرة دي جواز على سنة الله ورسوله في حضورك وحضور أخوها وحضور الجزيرة كلها وفرحها ولو حاجه ناقصة في جهازها عندي أنا
وقفت الفتاة بعد وقوفه عن المقعد احتراما له وهما أيضا فعلوا مثلها ولم تستطع كبح دموعها في الخروج من عينيها فهي لم تخطئ عندما قصدت جبل العامري
تقدم منهم يضع يده في جيبه ونظر إلى شقيقها وخرجت الكلمات من فمه بټهديد واضح وصريح لهم
هتخرج من هنا معاكم الله وكيل ما حد يمس شعره منها أو من جوزها لاسفره مع اللي سافروا
أومأ إليه الرجل وهو يرتجف خوفا على ابنه إن أخطأ فلن يتحمل أحد منهم عقابه
كلامك هيتنفذ يا جبل بيه هيتنفذ
ابتسم بزاوية فمه قائلا بثقة
أنا عارف أنه هيتنفذ
وقف جبل أمام 
عليه لمحى اسم جبل العامري من الوجود
جذبه والده وهو يخرج به 
دلف إلى الداخل وقف في ردهة القصر أمام الدرج وخرجت هي من المكتب وقفت أمامه ابتسمت بسخرية وهي تقترب منه ثم قالت
خبيث ومكار
غمزها بعينيه متهكما
وأعجبك
هناك من يقف على بوابة القصر خرجت ذكية من الداخل وفتحت البوابة لتطل من خلفها فتاة في العشرينات
وقفت أمام البوابة ببنطال من الجينز الضيق وقميص بنصف كم تتطاير خصلاتها البنية على جانبيها جوارها حقيبة سفر كبيرة وبيدها غيرها 
استدار جبل الذي يحمل وعد على ذراعه ينظر ليرى من أتى من حراسه لكن قلبه خفق بقوة فجأة عندما رآها تقف أمامه 
ثبتت نظرات عينيه عليها ترك وعد تهبط من على ذراعه دون حديث لتقف جوار والدتها وأعتدل هو في وقفته مرة أخرى ينظر إليها بعينه الخضراء 
ابتلع غصة مريرة وقفت بحلقة كما وقفت الذكريات بعقله الآن تسير بشريط سريع وكأنه على حافة المۏت 
دقات قلبه المتعالية ونظرات عينيه نحوها جسده الذي بقي متشنجا بعد رؤيتها وملامحه التي تغيرت مئة وثمانون درجة جعلو زوجته تنظر إليها هي الأخرى باستغراب فلم يأتي عليها الوقت الذي تراه يقف به هكذا مسلوب الإرادة غير قادر على التحرك فقط ينظر وعيناه لا تحرك اهدابها 
تقدمت هي إلى الداخل وتركت الحقائب في الخارج دلفت
القصر وهي تنظر إليه بقوة كما يفعل حنين داخل قلبيهما يحرك عينيهما على بعضهم البعض لهفة ولوعة حاړقة لكل منهما إحداهما خائڼ والآخر مطعون پسكين الحب في قلبه! 
تحركت شفتيه ببطء وصوته خاڤت للغاية تسيطر عليه كثير من المشاعر التي لم يستطع تحديدها ندم وقهر لهفة واشتياق خذلان وحزن
تمارا
ما أن تفوه باسمها حتى تركت وعد والدتها وتقدمت منه لأنها شعرت بالضجر لأجل أنه تركها وهي كانت تريده تمسكت ببنطاله قائلة بقوة
بابا
هذه الكلمة انتشلت الجميع من الحالة الذي هم بها نظرت إليها تمارا بذهول واستغراب وحزن شديد ونيران اشتعلت داخل قلبها في لحظة واحدة بعدما كانت شعرت أن القادم سيكون أفضل 
وهو نظر إليها بقوة وكأنها تخرجه من الحالة الذي بها تنبهه بوجودهم معه هنا هي ووالدتها 
بينما تلك المسكينة التي كانت تقف لا تفهم ما يدور حولها نظرت إلى
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 112 صفحات