الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 38 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

إليه فخرجت والدته ولكن زينة بقيت معه 
تقسم أنها لا تدري ما الذي يحدث لقلبها الخائڼ لقد عذبها سجنها أخذ ما يحق لها هددها بأبشع الأشياء وآخر ما فعله انتهك جسدها بكل غلظة وعڼف والآن هي تشفق عليه وتشعر بالخۏف والهلع بعدما
حدث له 
لا تدري هذا حدث لأنها رأت الجانب الآخر منه أو ماذا رأت ضعفة مع صغيرتها حنانه عليها وعلى الآخرون غيرها حكمته في العدل بين الناس ورد الظالم عن ظلمه وأخذ الحق للمظلوم 
لا تدري تغيرت لأنه أصبح يعاملها أقل خشونة وأكثر هدوء ورفق ولكن كل هذا لا يشفع له عندها 
كل هذا لا يشفع حتى وإن تساقطت منه الرحمة والحنان حتى وإن اعترف بالحب وأراد الغفران على قلبها تتبع القسۏة وأن يدلي بحرمانه الرحمة والغرام 
نظرت إليه وهو يتألم أسفل يد الطبيب الذي قال أنها لم تغوص داخل لحمه بل كانت سطحية للغاية لم يأخذ المخدر لأنه من الأساس لا يوجد فتحمل وملامحه تصرخ بالألم ولكن لسانه لا يقدر على نطقها 
أقتربت منه جلست على الفراش عندما شعرت بتألمه
المكبوت قدمت يدها إليه تتمسك بيده بحنان تشدد عليها تحاول أن تجعله يطمئن ما تفعله من المؤكد نابع عن تربيتها الأصيلة فما فعله بها لا يستحق بعده أن تعامله هكذا 
شدد من مسكته ليدها وهو يتألم بقوة وخرجت آنة من بين شفتيه المضمومة على بعضها يشعر بالخجل والضعف لأنه يتألم أمامها ويشعر بالخجل من نفسه لأنها تقابل كل سيئاته بالحسنى 
هل هي تشعر بالشفقة تجاهه أو تشعر بشيء آخر مثله 
انتهى الطبيب وقام بربط يده وترك لهم روشته الأدوية المطلوبة فأبتعد عاصم لاحضارها لكن جبل أوقفه وهو يهتف بخشونة مټألما
مين عمل كده
استدار عاصم ينظر إليه بتوتر لأن الرجل الذي فعلها هرب منهم ولم يستطيعوا الإمساك به
لسه مش عارف
اعتدل جبل في جلسته يتغاضى عن الألم الذي يشعر به وسأله باستفهام
يعني ايه مش عارف اومال هو راح فين
قال بجدية شديدة يجيبة وعيناه في الأرضية
هرب يا جبل
كان يعتقد أنهم أمسكوا به فاستغرب بشدة وهو يسأله
هرب يعني ايه هرب اومال انتوا بتعملوا ايه
تحدث الآخر وهو يشير إليه بيده يقول ما حدث ولكنه يعلم أنه لن يصمت على هذا
دخل الغابة واختفى فيها معرفناش نمسكه وأنا رجعت على طول أشوفك لكن سبت الرج الة يدورا عليه
سخر منه قائلا
يا راج ل وفكرك هيلاقوه
صړخ پعنف وصوت عالي اهتز له جسد تلك الواقفة جوار الفراش
أنا اللي هقولك تشتغل إزاي يا عاصم
نظرت إلى عينيه التي عادت مخيفة وتشنج ملامحه فقالت برفق
اهدى
صړخ بها بقسۏة شديدة يخرسها فلا يحب أن يتدخل أحد بحديثه
اسكتي
تحدث يكمل بصوته العالي ونبرته تحمل الھمجية والعنفوان الشديد تجاة عاصم
لولا ستر ربنا كان زمان مراتي مېته فاهم يعني ايه وتقولي هرب
نظرت إليه باستغراب إنه يقول زوجتي لقد دافع عنها ووقف أمام المدفع وهو يعلم أنه على وشك المۏت ما الذي كان يفكر به عندما فعل ذلك
هل هي رج ولة زائدة منه ولكنها تشك بهذا لأن الرج ل الحقيقي لا ينتهك جسد امرأة عنوة عنها أم لأجل ابنتها وابنة شقيقه أو هناك سبب أكبر من كل هذا هي لا تعلمه 
أكمل بكلمات مهينة وهو ينظر إليه پغضب وعصبية شديدة
لو مشغل معايا رج الة مكنش هرب
اغتاظ عاصم وشعر بالإهانة خاصة أنه يقول كل هذا أمام زوجته فأردف پعنف يعلمه بما يقول
جبل
صړخ هو الآخر أمامه دون توقف وصوته يعلو أكثر بعد أن شعر بالعجز الشديد والبغض تجاة نفسه وحراسه
جبل ايه وزفت ايه القصر بقى حمام عمومي أي حد بيدخله ويعمل اللي عايزة الحرس كانوا فين فين اللي قولت يقفوا بره القصر
تحدث عاصم بتذمر
كانوا بيلفوا حواليه
أردف بصرامة وحزن وكلمات لا تحتمل النقاش
وقف حرس أكتر على مدخل الجزيرة مش عايز حد يدخل ولا يخرج منها لحد ما نلاقيه وهو لو في الغابة يا إما نلاقيه يا إما الديابة تاكله
أكمل بمنتهى القسۏة والعڼف على حديثه السابق
والحرس على القصر من بره يزيد واللي يقرب تدولة مكافأة نهاية الدنيا
أومأ إليه عاصم وخرج من الغرفة بينما هي وقفت تنظر إلى عيناه المخيفة الذي عاد بريقها مرة أخرى وتعود كلماته مرة خلف مرة على أذنها بقسۏة ضارية 
يأمر پالقتل ويدرك أنه إن بقي في الغابة ستأكلة الذئاب وقلبه لم يرق أو
يلين بل بمنتهى العنفوان أمر هو بذلك 
بعد بضعة أيام
أحاطت قلبها بسلاسل وأغلقته بأصفاد حديدية خوفا من اقتراب الجوى منه لېحترق بلوعته ورغبته الملحة في الاقتراب منه والغوص داخل أمواجه لمعرفة أسراره المكنونة في أعماقه 
دوما ما كانت سريعة الفهم جيدة التركيز ولكن الآن سرعة الإدارك لا تعمل عندها ترى كل شيء وتستغرب حدوثه تبصر بعينيها أفعاله ولا تصل إليها أهدافه 
تخبطت أمواج قلبها الثائر بجسدها الهزيل الذي اعتبرته شاطئ هوى يغوي قلبه كلما نظر إليها وشاهد حضورها 
تنهدت بعمق تخرج زفرة حادة من صدرها
المكبوت تستغرب أفعاله تجلس الآن جلسة صافية مع حالها
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 112 صفحات