الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية لسوما العربي

انت في الصفحة 74 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز


بصوت يغلب عليه مشاعر كثيره.. الحزن.. الحب.. الامتنان.. الضعف.. الخجل... كل شئ.. لأول مرة تشعر كم هى مهمه.... ان حياة احدهم متوقفة عليها.. بل ينتظر موافقتها ويشكرها عليها بعدما كانت تعامل على أنها نكره بل عبئ....لتحمد الله ان رجل مثل توفيق ارتضى بها وأنعم عليها وتزوجها.
مدت يديها تتخلى عن اى خجل الان تقول _انت كبير ااوى يا رجب.. ماتقولش كده... انت ضفرك بعشره زيه... انت راجل... راجل بجد ولوحدك مش مستنى تتكى على ضعفى عشان تحس وتحسسنى أنك راجل... انت ارجل حد انا قابلته لحد دلوقتي.

كان يتنفس سريعا...صدره يعلو ويهبط... أدرك أنه كان يحبس انفاسه وهى تتحدث بحديثها المهلك هذا.
أهلكته بكلماتها تلك والتى قالتها بمنتهى السلاسه والعذوبه.. احساس خرج من القلب فاصاب الهدف فى الصميم.. أصاب قلبه الملتاع عليها... قلب طالما تمنها ولم ينطق.
وأنى له ذلك وهى كالنجمه العاليه صعبه المنال.
يحتضنها بقوه وهو يقول _الصبر حلو... الصبر جميل... كنت خلاص قربت افقد الامل فيكى واقول انك ست متجوزه صعب يا رجب... زهقت وتعبت.. الصبر اخد منى راقات.. بس لو كنت اعرف.. يااااه.. ده انا كنت هصبر فوق الصبر صبر بس اوصلك في الاخر... مين كان يصدق الى هييجى اليوم الى هتبقى فيه حلالى وفى حضنى ياست البنات.
خرجت من حضنه تسحبه بحنان يجلس بجوارها على احد الارائك قائلة _رجب
رجب_ياعيون رجب.
ابتسمت مجددا وقالت _غنيلى يارجب.
رجب _اغنيلك وماله... يعنى هعمل البدع دى كلها وفى الآخر مش هعرف اغنيلك طب والله لاغنيلك.
ضحكت بخفه فنظر لها بولخ يقول _هغنيلك اكتر اغنيه كنت بسمعها وانا بحلم بيكى بينى وبين نفسى.
نظرت له بانبهار وهو ينظر داخل عينيها بحب يبدأ فى الغناء بصوت غليظ نشاذ_ويلى ويلى ويلى من الايام يا شوق... ماقدرش انام فى ليلى ويرضى مين يا شوق.. انا من بعد الأسيه.. مشتاق نظرة حنيه ولا مكتوب عليا اعشق واتوب... ده عيونى بيبصولك وبعت مراسل جولك.. وانتى مين يطولك وانتى العاليه لفوووق.
ادمعت عيناه.. رغما عنه ادمعت.. لقد تعب كثيرا فى عشق مستحيل ولولا إنصاف القدر لما أصبحت له.
احتصنته هى هذه المره... احتضنته بقوه تبكى سنين عمرها وسنينه هو الآخر.
__________________________
كانت توتا تجلس شاردة تفكر في حديث تحيه وما فعله وقاله ذلك الحقېر.
وجدت محمد يقف امامها پغضب يقول _كان واقف معاكى بيقولك ايه.. ومن امتى وفى بينك وبينه كلام من اساسه.
نظرت له بسخرية.. فهى حقا كان ينقصها محمد هو الآخر.
تحدثت بلا اى مبالاه لحديثه وقالت _كويس انك جيت عشان اقولك ان انا واختى ماشيين خلاص.. يعنى عشان تيجى تتمم على حاجتنا الا نكون قلبناك تانى ولا حاجة.
زادت عينيه اشتعال وڠضب... تنوى الرحيل.. على اين.. هل متفقه معه على الذهاب اليه ام ماذا.
تحدث بغيره واضحه _وياترى هتمشى من هنا على فين... ها... متفقه معاه هتعيشوا فين
توتا _بقولك ايه يا جدع انت... انا مش ناقصة ۏجع دماغ... عندك حاجه عايز تقولها قولها مش عندك اتكل على الله الله لا يسيئك عشان مش ناقصه هى.
قبض على مقدمة ثيابها پغضب وقال باعين حمراء مرعبه لأول مرة تتلبسه تلك الحالة _اسمعى... قسما بعزة جلال الله لو عرفت انه لمح خيالك بس لاهتشوفى محمد تانى محدش لسه شافه ولا يعرفه... وإلى عندى قولته وانتى ومزاجك بقا ومشيان من هنا مش هتمشى... وده آخر كلام عندى وورينى بقا هتقدرى تعملى ايه يابنت عبد السلام.
تركها پغضب وهى جاحظت العين لا تجد اى تفسير او مبرر بطريقته هذه.
وهو خرج يحاول السيطره على حاله... يواجهها ليعلم ماذا يريد.
___________________________
انهى يوسف عمله وتوجه الى بيته يصعد الدرج.. تقابل معها وهى تخرج القمامة على اعتاب شقتهم.
منذ ذلك اليوم لم يراها ولو مره... لا يستطيع تناسى حزنها ودموع عينها التى شاهدهم لأول مرة.
حتى بعدما عقد سيد على والدته انتقلت للعيش معهم تاركه له الشقه مقررة انها له وسيتزوج بها.
وقف أمامها وهى تهم لغلق الباب فقال سريعا قبلما تغلقه بوجهه_اااا... ازيك.
رفعت حاجبها بنفور ولم تجيب فقال _اناااا.. يعنى ياااستى ماتزعليش... حقك عليا ههه.
نظرت له باستنكار.. يقولها وكأنه يضغط على حاله كثيرا فقالت _لا والله وجاى على نفسك كدة ليه.
يوسف _شوفى يعنى انا بقولك ايه وانتى بتقولى ايه.. هو احنا لازم يعنى كل مانتقابل نشرح بعض مطاوى وسكاكين... فى ايه مانا بشوفك كويسه مع الناس كلها.
مى بسماجه_سبحان الله يا اخى مش بطيقك.
ابتسم قائلا _من القلب للقلب والله يابت يا مى... وسعى.. وسعى بقا ودخلينى اتعشا عندكوا اكل امى وحشنى.
مى ببرود _لااا.
تحدث من بين أسنانه _اللهم طولك يا روح.. وسعى.. وسعى من وشى يامى احسنلك.
مى_لأ بيت ابويا وانا حره فيه.
يوسف_وبقا بيت امى بردوا... اوعى بقا من سكتى.
مى بكبر_وماله.. ادخل تعالى نعشيك.
ردد خلفها بغيظ_ادخل تعالى نعشيك!
مى_اه.. اهو كله بصوابه.. وانت شكلك غلبان وتجوز عليك الصدقة.
زادت الأمر كثيرا وهو تحملها كثيرا لأول مرة بحياته.. لكن أكثر من ذلك أن يستطيع.
فجأة انتفضت من حضنه بعدما استكانت به لثواني وانتفض هو الآخر معها لا يصدق ما فعله ومع من! مى!! اكثر شخص يتعارك معه يوميا وكلما رآه.
دلفت داخل شقتها بسرعه وأغلقت الباب ووققت تستند بظهرها عليه تتنفس بسرعه وتغمض عينيها.
فتحتهم بسرعه على صوت والدها يقول _مالك يامى واقفه كده ليه وكنتى بتكلمى مين برا
تحدثت بتلعثم وخوف _ددده.. ده يوسف.
سيد _اييه هو انتو مولودين فوق روس بعض لازم كل ماتتقابلوا تمسكوا في خناق بعض.
تحدثت حكمت وهى تضع صحون العشاء على طاولة الطعام _عيال يا سيد وبكره يعقلوا سيبهم يا خويا.
سيد لمى _طب ماقولتيلوش ييجى يتعشا معانا ليه
تحدثت بتلعثم اشد تشعر بالذنب على ماحدث_ااا.. اااهوو.. هو قالى مش جعان.
نظر لها بجانب عينه يعلم ابنته جيدا وقال_هو بردوا
تدخلت حكمت_لا ماتخافش عليه.. مابيسهاش عن روحه أبدا...تعالوا انتو اتعشوا وأنا شوية وهبقى اروح اشقر عليه وبعدها اعدى على خالتى شويه.
مى _اااهرروح اغسل ايدى من كيس الزباله واجى.
تحركت سريعا تختفى داخل المرحاض.. تغلق الباب بسرعه وتلقف انفاسها المسلوبه لا تصدق ماحدث.
وهو الآخر ببيته مثلها مزهول ومصډوم منها... من نفسه.. وأخيرا ابتسم براحه يتنهد... كأنه وجد ضالته.
جلس على طاولة الطعام يقطع الدجاج بغيظ كأنه يشرحه لا يقطعه... مغتاظ منها بشده.
وهى تكبت ابتسامتها بصعوبه عليه وعلى ماحدث.
رأى ابتسامتها تلك التى لم تفلح في مداراتها فمال عليها قائلا بغيظ _بتضحكى... ماشى.. بقا بتمنعى نفسك عنى.. وبعد ما شوفت الويل عشان تبقى مراتى.. انتى بقيتى مراتى على فكره.
تحدثت بخفوت وخبث_ده بدل ماتبقى جان وتقولى مش هلمسك الا اما اعملك فرح وتفرحى بنفسك الأول يا حبيبتي.
عامر بصوت خافض عصبى جدا _ماهعملك فرح... دى مالها بدى عايز أفهم.
مليكه _لا
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 92 صفحات