الأحد 24 نوفمبر 2024

لهيب الروح للكاتبة هدير دودو من الفصل الأول للخامس

انت في الصفحة 10 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


وتطالعها بعدم تصديق في دهشة وتعجب قبل أن تتحدث وجدت تلك تلقي ذاتها داخل حضنها تعانقها باحتياج شديد متمتمة بنبرة باكية ضعيفة وجسدها يهتز بضعف شديد
ماما متسيبونيش تاني عشان خاطري أنا تعبت أوي مش عاوزة حاجة غيركم.
ظلت والدتها متسنرة في مكانها لم تبدي أي رد فعل سوى الدهشة المسيطرة عليها لكنها سهقت بعد ءلك بصوت مرتفعة تبعدها عنها وغمغمت متسائلة بجدية أدهشت تلك الواقفة أمامها

إيه دة أنت إيه اللي جابك الله يخربيتك هتعمليلنا مصېبة جوزك عرف ازاي أنك جاية تعالى يا حسين شوف البت دي هتعمل فينا إيه بالبي بتعمله دة.
جاء والدها وقف يطالعها هو الاخر بعدم تصديق متمتما بجدية وقلق بدا على منحنيات وجهه
رنيم إيه اللي جابك دلوقتي أنت عارفة جوزك لو عرف هيعمل فينا إيه ادخلي دلوقتي ادخلي الله يخربيتك أنت وحركاتك.
وقفت تستمع إلى حديثهما وهما يعاملونها بحزم وشدة جعلت أنياط قلبها تتقطع وقلبها ينشق منقسما داخل صدرها لم تتخيل في حياتها أنهما يخبرونها بذلك الحديث القاسې الحازم معها..
يرى كل منهما حالتها الهزيلة الضعيفة أثر علامات ضربه عليها كل ذلك يظهر بوضوح شديد عليها فهو منذ أن تزوجها وقام بتحويل جسدها إلى لوحة يرسم عليها ما يريد من علاماته الذي يتخذ بعضها ألوان مختلفة لم يهمها كل ذلك بل كل ما فكروا به هو أن وجودها سيسبب لهما کاړثة حقيقية مع ذلك المختل زوجها الذي أعطاهما المال مقابل اخذها وامتلاكها..
دلفت معهما بخطوات متهالكة تتطلع الى أركان تلك الشقة الذي يبدو عليها الفخامة تلك الشقة التي أمامها علمت أنهما قد تخلو عنها مقابل تلك الرفاهية التي يعيشونها الآن.
جلس والدها فوق المقعد بضيق يرى حالتها الهزيلة وما بها لكنه يدعي عدم رؤيته لها ويتعامل على هذا الأساس أردف متسائلا بتعجب
جيتي هنا ازاي جوزك سابك ازاي دة هو قايل اننا مش هنشوفك تاني إيه  اللي جد.
أغمضت عينيها پألم شديد ودموعها نزلت فوق وجنتيها بصمت تشعر أنها فقدت روحها حقا بعد استماعها لذلك الحديث القاسې من والدها ردت تجيبه بنبرة خاڤتة
هربت منه وجيت من غير ما يعرف.
وضعت والدتها يدها فوق صدرها وصړخت بقلق وريبة تخشى أن يفعل لهما زوجها اي شي بسبب فعلتها المتهورة
يا مصېبتي إيه اللي عملتيه دة الله يخربيتك زي ما عاوزة تخربي بيتنا تهربي منه ازاي منك لله وجاية عندنا ليه هتلبسينا مصېبة.
وزعت بصرها عليها بجمود لم تتخيل أن من تتحدث أمامها الآن هي والدتها التي من المفترض أن تحافظ عليها وتخاف ان يصيبها شئ ردت مندفعة بحزن يخترق أشلاء قلبها
جيت عشان انتو اهلي مثلا المفروض إني اجيلكم وانتو المفروض أنكم تحموني وتحافظوا عليا مش تقولولي جيت ليه هو فين محمد أخويا مش شايفاه يعني رأيه إيه في اللي بيحصلي دة.
اندفعت والدتها ترد عليها بحدة ونبرة مشددة حازمة
وأنت مالك بأبني عاوزة ايه من محمد هو ملوش دعوة بيكي وباللي بيحصلك دة متدخليهوش في حاجات مش عاوزينها بعدين تيجي ليه وتهربي ليه من جوزك أصلا هو دة تربية واحترام.
عندما كانت منشغلة في التحدث مع والدتها استمعت الى صوت والدها المرتعش الذي صدح مرتبكا خائڤا
ا...الو يا عصام بيه ك...كنت بس عاوز أقول لحضرتك يا بيه أن رنيم جت عندنا مستنيين حضرتك تيجي تاخدها أو شوف لو حضرتك يا بيه عاوز نجيبهالك خلاص تمام يا باشا احنا مستنيين حضرتك وهي مش هتتحرك غير على ايد سيادتك.
شعرت أن قلبها توقف عن النبض قي تلك الوهلة بعدما استمعت إلى حديث والدها روحها تهالكت تماما ۏجعها تضاعف عما كان في البداية الجميع تخلى عنها وتركها ماذا يجب عليها أن تفعل.
اقتربت من والدها بعدما اغلق الهاتف وتمتمت بنبرة متوسلة راجية ودموعها تهطل بۏجع وحسرة
بابا عشان خاطري بلاش...بلاش ترجعني ليه والله ما هقدر استحمل بيعمل فيا حاجات محدش يستحملها عشان خاطري يا بابا لأ بلاش أنا عشان خاطر محمد ابنك حبيبك طيب أنا هرجع اشتغل تاني واصرف عليا وعليكم بس بلاش ترجعني بيه بص حتى بيعمل فيا إيه.
بص بيعمل فيا إيه والله جسمي كله كدة دة بېقتلني كل يوم بيضربني بكل حاجة ممكن تتخيلها عشان خاطري يا بابا بلاش أنا تعبانة معاه بجد هيقتلني والله.
اشاح والدها بصره مبتعد عنها لا يريد أن يرى بشاعة چروحها التي تعلن بوضوح ما يحدث لها وما يفعله بها ذلك المختل رد عليها بجدية
مش هينفع يا رنيم احنا مش قده ممكن يق تلنا احنا بعدين انتي الللي عملتي كدة لما روحتي اشتغلتي عنده في شركته هو وعمه كل واحد يبقى قد اختياراته هو هيجي دلوقتي ياخدك.
حركت راسها عدة مرات برفض لفكرة عودتها معه مرة اخرى كيف لها أن تعود إلى
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 30 صفحات