ميتم بها بقلم فاطيما
قدام اي حد مهما كان غلاوته عندي بس كنت هاجي في اخر الليل واترمي في حضنك واشبع من حبك وعشقك وحنانك اللي ما كنتش عايز من الدنيا غيرهم
حسسيني اني عندك اغلى من كل حاجه في الدنيا واغلى حتى من استعطاف اللي حواليكي ليكي حتى لو كانت امي انا مصډوم فيكي صدمة العمر
لم تتحمل تلك المسكينة كلماته الثقيلة التي كان محقا بها فقد كان ضعفها واستكانتها أمام زينب خطأ كبيرا انجرفت ورائه ولم تكن تعرف أنها بموافقتها على كلام زينب أنها غ رزت سکينا حادا في صدر عمرانها ولم تكن تتوقع أنه سيصدم بتلك الطريقة فوقعت مغشيا عليها أمام جلادها ومن أغرقتها في وحل الحفيد ما إن سقطت مغشيا عليها حتى على صوت عمران لأول مرة على والدته مما جعلها تنصدم فهو الآن خرج عن شعوره ولم يدري ماذا يقول أو يفعل صاح بصوت هز أركان المنزل بأكمله مما جعل زينب اړتعبت قبل أن تصدم فلأول مرة يفعلها عمران وخاصة عندما هرولت عليها كي تجعلها تفيق
هي لما توبقى موافقة على جوازي من واحدة غيرها تحت ضغط منك تفتكريني هعملها يعني يا
أمي !
قلتها لك قبل اكده الله في سماه لو هعيش وحيد وياها طول العمر مش هعملها ياريت تسيبيها في حالها يا أمي مش هتوبقي إنتي والزمن ونفسها عليها والله حرام عليكي اللي عملتيه فيها دي واللي مترضيهوش على بت من بناتك
ثم هبط بجسده لتلك الملقاة أرضا وحملها بين ذراعيه وهو ينظر إليها بأسى وقلب ينفطر من داخله لأجل ما وصلت إليه ثم استرسل حديثه لوالدته وهو يعلمها بما صدمها
ثم أكمل عاتبا عليها
سبحان الله هي رضيت انها تتجوز اهنه بصدر رحب وسطنا علشان خاطر منهملكيش لحالك لما أبوي اتجوز عليكي وهي أول من انجلدت بسوطك يا حاجة
له وكماني هتعلي صوتك على أمك مكانش العشم في قلبي اللي متعلق بيك تعمل فيا اكده ربنا يسامحك يا ولدي
هتف بلا مبالاة وهو يخطو الأدراج سريعا كي يفيق تلك المغشي عليها بين يديه
هتفت هي الأخرى بصوت عالي
طب اعمل حسابك اني مهسكتش على الوضع دي كتير يابن بطني واللي في راسي همشيه علشان انت باصص تحت رجليك وانك خلاص هتم الاربعين
ياااااااارب قلبي م ۏلع من جواه ن ار الحرمان هتنهش فيه يارب ارزق ابني بالخلف والذرية قبل ما يفوت الأوان ياااااااااااارب ممتحملاش الانتظار ياااااااااااارب اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك اهدي قلبي حاسة انه هيقف من كتر الخۏف والړعب على ولدي
كانت تلك الكلمات التي خرجت من قلبها جراء إحساسها لولدها الوحيد صاحب نبض الۏجع الأكبر في قلبها
أما في شقة سكون وعمران بعد أن صعد بها إلى غرفتهم وضعها على التخت بحنو ثم نظر إليها مرددا بندم على ما قاله لها قبل أن يفيقها
ثم التمعت عينيه بغمامة الحزن على حالهما الذي يدمي القلوب من القهر والحرمان فقهر أعلى أنفها يدلكه وهو يهتف باسمها كثيرا بهدوء كي لا يزعجها عندما تفيق وتشعر بالرهبة
سكون فوقي يا بابا
كان يتعامل معها بلطف راقي كشخصه بمحبة وعشق نابعين من أعماق قلبه الذي يدق بين أضلعه حزنا عليها لم تستجيب له فجلب البريفيوم الخاص به نظرا لتركيزه عن رائحتها ثم وضعه في يده وبدأ يمرر يداه على أنفها وهو يقترب بفمه من أذنها ليهمس بهما باسمها كي يجعلها تنتبه
سكون فوقي ياحبيبي
فقد تكون نظرة العين مثل السهم الذي يصيب هدفه دون بذل جهد ويعد القلب أسير تلك العيون التي تفضح أمره في كل المرات التي سكن فيها الحزن قلوبهم
أيعقل أن هذا الحزن سيظل ساكنا في عينيهما كثيرا !
تلك النظرات الحزينة التي تسكن عينيهما تجعلهم ممزقون بعد أن كانا عاشقان تجمعهم الليالي الممتلئة بهنائهم وغرامهم المتيم ولكن لم ترحمهم الظروف ولا الأشخاص كي يتعافا من حكم
القدر لحرمانهم وتتركهم يصبرون حتي يصلان إلى مرحلة الرضى لإرادة الله فيما يتوجعان منه
حتى تحمحم هو الآخر وقد تبدلت نظراته إلى رسم قناع الجمود رغما عنه فهو قد عاهد حاله أن يعلمها كيف تدافع عن نفسها وكيف تتمسك بحقها به كما تمسك بها وبقوة رغم أنف أحب الناس إلى قلبه ثم نطق بنبرة أشبه للجليد
إنت زينة ولا حاسة حاجة تعباكي اجيب لك داكتورة
نظرت إليه نظرة مطولة نادمة وعينيها ممتلئة بالدموع كي تستعطفه عندما استشفت جموده من نبرته الأشبه بالجليد كي يرحم قلبها المسكين ولكنه ما زال متمسكا بجموده
وداخله يلتوي لأجل حزنها ولكن لديه تصميم تلك المرة على أن يعاقبها على موافقتها من الزواج بغيرها وعند تلك النقطة توقف عقله وثار داخله واشتعلت الن يران وكل ما يدور في خلده انها تحت ضغط تنازلت عنه ولم تدافع عن حقه فيها تلك النقطة بالتحديد استحوذت على كل مشاعره وهي الأخرى قرأت كم الۏجع الساكن في عينيه ومن غير السكون تفهم العمران عشق السنين الأول والآخر والظاهر والباطن ثم قوت حالها واعتذرت له عما سببته له من ۏجع وخذلان فمن غير السكون راقي صاحبة القلب الكبير الذي رمته بين يداي العمران بنفس راضية مرضية ومن غير العمران حمل قلبها بين أضلعه وخبئه بغرامه المتيم لها وحنى عليه بكل ما فيه من حنو وطبطب عليه بكل ما فيه من عشق فهو يتعامل مع قلبها كالأم مع وليدها التي لو كان بوسعها لأعطته عمرها
حقك عليا اني ضعفت وكنت هفرط فيك لواحدة غيري علشان كنت مفكرة اني اكده هسعدك لما توبقى أب بس هي اللي ضغطت عليا قوي وحسستني اني ظلماك واني هبقى أنانية لو ما سبتكش تتجوز خاصة لما فكرتني ان انت داخل على سن الأربعين وبكيت لي دموع خلتني احس ان اني ظلماك فمفكرتش في نفسي فكرت اني اسعدك وبس ومفيش غير الطريقة دي لكن يعلم ربنا إن كان اليوم اللي هيحصل فيه كده عارفه اني مش هتحمل فكنت هفارق وهسيبك تعيش سعيد علشان ما احملكش ذنبي حقك عليا ياعمران
بتقولي ايه إنت ! بتقولي ايه ها !
كنتي هتتحملي عمران في حضڼ غيرك كيف
كنتي هتقدري تفارقيني ياسكون !
هتعمليها كيف داي علشان اتعلم منك قسۏة القلب واقدر ابعد اني كمان يا عشق عمران اللي مشافش غيرك ست تملى قلبه وعيونه وكل كيانه
كام مرة قلت لك انك حب السنين وعمر قلبي ما دق لست غيرك وطمنتك اني لو مش منك ابني مش هحبه عشان هيفرقني عنك هكرهه يا سكون فاهمه يعني ايه !
هكره حتة مني عشان مش من سكون
اكدت لك اني مش فارق معايا وجوده لو من غيرك مش هحس بأبوتي ناحيته
ثم همس بجانب أذنيها بطريقة أهلكتها
تخيلي كده اني هقول لها الكلام اللي هقوله لك
تخيلي اني هعيش وياها كل الأحاسيس والمشاعر اللي حسيتها وياكي
ما فكرتيش في كل الحاجات داي قبل ما تقولي لها موافقة !
ما فكرتيش فيا وفيكي !
كل اللي فكرتي فيه ازاي تجيبي لها حفيد وتجيبي لي ابن وتفرطي فيا بالسهولة داي علشان ما يتقالش عليكي انك أنانية !
ما يقولوا وكل اللي نفسه في حاجة يقولها أصل عمرهم ما يقولوها في وشك هيقولوها بعيد عنك ولو قالوها في وشك الله الوكيل هجيب لك حقك بس ما كنتيش توافقي وتكسريني وتحسسيني إني يمكن الاستغناء عني في أي وقت
للأسف ياسكون انا مش قادر اسامحك
له يا عمران ما تقولش اني مش قادر اسامحك !
ڠصب عني ضعفت واستسلمت ڠصب عني خاني التفكير لما افتكرت اني بكده هسعدك بس ارجوك ما تعاقبنيش ببعدك ولا بنظرات عيونك اللي بتجلدني انا أضعف قدامك فوق ما تتخيل انا ممكن أوهبك حياتي علشان تعيش انت سعيد
أغمض عينيه وهو يضغط على أهدابه كي يحاول بتلك الدرجة كبت مشاعر الاحتياج لها الآن فهي الداء والدواء هي المصل والترياق هي إدمان العمران الأقوى من اي مخدر هي نبض القلب وبغير وجودها تتوقف نبضاته ثم استدار إليها وإلى هنا لم يتحمل عمران دموعها بجمرات الغرام المتيم لكليهما
تمسكت به وهي تبكي فهو ليس رجل وزوج كأي رجل وأنثي لااااا ورب السماء هو لها الوطن بجنود عشقه المتغلغل في جل كيانها هو لها عدد الأنفاس الخارجة من صدرها هو لها الأمس واليوم والغد والكل هو لها السماء بنجومها والأرض ببشرها هو لها الدنيا بما فيها
ظلا كلتاهما يتشبس بأحضان الآخر حتى نطق أخيرا
اوعديني انك عمرك ما هتستلمي تاني يا سكون
ده الحضن وصاحبه بعمره وقلبه وروحه وكل ما يملك ملك يمينك يا أغلى من روحي
مطمئنة وظلا كلاهما طيلة تلك الليلة يسقى الآخر من شهد الاحتياج وسكنت السندريلا قلب أميرها الذي كان بمثابة قصر العشاق عشق السكون والعمران الذي لم تهزه اي رياح المشاعر ولا اي عواصف القدر حتى ولو كانت زينة الحياة الدنيا البنون
في الصباح الباكر استيقظ عمران وسكون بعد ليلة قضاها كلتاهما في بث كليهما الطمئنينة والعشق في قلب الآخر حيث استيقظ هو قبلها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها الغجري المحبب الي قلبه كي تستيقظ هي الأخرى
سكوني قومي بقي كفاية نوم ياكسولة بقينا الساعة ١٢ وفاضل ساعة على الضهر قومي ورانا حاجات كتير
تململت في نومتها
وهي تشعر بثقل رأسها وتريد أن تنام كثيرا وتمتمت بنبرة ناعسة بشدة
ما إنتي اللي تجنني يا دوك وطلعتي روحي معاكي تصدقي بيبقي مبهر اللقاء بعد الزعل حاجة رائعة
ثم استرسل وهو يجبرها أن تفتح عينيها
بقول لك قومي اعملي زي الستات ودبي معايا خناقة ونتخاصم طول اليوم ونرجع بقي نتصالح بالليل ونعيد الأمجاد بس صلح النهاردة نزود فقرة الدلع والفرفشة وتظبطي الآداء على أنغام الحكمدار تصدقي فكرة حلوة
ابتسمت بخجل على مشاغبته ثم سألته باستنكار مصطنع وهي تنتهج نفس دعابته
وه