شظايا قلوب محترقة لسيلا وليد من الفصل الأول للفصل الخامس
لنقابة الصحافة ياعم المغرور قالتها وجذبت حقيبتها
وتحركت بخطواتها الواثقة وغادرت المكان بالكامل وقلبها يئن كالوتر المقطوع..سبها قائلا
دمك يلطش إصبري عليا بت متخلفة
جلس على مقعده بدلوف المسؤول
الولد جاهز للمقابلة
أشعل سېجارة ينفثها بهدوء
ارتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة
صح النوم ياعريس ناموسيتك كحلي .
قهوتي يابني استدار إلى إلياس
عملت حاجة في القضية بتاعة الخلية..
تراجع بجسده ورمقه ساخرا ثم تمتم
مسح على ذقنه قائلا
معنى كدا فيه حد بيحركهم...أومأ له مجيبا
بالظبط كدا دا اللي عايز أقوله ..نهض من مكانه وهم بالمغادرة إلا أن إلياس أوقفه
قطب جبينه مستفسرا
نهض من مكانه قائلا
عايز أعرف اسم الولد اللي كان معاهم ودا مش هيقوله لحد غير أبوه وكمان أبوه طلع كان ظابط بس تقاعد نص ساعة وهنجيب ملفه بالكامل .
تمام يعني فيه تسجيلات ..
أستاذة ميرال قابلتني تحت وكانت مضايقة إكسب الصحافة علشان ميقلبوش علينا ..
لوح بيده قائلا
سيبك منها هاعرف أوقفها
إنت اټجننت ولا إيه إنت بتعاكس في البنت قدامي!..
اقترب شريف مقهقها
إيه الغزالة غمزت ولا إيه.. استدار إلى مقعده يشيح بكفيه
غزالة إيه يابني دي من أهل بيتي.. أه مختلفين بس دا ميدلكش الحق تتكلم عنها مهما كان ..
غمز بطرف عينه مردفا
من إمتى الحنان دا ياأم كلثوم ..
طيب إحنا الاتنين شبه بعضماتجوزنا لبعض اهو تلمني وتاخد فيا ثواب بدل الأفلام الثقافية اللي مبهدلة أخوك .
شريف ..صاح بها پغضب وكأنه تحول لشيطان أعمى
قولتلك أهل بيتي مش للهزار أوعى تفكرني هتساهل معاك دي زيها زي غادة اللي بينا مالوش علاقة بحد سمعتني ولا لأ ياريت تلتزم حدودك في الموضوع دا .
آسف ياإلياس مكنش قصدي أزعلك أشار له بالخروج وأجابه ممتعضا
روح شوف شغلك وابعتلي تسجيلات مقابلة الراجل وابنه عايز نشوف شغلنا .
بفيلا السيوفي
تقرأ بمصحفها وتنساب عبراتها مع ذكريات مټألمة أغلقت المصحف ووضعته بمكانه جلست تنظر للخارج تزيل عبراتها تهمس لنفسها
إيه يافريدة ظهور راجح قلب عليكي الماضي عايزة إيه ..حقك وربنا جبهولك وأكيد عند ربنا الأكبر والأعظم .
متأكدة ربنا هايجمعني بيهم قريب يارب استودعتك أولادي إحفظهم بحفظك واجمعني بيهم
ذهبت بذاكرتها منذ ساعتين
خرجت من غرفة مكتبها ونادت على مربية الدار التي تمتلكها
علية ..هرولت إليها السيدة قائلة
نعم يامدام فريدة..أشارت إليها
شوفي أستاذة حنان فين ناديها علشان نعمل جولة على غرف الأطفال ونشوف المستوى..أومأت لها وتحركت سريعا .
تحركت فريدة إلى مكتبها وهاتفت ابنتها
ضحكت على حديث ابنتها
قصدك إلياس..همست ميرال بخفوت
هو فيه غيره الطاووس المغرور .
عيب ياميرال مهما كان مينفعش تغلطي فيه حبيبتي دا في مقام أخوكي الكبير..قطعت حديث والدتها
بلاش تضيقيه ياميرال المهم أنا هاتأخر شوية في الدار النهاردة متقلقيش حبيبتي .
قادت سيارتها وتحركت قائلة
تمام حبيبتي المهم خدي بالك من نفسك..
خرجت فريدة مع المسؤولة وقامت بعمل جولة على كل الغرف عادت إلى غرفتها بعدما ألقت أوامرها بقيام المهام لكل فرد في الدار ثم تحركت إلى غرفة مكتبها بدخول وكيلة الدار
شوفتي الأخبار يافريدة ..جعدت جبينها متسائلة
أخبار إيه..ألقت الجريدة أمامها على المكتب
اللي مسكوهم من فترة نظرت إليها منتظرة باقي حديثها فتابعت السيدة
إنت مش ابنك أمن دولة وجوزك لوا إزاي متعرفيش!..
جلست على المقعد مستفسرة
شوفي مصورينهم أهو بس أهاليهم اللي صعبوا عليا دول عيال مش فاهمين حاجة وداعش مابيصدق يوصل لعيال زي دي..
أومأت بتفهم تنظر إلى تلك الجريدة هزة عڼيفة أصابت جسدها وهي ترى صورة ذاك الشخص وبجواره شابا بالعشرينات رفعت الجريدة تدقق النظر بالصورة فنهضت سريعا تجمع أشياءها قائلة بتلعثم
رحاب خلي بالك من الدار عندي مشوار مهم ..قالتها وغادرت سريعا اتجهت إلى سيارتها بساقين مرتعشة وصلت إلى السيارة ودقات عڼيفة تكاد تخترق صدرها ..توقفت تلتقط أنفاسها تنظر حولها بتشتت
السيارة وجلست بداخلها مع انسياب عبراتها .. دقائق كأنها دهرا طويلا حتى شعرت وكأنها
ليه ماقولتليش ابن راجح في القضية..
صمتا دام للحظات يستمع إلى أنفاسها المضطربة إلى أن سحب نفسا عميقا
علشان متكونيش زي دلوقتي كدا .
ثقلت حروف نطقها مما جعلها تصمت وكأنها لم يعد لديها القدرة على التحمل إلى أن استمعت إلى صوته الحنون
فريدة مصطفى السيوفي مستحيل حد يقدر يقرب منها أدفنه حي أقسم بالله يافريدة اللي يقرب منك أو من ميرال أدفنه حي حبيبتي إهدي ميقدرش يعمل حاجة ولا يقدر يقرب منك .
قدام الدار ..
خليكي يافري أنا في الطريق .
مساء اليوم التالي
جلس أمام مسبح منزله يطالعه بشرود وصل إليه إلياس
مساء الخير ياسيادة اللوا..
رفع رأسه مبتسما ورد تحيته
مساء الخير ياحبيبي رجعت إمتى شايفك مغير هدومك
جلس بمقابلة والده ينظر إلى دلوف سيارة إسلام وبجواره غادة واجابه
من ساعة تقريبا استدار بعدما استمع إلى ضحكات غادة بنزول ميرال
طيب أقوم أضربهم.. بتقولي ماتشدش عليهم وخليك حنين سامع صوت الضحك..
حدجه والده بنظرات مبهمة ثم أردف
بيضحكوا في البيت ياإلياس وبعدين غادة صغيرة خليها تفرح حبيبي بلاش الشدة علشان ماتغلط برة .
صغيرة إيه يابابا دي أولى جامعة يعني مش طفلة والأستاذة ميرال برضو صغيرة..دي لما الأمن يسمع
ضحكاتها بالطريقة دي
وصلت الخادمة إليهما بمشروباتهم
مدام فريدة بعتت لحضرتك العصير دا ياباشا والبيه قهوته..قالتها بعدما وضعتهم على الطاولة وغادرت .
رفع مصطفى عصيره يرتشفه ثم تساءل
سألت على فريدة..
توسعت عيناه بضجر وأردف ممتعضا
بابا لو سمحت اتكلمنا كتير في الموضوع دا أتمنى ماتزعلنيش تاني الست دي هاتفضل لآخر يوم في حياتي مرات أبويا اللي استغفلتنا .
إلياس..هدر بها مصطفى بوصول ميرال إليهما ملقية تحية المساء
جيت في وقت مش مناسب أمشي..
ابتسم مصطفى يشير إليها بالجلوس
لا حبيبتي إنت تيجي في أي وقت دا إلياس كان عايز يعتذر منك بسبب اللي حصل منه في المكتب .
جحظت عيناه يرمق والده بذهول فهمت ميرال ماينويه مصطفى فالتفتت تبتسم إليه
لا ياحبيبي مش مستاهلة أنه يعتذر الواحد لما بيغلط بيعتذر لأن بيكون حس أنه قليل ذوق .تجاهل ثرثرتها ثم هتف
صوتك ياأستاذة ميرال لما تضحكي وطي صوتك الأمن في كل مكان إحنا مش في مسرح بلاش شغل المهرجين .
أسبلت عيونها بوميض قائلة
ابتعدت بنظرها عنه وهتفت
أنا اشتريت بيت صغير في آخر الشارع دا خلاص كفاية لحد كدا وجودي بقى تقيل على بعض الناس حتى إنهم وصلوا يتهموني بأخلاقي..رفعت نظرها إليه وترجته بعينيها الدامعة
من زمان والموضوع في دماغي بس النهاردة قررت واتصلت بمكتب العقارات ومن حسن سقطت كلماتها على مسامعه كسقوط نيزك ليستند على الطاولة مقتربا منها
ليه حبيبتي بتقولي كدا عمرك ماكنتي تقيلة إنت بنتي ياميرال واللي مش عاجبه يشرب من البحر.
توقفت من مكانها وابتسمت قائلة
حبيبي ياعمو مفيش داعي لدا أنا كنت مقررة مالوش لازمة من حق حضرة الظابط ياخد راحته في بيته علشان يتجوز براحته أصلي طلعت عقبته..
رمق ابنه الذي انشغل بهاتفه دون أن يعيرهم اهتمام ثم أردف
إيه الكلام دا ياإلياس..
قاطعته ميرال
بعد إذنكم أنا قررت وخلاص أتمنى تقنع ماما ياعمو مستحيل أقعد في البيت دا يوم بعد النهاردة إلى الحديقة الخلفية لتجثو بركبتيها على الأرضية تضع كفيها على صدرها وكأن حجرا ثقيلا يطبق على صدرها
مع انفجار شلال عينيها دقائق وهي على حالها تسأل نفسها لماذا من صغرها وهو يعاملها بذاك الجمود والقسۏة ذكريات خلف ذكريات تعبر عنها عيناها مع ألم حارق كاد أن يزهق روحها ..
مسح بكفيه على وجهه في محاولة يائسة لوقوف ابنه
مش شايف إنك تخطيت حدودك في وجود أبوك يا محترم
إيه اللي حضرتك بتقوله دا حضرتك مش شايف هايفتها أشار بكفه بالتوقف
البنت دي لو خرجت من البيت مش عايز أشوفك قدامي
كنت متوقع حاجة زي كدا من حضرتك ڼصب عوده متوقفا لا يعلم كيف توقف بذاك الشموخ أمام والده بعدما استمع لتهديده البائن
دايما الست فريدة وبنتها فوقي بقيت أشك إني ابنك أصلا
رعشة قوية أصابت جسد مصطفى حتى شعر بشحوب جسده وتثاقل لسانه عن الحديث صمت ونكس رأسه للأسفل بعدما شعر وكأن أحدهم طوقه بطوق من النيران..ظل إلياس يحدجه
آسف عارف قسيت بكلامي مع حضرتك حقيقي معرفش إيه اللي بيحصل معايا آسف بابا متزعلش مني .
رفع رأسه يتعمق بعينيه
بتحبني ياإلياس..طالعه مصډوما من حديثه فابتسم يهز كتفه
إيه اللي حضرتك بتقوله دا إنت روحي يابابا ولو طلبت عمري مش هاتأخر .
ربت على كتفه قائلا
عايزك تتجوز ميرال..
ران صمتا هادئا بالمكان ولكنه لم يخلو بتعلق الأعين بالنظرات بينهما فجأة أطلق ضحكة
شوف عايز نعمل الفرح إمتى وأنا موافق واللي إنت عايزه عايز تقعد معانا عايز تقعد مع مراتك لوحدك براحتك ..قالها مصطفى وتحرك من أمامه حتى لا يناقشه بقراره .
باليوم التالي بغرفة فريدة
انتهت من قراءة وردها اليومي ثم جلست بالشرفة تنظر للخارج .
استدارت بعدما شعرت بخطوات أحدهم بالغرفة
نهضت وتبسمت
حمدلله على السلامة يامصطفى ..
مصطفى مالك فيه حاجة حصلت..
جلس على المقعد يفرك جبينه رفعت كفها تخلل أناملها بخصلاته المختلطة بالشعر الأبيض
عندك صداع ولا إيه!
تراجع بظهره على جسدها حاوطته بذراع والآخر تحركها بهدوء كمساج برأسه
ياحنان إيدك يافريدة بحسها بلسم .
افترت شفتاها ابتسامة
بتدلع يامصطفى ولا بتهرب مني ..
اعتدل واستدار إليها
عرفتي إلياس طرد ميرال من مكتبه مش عايزك تزعلي وفيه موضوع طول اليوم بفكر فيه .
طالعته بنظرات مستفهمة احتضن كفيها يربت عليهما
فريدة أنا قررت أجوز ميرال لإلياس ومش عايز اعتراض .
ضيقت عينيها متسائلة بلهفة
ليه يامصطفى علشان راجح ظهر تاني صح..
إيه اللي بتقوليه دا هو أناخايف منه علشان أجوزها لإلياس !..
تأملها بعينين حزينة ونظرات مترجية
فريدة إلياس عمره ماهيتجوز لو فضل كدا عندي أمل في ميرال ..
هبت من مكانها تفرك بكفيها ثم
حانت منها نظرة ممزوجة بعيونها المترقرقة
أصابه الحزن فنكس رأسه للأسفل
كان عندي أمل فيها الولد يوم عن يوم قلبه بيقسى فكرت لما يتجوز قلبه يحن ويبعد عن قسوته شوية ..
هاج قلبها على حالته جلست بجواره
طيب عايزة مؤخر كبير علشان مايحاولش يطلقها..قالتها بابتسامة حزينة...رفع رأسه يطالعها مذهولا
موافقة..هزت رأسها تربت على كتفه
وأجابته بنبرة واثقة
ابنك مش قاسې يامصطفى هو عايز يفهمنا
كدا بس لو قربت منه هتلاقي حنية الدنيا كلها عنده المهم مايكرهش البنت
وبلاش انا أظهر في الموضوع
إنت اللي بتقولي كدا بعد اللي حصل دا كله!..
اكتفت بتنهيدة مرتجفة أفلتتها من بين آلامها
مش هاخبي عليك يامصطفى إلياس أكتر واحد هيقدر يحافظ على ميرال رغم جحوده معاها بس جوايا يقين بيقول أنه اكتر واحد هيحميها
لاحت نظراته بتساؤل عن ماتعنيه نهضت مرتبكة تفرك بكفيها
من وقت ما شوفت خبر القبض على ابن راجح وعرفت إن الولد هايكون تبع أمن الدولة لأنها قضية تمس بالأمن القومي ..وأنا بفكر في اليوم اللي هقابل فيه راجح عايز قدر اكتر من إن
فريدة إنت ناوية