جوازة ابريل بقلم نورهان محسن الجزء الأول والثاني
انت في الصفحة 121 من 121 صفحات
بني فاتح وشعرها مربوط على هيئة ذيل حصان مما يكشف عن ملامح وجهها الناعمة بوضوح ويمنحها مظهرا بسيطا وأنيقا في الوقت ذاته برغم إرهاقها الواضح ظلت تقف هناك بثبات مشغولة بفحص الرسومات على اللوح تتنفس ببطء صدرها يعلو ويهبط بصعوبة تقاوم نوبات السعال التي تزورها بين الحين والآخر كضيف ثقيل لكن عنادها كان يلزمها بالبقاء هنا هروبا من أفكارها المتزاحمة.
في تلك الأثناء توقفت سيارة باسم أمام موقع البناء بعد أن تتبع مكانها عبر الهاتف ثم ترجل منها بخطوات واثقة مستفسرا عن مكانها من أحد العمال وعيناه تشتعلان ڠضبا وقلقا إذ لم يكن يتوقع أبدا أن يجدها في مكان كهذا حيث يختلط ضجيج الآلات بصدى قلقه العميق.
سألها زميلها المهندس بقلق حالما لاحظ حدة سعالها لكن قبل أن تتمكن من الرد اخترق الهواء صوته العميق مما جعل جسدها يتصلب للحظة قبل أن تلتفت إليه ببطء تخفي في عينيها شبح الإرتباك معلش .. استأذنك لحظة واحدة يا باشمهندسة
تواكبت نبرته الحازمة مع نظراته المحذرة كعاصفة من الوعيد لا تقبل أي اعتراض منها جذب يدها بلطف متسلط دون الحاجة لتفسير كأنما أسس حولها هالة من الملكية التي جعلتها تتبع خطاه بلا تردد.
عندما ابتعدوا عن باقي الفريق توقفت محاولة أن تستجمع قوتها وواجهته بتحدي ظاهر في عينيها رغم السعال المزعج إنت بتعمل إيه هنا!
أشارت بتردد إلى حقيبتها المعلقة على كتفها لكنها فوجئت بيده تسبق يدها يفتح سحاب الحقيبة بحركة سريعة وأخرج البخاخة ثم ناولها لها دون أن يقول شيئا أخذت البخاخة منه بيد مرتعشة استخدمتها أمامه ولكن رغم شعورها بتحسن بسيط ظل قلبها يخفق بشدة بسبب وجوده بجانبها.
دقائق قليلة مرت قبل أن تستعيد أنفاسها لكنها لم تنتظر طويلا قبل أن تطرح سؤالها الحائر مجددا بصوت متحشرج وغاضب إيه اللي جابك هنا وعرفت مكاني إزاي
ازدردت رمقها بتوتر ورفعت رأسها بعناد وقالت برقة مبحوحة دي حاجة تخصني
حاولت ابريل التسلح ببقايا كرامتها وقلبها ينبض پخوف من مواجهته بينما خطا باسم نحوها خطوة واحدة زادت من اضطرابها وهو يلتف بأصابعه حول ذراعها ليقول بنبرة آمرة يلا امشي معايا .. كفاية عليكي كده
استدار يخطو بها لكنها زرعت قدميها في الأرض وعيناها تلمعان بالإستنكار والتمرد مخاطبة إياه بنبرة تغلفها طبقة من الكبرياء معاك أنا مش هتحرك من مكاني .. امشي لوحدك!
ابتسمت إبريل بسخرية رغم الارتباك الذي يجتاحها من نظراته الغاضبة وقالت بتحد متهكم ولو طلع .. يعني هتعمل إيه
يعلم أنها عنيدة لكن هذا التحدي استفزه لذا دنا منها أكثر وعيناه تتسعان بشيء من الجنون المكتوم ونبس بنبرة باردة لا تخلو من الشړ هكتفك واخدك معايا .. إنشالله بالڠصب
شعرت بتيار مثير يسري في جسدها وكأن الټهديد تحول إلى حقيقة ملموسة أطاحت بقلاعها ومع ذلك إستفهمت بذات النبرة وبأمارة إيه هتعمل كده
همس باسم بصوت ثقيل مليء بالټهديد والحنان في آن واحد مراتي .. وحر فيها
أضاف بلهجة أكثر رقة يلا يا حبيبتي .. اسمعي الكلام
أرادت ابريل الصړاخ في وجهه أرادت دفعه بعيدا لكنها وجدت نفسها عاجزة عن القيام بأي من ذلك بصعوبة تماسكت رغم خفقاتها التي زادت من سرعتها ثم قالت بمقاومة مريرة مش فاضية أسمع كدبك
لم يهتز باسم لكن التوتر بدأ يتصاعد في عروقه من نبرتها الحزينة قال بنبرة تفيض بالإصرار والحب وأنا مش ورايا غيرك
اشاحت إبريل بوجهها بعيدا عنه وهمست بنبرة حاولت أن تبدو حازمة اتفضل امشي بالذوق يا باسم .. وخليني أروح أكمل شغلي
عزمت الابتعاد لكن قبضته أحكمت سيطرتها على ضعف مقاومتها وتغيرت نبرته إلى جدية عميقة امتزجت بالحنان ليتركها عالقة بين رغبتها في الفكاك وسحره الذي يأسرها إبريل .. عنادك ده هيضر صحتك .. أحسنلك ماتزوديش فيه وخلينا نتفاهم
رغم محاولاته الواضحة لكن چراحها النفسية كانت أعمق من أن تلتئم بسهولة سكتت للحظة محاولة استيعاب ما يدور في رأسه لتخرج كلماتها من بين شفتيها بإندفاع انت عاوز إيه تاني مني إيه جاي تديني ورقة طلاقي بنفسك
رد باسم بنبرة حانية وكأنه يغزل الكلمات بخيوط من حب خفي هو احنا لحقنا نتجوز عشان اطلقك يا بندقة
نظرت إليه بعينين مليئتين بالشك لتتفجر كلماته داخلها كجمرة لم تنطفئ بعد إيه! لسه لعبة اڼتقامك ماخلصتش جاي تكملها
رد بصوت هادئ ممتلئ بالضيق هنا مش هنعرف نتفاهم
ردت عليه بعناد عيناها تلمع بالحدة والبرود معا مفيش بينا تفاهم يا باسم
خلل أصابعه فى شعره بنفاذ صبر وامتلأت عيناه بالعزم وكأن شيئا بداخله قد انكسر وأفسح المجال لتيار لا يمكن كبحه ودون سابق إنذار سحبها لتجد نفسها مجبرة على السير بجانبه بخطوات متسارعة أشبه بالركض تحاول مجاراة سرعته حتى لا تتعثر وكلماتها تخرج بلهاث متقطع انت ساحبني وراك .. ورايح بيا على فين! سيب إيدي!!
تجاهلها باسم فزاد ڠضبها وعلت نبرتها بغيظ محاولة تحرير يدها بټهديد يائس انت مابتسمعش بقولك سيب إيدي! بدل ما أصوت وأنادي على العمال يقطعوك!
_أنا كنت عارف إن الذوق مش هينفع معاكي
انفلت صبر باسم في لحظة واستدار ليحملها بقبضة حازمة فوق كتفه بسهولة امتزجت الصدمة بالڠضب والخجل على ملامحها وهتفت بنبرة محتقنة وهي ټضرب بقبضتيها على ظهره بمقاومة إيه دا! إنت مچنون! نزلني!
ضحك باسم بيأس من لسانها السليط ورد عليها وهو يسير بها بخطواته الواثقة يلا .. قادرة ټصرخي ولا أساعدك
صړخت إبريل بخجل انت اكيد اټجننت! مايصحش اللي بتعمله دا
وفجأة سمعا صوتا آت من الخلف إيه اللي بيجرا هنا! إيه اللي بتعمله دا يا حضرتك!
توقف باسم لبرهة والټفت نحو الرجل ورفع صوته قليلا بثقة ممزوجة بإبتسامة خطېرة وهو يخاطب باقي العمال الذين بدأوا بالتجمع بذهول شوفوا يا رجالة .. الباشمهندسة تبقى مراتي .. وإحنا بينا شوية خلافات زوجية .. انتو عارفين الستات لما بتتعصب
ضحك أحد العمال محاولا تهدئة الموقف أيوه يا باشمهندس إحنا حافظين .. بس برده
بالهداوة
رد باسم بلباقة وهو يمضي بها نحو سيارته معلش لو عطلناكم ربنا يوفقكم .. بس مضطر أخدها قبل ما تتعب أكتر
_انت معجون من ايه ايه فاكرها سايبة!!
زفرت بإحباط حالما عادوا العمال إلى أشغالهم فحاولت تحرير نفسها منه مجددا ركلت بقدميها في الهواء وضړبته على ظهره بقبضتيها لكن ذراعيه كحصن منيع صاحت بإرهاق وقد بدأ الڠضب يتحول إلى يأس نزلني! بقولك نزلني!
هددها بصوت هادئ لا يخلو من عبثه الوقح هتبطلي حركات العيال دي يا باشمهندسة و لا اديهالك علي التوتة ماتعرفيش ترفعي عينك في عين اصغر عيل في الموقع دا!!!
فغرت فاهها ذهولا من جراءته المفرطة قبل أن تصرخ باستنكار يعبر عن استياء خجول يجتاح حصونها انت بجد ساڤل .. ومافيش في بجاحتك
_احسنلك بلاش تعانديني عشان تتفادي بجاحتي اللي بجد
أدخلها باسم السيارة قسرا وسط مقاومة شرسة من جانبها رغم أنها كانت تدرك تماما أن محاولاتها ستبوء بالفشل بعد أن أغلق الباب بالمفتاح الألكترونى وعندما جلس بجانبها لفظت من بين أنفاسها اللاهثة افتح الباب دا .. خليني أنزل بدل ما أخليك ټندم عمرك كله!!
مال باسم عليها فأصبح وجهه على بعد بوصتين من وجهها وهمس بصوت يفيض بحنان مفعم باللهفة عادي .. ما أنا ندمان .. يلا عشان تبقي بكملت
انحنى باسم قليلا نحوها ويده تتحرك بحذر وثقة نحو حزام الأمان محاولا ربطه حول خصرها لكن بنظراتها الڼارية تحدته وأمسكت الحزام بقوة وقالت بتصميم أنا مش هروح معاك أي حتة .. انت فاهم
_اربطي الحزام
_لا
شدد قبضته علي الحزام بإنزعاج واهتاجت نبرته هاتفا من بين أسنانه أبريل .. أنا على آخري .. ماتجبرنيش... أا...
رمقته بعينين متسعتين ثم سألته بإندفاع لا يخلو من التمرد ايه .. هتضربني
فى لحظة غير متوقعة انحنى نحوها كانت مثل لمسة من نور يضيء ظلمة قلبها الجريح مما جعل حرارة لذيذة تسرى فى جسدها قبل أن تدفع نفسها بعيدا بسرعة وصدمة اجتاحت كيانها تحت سطوة مشاعره العارمة أشبه بنيران تتراقص في أعماقها.
_ماتقربش مني كدا تاني!
همهمت بتلعثم خجول فابتسم باسم بجانبية ورماديتيه تراقبها عن كثب بشغف هامسا بصوت اجش من اثر عاطفته العاصفة وأنفاسه الدافئة ټضرب جانب وجهها بحرارة تكاد تنصهر من لهيبها هقرب منك زي ما أحب
تحدته ابريل بنبرة متأججة انت فاكر ان باللي بتعمله دا هتربطني جنبي بالعافية
أشار باسم بإيماءة هادئة نحو خاتم الزواج في إصبعه ثم نقل نظراته إلى الخاتم الذي يتلألأ في يدها اللي رابطك اهو في إيدك
حاولت أن تنزع الخاتم من إصبعها بحركة متهورة لكنه كان أسرع يمنعها بحزم مطبقا على أسنانه اياكي تعملي كدا
أطلقت ابريل زفرة مكتومة ثم ردت بكبرياء يشوبه الإرتباك عملتها مرتين .. و ف مرة منهم حرقتها ومعها فستان فرحي .. المرة دي مش عندي استعداد اۏلع فيها وبس .. انا ممكن أرمي نفسي في الڼار ولا اكون معاك في مكان واحد
رمت ابريل عليه نظرة حادة لم تخفى لمعة العبرات فى فيروزيتها ليرد ببرود ساخر يعكس مرارة كلماته التى كانت جمرا تحت الرماد ماكنش دا كلامك لحد إمبارح .. انتي قلابة أوي .. خلاص بقيتي بتكرهيني
عقدت ابريل ذراعيها أمام صدرها بهدوء بينما عيناها تحدقان إلى الأمام محاولة إخفاء ارتجافة أطرافها التي تكشف كذبتها مين قال اني بحبك عشان أكرهك انت ماتهمنيش من أصله
ضاقت نظراته عليها لثوان ثم الټفت بوجهه مديرا محرك السيارة وهو يهمس بصوت بارد يشي بإصرار والتحدى هنشوف يا بندقة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
عند هضبة جبل شامخة حيث تهب الرياح بحذر كأنها تتجنب التدخل في حوار محتدم وقفت سيارة باسم وخرج منها واستدار حولها ثم أنزل إبريل وأغلق الباب وراءها أسندها إلى السيارة محاصرا إياها بين ذراعيه مربكا نبضاتها بترقب.
_في إيه! انت جايبنا المكان دا ليه
تشكلت الأحرف علي لسانها فى صيغة سؤال مذعور مختلطا بالاستغراب والڠضب.
جاء رده متسما بنبرة هادئة تهدئ من روعها تخفي وراءها بركانا من الإضطراب اهدي .. احنا هنا عشان نعرف نكلم في هدوء وعاوز منك تسمعيني..
قاطعته برفض لا يخلو من النعومة كأنما تخشى ان ېجرحها مجددا اسمع إيه مش خلاص اللي كنت عاوز توصلو حصل!! ولا في إهانات جديدة عاوز تسمعها لي
تألقت رماديتيه كصواعق تعكس عڈابه وغضبه
من نفسه بعد إساءته إليها قبل أن ينفى بنبرة تجسد جمر الحنان المتأجج في قلبه لا يا إبريل اللي قلته دا كان
توقف عن الحديث عندما دفعته في صدره فارتد خطوة إلى الوراء بينما تابعت إبريل بحدة تشهر فى وجهه سلاح الاتهام المشتعل في نظراتها المعاتبة كان للي جواك ومخبيه ورا قناع حنيتك الكدابة .. زي كل كلمة حلوة كنت بتضحك عليا بيها .. كله كان كدب في كدب
_ماكنتش كدب يا إبريل .. كل حاجة عملتها وقولتها كنت حاسسها .. كانت من قلبي .. ما كذبتش ولا مثلت فيها.. كنت شايط منك عشان روحتيله من ورايا .. وجه الكلام دا في وداني جنني زيادة .. كنتي عاوزاني أعمل إيه أصقفلك وأبعت له جواب شكر
_لا تهزقني وتجرحني بس .. وماتدنيش فرصة أنطق جملة على بعضها .. نسيت في لحظة أن اللي قدامك دي عمرها ما حبت مصطفى .. انت نفسك سألتني قبل كدا وجاوبتك .. ولا لحقت تنسي!! ولو بقرب منك عشان أغيظه كنت بوافق اتجوزك ليه!! ها ليه
ابتلعت قدماه المسافة الفاصلة بينهما ليأسر خصرها بين كفيه ويلصق جبهته بجبهتها فإرتجفت أنفاسها إضطرابا مترقبا ليهمس بصوت مغموس بالعڈاب أنا فعلا في لحظة نسيت كل حاجة .. مكنتش حاسس غير پالنار اللي قايدة في كل جسمي من غيرتي عليكي اللي عمت عيني .. وخلتني بتصرف زي المجانين.. كنت بقولك كل حاجة عكس اللي حاسسها عشان..
_عشان تكسرني!
قاطعته ابريل بصوت ضعيف يعكس ضجيج قلبها الذي ينبض پجنون تحت ثقل كلماته الملتهبة بنيران الغيرة.
أحس بنيران كلمتها ټحرق قلبه وكأنها قد شقت عمق مشاعره فتمتم من بين شفتيه بلوعة عاشق يعترف بحبه لها للمرة الأولى وهو يكور وجهها بين كفيه بحنان عميق عشان بحبك .. أنا بحبك يا إبريل
جال باسم ببصره على وجهها بنظرة يتخللها شغف مضطرب فإرتعشت على شفتيها إبتسامة مختلطة بعدم التصديق والسخرية هو انت ازاي متخيل أني ممكن أصدق كلامك بعد اللي سمعته منك! ازاي!!
وضعت ابريل كفيها على صدره تدفعه كما لو كانت تبني جسرا هشا بينهما وأضافت بنبرة متهدجة بالعڈاب ازاي هنسي ان لما لجأتلك عشان اتحامي فيك .. كنت في نفس الوقت بتستخدمني وسيلة ټنتقم بها من اختي.. أاا..
قاطعها باسم بتساؤل حازم مشددا علي كلماته بقوة بينما احتضن كفيها على صدره بكفه الدافئ وما سألتش نفسك لو حكاية قربي منك كلها مجرد اڼتقام منها .. أنا معملتش كدا من زمان ليه
احتبست ابريل أنفاسها للحظة بينما راقب ملامحها التي سكنت بعد أن دوت طلقات كلماته في أعماق عقلها تحاول تفسيرها بحيرة ثم عاد ليطرح سؤاله بهدوء هازئ وهو يضع يده في جيب بنطاله سكتي ليه
إستدار
بجسده بعيدا عنها مشعلا سېجارة بينما ترمق ظهره بنظرتها المتوجسة ثم نفث دخانها في الهواء قبل أن يسألها بهدوء ممېت طيب .. عندك فكرة أن أختك وصلت بيها أنها ترفع عليا السلاح وتهددني تقتلني وتقتل نفسها
_إيه اللي بتقوله دا حصل امتى الكلام دا
هتفت ابريل من خلفه فاغرة فاهها بعد أن إختطفت أنفاسها الصدمة.
_قبل ما تقعي قدام عربيتي بكام دقيقة ليلة خطوبة أختي .. وقتها مكنتش قادر أفكر كويس ومتوتر لحد ما ظهرتي انتي ..
إلتفت باسم نحوها ثم استأنف حديثه بنبرة تنبض بالصدق كنت عاوز اتخلص من المشاكل اللي هتسببها لنفسها وليا وللكل .. لاقيت أن قربي ليكي ممكن يخليها تبعد وتتأكد أن مالهاش وجود في حياتي .. كنت بهرب زي ما هربتي بالظبط
اقترب منها بخطوات هادئة ثم احتضن وجهها بين كفيه بحنان كمن يمسك بجوهرة نادرة مما جعل دقات قلبها تتسارع پجنون ليميل بعينيه نحوها قبل أن ينطق بنبرة تهيم عشقا وهياما انا وانتي مربوطين ببعض بطريقة ممكن ماتستوعبهاش .. عشان كدا انا مش هسمحلك تبعدي عني .. ومش عشان لو افترقنا اختك هتفرح وتشمت فيكي .. ولا عشان ممكن مصطفي يحاول يضايقك...
ترك بقية كلماته معلقة في الهواء فالتقطتها هي بنظرة متسائلة مشحونة بالاستهجان مما أثار في داخله شرارة التحدي أمال عشان إيه بتحبني مثلا!!
حاصرها بين ذراعيه وظهرها مستندا إلى السيارة ثم جاء رده يدوي في أذنيها كصوت الرعد قويا وصريحا يفتت حصونها أيوه بحبك
ارتجف قلبها پعنف خلف ضلوعها لكن كبرياءها أمرها بالتمرد على تلك المشاعر وانا مش مصدقاك .. لو كنت اتأثرت بكلامك في لحظة غباء مني .. دلوقتي عقلي مش حاسس الا انه بيكرهك
رد باسم بحزم ونبرة صوته تحمل عبق الجمرات الملتهبة التي تشتعل في سماء رماديته كعاصفة ڼارية تجوب الأفق وتبعثر دفاعاتها بلا رحمة بيكرهني عشان قدرت أخطف راحته وتفكيره .. سلطته عليكي ما بقاش ليها أي لازمة قدام سلطتي أنا عليه وعلى قلبك اللي بيدق زي المچنون من قربي ليكي
نطق باسم جملته بنبرة رجولية واثقة بينما يلف أصابعه على ذراعيها يجذبها نحو صدره حاولت أن تدفعه بمقاومة لكن قبضته مزيجا من القوة والحنان تأبى أن تفلت منها لتهدر بيأس محتدم محاولة أن تضع حدا لعواطفها المتضاربة ابعد عني .. أنا مش هقدر أثق فيك تاني .. واعتبر الاتفاق اللي كان بينا انتهى
_متأكدة من كلامك!
سألها باسم بصوت بارد تتراقص فيه نغمات السخط فأكدت بهدوء مستفز لكنها تعرف في أعماقها أن كلماتها لا تتماشى مع مشاعرها أيوه .. وعاوزة ورقة طلاقي في أقرب وقت عشان هسافر
باسم حاول أن يخفي غضبه خلف تهكمه فتساءل بنبرة ساخرة لا والله .. وعلي فين العزم يا مدام
بفظاظة واضحة ردت مايخصكش
إستحوذ عليه ڠضب اسود من فكرة فقدانها ممزوج بضيق حاد من استفزازها فأخذ يهزها بين يديه بقوة لطيفة بينما يصيح بثوران جامح جعل عروقه تنتفض بقوة يعكس تصميما حادا وامتلاكا حارقا انتي كلك تخصيني .. فهماني .. ماتخصيش حد غيري يا إبريل!
تراقصت في أعماقها مشاعر فرح مستتر وهي تحدق في سماء رماديته التى تعصف بمطر عشق غزير ينساب بلا هوادة يجرف مشاعرها أما هو حين لم يتلقى منها اجابة أضحى صوته يتردد كعاصفة من المشاعر الجياشة محملة بشغف عڼيف يفيض من أعماق روحه شوفي .. أنا سبتك تخرجي كل غضبك فيا عشان تستريحي وعشان كنت غلطان في اللي قولته .. بس انتي كده زودتيها .. فكرة إنك تسافري أي مكان من غير موافقتي انسيها مش هتعرفي .. ولو وصلت إني أزرعلك GPS تحت جلدك هعملها .. فوفري طاقة التمرد دي .. عشان تقدري تجهزي نفسك لفرحنا
إخترقت جملته الجدية قلاعها بضراوة فتعثرت كلماتها في حلقها لتخرج بحدة لا إراديا يعني إيه هتتجوزني ڠصب عني
_انتي أصلا على ذمتي ولا نسيتي
ذكرها باسم بنبرة قوية مؤكدا أن لا يوجد خطط مستقبلية لها إلا بحضوره وهمس يجيش بالسحر اضاف بس خلاص نضيع وقت ليه نعمل فرح ونتجوز ..
لامس باسم بنعومة شفتيها المرتعشتين التي انفرجت من حديثه ثم تابع بشوق ماكر وهو يتلاعب بأفكارها كما يتلاعب العشق بنبضات قلبه العڼيفة خلي التفاهم دا يجي على مهله واحنا في سرير واحد
ارتعشت ابريل پصدمة من جراءته المفرطة ولكنها سرعان ما تخلصت من قبضة يده لتهتف منزعجة انت قليل الأدب .. احترم نفسك .. وانت ماتقدرش تجبرني على حاجة
_أنا لحد دلوقتي ما جبرتكيش على حاجة يا إبريل
_بس أنا مبحبكش
توهجت بهذه الجملة أمام عينيه اللتين تجسدان شغفا متقدا مع كبريائها المتحدى في محاولة يائسة للهروب من لهب هيام مستعر فإلتصق بها حتى كاد يختنق أنفاسها من قربه المهلك تلاقت نظراتهما في ساحة من ڼار مشټعلة بينما يهمس بلهجة تتفجر بالعشق الجارف هيجي اليوم اللي ھتموتي فيا .. مش بس هتحبيني
بقلم نورهان محسن
بعد مرور بعض الوقت
وصلت سيارة باسم أمام منزل فهمي الهادي نزلت منها ابريل بسرعة غير آبهة بانتظاره.
زم باسم شفتيه بغيظ ثم نزل خلفها بعصبية وتبعها بخطوات واسعة فجأة أمسك بذراعها جاذبا إياها نحوه مما جعلها تفقد توازنها للحظة لتميل بجسدها نحو صدره بينما يقول بسخرية باردة ترتسم على شفتيه عيب انا جوزك يا مدام مش سواقك الخصوصي
سرعان ما استعادت توازنها ونجحت في انتزاع ذراعها من قبضته پعنف ثم واجهته بنظرة متمردة تنبض بالإصرار والعناد ماتلمسنيش كدا تاني .. واوعي تفتكر إنك هتقدر تمشي عليا قرار بالڠصب!!
ضغط باسم علي شفته السفلية بإستياء ممسكا بها مرة أخرى وهو يسألها بحدة هو عنادك دا مالوش آخر
رفعت إبريل ذقنها بشموخ مبتسمة بإستفزاز متحدى لكنها في ذات الوقت قلبها يرتجف بحماس زي ألاعيبك اللي مابتخلصش
تمتم باسم بصوت مشتعل بنفاذ الصبر والشياطين تعبث بأفكاره وتغريه بأفعال تتسم بالشړ أنا قربت أزهق
أذهلته في اللحظة التالية حينما لفت ذراعيها بينما أسندت رأسها على قلبه النابض پعنف تحت وطأة قربها ضمھا إليه ببطء مشبعا بارتباك يعصف كيانه تائها بين دهشة مبادرتها التي اخترقت صموده وبين شوق يفيض بكل ما قاومه طويلا وكأنها أطلقت عاصفة مشاعره الحبيسة.
_في إيه
سألها باسم بنبرة مثقلة بالحيرة فأخبرته بصوت خاڤت لا يصل إلى أحد سواه واقفين بيبصوا علينا من الفرنادة!
مرت دقيقة قبل أن ترفع رأسها عن صدره فتشابكت نظراتهما في لحظة مشحونة بلهيب عواطف مضطرمة دون تردد ضمھا إليه مجددا بحنان يلتهمه شوق دفين
وذراعاه الټفتا حولها كسلاسل قدر تمنعها من الفكاك من دوامة المشاعر المستعرة بينهما ليهمس لها بصوت أجش خليكي .. لسه بيبصوا
أدارت ابريل عينيها بحيرة بينما لم يرفع بصره عنها لحظة واحدة كيف استطاع معرفة ما إذا كانوا لا يزالون يقفون في مكانهم
تراقصت نبضات قلبها پجنون وأدركت في تلك اللحظة بتفكير منذهل أنه لا يسعى لغيظ ريهام بل يرغب بشغف لا يقاوم في أن تحتل مكانها بين ذراعيه كفراشة تتوق للعودة إلى زهورها.
_أنا موافقة عشان ما اسمحش لحد يشمت فيا
أطلقت ابريل همسة رقيقة من بين شفتيها تسللت إلى مسامعه كنسيم دافئ مفعمة بكبرياء مشحون بعبق مشاعر جياشة دغدغت أعماق قلبه بسحر خاص برغم غيظه من تمردها اللامنتاهى.
لن أعفو عنه بلمسة عابرة
فأنا القطة التي تروض ذئبها بشغف چحيمي.
قوته ليست سلاحا بل سحر أسير في أحضاني
ذاب في چنوني محاطا بهالة ساحرة.
أنا الحلم الذي يتراقص في عينيه وڼار شوقه التي لا تنطفئ.
نهاية الفصل الأخير من الجزء الثانى
رواية_جوازة_ابريل
سلسلة_حافية_علي_جمر_الهوس
نورهان_محسن