الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي للمبدعة سيلا وليد

انت في الصفحة 7 من 208 صفحات

موقع أيام نيوز

 

إن بنات الناس دول خطوط حمرا ومينفعش نستتقل بدمنا عليهم ونستخف ونرمي نفسنا ونقل أدبنا 

ولا عشان الدكتور له وزنه في المجتمع يرضى بتجاوز اخوه الغير أخلاقي 

أووبس.. قالها يونس وهو يطالع شراستها إبتسم تلقائيا على ردها ثم تحدث 

إهدي حضرتك أنا مقولتش ان عدي مغلطش.. 

نهضت وتحدثت بهدوء حاولت اكتسابه ثم أكملت 

حضرتك لو أختي غلطت من حقك تعاقبها بمجلس تأديبي زي ماحضرتك شايف.. لكن تطاول في الأخلاق من الدكتور في حق اختي مش مسموح 

وقف يونس مبتسما على شراستها فأقترب خطوة يطالعها بهدوء.. وجهها البرئ وعينيها التي تشبه عين الغزال بلونهما واتساعها.. حدقها لبعض لحظات ثم اتجه لرئيس الجامعة 

اعمل الل باشمهندسة طلبته ياف .. ولو اخويا غلط يتعاقب.. قالها وهو يرمق ليلى بإبتسامة تسلية ثم خرج

بعد عدة شهور من عمل ليلى بالشركة 

خرجت من غرفتها بعد آداء روتينها اليومي 

قامت بتحية الصباح على والدها مقبله يديه ثم إتجهت لوالدتها 

صباح الخير

ياسمسم... عايزة منك دعوات تهد جبل ياماما النهاردة 

شاكستها درة بغمزة 

ليه ياقلبي ناوية تقابلي صاحب الشركة المبجل ويقع في حب الاميرة 

ها في ذراعها 

بس ياهبلة خليكي في مذاكرتك 

عقد عاصم حابيه متطلعا لدرة 

متقوليش كده تاني يادرة عيب ياحبيبتي الكلام دا 

تأسفت درة لوالدها قائلة بأسفا حقيقا 

مكنش قصدي يابابا والله احنا بنهزر 

مسدت ليلى على خصلات أختها 

ولا يهمك ياقلبي... ثم همست لها 

على فكرة قابلته يابشمهندسة.. 

جحظت عيناها وأردفت بسعادة

قولي والله... ولسه ألوووون ياحضرة المهندسة العظيمة

قاطعهم والدهم واردف متسائلا 

فيه عندك إيه ياليلي النهاردة 

ارتجفت عيونها بقلق وأجابت والدها 

هيختاروا أفضل تصميم للمدينة الجديدة يابابا.. ديكورات لبعض التصاميم ولبعض الفيلل والقرى السياحية 

ربت والدها على يديها 

أنا واثق فيكي ياحبيبتي... حتى لو وافقش على تصميمك خليكي فاكرة إن ربنا عنده الافضل.. وإنك مجتهدة وناجحة 

قبلت رأسه وأردفت مبتسمة 

أكيد يابابا ربنا مايحرمني منك ياحبيبي 

اتت والدتها بقهوتها 

خدي اشربي قهوتك ياحبيبتي... على طول مستعجلة... قبلت خديها 

معلش ياماما يادوب أنت عارفة زحمة المواصلات... والنهاردة أول اجتماع سنوي لمساهمين الشركة ماينفعش أوصل متاخر

في فيلا أسعد البنداري 

صباحا على مائدة الطعام 

يجلس والدهم ويتحدث بهدوء 

النهاردة الاجتماع السنوي للمساهمين في الفرع الجديد اتجه بنظره لراكان الذي يتفحص هاتفه 

لازم تحضر يابابا... وبلاش عصبيتك كل تقابل مع جدك وعمك ياحبيبي لو سمحت 

رفع نظره من هاتفه وإتجه لوالده محاولا السيطرة على ه فتنهد متحدثا 

بابا أن مبتكلمش... بس حضرتك عارف إن جدي بيضغط عليا جامد... ياريت يتعامل معايا في حدود.. هو مالوش علاقة اتجوز ولا لا.. ومن الأفضل مايفتحش معايا الموضوع دا... ثم اكمل مفسرا 

أنا عاقل مافيه الكفاية مش محتاج حد يقولي أعمل ايه... 

لم يشعر بنفسه وهو يتحدث 

الراجل دا عمري ماهسامحه على عمله وتدميره لحياتي 

نهض يجمع أشيائه الخاصة ع ا تحجرت دموعه داخل جفونه حتى أصبحت ثقيلة 

وتحدث دون النظر لوالده 

أنا بحاول أسيطر على نفسي قدامه صدقني عشان حضرتك بس.. دا اللي مخليني راكان العاقل... أما غير كدا كان زمانه تحت التراب من تلات سنين.. قالها وبخطى متعثرة اندفع خارجا يركض للخارج بلاهدي إلى أن ا بأحدهما 

صاح پ 

إيه مش تفتحي.. عقدت ذراعيها أمامها وهي ترمقه بسخرية 

إظهار إن حضرة المستشار اللي ماشي مش واخد باله.. حضرتك اللي خبط فيا.. قالتها عايدة 

زمت شفتيها بملامح جامدة والتوت زواية فمه بشبه إبتسامة محتقرة 

شوف إزاي وأنا اللي فكرت إنك الغلطانة..... دنى يهمس إليها 

لمي تعباينك أصل ورحمة أمي هخليكي تشوف أيام أسود من لون شعرك.. مع اني

 

مش متأكد من لونه الطبيعي..

رفع بصره لخصلات ذات الصبغة السوداء وأكمل مستهزءا 

انما لونه يامرات عمي... قالها بإستهزاء وخرج بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة بوخز قلبه من طعنات الأقارب 

أسرعت فرح خلفه تناديه 

أشتعل الڠضب بعينيه ورغم ذلك تحرك ومتجها لسيارته... ولم يعري إهتمام للتي خلفه تحاول اللحاق به 

راكان استنى خدني معاك.. قالتها فرح وهي تتجه إليه 

عديني على النادي عربيتي في التوكيل 

أجابها بحاجب مرفوع وزاوية فم ملتوية بإبتسامة هازئة 

نعم ياختي.. ليه حد قالك أنا بشتغل شوفير الصبح.. قالها وهو يرمقها بنظرة حاړقة ثم استقل سيارته وتحرك مغادرا بسرعة يه وكأنه يطارد عدوه 

توقف بالسيارة أمام النيل وذكريات الماضي تطارده بقوة 

فلاش باك 

منذ ثلاث سنوات 

بإحدى ليالي الشتاء ذات البرودة القارسة كان عائدا من حفل زفاف لإحدى أصدقائه بالأسكندرية هو وابن عمه يونس...داخل السيارة 

فتح يونس موسيقى هادئه وهو ينظر لقطرات المطر الغزيرة بالخارج فاتجه لراكان الذي يقود السيارة بحذرا شديدا بسب زخات المطر الشديدة ثم تحدث قائلا 

بقولك ياراكي يجي نبات هنا في أي فندق للصبح.. الجو وحش أوي يابني وإنت شايف مفيش

طيران للقاهرة دلوقتي 

توقف راكان بجانب الطريق.. واتجه إليه 

تعالى سوق شويه يايونس وبطل كلام.. أنا عندي بكرة جلسة الساعة تسعة عارف دا معناه ايه.. وطبعا حضرتك مينفعش أكلم اي حد من صحابي قبل قضية تقيلة زي دي بساعات وأقوله اترافع بكرة 

ترجل يونس من السيارة وهو يزفر... اتجه سريعا لينجو من قطرات المطر.. استبدل الأثنين مقاعدهما... وفي أثناء سفرهما.. كان راكان يشعل تبغه فقام بفتح نافذة السيارة ينظر للخارج مع تنفيث تبغه 

ولكن ه منظر ل هروب فتاة من ذئاب بشړية وهي تصرخ.. كانت تهرول بحثا عن النجاة من تلك الأوغاد.. وهي تصرخ وكأنها ت أحبالها الصوتية .. ها بعض الشباب الذين لايذكرون لصلة بني البشر سوى أسمائهم فقط.. 

رفع راكان كفيه يحث يونس على التوقف 

اقف يايونس بسرعة.. توقف يونس فجأة حتى ا ت أجسادهما للأمام 

فيه يابني خضتني.. أشار بيديه على الشباب الذين ي ون الفتاه ويحاولون التحرش بها 

شوف ولاد ال بيعملو في البنت إيه 

تحرك يونس بالسيارة 

راكان دول شكلهم مجرمين وإحنا ممعناش أ ة مش شايف ماسكين أ ة بيضة للبنت أزاي.. ظل يقود السيارة وهو يرمقه ثم تحدث 

وفيه بنت محترمة تخرج من البيت في الجو دا وفي الساعة دي...تلاقيها كانت متفقة على سعر واختلفوا..فحبت تعمل كدا.. قالها بشبه ابتسامة سخرية 

هز راكان رأسه وصوت ضميره ي ه.. فهناك شعور يؤلمه والذي كان كالسکين ينحر عنقه من مظهر تلك الفتاه وهي تستغيث

بأحدهم.. بسط يديه وحول مجرى السيارة سريعا مما أدى إرتفاع صوت صريرها العالى وتهاوى أجسادهما 

يونس براكان 

أكيد اټجننت مش كدا... أشار بيديه على الطريق.. 

ارجع بسرعة يايونس مفيش وقت.. مستحيل أشوف حاجة زي كدا واسكت.. ايه انت معندكش أخت يابني... مش خاېف يتعمل فيها كدا 

أفرغ يونس شحنات ه من ابن عمه وهو ي على قيادة السيارة

وعايز تموتنا.. أشار راكان بعينيه للطريق دون حديث 

اتى يونس لفتح فمه للتحدث.. رفع سبابته أمامه پ 

ولا كلمه.. مش عايز ولا كلمة.. امشي بسرعة لسة هترغي... بعد قليل وصلوا للمكان ولكن لا يوجد به أحدا 

ترجل راكان من السيارة يبحث بعينيه.. فالمكان مظلم لغياب القمر والنجوم بسبب كثرة السحب السوداء التي تغطي سماء الأسكندرية بالكامل 

استدار لكي يعود وبداخله خيبة أمل وصوت ضميره الذي يؤنبه ولكن تسمر بوقفته ع ا استمع لصړاخها مرة اخرى 

تحرك سريعا.. ترجل يونس خلفه وهو يسبه يبحث عنه.. وصل راكان للمكان الذين يحتجزونها به.... حيث يوجد به 

نفوس البشر ال ية.. انسدلت عبراتها وهي تضغط على جفنيها پألما لأقترابها من ها الحقيقي لأنثى ستحطم حياتها من تلك الأيادي الخبيثة 

حاولت بكل قواها التحرر من قبضتهم 

صڤعة قوية على وجهها أدت لضعف جسدها بالكامل حيث شعرت بتمزق روحها وعلمت إنها النهاية 

رفع أحدهم يديه وقام پتمزيق ملابسها ولكن وجد نفسه طائرا بالهواء... امسكه راكان ثم رفعه للأعلى تاركا

 

اياه ي بقوة بالصخرة حتى شعر بتهشيم جسده 

تراجعت الفتاة التي تدعى بشمس للخلف وهي تضم ركبتيها ل ها وتبكي بشهقات مرتفعة وهي تضع يدها على آذانها كي لا تسمع شجارها... تحمد ربها لأنقاذها في الوقت المناسب 

الثلاث شباب راكان بأ تهم البيضاء وكلا منهم حاول النيل منه ولكن قوته الجسمانيه وتدريباته القتالية ساعدته في تفاديهم.. إنضم إليه يونس وبدأ الأثنين م تهم بكل قوة.. ولكن رأى راكان أحدهم متجه ليونس من الخلف لطعنه.. فجذبه من تلابيبه وابرحه ا وماكان على الآخر إلا أن طعنه.. في هذه الأثناء وصلت الشرطة التي قام يونس الأتصال بهم بعد إصرار راكان على إنقاذها 

أسرع يونس لأبن عمه ع ا جثى على الأرض وهو يمسك بطنه والډماء تلطخ قميصه الأبيض.. ومياه الأمطار التي اختلطت ب ه حتى شعر ببركة دماء أسفل راكان... جحظت عيناه وهو ي ويصيح پ 

قولتلك بلاش.. طالعه وهو يكاد يفتح عينيه 

بطل ياغبي دي مطوة في البطن مش في القلب.. اتصرف.. هو إنت مش دكتور ولا سړقت الشهادة وبتضحك علينا 

فحصه يونس وهو يكز على شفتيه بغيظ 

تعرف كان نفسي ي وا لسانك اللي بيرمي طوب دا

شعر بالنعاس يداعب جفنيه ولم يقو على فتحهما... حاول فتح جفنيه 

فاتجه بأنظاره للفتاه المنكمشة بجانب الصخرة تبكي وهي تطالعهم لم تظهر ملامحها بسبب الظلام وكمية تساقط الأمطار 

وقف الضابط أمامهم ويونس يقوم بالأسعافات الأولية... وبعد بعض الأسئلة ووصول سيارة الأسعاف.. رفع نظره ليونس وهمس بصوتا يكاد يسمع 

اخلع الجاكيت بتاعك يايونس.. قام بخلعه سريعا يضعه على كتف ابن عمه ظننا منه أنه يشعر بالبرد 

ولكنه أشار على الفتاه التي تقف مع الضابط وهي تلملم ملابسها الممزقة بيديها وتبكي وهي تقص ماصار 

فهم يونس مايعنيه.. فأسرع إليها ووضعه على أكتافها وهو يطالع ملامحها الباكية.. كانت فتاة تبلغ من العمر أثنى عشرون عاما 

اتجهت إلى راكان ويونس ع ا وجدت المسعفون يضعونه على السرير المتنقل 

إنت كويس... قالتها وهي تنظر اليه ودموعها ټغرق وجنتيها... شكرا ان شاء الله هتقوم بالسلامة 

حدثها يونس 

حدثها يونس پ ع ا اغلق ابن عمه جفنيه 

بټعيطي ليه... فيه واحدة محترمة تخرج في الجو دا والوقت دا.. قالها وهو يرمقها بنظرات محتقرة.. ثم أسرع خلف راكان الذي دلف لسيارة الإسعاف 

بعد فترة من الوقت 

كان يونس يقف أمام غرفة العمليات ينتظر الطبيب.. وتجلس الفتاة بجوار والدها الذي اتى بعد اتصالها به وهو ي ا ل ه 

خرج الطبيب.. أسرع اليه يونس 

ايه يادكتور طمني 

كويس مفيش خطۏرة الطعڼة كانت بعيدة على الأعضاء الحيوية.. هو اتنقل لأوضة ممكن تروحو تشوفوه بعد مايفوق 

قالها الطبيب ثم تحرك 

جلس يونس يمسح على وجه پ يكاد ي ع جلده 

الحمدلله عدت.. الحمدلله.. اتجه بنظره للفتاة ووالدها وهو يرمقهم بنظرات تفحصية... نهض إسماعيل والد شمس واتجه اليه... بسط يديه ليونس 

أنا إسماعيل.. ابو شمس 

قطب يونس حاجبه متسائلا 

مين شمس... أشار والدها عليها وتحدث بعرفان 

البنت اللي انقذوتها.. ربنا يبارك فيكم يابني وينجيكم دنيا وآخرة.. 

شعر يونس بالخجل من نفسه من عتابه على راكان فيبدو أنه تسرع في الحكم فأومأ برأسه 

إحنا معملناش حاجة... أي حد مكانا كان هيعمل كدا... قالها ثم تحرك متجها لغرفة راكان 

بعد فترة فتح عينيه... كان يونس غافيا على المقعد بجواره... بينما في أخر الغرفة على إحدى الأرائك.. تجلس

 

انت في الصفحة 7 من 208 صفحات