الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية سارة مجدي

انت في الصفحة 35 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


سيره المتخبط وعلى وجهه أبتسامة سعادة لقد وجد من يحمل معه بعض من المسؤليه وذلك جعله يشعر بالراحه ليتحرك يساعدة ويسنده وأوصله حتى الغرفة ووقف عند الباب ينظر إليه وهو يتقدم منها حتى جلس بجانبها وأمسك بيدها ليتحرك حاتم حتى يبحث عن الطبيب ويخبره بما قام به فيصل ويطمئن عليه ويسأله إذا كان في أمكانهم أعادتها إلى وعيها 

ذهب الطبيب معه ليطمئن على فيصل أولا الذي كان يجلس صامتا تماما جوار نرمين لكن يده ظلت تضم يدها بقوه رافضا أن يتركها وقبل أن يغادر الطبيب سأله فيصل بقلق هتفضل نايمه كتير
المدام عندها حاله أنهيار عصبي حاد أحنى منيامنها علشان نهدي أعصابها علشان لما تفوق نقدر نكشف عليها ونحدد خطة العلاج لكن من الأفضل أنكم تتكلموا مع دكتور نفسي عن الحاجة إللي حصلت معاها ووصلتها للي هي فيه ده علشان أول ما تفوق يبدء العلاج فورا
شرح الطبيب الأمر بكل وضوح وتفصيل ليعود فيصل ينظر إلى وجه نرمين الشاحب وشكر حاتم الطبيب ليرحل وأقترب حاتم من فيصل وقال قرارك
تعرف دكتور أو دكتورة نفسيه كويسين
ربت حاتم على كتفه بدعم وغادر وهو يقول أنا هتصرف 
بعد ثلاث شهور قرر حاتم عمل أجتماع طارق للجميع حتى يخبرهم بالوضع المالي الجديد للمؤسسه ويطلب منهم تنفيذ وصية أديم في أنهاء قضية ونس والجميع وافق على عمل توكيل له حتى يتنازل عن القضية وطلب من المحامي عمل الازم ثم قال بعد إللي حصل أسهم المؤسسة نزلت للأرض ودلوقتي إللي قدمنا إننا نبيع المؤسسه والقصر ونوزع الفلوس على الجميع وبكده كل واحد فينا يقدر يعمل مشروع لنفسه
أو لو حابين نفتح شركه واحده مع بعض شوفوا إللي يريحكوا بس عرفوني قراركم في أسرع وقت علشان نلحق لأن كل لحظة بتمر علينا أحنا الخسرانين
ظل الصمت يخيم على الجميع لعدة دقائق حتى قالت سالي أنا معاك في أي قرار يا حاتم
ليبتسم لها وهو يمسك يدها بحب وقالت نرمين موجهه حديثها لفيصل رأيك أيه
ظل فيصل صامت يفكر في حال شركته الذي توقف تماما منذ ما حدث ورحل معظم الموظفين فقال بهدوء أنا كمان هصفي شركتي وممكن يكون موقعها بدايه لينا نغير الأسم ونعمل أوراق جديدة لشركة جديدة ونشتغل فيها كلنا 
ليبتسم حاتم وهو يقول بتشجيع للجميع على بركه الله
ليقف كل من فيصل ونرمين التي قالت خليهم كمان يجهزوا توكيل عام علشان يسهلك البيع يا حاتم وبعد ما تخلص نقعد ونتفق على كل حاجة
أبتسم حاتم على الثقه التي منحتها له نرمين دون قيد أو شرط وأيدها بها فيصل دون حديث
وبالفعل خلال أيام كانت التوكيلات جاهزة وبدء حاتم في التحرك السريع 
كان يجلس في مكتب الضابط ينتظر حضورها فبعد رحيل همام تم تحويل القضية لضابط أخر والمميز في الأمر أنه لا يختلف كثيرا عن همام ضابط بدرجة إنسان ومتفهم لأقصى درجه همام الذي لم يستطع تحمل الحياة بعد أنتحار كاميليا فقرر ترك وظيفته والعودة إلى بلده والمكوث هنا
أنتبه من أفكاره على صوت فتح الباب ودخول ونس منه بوجه شاحب نحلت بشكل كبير نظراتها الکسيرة ألمت قلبه رغم غضبه الذي لم ينتهي بعد إلا أنه أشفق عليها لذلك وقف سريعا يدعمها في مشيتها وهو يقول عاملة إيه يا ونس
نظرت له وأبتسمت أبتسامة حزينه وقالت مېته رغم أني
بتنفس
أجلسها على أحد الكرسي وجلس أمامها على الكرسي الأخر وهو يقول مينفعش إللي أنت عملاه في نفسك ده يا ونس الحياة مش بتقف على حد
نظرت له پألم ليكمل كلماته صحيح أديم يتحزن عليه العمر كله لكن الحياة لازم تستمر وعلشان كده أنا قدمت طلب تنازل عن القضية جنائيا ومدنيا وان شاء الله الطلب هيتقبل والإجرائات تخلص بسرعه
أنا مش عايزاك تتنازل عن القضيه سيبني أخذ جزائي
قالت پألم وتوسل والدموع تجرى فوق وجنتيها ظل حاتم صامت ينظر إليها بنظره هادئه لا يتضح معنى لها ثم قال أنا بنفذ وصية أديم يا ونس يوم فرح نرمين
الصبح قالي أنه ناوي يتنازل عن القضية ويعلن للصحافه أنه تم التراضي والأعتذار وعلشان ميضيعش مستقبلك كبنت يعني وأظهار المستندات إللى تثبت عدم تورطه مع الماڤيا وتحليل Dna يثبت نسبه لعيلة الصواف وشاهيناز تكون أمه لكن طارق مسمحلوش يعمل إللي كان عايزه
صمت لثواني يتابع نظرات عيونها ودموعها التي تسيل فوق وجنتيها ثم قال بصدق وبعدين هنحاسبك ليه وأنتي في الأول والأخر واحدة غريبة عن عيلة الصواف بعد إللي طارق عمله أنتي طلعتي ملاك يا ونس وكفاية حب أديم ليكي ده لوحده يشفعلك
شهقت بصوت عالي وهي تقول وأنا بحبه بحبه أوي مش قادرة أتخيل
حياتي من غيره مكنش يستحق ېموت أنا أنا إللي كان لازم أموت هو يستحق يعيش ويفرح ويحب ويتحب يستاهل أنه يلاقي العوض عن كل إللي حصل له
وقف وظل ينظر إليها بشفقه وبداخله شخصان يتنازعان أحدهم متمسك بالصمت والآخر يريد أن يخبرها بما داخل قلبه لكنه قال بأستفهام قررتي هتعملي أيه بعد ما تخرجي من هنا
هزت رأسها بلا ل
لتنحدر دموع نرمين وهي تضحك پهستيريا ثم سقطت مغشي عليها لكن طارق كان ېصرخ بصوت عالي خرجوني أنا مكاني مش هنا أنا إللي لازم أكون كبير أمبراطوريه الصواف أنا مكاني برة على كرسي مجلس الإدارة أنا قټلت أديم علشان أنا أبقى مكانه ده مش مكاني خرجوني خرجوني
كان فيصل قد حمل نرمين وخرج من القاعة ولحقت به سالي لكن حاتم ظل واقف في مكانه يشاهد كل ما يقوم به طارق ويستمع إلى حديثه الذي كان ينزل على قلبه بردا وسلاما الأن أخذت الحقوق وتم دفع الثمن 
بعد مرور أكثر من عامين كانت نرمين تنزل درجات سلم عمارة الطبيبه وهي تقول ببعض الخجل مزهقتش بقا يا فيصل أحنا بقالنا سنين أنا بتعالج وأنت صابر عليا
بالأسم بس مراتك
ليقف أمامها وقال عمري كله فداكي يا نيمو أيامي وسنيني من غيرك ميسوش حاجة وبعدين كفاية وجودك في حياتي أنا بحبك وأنت بتحبيني يبقى أيه إللي فاضل بقى الحاجات التانية يا حبيبتي دي هتحصل بس لما أنت تبقي جاهزة ومستعده وحابه وراضيه وإلا مش عايزها كفايه أني بصحى كل يوم الصبح على عيونك الحلوين دول
أقتربت منه خطوه وأمسكت يده وهي تقول خلينا نجرب يا فيصل وعلمني الصح صحح مفاهيمي خليني أشوف جمالها بين أيديك
ليبتسم بسعادة واحتواها بحب وقال بصدق أنا بحبك أوي بحبك بحبك
لتضحك بسعادة رغم الخۏف بداخلها لكنها لن تتراجع ستحارب أشباحها من أجله وستصل معه لبر السعادة والأمان 
تجلس في مكتبها تقوم بعملها اليوم تكمل عامها الثاني هنا منذ
خروجها من السچن وهي لا تقوم إلا بالعمل في شركة حاتم وتذهب لزيارة قبر أديم وأخراج صدقات من أجله والنوم هذه هي حياتها بلا أي تجديد أو خلل حتى أنها أصبحت تخبئ خصلات شعرها تحت حجاب صغير لا يوصف بالحجاب بالشكل الطبيعي لكن لأنه كان يعشق خصلاتها الغجريه أصبحت تلمها دائما وتخبئها عن العيون رفعت عيونها عما كانت تفعله حين وصلها صوت مميز لتنظر للواقف أمامها شاب طويل أسمر البشرة بشكل مميزه وكأنه كان يعمل تحت أشعه الشمس لفترات طويله حليق اللحيه لكن له شارب مميز وخصلات شعره قصيرة بشكل واضح يقول الأنسه ونس أنا المهندس إسلام علي الدين علام
ظلت تنظر إليه وعيونها تلتمع بها الدموع وضربات قلبها داخل صدرها تشبه طبول الحړب التي توشك على الإندلاع وتنذر الجميع أن هناك خسائر كثيرة لكن أبتسامته جعلتها تقول بصوت مرتعش أهلا بحضرتك أتفضل
وأشارت على الكرسي الموجود بجانب
ألتفت ينظر إليها بأبتسامة حانيه لتقول بشك أنت حقيقي
ليعود إليها ووقف أمامها مباشرة ينزع عن رأسها ذلك المنديل الذي يحجب خصلاتها عن عينيه وقال وهو يرفعه أمام عيونها هتخديه مني لما تيجي يمكن كده تصدقي أني حقيقي
وأهداها أجمل أبتسامة ممكن أن تراها في العالم وغادر لتلملم أغراضها وغادرت خلفه لكن حاتم كان في إنتظارها وهو يقول أصبري شويه علشان متثريش الشكوك حوليه
نظرت له پغضب ليقول موضحا هو هيفهمك كل حاجة ولازم تعرفي أني أتعذبت زيك لشهور لحد ما أكتشفت كل حاجة
تنهد ببعض الراحه وأكمل قائلا المهم أنه بخير
أومأت بنعم والدموع تنحدر من عيونها لكن ترافقها أبتسامه رقيقه تملئها السعادة
نظر حاتم في ساعته وقال تقدري تخرجي
دون كلمه تحركت سريعا يسبقها قلبها لتقترب نرمين منه والتي أصرت على حضور هذا الموقف وقالت لمېت الشمل
لينظر إليها بنصف عين وقال بشك هو أنت بتغيري على أديم
نظرت له بفم ملوي وعيون مقلوبه وغادرت ليقول بمرح هقول لفيصل على فكره
رفعت له يدها تشير بالسلام دون أن تنظر إليه ليبتسم بسعادة وأخذ نفس عميق فلقد عادت الحياة إلى طبيعتها من جديد ولولا الخسائر التي حدثت لكانت السعادة أكبر 
في فيلا مميزة في إحدى الشوارع الراقيه يزينها لوحه كتب عليها بوضوح إسلام علي الدين علام وقفت أمامها تبتسم أنها أحبت أسم أديم وذابت في عشق إسم إسلام
دفعت الباب الخارجي الذي كان مفتوح بالفعل ودلفت إلى الداخل لتجد حديقه متوسطة مميزة بزهور خلابه ورائحتها ربتت على قلبها بحنان وفي أحد الأركان أرجوحه كبيرة وبالجهه الأخرى حديقة أطفال بألعابهم المميزة قطبت جبينها بحيرة وقلق والسؤال يضرب عقلها بلا رحمه جعل روحها تتألم هل تزوج أديم وأصبح لديه أطفال أيضا لتغمض عيونها وهي تحاول أبتلاع تلك الغصه لكنها قالت لنفسها بأقرار حقه بعد إللي أنت عملتيه 
سارت الباقي من الخطوات حتى الباب الداخلي للفيلا بأقدام من هلام وقلب کسير رغم سعادتها بعودته التي لن يضاهيها شيء في
هذا الكون وقبل أن تطرق الباب فتح أمامها وطل أديم بجسده الضخم الذي أكتسب بعض الوزن والعضلات أيضا ينظر إليها بشوق لتعود إبتسامتها تزين وجهها من جديد أشار لها بالدخول خطت إلى الداخل خطوتان فقط أغلق هو الباب ولم يعد يتحمل 
ظلت
بين ذراعيه لا تريد أن تغادر ولتذهب كل أفكارها وأسئلتها إلى الچحيم إنها بين ذراعيه بشوق وحب لقد عاد إليها أديم
ولا يهم أن أصبح إسلام يكفي أنه
هو وجهه عطره نظرات عينيه أنفاسه وحبه حتى لو تزوج يكفي أنه حي يتنفس تستطيع
أن تراه أن تلمسه أن تشعر به
ظلوا هكذا عدة دقائق لم يحسبها أي منهم ولم تفرق معهم يكفي انه وأخيرا وبعد أكثر من عامين يراها بعينه يستنشق عبيرها يلامس خصلاتها الغجرية التي لم تفارق خياله لحظة أبتعد عنها ينظر إلى عيونها وقال بصدق وحشتيني وحشتيني أوي يا ونس وحشتيني يا حبيبتي
وأنت كمان وحشتني ووجعتني وعاقبتني
قالت كلماتها بلوعه ودموع ليضع يده فوق فمها يسكت سيل كلماتها وقال هحكيلك كل
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 36 صفحات