رواية سارة مجدي
يدها له ببعض الدعوات وقالت حاتم راح يوصل لفيصل الدعوات علشان لو عايز يبعت لحد وأنت شوف عايز تبعت
لمين دعوات
أخذ من يدها الدعوات وظل ينظر إليها لعدة ثوان ثم أبتسم بسخريه وهو يكتشف أن ليس له أحد يرسل له دعوة لكنه أخذ واحدة فقط وأعاد لها الباقي وكتب على الظرف السيد همام يزيد المصري
ومد يده بها لأحد الحرص وأخبره بعنوان قسم الشرطة وأمره بالذهاب مباشرة دون تأخير
رفعت عيونها له وقالت پألم بطني ۏجعاني أوي من أمبارح تقريبا معدتي مستحملتش الفول والطعمية
أبتسم لها بحب أخوي وقال هتصل بالصيدليه تبعت ليكي دوى حلو أوي هيريحك جدا
أومأت بنعم ليتركها وتحرك في إتجاه السلم لكنه وقف حين سمع همسها بالشكر لينظر إليها بحب وغمز لها بشقاوة ثم قال بأستفهام نرمين فين
أومأ بنعم وصعد إلى غرفته تتابعه بعيونها وبداخلها تود أن تركض إليه تضمه بحنان وتربت على قلبه وتعتذر منه على كل هذا الۏجع الذي أصبح يسكن عينيه وأثقل روحه لكنها عادت تكمل عملها وهي تتذكر كلمات حاتم لها قبل خروجه بلاش تفتحي مع أديم أي كلام عن إللي حصل أمبارح نخلص ليلة نرمين وبعدين نقعد ونتكلم معاه
أخذ فيصل نفس عميق وقال بصدق إنت عارف الحلم إللي بيتحقق النهاردة ده بقالي كام سنه بحلمه 8سنين إنت قادر تفهم أنا حاسس بأيه دلوقتي
أبعد عينيه عنه ونظر إلى الفراغ وأكمل أول مرة شوفتها فيها كانت شبه الأطفال أول يوم ليها في الجامعة
حاجة تعالي ليهم وأطلبي منهم إللي إنت عايزاه وقتها حسيت أني محتاج أحضنها أحميها أو أخبيها جوايا أبعد عينك وعين طارق عنها إيدي أنا إللي تبقى حاضنه إيدها مش إيد أديم
ذكرى جميلة لما نوصل للحلم
رفع عينيه ينظر إلى صديقة وقال نرمين محظوظة بيك يا فيصل وأتمنى منك أنك تحافظ عليها فعلا ولو في يوم حسيت أن إللي حصل عبئ فوق قلبك وروحك ورجولتك أرجوك متجرحهاش حتى بنظرة رجعها لينا من غير
أنت أهبل يا حاتم بقولك دي دعوة 8 سنين في كل سجدة وأنت تقولي تجرحها
لم يدعه يكمل كلماته وقال بصوت قوي أخرس حاتم لكنه جعله يبتسم براحه ثم وقف وهو يقول ماشي يا عريس أنا هروح بقى علشان أشوف لو في حاجة ناقصه في القصر وأنت متتأخرش
وربت على كتفه وغادر ترافقه عيون فيصل السعيدة وحين
أغلق حاتم الباب همس فيصل برجاء وتوسل اللهم إني أسألك بأسمك الأعظم الذي إذا سألك به أحد اجبته وإذا أستغاثك به أحد أغثته وإذا أستنصرك به أحد أستنصرته أن تيسر كل عسير وتكمل ساعدتي اليوم بزواجي من نرمين وتجعلها قرة عين لي وتقر عينها بي وترزقنا السعادة والفرح وتجعل بيننا مودة ورحمة وترزقنا من فضلك بالذرية الصالحه يا ذا الجلال والإكرام
طرقات على باب مكتبه سمحا لصاحبها بالدخول ليقدم العسكري التحيه وهو يقول في واحد برة من قصر الصواف عايز حضرتك يا فندم
بلهفة قلبه قال ډخله يا ابني بسرعه
دلف الحارس إلى المكتب وقال أديم باشا باعت لحضرتك الدعوة دي
ومد يده بالدعوة ليأخذها همام بلهفه وهو يقول طيب شكرا
ليغادر الحارس دون كلمه أخرى وأبتسم همام وهو يقرأ الدعوة ها هي الفرصة تأتي إليه دون مجهود منه سوف يراها اليوم ولن يضيع الفرصه سوف يتقرب منها دون تردد هو قد كسر كل قواعده القديمة ولن يعود إليها من جديد سوف يحارب حتى نفسه حتى يصل إليها حتى الأن لا يعرف سبب تلك الحالة التي تلبسته منذ رأها لكنه أبدا لا يريد أن يتخطاها ويريد أن يظل داخل هذا الإحساس إحساس أنه مسحور وفي عالم وردي سعيد
وفي المساء كان قصر الصواف وكأنه نجمة تتلئلئ في السماء بالأضواء التي تشع منه وكذلك الموسيقى كان الجميع يتوافد على القصر ليس فقط من أجل الحضور لحفل زواج نرمين الصواف لكن الفضول هو السبب الأول الكل يبحث عن هوية العريس وأيضا يتسألون عن سبب السرعه والمفاجئة لذلك الجميع حضر رغم ضيق الوقت كان أديم يقف في بداية البهو بحله سوداء مميزة تزيد من وسامته وتجعل جميع الفتايات لا يستطيعوا أبعاد عيونهم عنه والشباب يشعرون بالغيرة كذلك حاتم الذي إنضم إليه بعد أن ترك سالي تكمل أرتداء ملابسها وقف بجانب أديم وهو يقول حاولت أوصل لطارق ومعرفتش
لينظر إليه أديم بقلق وقال بهدوء رغم كل شيء أنا مش مرتاح لطارق يا حاتم وغيابه ده بيقلقني أكثر من حضوره والشك جوايا مش عارف أعمل فيه أيه
رفع حاتم عيونه إليه وقال بقلق من وقت أخر مرة وكلامه إللي قاله وأنا عندي نفس الشك بس قسما بالله لو طلع إللي بنفكر فيه حقيقة لخليه عبره لمن يعتبر
أخذ أديم نفس عميق حاول فيه أخماد تلك النيران
التي أشتعلت داخل قلبه من التصور والإحتمال لكنه شمخ برأسه وهو يستقبل الضيوف الذين يهنئونه ويجيب بدبلوماسية على تسألاتهم عن كنية العريس أو سبب السرعة في أتمام الزواج
نزلت شاهيناز دراجات السلم بشموخ كعادتها تحي الجميع بأنف مرفوع وتبتسم في وجه كل من يسألها عن العريس ولا تجيب ووصلت كاميليا إلى الحفل متألقه في ثوب أحمر ڼاري مميز أظهر قدها الممشوق وجمالها الخلاب وقفت أمام حاتم وأديم وهي تقول
أنا فرحانه أوي لنرمين ألف مبروك يا أديم وعقبالك
مد أديم يده لها وهو يقول بود الله يبارك فيك يا كاميليا أطمن عليك الأول
أقترب حاتم خطوة وهو يقول أيه الجمال دة انتي كدة جاية تنافسي العروسة ولا أيه
ضحكت بدلال أنثوي هو جزء من طبيعتها وقالت نرمين مفيش حد ينافسها في الجمال وبعدين الليله ليلتها أنا مليش دعوة
في تلك اللحظة دلف همام وعينيه تبحث عنها هي وكأن قلبه كان يشعر بوجودها وحين وقع نظره عليها قفز قلبه داخل صدرة دون هواده وبأقدام من هلام من تأثير جمالها عليه أقترب من مكان وقفوها وقدم التهاني لأديم وحاتم ثم مد يده لها وهو يقول أزيك يأ أنسه كاميليا عقبالك قريب أن شاء الله
كان حاتم وأديم يتابعوا ما يحدث بعيون متفحصة وخبيرة وحدثهم يخبرهم أن هناك عرس جديد على الأبواب وبخجلها الأنثوي مدت يدها وهي تقول الله يبارك فيك ميرسي
ثم نظرت لحاتم وقالت سالي فين
فوق في أوضه نرمين أطلعي ليهم
أومأت بنعم وتحركت وهي تقول بعد أذنكم
وغادرت المكان ليقول همام مباشرة أنا طالب أيد الأنسه كاميليا
ليضحك أديم وحاتم بصوت عالي ليشعر همام ببعض الحرج لكن أديم قال بصدق أنا عن نفسي معنديش مانع بس القرار قرارها أوعدك بعد الفرح هكلمها في الموضوع
ليبتسم همام بسعادة
ليقترب منه حاتم وقال بشړ مصطنع أوعى
تفتكر علشان أنت ظابط أننا مش هنعمل عنك تحريات ونسأل عليك اه أحنا بنتنا غالية أوي وإللي هياخدها لازم يكون يستاهلها بجد
أبتسم همام بثقة وقال بثبات أسال زي ما تحب الحمدلله السيرة طيبه والأصل طيب والشرف والأمانه هما عنوان حياتي ومكنش في حياتي قبلها غير شغلي ومش هيكون بعدها برده غير شغلي
ليقول أديم بمرح الكتاب بيبان من عنوانه يا همام باشا لكن الأصول أصول وده جواز ولازم نسال اه لحسن تكون ظابط كده وكده
لينتبه الجميع لبعض الهرج حين حضر فيصل ومعه بعض من أقاربه وسبب الهرج هو ترحيب أديم وحاتم به على طريقتهم أيام الجامعة وبعد ثوان صدحت موسيقى ناعمة تدل على وصول العروس ليقف الجميع ينظر إلى تلك الملاك التي تقف أعلى السلم بفستان من الستان مميز يظهر جمالها ورقتها دون مبالغه وجوارها سالي التي ترتدي فستان ذهبي يشبه خصلاتها التي تجعل قلب حاتم يقفز من مكانه بعشق يتجدد كل لحظة لتلك الرقيقة التي تزهله كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه ومن الجهه الأخرى تقف كاميليا برقتها وأنوثتها الطاغية في عيون همام والذي لم يستطع رفع عينيه عنها
ليصعد أديم سريعا درجات السلم ووقف جوراها بعد أن قبل جبينها وقال بحب أخوي مبارك يا حبيبتي ربنا يسعدك حطي فيصل في عينك لأنه يستاهل
أومأت بنعم
ليرفع لها ذراعه لتضع يدها عليه وبدأت في نزول السلم بهدوء وهي ترسم أبتسامة رقيقة أرتسمت حين وقعت عيونها على فيصل الذي ينظر إليها وكأنها كل نساء الأرض وحين وصلوا أمامه ضمھ أديم بقوة وهو
يقول نرمين أمانه في رقبتك يا فيصل ويوم ما تزعلها هطيرها
ضړب فيصل على رقبته وصدره وهو يقول بعمري وحياتي ودمي يا صاحبي أختك في عيني وفوق راسي
ليربت أديم على كتفه بتشجيع لينظر إليها فيصل ومد يده أمامها لتضع يدها في يده لينحني بحب يقبل ظهر يدها ثم باطنها وهو يقول مبروك عليا السعادة والفرح وكل الخير يا حب عمري
لمعت عينيها بدموع السعادة ليقترب