الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية شاهين الجزئين

انت في الصفحة 36 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


فين
ليليان بنفس البرود مش عارفة قال إن عنده شغل
متأخر و فضل في المستشفى عشان يكمله و
إمبارح لما كلمته قلي إنه حييجي متأخر بس
مجاش 
حدقت بها كاريمان بعدم رضا ليقاطعهم محمد
قائلا يا ماما أيهم مش صغير و
بعدين ماهو
ياما بات برا البيت يا إما في المستشفى
و إما مع أصحابه 
كاريمان بتلميح زمان مكانش متجوز يعني مكانش

عنده حد يرجع علشانه بس دلوقتي
الأمر إختلف و متنساش إن هو لسه عريس
مكملتش شهر يعني إيه اللي حيخليه يبات برا بيته
مثلا 
تأففت ليليان بصوت مرتفع و هي ترمي
المنديل على الطاولة بعد أن فقدت أعصابها
و صبرها من تلميحات زوجة عمها في كل
جلسة و الله يا مرات عمي داه إبنك و إنت أدرى
بطباعه فلما يروح الليلة إن شاء الله إبقي إسأليه 
وقفت من مكانها و هي تكمل عن إذنكم انا رايحة
المستشفى عشان تأخرت 
خرجت ليليان من الفيلا تاركة العائلة تتحاور في
مابينها بعضهم يلوم كاريمان على تغيرها مع ليليان
منذ زواجها و بعضهم يذكرها بتصرفات أيهم الغريبة
قبل أن يتفرق كل واحد منهم إلى وجهته 
تستمر القصة أدناه
وصلت ليليان إلى المستشفى و هي في قمة الڠضب
ألا يكفيها ما تعانيه من الابن حتى يأتي دور الام 
ألقت حقيبتها فوق مكتبها بإهمال ثم رفعت سماعة
الهاتف لتطلب قهوة لها 
دخلت عليها أمنية دون أن تطرق الباب و هي
تقول بصوت لاهثصباح الخير يا لولو مالك كنت
بنده عليكي من أول مادخلتي باب المستشفى بس
مسمعتنيش 
ليليان صباح الخير سوري أصلي جاية من البيت
مش شايفة قدامي 
أمنية و هي تجلس على الكرسي إيه مالك حصل
إيه
أسندت ليليان ظهرها على كرسيها بتعب قبل أن تتكلم كالعادة طنط كاريمان و إبنها 
تأففت أمنية من سيرتهما و هي تجيبها هي مرات
عمك دي مالها إتقلبت مرة واحدة كده مش كانت
بتحبك و بتعتبرك زي بنتها 
ليليان بملل داه كان زمان قبل أن ابقى مرات إبنها
العزيزة

اللي لازم تهتم بالبيه و تعامله معاملة الأسياد
و متزعلوش حتى لو على حساب كرامتها و
مشاعرها 
همهت أمنية قليلا قبل أن تجيبها ربنا يكون في
عونك يا لولو مش عارفة حكايتك دي حترسي على
فين انا أنصحك إنك تحكي لعمك على كل حاجة
و هو
اكيد حيتكلم معاه يمكن يغير معاملته ليكي
شوية 
ليليان بنفي مستحيل انا طبعا مقدرش أقول لعمي
على حاجات زي دي و بعدين لو كنت عاوزة أقله
كنت قلتله من زمان من قبل ماتجوز يمكن ساعتها
كنت أقدر اتخلص من أيهم و لو إن داه إحتمال
ضعيف انا عارفة أيهم و عمايله و مفيش حاجة
حطها في دماغه إلا و وصلها انا خلاص إنتهيت
و رضيت بقدري انا اللي مضايقيني حاجة واحدة بس
مرات عمي بقت مصتقصداني في الرايحة و الجاية
يا رتني كنت وافقت أيهم إننا نعيش في
شقته على
الاقل حبقى مرتاحة انا بقيت في نظرها مذنبة و إن
أنا اللي مطفشة إبنها من البيت 
أمنية بتأسف انا مش عارفة أقلك إيه يا لولو ربنا
معاكي يا حبيبتي في مكتب آخر لا يبعد كثيرا عن مكتب ليليان 
طرقت هند الباب طرقات متتالية قبل أن يسمح لها
بالدخول 
إبتسمت هند و هي تلقي التحية صباح الخير يا
دكتور أسعد 
أسعد بابتسامة صباح الخير يا دكتورة هند 
إتفضلي 
جلست هند و هي تضع ساقها على الأخرى بأناقة قبل
أن تتحدث إيه أخبار الشغل يا دكتور 
بادلها أسعد إبتسامة عمليه قبل أن يجيب باختصار
كل حاجة تمام شكرا يا دكتورة 
تنحنحت هند و هي تستوي في جلستها و قد ظهر
على ملامحها بعض الاهتمام انا الحقيقة كنت
عاوزة أتكلم معاك في حاجة مهمة جدا بس
متخصش الشغل حاجة شخصية يعني بس أتمنى
متفهنيش غلط يا دكتور 
أسعد بهدوء إتفضلي يا دكتورة إتكلمي 
هند بجرأة انا الحقيقة سمعت شوية إشاعات
بتقول إنك معجب بالدكتورة ليليان 
قاطعها أسعد بحدة من فضلك يا دكتورة مفيش
داعي للكلام داه داه كان ماضي و إنتهى و دلوقتي
الدكتورة ليليان متجوزة و ميصحش نتكلم عليها
بالطريقة دي 
هند بخبث الواضح إنها كنت بتعزها أوي عشان
كده مش طايق تسمع كلمة وحشة عليها على
العموم صدقني انا كنت عاوزة مصلحتك و بس
و كمان انا فكرت كثير قبل ماجي أتكلم معاك
إنت الوحيد اللي حتقدر تنقذ الدكتورة ليليان داه
لو بتحبها بجد 
أسعد بتساؤل و قد جذبت إنتباهه بكلامها مالها
الدكتورة ليليان و أنقذها من إيه مش فاهمك 
هند و هي تمثل شعورها بالاسف انا بصراحة
عرفت صدفة و بما إني ست زيها و تقريبا مريت
بنفس الظروف اللي هي فيها فأنا حسيت بيها أوي
الصراحة و صعبت عليا بالرغم من إن علاقتي بيها
عادية مجرد زملاء بس هي معروفة في المستشفى
كلها بأخلاقها و طيبتها و كل اللي هنا بيحبوها و انا
لما سمعت اللي حصل حسيت قد إيه هي مظلومة
تستمر القصة أدناه
و متستهلش كل اللي بيحصل معاها 
أسعد باندفاع و قد ضاق ذرعا بمماطلتها فهو اكثر
شخص يعلم بأخلاق ليليان إتكلمي يا دكتورة
و بلاش لف و دوران 
هند بهمس أنا سمعت إنها وافقت تتجوز الدكتور
أيهم ڠصب عنها عشان عيلة عمها و إن أيهم هو اللي
هددها و أجبرها إنها توافق داه غير حياتها اللي
تقلبت چحيم بعد الجواز طبعا
إنت عارف أخلاقه
كويس داه بتاع ستات و كل يوم مع واحدة شكل
داه بيخون مراته
كل ليلة داه غير الضړب و الإهانة
بس المسكينة ساكتة و مش قادرة تتكلم علشان
الفضايح 
أسعد باستغراب بيضربها و بېخونها 
هند أيوا و انا متأكدة من الكلام داه و لو عاوز
حخليك تشوف بعنيك دي كل الناس عارفة أصلا 
أسعد باستدراك طيب إنت عاوزني أعمل إيه 
هند و هي تبخ سمها في أذنه كالافعى لازم تحاول
تنقذها هي دلوقتي لوحدها و مفيش حد معاها غير
صاحبتها أمنية و دي اصلا متقدرش تعملها حاجة 
داه غير إن الدكتورة ليليان بتحبك انا مرة كنت في
الاسانسير و سمعتهم بيتكلموا بالالغاز بس أنا
فهمتهم كانت بتقولها يا ريته كان تقدم عشان
ينقذني من العڈاب اللي أنا فيه 
أسعد و هو يخفي حماسه طيب و انا حتأكد إزاي
من كلامك ده مش يمكن تكوني فهمتي غلط 
هند بتأكيد لا انا حخليك تتأكد من كل كلمة انا
قلتهالك و مش بس كده انا حخليك تشوف بنفسك
بس لازم توعدني إن الكلام داه يبقى سر بينا ما إنت
عارف المستشفى أي حاجة بيشوفوها بتنتشر
بسرعة 
أسعد بتأكيد إتفقنا بس ياريت بسرعة عشان لو
الكلام اللي إنت بتقوليه داه صحيح يبقى ليليان
في خطړ أقصد الدكتورة ليليان 
هند بخبث طبعا يا دكتور أسعد انا حاكدلك صدق
كلامي في أسرع وقت و لو مش النهاردة يبقى
بكرة 
في فيلا الألفي 
إستيقظت هبة من نومها على على لمسات حانية
لتبتسم تلقائيا قبل أن تفتح عينيها لتجد عمر أمامها
يمسك بوردة حمراء و يمررها على وجهها بنعومة 
صباح الورد و الفل و الياسمين على أجمل عيون
شفتها في حياتي 
صباح النور ردت هبة بخجل و هي تستقيم في
جلستها 
عمر بابتسامة يلا قومي غيري هدومك عشان ننزل
نفطر تحت طنط ثريا متحمسة جدا عشان
تشوفك 
هبة بخجل و هي تزيح الغطاء من فوقها حاضر
خمس دقائق بس 
إتجهت نحو الخزانة لتختار بعضا من ملابسها قبل أن
تدخل إلى الحمام تحت نظرات عمر العاشقة 
بعد

دقائق عديدة خرجت لتجد الغرفة فارغة جلست
على و هي تفكر في ما ستفعله قبل أن تستمع
إلى صوت عمر قادما من الشرفة 
وقفت من مكانها لتذهب إليه ليتجده يتكلم على
الهاتف نظرت أمامها بانبهار نحو الحديقة الغناء
التي كانت تمتد أمامها لاميال 
أحس عمر بقدومها لينهي مكالمته بسرعة ثم إلتف
إليها ليجدها في عالم آخر تنظر أمامها و تبدو مستمتعة جدا بما تراه 
قائلا عجبتك
هبة بلهفة جدا المنظر من هنا تحفة طبيعة و هواء
نقي يا ريت نقدر نفضل
هنا على طول 
ضحك عمر عليها قبل أن يقول طب و بيتنا مين
حيسكن فيه 
هبة بلهفة فيه جنينة 
عمر بحب أيوا جنينة كبيرة قد دي عشانك 
هبة بحب قائلة بجد انا
طول عمري بحلم إني أعيش في بيت فيه جنينة 
عمر إنت أحلامك أوامر يا حبيبتي 
هبة بخجل انا مش
حطلب منك حاجة ثانية 
عمر مقاطعا تؤ مش تطلبي إنت تأمري يلا
دلوقتي ننزل علشان زمانهم مستينيا 
في الأسفل على طاولة الإفطار جلست هبة بجانب
عمر بعد أن سلمت على ثريا التي سعدت كثيرا
تستمر القصة أدناه
برؤيتها 
ثريا بسعادة مراتك زي القمر يا عمر عرفت
تختار 
عمر بضحك و هو ينظر لهبة طبعا يا طنط انا طول
عمري ذوقي حلو 
ثريا بابتسامة ربنا يسعدك يا حبيبي إنت تستاهل
كل خير يلا تفضلوا و إلا العروسة مش عاجبها
الفطار لو عاوزة حاجة معينة قوليلي و انا حخلي
فتحية تعملهالك 
هبة بخجل لا طنط مفيش داعي 
إرتشفت قهوتها بارتباك من نظرات عمر المتفحصة لها
فهو تقريبا لا يكاد يزيح عينيه من عليها طوال
الوقت 
إستغرب عمر من عدم وجود شاهين و زوجته ليسال
خالته قائلا هو شاهين فين يا طنط مش ناوي
يفطر معانا و إلا توقف قليلا قبل أن يكمل بجرأة
بيفطر فوق يا بخته عريس 
ثريا بضحكة و الله مش عارفة يا ابني اصل بعد
بعد جوازه نادرا ما بيفطر معانا 
صباح الخير هتفت زينب و على وجهها إبتسامة
الذي إلتقفه بمرح قائلا صباح الخير يا بطل 
أنكل وحشتني اوي 
قبله عمر من خده المكتنز و هو يجيبه و انت كمان
وحشتني جدا جدا جدا أخبارك إيه بطل و عامل
إيه في المدرسة 
أجلسه عمر بجانبه على كرسيه الصغير ليقول
فادي انا مش بروح المدرسة انا بروح الحضانة يا
أنكل 
عمر بضحك معلش نسيت يا أستاذ فادي إيه
أخبار الحضانة 
فادي كويسة انا بقيت شاطر في الرسم و بقيت
بعرف ارسم سفينة في البحر و كمان برسم سمكة
كبيرة بتبقى تحت السفينة 
عمر بتشجيع برافو يا بطل و انا حبقى أجيبلك
أدوات رسم كثير بس بشرط توريني كل الرسمات
إلى إنت رسمتها 
فادي بفرح حاضر يا أنكل انا بعد الفطار حجيبلك
كل الرسمات أصل مامي حطاهم كلهم مع بعض
في المرسم بتاعنا 
تستمر القصة أدناه
عمر باستغراب مامي 
فادي ببراءة أيوا مامي كاميليا هي حطاهم في
المرسم 
نظرت هبة لعمر باستغراب غير مصدقة لما تسمعه
إذن هذا هو فادي الصغير الذي لا طالما سمعت عنه
من كاميليا 
تحدثت
ثريا لتدد حيرتهم التي ظهرت جليا على وجه
عمر أصل فادي بيحب يناديها مامي 
إرتخت ملامح عمر و هو يربت على رأس فادي
بحب أما هبة فكانت ترمقه بعدم إرتياح لمعرفتها
بما عانته صديقتها بسبب هذا الصغير رغم انه
لا ذنب له في كل ما حصل لها 
في الأعلى في جناح شاهين 
رمقته بكره قبل أن تتجة إلى الحمام بخطوات حذرة
مخافة ان توقضه 
تركت الغطاء على الأرضية لتدخل تحت الصنبور 
لتختلط المياه بدموعها و هي تتذكر ليلة البارحة 
ليلة أخرى تنتهي بانتهاكها دون رحمة او شفقة
ليلة أخرى تروي ضعفها و
إستسلامها أمام جبروته
تذكرت همساته المتلاغلقت صنبور المياه ثم أخذت منشفة كبيرة قاتمة 
هدومك حتلاقي فستان إلبسيه عشان ننزل 
و تتجه إلى داخل غرفة الملابس 
وجدت فستانا شتويا يتكون من قطعتين و معهما
حزام جلدي أسود إرتدته كاميليا على عجل ثم
خرجت لتجد شاهين يجلس على طرف 
يعمل على حاسوبه 
رفع رأسه ليجدها تتجه نحو التسريحة أخذت
المشط لتمرره على خصلات شعرها الحريرية 
تأملها شاهين بإعجاب لم يعد يخفيه لم يشعر بنفسه
في المرآة تصنمت كاميليا مكانها بعد أن وضعت
المشط على الطاولة دون أن ترفع
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 77 صفحات