رواية شاهين الجزئين
هي لاتزال ترتجف مكانها من شدة البرد تقسم أن جسدها أصبح كتلة ثلج
متجمدة وجهها شاحب و الورديتين إبيضتا بشدة
فركت يديها ببعضهما في محاولة فاشلة لبث بعض الدفئ فيها غافلة على عيني الشاهين اللتين كأننا تراقبانها بتسلية من خلف شاشة الكاميرا المزروعة في مكان مخفي في إحدى أركان الشرفة
مرت عدة دقائق أخرى قبل يلاحظ إنزلاق جسدها و تكورها على الكرسي ليعلم انها لم تعد تقوى على الصمود أكثر تحت برد الشتاء القارس
STORY CONTINUES BELOW
توسدت ليليان ذراع أيهم و هي ترسم دوائر وهمية بأصابعها على قائلة بعتاب الشغالة
خبطت على الباب ثلاث مرات
أجابها أيهم و هو لايزال يغمض عينيه مستمتعا بملمس يديها الناعمة على بشرته و إيه يعني
متقلقيش هما عارفين كويس إحنا مانزلناش ليه
يا برودك يا أخي كل حاجة عندك بسيطة كده
الټفت نحوها ليحدجها بنظرات خبيثة قائلا أخوكي يعني بعد كل اللي حصل بينا داه بتناديني أخوكي
أيهم بضحك بثبتلك إني أنا مش أخوكي
ليليان پغضب مصطنع بطل برود بقى انا حقوم آخذ شاور و انزل تحت
روح و قلب أيهم من جوا اردف و هو يضع يدها مكان الوشم لتشرد ليليان في حروف إسمها الداكنة التي زينت بشرته البيضاء لتلين نبرتها و هي تسأله أيهم هو إنت عملت كده ليه إنت بتحبني صح
زفر أيهم بملل و هو يبتعد عنها قائلا ببرود الحب مش ظروري في حاجات كثيرة أهم من الحب
تابعها أيهم و هي تدلف الحمام و تغلق البا
ب وراءها ليتمتم بسخرية حب رغبة مش مهم المهم إنها شعور حلو و جديد بقيت بعيشه كل يوم
في الداخل رمت ليليان الملاءة على الأرضية پ قبل أن تنزل إلى حوض المياه الدافئة و هي ټشتم پغضب طول عمره حيوان و هو انا حستغرب يعني ماهو دايما كده مش بيهمه غير القرف اللي زيه
بعد ثلاثة أيام
تجلس ليليان في مكتبها تترشف قهوتها الصباحية مع أمنية صديقتها
أمنية بسخرية طول عمرك غاوية تعب و مرمطة بدل ما تقعدي في البيت زي أي عروسة جاية الشغل بعد أسبوعين جواز ليه هو الشغل كان حيطير و إلا العيانين حيخلصوا
وضعت ليليان الكوب على سطح المكتب و هي تنظر لأمنية بحاجبين مرفوعين قبل أن تبادر بالقول جرا يا أمنية مالك مستلماني من الصبح كده و عمالة تهزقي فيا يمين و شمال إشحال مكنتيش عارفة اللي فيها
ليليان بلامبالاة يمكن زهق من قعدة البيت بعد مارجعنا من المالديف
أمنية و هي تقلدها بتهكمرجعنا من المالديف و ليه ما سافرتوش ثاني فرنسا أمريكا تركيا إنشاء الله جنوب أفريقيا
ليليان بضحك جنوب أفريقيا و حنعمل إيه هناك نلعب مع القرود
رمقتها أمنية بنظرة متذكرة و هي تجيبها حافضلي طول عمرك خايبة ذكتور أيهم راجل غني و مشهور و حلم أي بنت في الدنيا و هو دلوقتي بقى جوزك إزاي و ليه معادش مهم المهم أنه بقى جوزك فلازم تحافظي عليه و تحاولي تغيري من طباعه ليليان إعقلي و إطلعب من دور الست الغير مهمتة بجوزها
و مش طايقاه داه مش بعيد يمل منك و يبص برا
ليليان بتنهيدة و هو يعني معملهاش قبل كده ألف مرة و إلا إنت ناسية تاريخه الحافل داه كان بيخوني كل ليلة و احنا مخطوبين
أمنية و هي تحاول مواساتها أنا عارفة كل حاجة يا لولو و عارفة إنت قد إيه إتعذبتي وبسببه و إستحملتي بس داه بقى جوزك يا حبيبتي يعني خلاص اللي حصل حصل فحاولي تنسى اللي فات و تبدئي من جديد
ليليان طب عاوزاني أعمل إيه يا أمنية أيهم طبعه صعب جدا و مش بيعمل غير اللي في دماغه و انا مش حقدر اغيره انا محتارة يا ميمي و حاسة إني في تايهة في دوامة و مش عارفة أخرج منها انا خلاص تعبت عملت كل اللي هو عاوزه و تجوزته
بس لسه مش مرتاحة مش حاسة بالأمان معاه عارفة انه مش حيتغير و حيفضل زي ماهو حيعرف بنات و حيخوني
أمنية باستفسار هو إنت بتحبيه يا ليليان
STORY CONTINUES BELOW
أمنية بحزن انا آسفة
يا لولو بس انا كنت بقول كده عشان مصلحتك انا خاېفة عليكي
ليليان بغصةمټخافيش انا اصلا تعودت آخر ذرة مقاومة ليا فقدتها لما تجوزته و دلوقتي
أنا راضية بكل حاجة داه قدري و نصيبي و لازم أستحمل
داه ابويا تخلي عني و رماني و انا عيلة صغيرة حستغرب من إبن عمي إنه يحافظ عليا
مسحت أمنية دموعها التي نزلت رغما عنها ثم بدأت تحرك يديها على وجهها لتجفف وجهها و هي تقول بلوم كده قلبناها نكد و خليتيني أعيط ثم أكملت بمرح هاتي حتة من
الشكلاطة اللي إنت مخبياها في الدرج بتاعك عشان أبطل عياط
إنفجرت ليليان بالضحك و هي تنحني لتفتح درجها و تخرج علبة الشوكولا الفاخرة التي تحتفظ بها دائما في مكتبها و تضعها أمام أمنية قائلة خذي يا ستي اهي العلبة كلها بقت بتاعتك و بلاش عياط عشان نرجع شغلنا و إلا إنت ناسية
أمنية بتذمر و هي تفتح العلبة و تختار أحدى القطع كطفلة صغيرة و دي حاجة تتنسي أكل عيشنا بردوا
في إحدى الشقق الراقية
تثائبت نور بكسل و هي تتحسس بيديها ها المريح ذو المفارش الحريرية لتمتم بنعاس ياااه انا عمري مانمت كويس زي ليلة إمبارح انا مش عاوزة أقوم
لم تنهي جملتها حتى فوجئت بوالدتها تدخل الغرفة و تتجه لفتح الستائر و هي تنادي عليها بصوت عال بت يا نور يلا قومي إنت كده حتتأخري على المدرسة يلا
جذبت نور الغطاء بضيق و هي تكز على أسنانها بغيظ قائلة أولا صباح الخير يا ماما ثانيا وطي صوتك إحنا مش في الحارة عشان تزعقي و تتكلمي بصوت عالي دي حتة راقية و هادية يعني أي حد معدي من تحت العمارة حيسمع صوتك ثالثا أنا مش رايحة المدرسة انا تعبانة ومش قادرة أقوم من مكاني
الام بسخرية و تعبانة من إيه إنشاء الله دي حتى الشقة لقيناها مفروشة و مجهزة من مجاميعه إحنا منقلتاش غير شنط هدومنا
نور و هي تتصنع الألم دماغي يا ماما واجعاني و مصدعة يمكن عشان مقدرتش أنام كويس إمبارح داه مهما كان مكان جديد و أنا لسه متعودتش عليه
الام بعدم إقتناع ماشي انازحفوتهالك المرة دي بس بكره مفيش حجج و حتنزلي المدرسة إنت بقالك أسبوع قاعدة في البيت مش بتروحي و أمبد فاتك دروس كثير
نور بابتسامة على نجاح خطتها فهي لم ترد الذهاب اليوم إلى المدرسة حتى يتسنى لها الوقت لتكتشف منطقة سكنها الجديدة
STORY CONTINUES BELOW
هبت من مكانها لتحتضن والدتها بلهفة قائلة ميرسي يا أحلا مامي في الدنيا
أبعدتها والدتها بصعوبة عنها و هي تقلدها بسخرية لسه مكملتيش يوم هنا و بقيتي بتناديني مامي
نور بضحك طبعا مامي و بابي كمان
شركتها والدتها الضحك و هي تربت على شعرها لتستأنف الفتاة الحديث مجددا ماما هي كاميليا مش بترد على تلفونها ليه إحنا بقالنا أسبوع من يوم ما تجوزت مش عارفين عنها حاجة و لا قادرين نوصلها
إرتبكت الام من سؤال إبنتها المفاجئ و الذي لا تنكر أنه كان في محله فهي أيضا لطالما تساءلت عن سبب غياب إبنتها المفاجئ و الغير مبرر و لكنها لم تكن تبين حتى لا تشغل بال زوجها و أطفالها
تنهدت قليلا قبل أن تتحدث بجدية أنا كمان مش عازفة يا نور انا إتصلت عليها كام مرة بس دايما بيقلي مقفول انا بكرة و حروح أسأل عنها في الفيلا بتاعتهم اكيد عندهم علم بحاجة
نور و قد إستشعرت قلق والدتها إطمني ياماما هما أكيد في شهر العسل و قافلين تلفوناتهم مش عاوزين حد يزعجهم او يقلق راحتهم صدقيني كل الناس بتعمل كده
الام بقلق تفتكري كده يا بنتي
نور بابتسامة أيوا يا ماما انا متأكدة من داه بس عشان نطمن أكثر انا حتصل بهبة خطيبها يبقى صاحب شاهين أكيد عارف عنهم حاجة
أومأت لها والدتها بالموافقة و هي تدعو في سرها ان تكون إبنتها بخير و سعيدة
أخرجتها نور من شرودها و هي تقول بحماس يلا بقى يا ماما أنا جعانة و عاوزة أفطر عاوزة
أجرب الفطار في البيت الجديد
طرقات خاڤتة على باب الغرفة تلاه دخول فتحية و هي تحمل في يدها صينية طعام لتضعها على الطاولة بجانب ثم تشرع في إيقاظ كاميليا التي كانت تتدثر بالاغطية الثقيلة رغم حرارة الغرفة
فتحية بلطف كاميليا يلا قومي إغسلي وشك و صحصحي انا جبتلك الفطار
تجلست كاميليا على و لفت الغطاء حولها قائلة انا صاحية يا فتحية بس حبيت أقعد تحت الغطاء اصلي حاسة إني بردانة
تحسست فتحية جبينها قبل أن تهتف بتعحب حرارتك عادية هوإنت حاسة بإيه
كاميليا بنفي و لا حاجة انا كويسة الجو بارد و داه شيئ طبيعي
فتحية ببلاهة بس الفيلا فيها سخانات يعني الحرارة معتدلة مفيش برد هنا
STORY CONTINUES BELOW
كاميليا بتلعثمانا مش عارفة انا حاسة إني بردانة و خلاص 3
فتحية بلامبالاةطيب قومي عشان تفطري انا عملتلك
القهوة زي ما بتحبيها يلا قبل ما تبرد
حركت كاميليا رأسها لليمين لتقابلها الصينية التي تحتوي على الطعام نظرت بلهفة إلى فنجان القهوة الساخن الذي يتصاعد منه البخار لتشعر بقشعريرة تسري بكامل جسدها عندما تذكرت كوب الشوكولا الساخنة في
تلك الليلة
هزتها فتحية قليلا حتى تنتبه لها فهي قد كانت شاردة و لاتجيب عن تساؤلاتها نظرت لها كاميليا قليلا قبل أن تطلب منها ان تقرب لها فنجان القهوة فقط
أمسكت فتحية الصينية ووضعتها قريبا منها و هي تقول بلوم ميصحكش كده إنت بقالك ثلاثة أيام مش على بعضك و حتى الاكل مش بتاكلي كويس و داه مش كويس علشان صحتك لو تعبانة حقول لثريا هانم تجيبلك الدكتور هي دايما بتسألني عليكي مش عايزة تجيليك هنا عشان متزعجكيش
أخذت كاميليا رشفة من قهوتها الساخنة قبل أن تتكلم بنفي هي قلتلك كده مش عاوزة تزعجني داه بيتها يعني أنا اللي بزعجها مش هي
مصمصت فتحية بطريقة شعبية دلالة على تهكمها قبل تتكلم إنت فعلا أغرب بنت شفتها في حياتي بيت مين