الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اوتار الفؤاد لمنال سالم

انت في الصفحة 28 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

وبقليل من أسلوبه المعروف في التعامل مع تلك النوعية من الأزمات الحرجة استخلص منه المعلومات المطلوبة وبالبراهين بالإضافة إلى اعترافات جادة انتزعها من زوجة أبيه ناريمان لتنجو من عقابه المدمر ناهيك عن الرجل الذي أوقع به في المصيف واحتجزه في مستودعه 
كانت الخاتمة مع ذلك الشريط المسجل لأحد محال الثياب الشهيرة والذي يقع على مسافة قريبة من الفندق حيث التقطت إحدى عدسات الفيديو ما كانت تفعله مع أحد أتباعها لتبدو كضحېة اعتدائه الحقېر لم يعلم أي أحد بوجود كاميرا في تلك البقعة تحديدا وحينما وسعت المباحث تحرياتها واهتمت بالتقصي عما حدث من خلال تفتيش كاميرات المنطقة وجد
دليل براءته وتم الاتفاق مع أوس على تأجيل كشف الحقائق ريثما يتم الإيقاع بها في فخ محكم يدينها وتولى هو مهمة ترتيب كل شيء ليستدرجها بالقول والفعل لتوقع نفسها في شړ أعمالها وها قد نجح ببراعة في ذلك 
وقفت رغد مشدوهة مصډومة لا تصدق ما حدث لها ابتسم لها قائلا بتباه
يعني كنت عاوزك عشان أعلم عليكي!
أصابها ضړبا من الجنون والهوس شرعت في تحطيم كل ما تطاله يديها دس أوس يده في جيب بنطاله ينظر لها بازدراء محتقر تراجع عدة خطوات للخلف ليقترب من أحد
الأبواب المغلقة أمسك بمقبضه ليديره قائلا لها ببسمة المغتر
وبالمناسبة مراتي تقى عارفة بكل حاجة وموجودة هنا معانا!
صدمة أخرى أشد قسۏة وإيلاما حلت على رأسها كانت كمن تلقى دلوا من الماء المثلج على جسدها فتخشبت في مكانها مذهولة مصعوقة أطلت تقى من الڤرجة المواربة في الباب ليسحبها أوس إلى أحضانه ويقبلها معتذرا
أنا أسف يا حبيبتي إن كنت اضطريت ألمس واحدة غيرك!
ردت برقة
أنا واثقة فيك!
ثم أدارت رأسها في اتجاه رغد لتنظر لها بنظرات متأففة قبل أن تقول لها
زمان كنت بأغير من واحدة زيك وأسأل نفسي يا ترى هتقدري ټخطفي جوزي مني بس دلوقتي أنا بأشفق عليكي مافيش مجال للمقارنة معاكي أصلا!
انتزعت فتيل قنبلة ڠضبها فاندفعت پجنون متهور نحوها قاصدة إيذائها وربما إجهاض جنينها وهي تصرخ بلا وعي
أنا هاقتلك!
على الفور اعترض أوس طريقها وأبعد زوجته عن مرمى ڠضبها المستعر ليمسك ب رغد من رسغيها بقبضتيه دفعها بكل عڼف نحو الفراش لتسقط عليه ثم هدر مهددا
هموتك قبل ما تلمسيها!
ردت عليه بشراسة عدائية من بين أسنانها المضغوطة مستخدمة مرفقيها في النهوض
مش هاسيبكم هاقتلكم!
وهنا تدخل أفراد الأمن المتواجدين خارج الجناح الملكي للإمساك بها وتقييد حركتها بعد أن هرعت تقى لاستدعائهم اقتادوها للخارج وهي تسب وټلعن بهياج منفعل كانت كالثور الهائج تقاوم أياديهم القابضة عليها بينما شكل أوس بجسده مانعا يحول دون اقترابها من زوجته في لحظة غدر وما إن خرجت من الغرفة حتى تنفست تقى الصعداء وضعت يدها عفويا على بطنها المنتفخ تتحسسه في حنو ورفق أحنى زوجها رأسه عليه ليقبل الكائن الصغير القابع بالداخل استقام في وقفته ويداه تحاوطان إياها طالعته برومانسية قائلة له بتنهيدة ارتياح
الحمدلله ربنا نجانا من شرها 
لاحت ابتسامة ناعمة على ثغره معلقا عليها
طب إيه رأيك بعد ما مشاكلنا خلصت نقضي يومين سوا نريح فيهم أعصابنا
ردت مشددة بوجه جاد في تعبيراته وحاجبين معقودين
أنا موافقة بس مش في الفندق ده!
تمام 
قالها أوس مبتسما وهو يسير مع زوجته بتمهل إلى خارج الجناح بعد أن سطر النهاية لمشكلة عويصة كانت تؤرق مضطجعه لفترة طويلة 
أجبرتها على الانخراط معها في العمل التطوعي علها بذلك تهذب من نفسها الأمارة بالسوء فنقمها في مقارنة دائمة مع ظروف غيرها ونجحت إلى حد ما في تحجيم سخطها بعد أشهر من العمل الدؤوب وبات حقدها أقل عن ذي قبل بدرجة مقبولة أغلقت فردوس العلبة الكرتونية بالشريط اللاصق بعد أن تأكدت من اكتمال محتوياتها من
الأطعمة الغذائية المغلفة رفعتها لتضعها فوق المجموعة الجانبية لتستدير قائلة لأختها
أنا كده قفلت كل الكراتين اللي معايا معدتش في حاجة تانية 
ردت عليها تهاني بامتنان
تسلمي يا فردوس ارتاحي إنتي شوية تعبناكي معانا شوية!
ردت بتبرم ولكن بصوت يكاد يكون مسموعا
ده إنتو هديتوا حيلي!
على الفور ألقت بثقل جسدها على الأريكة الوثيرة التي تحتل جانبا من الصالة لتريح عضلاتها المټألمة من المجهود الشاق الذي تبذله يوميا للإيفاء بمتطلبات الجمعية الخيرية التي تترأسها شقيقتها والتابعة لدار رعاية المسنين قررت تهاني أن تحول المنزل الذي أهداه إليها ابنها إلى مقر لتلك الجمعية حديثة الإنشاء وفيه قسمت العمل بين بعض جاراتها ممن بحاجة ماسة للنقود ليقمن بجمع وتجهيز الأطعمة المعبأة لتوزيعها على الفقراء في حين تولت ليان الشق المالي والحسابات البنكية لتبدو كل الأمور سليمة ودون أي عراقيل وقد بدت متحمسة لدورها فيه عن عملها الروتيني بمؤسسة الجندي خاصة في وجود والدتها التي تقاربت معها كثيرا وشكلت دعما قويا لها 
أصرت تقى على تقديم المساعدة قدر استطاعتها رغم تقدم حملها واقتراب موعد ولادتها لكنها حرصت على المشاركة ونيل الأجر والثواب أحست پألم طفيف يضرب أسفل معدتها تجاهلته في البداية وأكملت إحصاء عدد أكياس المعكرونة الموضوعة على الطاولة التفتت نحو ليان لتخبرها
دول يا ليوو 100 كيس كبير سجليهم عندكم
ردت عليها وهي تومئ برأسها
أوكي
ولكن ما لبث أن تحول وجهها للذعر حينما رأت المياه تنساب من بين ساقي زوجة أخيها صړخت پخوف وهي تشير بيدها
تقى إيه المياه دي!
هنا انتبه الجميع لصوتها الصارخ وتركزت أنظارهم مع بركة المياه الصغيرة التي تشكلت أسفل قدميها وتزداد اتساعا مع كل ثانية خفق قلب تقى بقوة وانتفض جسدها مرتعدا نظرت لوالدتها مستغيثة
الحقيني يا ماما!
هرولت فردوس نحو ابنتها لتتأمل عن كثب تلك البقعة وهي تصيح مهللة
ده باين القرن طش البت بتولد يا ناس!
على الفور أسرعت ليان ركضا إلى خارج المنزل لتهبط على الدرج وتستدعي أفراد الحراسة المتواجدين بالأسفل لتنقلها إلى مشفى الجندي في الحال وخلال فعلها لذلك هاتفت أخيها لتبلغه بالتطور الطارئ في حالة زوجته التي ستضع مولوده بين لحظة وأخرى 
احتضن بيده قبضته الأخرى المتكورة وهو يدور حول نفسه في الرواق مترقبا بتوتر وشغف ولادة ابنه الذي أصر على المجيء مبكرا وقبل الميعاد الذي حددته الطبيبة بارسينيا مر الوقت بطيئا عليه وكأن عقارب الساعة لا تسير الكل اجتمع لمشاطرته تلك اللحظة المميزة وبقي عقله كان شاردا مع زوجته المتواجدة بالداخل ومنفصلا عمن حوله لاحظ عوض خوفه وقلقه المتزايد وبالطبع لم يختلف حاله عنه لكنه يعرف دوما العلاج الأمثل لمثل تلك الظروف اقترب منه واضعا يده على ظهره ليلفت انتباهه إليه دعاه بلطف وبوقار شديد
ما تيجي يا ابني ننزل نصلي ركعتين تحت لله وندعيله بإخلاص عشان ربك ينجيها ويجيبلك ابنك بالسلامة وصدقني الوقت هيعدي بسرعة وجايز تجيلنا البشارة واحنا ساجدين!
نظر له أوس بعينين مترددتين للحظة ضاقت نظراته بقلق حائر لم يكن راغبا في تركها بمفردها ومع هذا أحس برغبة ملحة تنبع من داخله تدعوه للموافقة فربما في اقتراحه الجيد هذا المهدئ لأعصابه المتعبة من كثرة التفكير هز رأسه بالإيجاب وهم بالسير في اتجاه المصعد ابتسم عوض لاستجابته واستبشر خيرا من تقربهما إلى المولي عزوجل في تلك اللحظات الحرجة تبعه إلى المصعد واستقلاه سويا إلى أن وصل كلاهما للطابق الأرضي ومنه تحركا نحو الخارج حيث المسجد القريب من المشفى 
خلع أوس حذائه وولج إلى الداخل باحثا عن مكان الوضوء وما إن انتهى حتى اتخذ مكانه في بقعة خاوية من المصلين ليصلي للمولى تضرعا وخشوعا عله يستجيب لدعائه فرغ من صلاته وجلس القرفصاء ومستندا بظهره إلى العمود الرخامي الټفت ينظر إلى يساره حيث جلس عوض وكان بيده كوبا بلاستيكيا مملوءا بالماء استطرد الأخير موضحا من تلقاء نفسه وبابتسامة راضية
متأخذنيش يا ابني أصلي بأكسر صيامي لأني متعود أصوم كل اتنين وخميس
هز رأسه في استحسان معلقا عليه
ربنا يتقبل
رد عليه بنظرات متطلعة وتنهيدة مليئة بالرغبة النقية
يا رب أمين نفسي أوي ربنا يجازيني خير بصيامي وادخل الجنة من باب ال ريان!
ردد أوس باستغراب مهتم لذلك الاسم
ريان!
تابع مفسرا ببساطة
ما هي الجنة ليها أبواب كتير الناس هتدخل منها باب الريان ده واحد منه معمول للناس اللي بتحافظ على فريضة الصيام وبتأديها وأنا طمعان في كرم ربنا إنه يراضيني في الآخر بده 
تشكلت ابتسامة هادئة على ثغر أوس الذي ربت برفق على كتف حماه قائلا له
ربنا يكرمك بكل اللي نفسك فيه يا راجل يا طيب 
انتبه كلاهما لصوت المؤذن الداخلي الذي نادى بآذان الإقامة فنهض الاثنان من جلستهما ليصطفا مع المتواجدين بالمسجد خلف الإمام ليبدأوا صلاتهم في خشوع وتضرع 
أتت البشارة فور عودته إلى المشفى حيث تعالت الزغاريد من فردوس لتعلن بذلك عن ميلاد الصغير قفز قلب أوس في صدره فرحا وأسرع في خطواته الراكضة نحو إحدى الغرف الجانبية حيث ترقد
زوجته وإلى جوارها في فراش صغير ينام مولوده لحظة تكررت اقشعر لها بدنه خفقات متتالية سريعة أصابت قلبه جعلته في حالة سرور غير محدودة مرق بين المتواجدين ليقترب من تقى تأمل وجهها المرهق من عناء الولادة بنظرات مطولة مسح على جبينها وقبله هامسا لها
حمدلله على سلامتك
ردت بوهن رافعة عينيها إليه
الله يسلمك شوفت ابنك
صاحت فردوس من الخلف عاليا
سمي بالله كده وشيل ابنك يا باشا
لكزتها تهاني بخفة في جانب ذراعها تنهرها عن مقاطعتها لتلك اللحظات الجميلة عبست تعابيرها وردت عليها بصوت خفيض
هو أنا قولت حاجة!
همست لها تحذرها
مش عاوزين قلق يا فردوس لمي الدور الله يكرمك!
طيب
قالتها على مضض حتى لا تفسد تلك الأجواء العائلية الدافئة الټفت أوس بعينين هائمتين إلى الجانب وقلبه يكاد يخترق ضلوعه من فرط حماسته حملق في مولوده بعينين حبستا الدموع فيهما لا يعرف ما الذي أصابه لتلمع حدقتاه بعبرات تعبر عن فرحته الشديدة انحنى نحوه بتمهل ومرر كفيه أسفل جسده الضئيل ليحمله ارتجف ذراعاه وهما ترفعان إياه للأعلى ضمھ إلى صدره بحنو أبوي ليستشعر الرضيع نبضات والده المتلاحقة استدار نحو زوجته قائلا لها بنبرة امتزجت فيها سعادته مع خوفه
ده صغير أوي
علقت عليه فردوس
ما هو حتة لحمة حمرة
رمقها أوس بنظرة صارمة جعلتها تتراجع للخلف وتتوارى عن أنظاره مؤقتا كي لا يلقي بها من نافذة الغرفة لإزعاجها المستمر له سألته تقى بصوتها الضعيف
فكرت تسميه إيه يا حبيبي
أجابها مبتسما عن ثقة
أيوه 
ثم ركز بصره على ذلك الكهل الذي جلس في مكانه يبتهل للمولى ويحمده على عطاياه ليقول بعدها بنفس الابتسامة المتفاخرة
ريان!
رفع عوض رأسه فور أن سمع الاسم وقلبه يرقص طربا لم يكن يتصور أبدا أن حديثا عفويا نابعا من قلبه الطيب سيحفز ذهن أوس ليختار ذلك الاسم تحديدا ليطلقه على ابنه وكأن فيه نوعا من

الترضية المبشرة له انسابت دمعاته تأثرا من تصرفه الكريم وأومأ له برأسه في امتنان صامت رددت تهاني بفرح وهي تحني رأسها لتقبل كتف ابنها
ربنا يباركلك فيه ريان أوس الجندي!
في تجمع عائلي خاص ومحدود احتفل أوس مع المقربين له ب سبوع الرضيع ريان كانت الأجواء لطيفة وهادئة الكل سعيد بانضمام فرد جديد للعائلة اقترب يامن من ابن عمه ليبلغه بآخر المستجدات في قضية شقيقته التي تم إيداعها بالمشفى الخاص بالأمراض العقلية والنفسية بعد أن ساءت حالتها كثيرا وأقدمت على الاڼتحار أكثر من مرة أشفق عليها أوس فقال له مؤكدا
متقلقش أنا هاقف جمبها مهما كانت هي من العيلة!
رد بوجه خال من التعبيرات
مافيش داعي أنا متابع وضعها وبأزورها كده أحسنلها
بدل ما كانت تخرب الدنيا وتضيعنا كلنا!
أوضح له من جديد
أختك اللي اختارت تعمل كده في نفسها
عقب عليه بتفهم
أنا عارف يا أوس
لمحها وهي تلج للشرفة فتحمس كثيرا للالتقاء بها بعد أن تعذر عليه الانفراد بها في أي مكان ليبوح لها كما اعتاد بمشاعره نحوها ويستمتع بتعبيرها المتواري والخجل عن حبها له فمنذ تقدمه لخطبتها وأوس يضيق عليه الخناق ليعذبه أكثر تنحنح مستأذنا وقد ظهرت أمارات التوتر عليه
هاروح أعمل مكالمة وارجعلك تاني يا باشا 
ربت أوس بيده بقوة على كتفه قائلا له بتحذير وببسمة ساخرة وقد
فطن لما يحاول فعله
ماشي بس ماتطولش برا عشان الهوا مش حلو عليك!
تنحنح يامن مجددا قبل أن يرد بارتباك وبابتسامة بلهاء
حاضر يا ابن عمي 
أسرع في خطاه ليلحق بزوجته المستقبلية التي تنتظره في المكان الذي التقيا فيه مصادفة لأول مرة ناداها هامسا
هالة
التفتت على الفور نحوه ووجهها يشرق بابتسامة رقيقة وقف يامن قبالتها يتأملها بنظراته الشغوفة تنهد في رومانسية قائلا لها
وحشتيني 
خجلت من تلك الكلمة وتوردت بشرتها سريعا ردت عليه بهمس وقد أخفضت رأسها لتتحاشى التقاء عينيهما
وإنت كمان!
رجاها بعبوس مصطنع
لأ بصيلي أنا وقتي محدود!
عادت لتحدق في عينيه بنظرات مفعمة بوهج الحب همس له بتلهف
هاتي إيدك عاوز أديكي حاجة
قطبت جبينها متسائلة
إيه ده
سحب رسغها للأعلى ليلبسها سورا رقيقا من الذهب قد اشتراه لها رمشت بعينيها في إعجاب صريح بذوقه الراقي في انتقاء هداياه ظلت يده محتضنة لكفها الناعم وفي تهور جريء منه أحنى شفتيه عليه ليقبله ارتعشت من قبلته وحذرته بعينين خائفتين
ماينفعش كده أوس باشا ه 
قاطعها بإلحاح
اديني فرصة يا هالة!
وقبل أن يتمادى في تصرفاته سحبت يدها على الفور وتراجعت منكمشة على نفسها ونظراتها مسلطة على أحدهم في ړعب ابتلع يامن ريقه هامسا حينما لاحظ تعبيراتها المرتاعة
هو واقف ورايا مظبوط
هزت رأسها لعدة مرات مؤكدة على صحة تخمينه في حين أطبق أوس على عنقه يشده منه إلى الخارج وهو يوبخه
مش عاوز تلم نفسك!
رد مدافعا
أنا كنت بأديها هدية
سخر منه قائلا
أه وبتاخد منها العربون يالا من هنا!
بتطردني يا أوس
دفعه نحو باب الفيلا يهدده بجدية تامة ودون أن يرف له جفن
أحسن ما أعلقك وإنت عارفني مابهزرش! وبعدين أنا قايلك مافيش جواز قبل ما هالة تخلص كليتها!
رد بتذمر
بس كده كتير أنا هاخلل وأنا مستنيها!
لوح له بيده قائلا له ببرود قبل
أن يصفق الباب في وجهه
يكون أحسن مع السلامة!
اغتاظ يامن من شدته معه ومع ذلك وجد نفسه يبتسم تلقائيا فأحب ما عليه أن يرى حبيبته تنهي دراستها الجامعية بتفوق فيفتخر بها في كل مكان دار في الحديقة باحثا عن نظرة أخيرة منها فهي حتما ستبذل ما في وسها لتودعه وحدث ما توقعه وجدها تنتظره بالشرفة منحته هالة نظرات مليئة بالحب العفيف وهي تشير له بيدها وأرسل لها قبلات في الهواء قبل أن تبهت ملامحه المضيئة ليركض بعدها فزعا وقد أبصر ابن عمه يراقبه من النافذة الأخرى داعيا الله في نفسه ألا يلحق به وېعنفه بشدة ولكن على طريقته القاسېة 
الخاتمة
نكس رأسه في حزن مصطنع وعبوس مكشوف بعد أن ألبسه والده الزي الخاص بالسباحة ليبدو مستعدا لتمرينه اليومي في النادي حاول إقناعه بالتسلل إلى الطاولة الموضوع بها الميداليات المختلفة ليأخذ واحدة لنفسه وذلك لرفض مدربه إعطائه له قبل أن يشارك فعليا في المسابقات المقامة بالنادي وضع أوس يده أسفل ذقن صغيره ليرفع وجهه إليه نظر في عينيه بجدية قبل أن يقول له بصرامة الأب
احنا قولنا إيه يا ريان
ركل الأرضية بخفه البلاستيكي قائلا له في تذمر طفولي
I want one! أنا عاوز واحدة
حاول أن يقنعه بالعدول عن تلك الفكرة الخاطئة موضحا له بعقلانية
ما هو لما تكبر وتكسب هتاخد ميدالية منهم ماينفعش قبل كده ولو خدتها بدون إذن الكابتن هتبقى سړقة وده غلط والكل هيزعل منك وأولهم بابي ومامي
عبس وجه أكثر وهو يرد ببراءة
بس أنا زهقت الكابتن مش بيرضى يخليني ألعب قوله يا بابي إني I can swim
قال له مبتسما وهو يداعب خصلات شعره
عشان إنت لسه صغير وبقالك فترة بسيطة في التمرين
نفخ ريان ذي الأربع سنوات في عدم اقتناع وكتف ساعديه بضيق كبير حثه أوس على التحرك قائلا له بخشونة طفيفة
بلاش شغل العيال ده ويالا عشان متتأخرش 
ثم أشار بعينيه إلى أحد أفراد حراسته ليلازمه وهو يأمره
مع الباشا الصغير
تمام معاليك
قالها الفرد الأمني بانصياع قبل أن ينفذ أمره ويسير ممسكا بيد الصغير إلى المنطقة الخاصة بتدريب الأطفال على مهارات السباحة تحرك أوس مبتعدا عن المكان ليتجه نحو الكافيه الخاص بالنادي أجاب على اتصال زوجته ليخبرها بنتيجة حديثه مع ابنه موضحا لها
أيوه يا حبيبتي أنا معاه في النادي وأقنعته بس يا ريت يلتزم!
صمت لثوان ليصغي لما تمليه عليه من رأيه الهام في اقتراحات تخص أغلفة روايتها الحديثة التي عكفت على كتابتها مؤخرا تنهد معلقا باهتمام
حاضر هاشوف الأغلفة وأقولك رأيي فيهم بس مقولتليش البطل شبه مين
أنصت باستمتاع لردها الذي يصيبه بالغرور ثم حذرها مداعبا
برضوه أنا! بس مترجعيش تزعلي لما المعجبات بتوعك يحبوني ويتخانقوا عليا!
كركر بعدها ضاحكا في استمتاع سعيد لنجاحه في إغاظتها أنهى المكالمة معها باحثا بنظراته عن ضيفه الذي أصر على الالتقاء به في اجتماع غير رسمي بالنادي كنوع من التعارف الودي قبل أن يشرعا في العمل سويا تنحى أفراد الحراسة بكلا منهما للجانب ليمرق أوس وسطهم نحو طاولة ذلك الرجل الذي أطفأ سېجاره الكوبي المشتعل فور أن رأه مقبلا عليه أغلق الأخير زرار سترته مرحبا به وهو يمد يده ليصافحه
أوس باشا أنا عارف إنك مش بتحب حد يشرب سجاير وأنا باحترم رغبتك!
أبدى أوس إعجابه ببادرته المهتمة بتطبيق قوانينه الصارمة دون انتظاره تأمله بنظرات متفحصة دارسة له كان قبل موافقته على مقابلته قد جمع ما يكفيه من معلومات عنه لم يجد ما يشوبه فهو حاليا صاحب شركة شقت طريقها منذ زمن في سوق العمل قبل أن تتعثر وتمر بأزمة طاحنة على يد مالكها الأسبق ليعود بعدها ذلك الشاب من الخارج ويتولى إدارتها ويعيد تثبيت ركائزها ببراعة في وقت قصير فاستعادت مكانتها بين الشركات القوية أفاق أوس من شروده المتطلع فيه على اعتذاره اللبق
اعذرني معاليك إن كنت هاخد من وقتك دقايق بس قولت دي فرصة نتعرف فيها على بعض ومش هاعطلك كتير!
رد عليه محذرا بلهجة قوية
مع إني مابحبش أخلط وقت الشغل مع العيلة!
أبدى اتفاقه مع قاعدته الجادة قائلا
أكيد بس لكل قاعدة استثناء ولا إيه
أكد له أوس مشيرا بنظراته الصارمة
بس مش لأي حد!
وافقه الرأي معقبا باقتضاب وهدوء
مظبوط يا باشا
سأله أوس مباشرة ودون أي مماطلة
قولتلي عاوزني أشاركك ليه
أجابه بصراحة وبلغة الواثق من نفسه بدرجة يحسده الآخرين عليها
أنا حابب أعمل توسعات لشركتي ومافيش أنسب من واحد معروف زيك بقوته في السوق وشدته مع العملاء إنه يكون شريكي في التوسعات دي وأنا متأكد إننا في أقل وقت هنحقق احنا الاتنين مكاسب خيالية وبطرق كلها مشروعة وعندي الضمانات الكاملة لده!
لم ينكر أوس أن طريقته في التعامل مع الأزمات وإدارتها قد أعجبته وخاصة أنه رأى بنفسه النتائج المبهرة على أرض الواقع لذا لم يكن ذلك الرجل بحاجة للتملق أو المجاملات لنيل استحسانه أو إبهاره بشكل مراوغ هز رأسه معلقا عليه في اهتمام
تمام أنا هاخلي محامين المجموعة
يدرسوا العقود ويقولوا رأيهم القانوني قبل ما أقول كلمتي الأخيرة
قال له ببسمة ثقة
حقك خد كل الضمانات اللي تريحك وأنا جاهز!
اكتفى أوس مما سمعه منه فأصالة الرجال الأشداء تظهر من تعاملهم حتى مع صغائر الأمور رفع أوس يده كتعبير عن مصافحته وموافقته الضمنية قبل أن يقول بصوته الأجش القوي
اتفقنا فرصة سعيدة يا 
على الفور صافحه مضيفه وابتسامة زهو تعلو شفتيه ليرد عليه معرفا بنفسه بنفس الثقة التي تليق أيضا بأمثاله من الأقوياء
زيدان زيدان الباشا!
تمت بحمد الله

27  28 

انت في الصفحة 28 من 28 صفحات