رواية ليتني لم أحبك للكاتبة شهد الشورى كاملة
بهدوء على احد المطاعم التي تطل على الشاطئ تتناول قهوتها بهدوء و عقلها يفكر بذلك غريب الأطوار الذي يلاحقها منذ فترة يحاول التحدث معها هي تعرف ان نواياه ليست سيئة أبدا و لكنها لا تصلح لأي شخص لذا قررت أن تكرس حياتها لعملها الذي بدأت فيه منذ فترة فقد تسلمت إدارة دار الايتام التابع لعائلتها
و ما ان أخبرت جدها برغبتها لم يمانع أبدا تشعر براحة لم تكن تشعر بها من خاصة بعد انتظامها في قضاء فروضها اليومية حياتها أصبحت
صباح الخير يا قمر
ردت عليه بضيق و هي تشيح بوجهها بعيدا عنه
انت بردو
جلس على المقعد أمامها قائلا بابتسامة صفراء
و تصميم
اه انا و اتعودي كمان على وجودي عشان هيبقى امر واقع
استفزها لتقول بغيظ
انت انسان بارد
رد عليها بابتسامة استفزتها
لتتابع قائلة بضيق
و مستفز
اخذت نفس عميق ثم سألته بهدوء
انت جاي عاوز ايه و عرفت منين اني هنا كنت بتراقبني يعني
رد عليها بابتسامة
اه
اغتاظت منها كادت ان تذهب ليمسك يدها يمنعها من الذهاب قائلا
رايحة فين
سيبهالك و ماشية
ابتسم ثم قال لها
انا اسف و ما اقصدش اضايقك بوجودي بس حقيقي انا عاوز اتعرف عليكي و كل مرة بحاول بتصديني او پنتخانق على حاجات تافهه
و عاوز تتعرف عليا ليه
نظر لداخل عيناها قائلا بحب
تفتكري انتي ليه
ابعدت عيناها بعيدا عنه قائلة
انا ماشية
مسك يدها قائلا برجاء و ابتسامة حب
ارجوكي ممكن نفطر سوا و نتكلم شوية مش هضايقك
ابعدت يده بعيدا عنها ثم جلست و تناولوا الأفطار سويا و بدأ يعرفها عن نفسه لم تكن مندمجة بالحديث معه لكن مع الوقت أصبحت تشاركه الحديث معه و قد اعجبها شخصيته المرحة و اللذيذة فلم يتوقف عن أضحاكها أبدا اما عنه شعر بسعادة كبيرة بجلوسه معها و بحديثهم اما ضحكتها كانت تجعله يشعر بسعادة لم يشعر بها من
بقسم الحسابات كانت تجلس بجانب رغدة صديقتها يتناقشون بذلك الملف الموجود بيدهم بينما مي تجلس برفقتهم لكن عيناها مثبته على الطريق بانتظار خروج ايهم لتتحجج مثل كل مرة بالحديث معه لكي تلفت انتباهه
جاء من خلفهم صوت رئيسهم بالقسم شهاب
يقول بجدية بينما عيناه مثبته على تلك التي تقف مثل كل يوم تراقب خروج ايهم حتى تتحدث معه كم يريد الان ان يذهب و يدق ها من شدة غيظة و غيرته ليقول بصوت عالي نسبيا لفت انتباهها ليستمع الجميع له
ليوجه حديثه لتيا قائلا بجدية
آنسة تيا انتي عارفة و فاهمة اللي في الملف كويس هتروحي لمكتب الاستاذ ايهم و تساعديه في اي حاجة يعوزها مكاني انا قولتله اني همشي و انتي هتكوني مكاني و هو موافق
طب ما اروح انا يا أستاذ شهاب انا عارفة بردو اللي في الملف اصل تيا تعبانة شوية
شهاب بحدة
انا قولت تيا يا آنسة مي شوفي شغلك انتي هنا
كادت ان تعترض تيا لتقول مي بضيق
بس
لم يعطيها فرصة للتحدث ثم غادر سريعا تحت أنظار تلك التي ټ قهرا كل مرة تراه يناظر رفيقتها بكل ذلك الحب و الغيرة بينما لا يراها تذكرت حديثه معها منذ ثلاثة أيام يطلب منها مساعدته في استمالة قلب صديقتها مي و هي التي وقعت بغرامه منذ أن جاءت للشركة اول مرة ليزيد حبها لها مع مرور الايام التي قضتهت بالشركة و كل مرة تراه بها بينما الحمقاء الأخرى لا ترى سوا انها يجب أن تحصل على ايهم فقد اعجبها كثيرا و بالنسبة لها هو زوج مثالي
ذهبت للحمام سريعا لتختفي بداخله حتى لا يرى
اي منهم دموعها
وصلت لمكتبه ثم اخذت نفس عميق أن تطرق الباب ليسمح لها يالدخول متجاهلة سالي التي ترمقها بنظرات سخرية ما
ان دخلت و تركت الباب مفتوح قليلا وجدته يجلس خلف مكتبه و قد تخلى عن سترته ليبقى فقط بقميصه الأبيض الذي يطوي أكمامه و فوقه بليزر رمادي اشبه بجاكيت البدلة و كان يعمل بتركيز شديد
قال دون النظر إليها
اتفضلي يا آنسة تيا
شكرته ثم على مضض جلست على المقعد الأمامي لمكتبه قائلة
شكرا
رفع عيناه ينظر لها قائلا
فين الملف
مدت يدها بالملف قائلة له
اتفضل
ما ان أخذه وقفت سريعا قائلة
طب انا هروح مكتبي و لو رتك عوزت حاجة تقدر تبعتلي
أن تخطو خطوة واحدة كان يوقفها قائلا بصرامة
استنى عندك انا سمحتلك تروحي
ردت عليه بتوتر
لا بس
رد عليها بجدية
مابسش اتفضلي اقعديي
ثم تابع بمرح قليل ما يظهر
مټخافيش انا مش من آكلي لحوم البشر
اخفت ابتسامتها بصعوبة متجاهلة النظر له هي بالأساس كانت طوال الايام الماضية تتهرب منه و من الحديث معه لأنها بدأت تشعر بأنها ستقع في نفس خطأ شقيقتها لذلك كانت تريد مغادرة الغرفة سريعا مضت ساعة تساعده ببعض الاشياء و كلما شعر انا تريد الذهاب يسألها بشئ متحججا لتبقى معه و لا يعرف لما يحب وجودها
بعد وقت ليس بقصير قال و هو يحرك ه يمينا و يسارا من الألم قائلا
الاستراحة جت تتغدى ايه
سألته بتعجب
نعم
كرر ما قال ببساطة
تتغدى ايه الشغل لسه مخلصش هنتغدى في المكتب و بعد ما يخلص الشغل تقدري ترجعي مكتبك
نفت برأسها قائلة بجدية
مش مشكلة بعد ما اخلص هبقى اتغدى انا اصلا مش جعانة
رد عليها و كأنه لم يستمع لما قالت من الأساس هتطلبي و لا اطلبلك انا على ذوقي
رد عليه بتصميم
قولت شكرا مش عاوزة
اومأ برأسه قائلا
اممم خلاص يبقى على ذوقي
بالفعل طلب الطعام و ما ان انهي مكالمته وقفت قائلة و هي تنوي المغادرة
طب انا هروح اشوف اللي ورايا و ابقى ارجع تاني
سألها بدون مقدمات
انتي بتهربي مني و من وجودك معايا ليه انا ضايقتك في حاجة
ردت عليه بحدة
اهرب منك ليه يعني و بعدين انت ما ضيقتنيش بس اللي حصل لاختي كفيل يخليني ما ابصش في وشك نهائي لا انت و لا ابن عمك
رد عليها محاولا التبرير
انا م
قاطعته قائلة بجدية رافضة الاستماع لأي كلمة منه
انا في مكتبي لو رتك احتاجت حاجة ابعتلي او ابعت لحد تاني في القسم عن اذنك
زفر بضيق أكان ينقصه ان ح غاضبة منه بسبب ابن عمه افيق على ما خطړ بباله الان لينهر نفسه قائلا
ما تزعل و انت مالك يا ايهم يخصك في ايه دي مجرد واحدة بتشتغل في الشركة و خلاص
قالها ثم عاد يكمل عمله لكنه لا يشعر بالراحة
أبدا بعد ما قالت
مساءا منتصف الليل بقليل كانت تجلس بغرفتها تذاكر دروسها بتركيز ليقطع تركيزها رنين هاتفها بهذا الوقت تعجبت عندما وجدت رقم غير معروف أجابت بجدية
السلام عليكم
رد عليها السلام قائلا بسرعة
انا ايهم و متقفليش
أن تجيب قاطعها قائلا سريعا
اقسملك اني كنت ضد الرهان ده من الاول و كنت رافض انه يتعمل كده في اختك لأنها كانت متستهلش كده و كانت محترمة غير البنات احم الشمال اللي نعرفهم و كمان لحد وقتنا ده انا بلوم فريد ع اللي عمله في جيانا هو حقيقي بيحبها المهم مش موضوعنا
اخذ نفس عميق أن يقول
انا مكنش ينفع انام من غير ما اقولك الكلمتين دول و ما افضلش في نظرك وحش و متسأليش ليه لاني معرفش و مش
عارف ايه سبب اللي بعمله دلوقتي
كان الرد على حديثه صمت ليسألها
مش هتقولي حاجة
ردت عليه بجدية متجاهلة كل ما قال
الوقت متأخر مع السلامة
رد بزهول و هو يبعد الهاتف عن وجهه بعد أن اغلقت الهاتف
بس كده !!!
الايام تمر إلى أن أصبح الان ثلاثة أشهر و لا تعلم عنه شيئا تلتقي مع جواد قليلا جدا و عقلها دائما معه يفكر به أصبحت شاردة حزينة اكثر من زي و مهما حاول والدها إخراجها من ما هي فيه يفشل
بأحد الايام كان الجميع يتناولون الطعام سويا بمنزل أكمل النويري بما فيهم هناء شقيقة حنان و ابنها طارق و زوجها مدحت و سمير ايضا و جواد
كانت تجلس في الشرفة برفقة جواد الذي يتحدث معها و هي لا تعي و لا تستمع ما يقول عقلها مشغول بذلك الذي لم تراه منذ حوالي ثلاثة أشهر و ما يزيد بالإضافة إلى أنه ترك رونزي و قاموا بفسخ الخطبة كلامه منذ اخر مرة أثر بها كثيرا و لكنها لازالت على رأيها لن تسامحه مهما كان افيقت من شرودها على جواد الذي يقول بابتسامة التي تبعث الدفئ داخل اي احد
ايه رأيك
سألته بتيه و لم تكن منتبهه
ها
أعاد ما قال
بقول ايه رأيك في اللي بقوله
ردت عليه بحرج و هي تبعد خصلات شعرها
خلف اذنها
اسفه مسمعتش
اجابتها بابتسامته المرسوم على وجهه دائما منذ
أن التقت به
اكيد ما سمعتيش ما انتي دماغك في حتة تانية خالص كنتي سرحانة في ايه
توترت لكنها اخفت ذلك لتقول له
اسفة مشاكل في الشغل بس
سألها مباشرة
قوليلي يمكن اساعدك
شكرته ثم قالت بابتسامة لم تصل لعيناها
متشغلش بالك
نفى برأسه قائلا بجدية و ابتسامة
لازم اشغل بالي احنا فيما بعد هنكون زوج و زوجة و الزوجين لازم يكون في بينهم مشاركة ف الحزن والفرح و في كل حاجة مفيش حاجة اسمها ما تشغلش بالك
اومأت به و هي الابتسام قائلة
مفيش بس لازم انزل القاهرة عشان اعرف معلومات عن حاډثة حصلت و في شغل مهم ورايا كتير و مينفعش يتأجل
اجابها بتشجيع
انتي قدها متقلقيش و لو ينفع اساعدك في حاجة قوليلي من غير تردد
شكرته ليقول هو بتساؤل
هتقعدي في القاهرة اد ايه و لا هترجعي في نفس اليوم
هرجع في نفس اليوم السواق هيكون معايا و الحرس بابا مش هيسيبني اروح لوحدي
اومأ لها ثم قال بابتسامة
هعيد لك اللي كنت بقوله ايه رأيك نعمل الفرح و كتب الكتاب بعد شهر من دلوقتي
ردت عليه پصدمة
ايه
تعجب من رد فعلها ليسألها
مالك اټصدمتي ليه
توترت لتجيبه قائلة
مفيش بس اتفاجأت ليه الاستعجال
استعجال !!!
اومأت له قائلة
ايوه احنا لسه منعرفش بعض و كمان مش هنلحق و في كذا حاجة و انا مش مستعدة حاليا
نظر لها مطولا بصمت ثم قال بابتسامة
زي ما تحبي اللي تعوزيه هيحصل مقدرش اجبرك على حاجة