الإثنين 25 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 6 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز


ووصلت إلى عنان السماء 
توقف قلبها الذي كان يقرع وحبست أنفاسها داخلها وقفت تعطي إليهم ظهرها تخاف من اقترابه الغير مرئي إليها 
صړخ بها عاصم بعصبية وعڼف
اقفي عندك قسما بالله يومك أسود
فتح باب القصر طلت من خلفه زينة ووالدة جبل السيدة وجيدة ظهر على ملامح زينة القلق والتوتر الشديد وهي تتقدم إلى الخارج وتعلم أن شقيقتها بقيت في الحديقة وقع قلبها بين 

في ايه يا عاصم
صاح مقتربا يقبض على ذراع إسراء مرة ثانية وهو يجيب بهدوء
متقلقيش يا هانم اتفضلي إحنا هنتصرف
شيل ايدك دي إزاي تتجرأ تعمل كده وتمسك أيدها
يلا نمشي من هنا خلينا نمشي يا زينة
دفعتها للخلف بخفة ونظرت إلى وجهها وحالتها المزرية
ايه اللي حصل مالك
كادت أن تتحدث زينة ولكن صوت عاصم اخترق أذنها
مين دول يا هانم وإزاي دخلوا القصر وجبل مش موجود
نظرت إليه بحدة وأردفت مجيبة إياه بصوت عال توبخه على ما فعله
دي زينة مرات يونس الله يرحمه وإسراء أختها أنت عارف أن محدش بيدخل القصر إلا بإذن مننا ايه لزوم اللي عملتوه ده
أخفض وجهه أمامها وتحدث بهدوء معتذرا
هو ايه اللي آسف يا هانم القصر كله ملغم حراس في كل مكان هتنط من على السور إزاي 
تعالي يا زينة معلش يا حبيبتي هما مايعرفوش تعالي أنا هفهمك 
نظرت إليه شزرا بعصبية وكأنها تود أن تنقد عليه لأنه مس شقيقتها ثم
سارت خلف والدة زوجها إلى الداخل لتفهم ما الذي حدث 
نظر جلال إلى عاصم وتساءل قائلا
هو ايه اللي بيحصل
حرك الآخر رأسه ورفع كتفيه يهتف
مش عارف
جلست في الداخل في صالون القصر الكبير جوار شقيقتها التي مازالت تزيل دمعاتها بيدها نظرت إليها وتفوهت بالسؤال بجدية
ايه اللي حصل اتكلمي
رفعت بصرها إليها بعينيها الزرقاء المنتفخة أجابتها بشهقات متقطعة وهي تحاول الصمود
ابتعدت زينة بنظرها إلى وجيدة تنظر إليها بحدة واستغراب في ذات الوقت وما حدث في الخارج يؤثر عليها في حديثها الحاد بنفس الطريقة
دي أوامر يا زينة مش مطلوب إننا نخالفها
تذكرت حديث زوجها الكثير عن تلك الأوامر الذي تصدر عن شقيقه ولا يستطيع أحد مخالفتها أبدا ولا يجب ذلك أيضا وكأنهم يعيشون بسجن كبير يخرجون ويدلفون إليه ومنه فقط وهو حاكمه وعليهم السمع والطاعة 
تحدثت بخفوت
عن
اذنكم هطلع الاوضه
أومأت إليها والدته قائلة
اتفضلي يا بنتي ارتاحي
بعد مرور يومين
جلست زينة مع وجيدة و جبل لتتحدث معهم في أمر حصولها على ميراثها هي وابنتها من زوجها الراحل مرة أخرى بجدية أكثر من المرة السابقة لأنهم ربما لم يفهموا جيدا حديثها فهي لم تكن آتيه إلى هنا حتى تجلس وتستريح بل أتت لتأخذ ما لها هنا وترحل في أسرع وقت 
تعلم أن جميع الأمور لن تحدث إلا بأمر من جبل فنظرت إليه وأردفت بجدية
جبل بيه أنا لما جيت اديتكم خلفية عن سبب وجودي هنا بس تقريبا أنت مأخدتش الموضوع بجد لأن محدش كلمني فيه وبصراحة أنا مش حابه أطول أنا عايزة أرجع
كان يضع يده على وجنته اليمنى فاردا إصبعه السبابة على وجنته يستند بذراعه على المقعد ناظرا إليها بعدم اهتمام وخرجت الكلمات من فمه بلا مبالاة
والمطلوب!
وزعت نظرها بينهم هم الاثنين ثم قالت بجدية وبعض من الحدة في نبرة صوتها
عايزة حقي أنا وبنتي علشان أمشي
أسرعت والدته تتحدث وهي تربت على يدها الموضوعة على ركبتها خوفا من أن يجيب جبل بشيء لا يروقها وهي لن تسمح بذهابهم
هتاخدي حقك وفوقه زيادة أنتي عارفه الخير كتير ويونس ليه كتير أوي أوي أوي وعمرنا ما نطمع فيه بس المسألة دي علشان تطلع مظبوطة وتاخدي حقك وعليه الزيادة لازم جبل يرتب أموره ويشوف حساباته واحدة واحدة وزي ما أنتي شايفة هو مش قاعد عنده شغل طول الوقت
وجهت نظرها إليه بعد أن استدارت مرة أخرى وطرق السؤال باب عقلها
هو حضرتك بتشتغل ايه
ظل ناظرا إليها بمنتهى اللا مبالاة وإصبعه على وجنته بهذا الشكل شعرت بالإهانة لتجاهله حديثها ونظرته الغريبة إليها فمرة أخرى أردفت والدته
جبل كبير الجزيرة والناس مشاكلها كتير وكل حاجه هنا مسؤولة منه
أكملت بجدية معاتبة إياها في نهاية حديثها لتسترقها تجاهها
كل اللي محتاجينه شوية وقت علشان نعرف نظبط الدنيا يا حبيبتي وبعدين هو أنا ماليش حق عليكم ولا ايه ووعد دي مش بنت ابني
نفت زينة حديثها وأكدت عليها
لأ طبعا ليكي حق
ابتسمت وجيدة باتساع وأشرق وجهها لأنها أخذت فرصة للحصول على ما تريد وقالت
يبقى خلاص أقعدوا معانا شوية كمان هو انتوا لحقتوا أنا ملحقتش أقعد مع وعد حتى
اومأت إليها زينة وأردفت بهدوء
أنا موافقة نقعد بس نحدد مدة أنا مرتبطة بمواعيد في دبي
استمعت إلى سؤاله الذي خرج بنبرة خشنة حادة
مواعيد ايه دي
الټفت تنظر إليه وأكدت مرة أخرى على نفس الكلمة بوضوح وبنظرة حادة مثله لأنه تجاهلها وتعمد فعل ذلك
مواعيد!!
أبعد يده من على وجنته وأعتدل في جلسته ناظرا إليها بعينه الخضراء
الحادة المخيفة وعلم أنها تعمدت لفعل ذلك فقال بجمود
سمعت! وسألت مواعيد ايه وبخصوص ايه
ابتسمت رافعة حاجبها الأيمن إلى
 

انت في الصفحة 6 من 112 صفحات