سجينة جبل العامري لندا حسن
كده
تابع بجدية شديدة يؤكد عليه أنه ينتظر منه المعلومات الكافية التي تبرد ناره من ناحية جبل
هستنى مكالمة منك تقولي فيها على الجديد الشديد اللي ينفعني بصحيح مش لعب عيال
رد الآخر بجدية
ماشي أعرفه وأقولك
ثم أغلق الهاتف دون حتى أن يستمع إلى باقي حديثه فقد مل منه وشعر بفوران الډماء في عروقه بسبب كثرة حديثه وإلحاحه عليه كل فترة صغيرة فقد طفح الكيل منه ومن طلباته التي لا تنتهي بخصوص الاڼتقام من جبل عن طريق أي خطأ يقع به لأن ذلك الأبلة لا يستطيع في أي شيء ليصيبه لأنه غبي ولا يستطيع التفكير والتدبير كما يفعل الآخر فقط يريد
سارت إسراء راكضة خلف وعد في حديقة المنزل الكبيرة والمكان الوحيد للخروج إليه من هذا القصر الكئيب فقد ملو الجلوس به وهم لم يكونوا معتادين على مثل هذه الجلسة
مش هسيبك همسكك يا عفريته
وقفت الطفلة على بعد منها وأخرجت لسانها بدلال وهي تقول برقة صاړخة
ركضت ناحيتها سريعا بغيظ
طيب أنا هوريكي يا سوسه
استدارت وعد لكي تركض في الحديقة مبتعدة عنها ولكنها وجدت جسد صلب يقف أمامها لم تدري بوجوده إلا عندما صدمت رأسها بعمود من أعمدته
حيث أنها عندما الټفت لتذهب راكضة كان قدمية خلفها مباشرة فاصطدمت به
انحنى قليلا ورفعها على ذراعه ناظرا إليها بتمعن وجدية فاستمع إلى صوتها الرقيق وهي تسأله
تابعها بابتسامة واسعة على شفتيه الغليظة ثم أردف بصوت حنون
أنا عاصم كنت صاحب بابا يونس
نظرت إليه بعينيها مدققة به ثم قالت ببراءة أطفال
بجد بس أنا عمري ما شوفتك
سألها مضيقا ما بين حاجبيه يركز عينيه عليها
وأنتي شوفتي صحاب بابا قبل كده
أومأت إليه بالإيجاب وهتفت قائلة بهدوء وهي تستند بيدها اليمنى على كتفه
أكمل يوضح لها سبب عدم معرفتها به وعدم ذهابه إليهم
أنا كمان صاحبه بس أنا عايش هنا فمكنتش بجيلكم علشان كده
ضيقت عينيها بشكل طفولي وهي تضغط على شفتيها ثم قالت له بتسائل ظريف
أنت عاصم اللي خليت إسراء ټعيط
رفع بصره إلى إسراء التي كانت على بعد خطوات بسيطة منهم تستمع إلى حديثهم سويا تنظر إليه بخجل بعد أن استمعت إلى كلمات ابنة شقيقتها الأخيرة فأبتعدت بعينيها عنهم سألها بجدية
أجابته ببساطة
أنا سمعت ماما وإسراء وهما بيتكلموا
نظر إلى إسراء مرة أخرى وعاد إلى الطفلة على يده قائلا بعتاب
طب ومش كده عيب ولا ايه
حركت يدها في الهواء قائلة
أنا مكنتش بسمع بقصدي أنا كنت داخله الاوضه وهما بيتكلموا
مرة أخرى يعود ليفعل نفس الحركة بعينيه ينظر إليها إلى أنها تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها بسبب الخجل الذي أصابها من نظراته التي لا تفهم لها معنى سأل الفتاة بخبث ومكر
رفعت عينيها عليه بخجل
مش هينفع أقولك
ليه
تفوهت قائلة بأدب واحترام
علشان ماينفعش أقول لحد حاجه سمعتها أو شوفتها ماما علمتني كده
ابتسم ناظرا إليها وحرك رأسه باستغراب ثم أضاف بنبرة حنونة ناعمة يتوارى داخلها الخبث
شاطرة
طيب ممكن نبقى صحاب أنا حتى ممكن ألعب معاكم
ابتسمت بسعادة ونظرت إليه غير مصدقة أنه من الممكن أن يقوم باللعب معهم ليحيي اللعب فهم الاثنين فقط لا يتسلون
بجد
آه بجد بس تسامحيني علشان خليت إسراء ټعيط أنا كنت غلطان
حركت يدها عليه وقالت بابتسامة
سامحتك
هنبقى صحاب
اومأت برأسها تؤكد حديثه مطالبة ببدأ الإتفاق من الآن
آه نبقى صحاب ونلعب مع بعض دلوقتي
أقترب خطوات معدودة وهو يحمل وعد على ذراعه وتوجه ناحية إسراء ليقف أمامها مباشرة عينيه تحاكي عيناها بضراوة لهفة وشوق ناحيتها لا يدري ما سببه وكأنه يود أخذها في الحال
سألها بمكر وعيناه تتابعها بدقة
مش موافقة ولا ايه
تمتمت بالكلمات بخفوت وخجل شديد وهي تخفض عينيها الزرقاء عنه
على ايه
ابتسم وهو يحاول النظر إلى عينيها بعد أن اخفتهم عنه قائلا
نبقى صحاب
استدارت تعطيه ظهرها بعد أن شعرت بأن عيناه تأكل وجهها وتنظر إليه وكأنها تخترق ملامحها
ما وعد وافقت
رد عليها بجدية يسألها وهو يتحرك مع حركتها ليبقى ناظرا إلى وجهها
طب وأنتي
سألته بتوتر وغباء وهي تضيع مع كلماته ما بين الأولى والثانية
أنا ايه
وقف أمامها مرة أخرى وأقترب للغاية منها ناظرا إليها بحرارة
موافقة
أومأت برأسها سريعا بسبب حدة توترها في وقفته أمامها بهذه الطريقة وعيونه عليها لا
موافقة
قالتها على أمل أن يتركهم ويرحل ليعود إلى مكانه الذي أتى منه ولكنه بقي واقفا معهم يتحدث وهو يضايقها بعينيه وسؤاله بعد أن فهم كيف تتكون شخصيتها الغبية الساذجة
كانت فرح شقيقة جبل في شرفة غرفتها داخل القصر والتي تطل على الحديقة تنظر إليهم بعيون سوداء أكلتها الغيرة ونهشت ما بداخلها لتجعلها بكل هذا السواد المرسوم بها
تطلعت
عليهم بقلب ېحترق ونيران داخلها لا تنطفئ بسبب ذلك الأبلة الذي يسير ينظر إلى كل النساء متناسيا وجودها بحياته
متناسيا أنها شقيقة جبل العامري وابنة هذا القصر وكبير هذه الجزيرة بكل من عليها من نساء ورج ال وحتى