الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنة لايه محمد

انت في الصفحة 81 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

بالنهوض وهو يخبره باستياء 
_ما لسه بدري يا كبير السهرة طويلة.. 
أجابه قائلا 
_لا معلش أنته خابر زين باللي ورايا وان كان على السهرة هياخدها العريس مع عروسته.. 
نهضت والدتها لتلحقهما بالخروج وهي تردد 
_على دماغنا والله.. آسر بقى كيف ولدي اللي مجبتوش.. 
ربتت رواية على كتفها بحنان 
_تسلمي يا غالية.. 
غادر فهد بصحبتهن ففرغت الغرفة بهما ترك آسر مقعده ليجلس على المقعد المجاور لها ليتابعها بنظرة مهتمة لحقها قوله 
_اللون ده جميل أوي عليكي.. 
احمرت وجنتها وباستحياء قالت 
_وأنت كمان.. 
ابتسم وهو يلقي نظرة متفحصة على قميصه الأسود فرفع حاجبيه بمرح 
_قولي بقا أن أنتي قلدتيني ولبستي نفس اللون.. 
أخفت بيدها ضحكتها ثم قالت 
_وليه متقولش ان انت اللي قلدتني! أنا لبسة من أربع ساعات فاتوا على فكرة.. 
انعقد لسانها فقرصته بخجل حينما باحت بذاتها عن تلهفها للقاء به فأخفضت عينيها أرضا باستحياء تحرر صوته الرخيم بعد لحظة من الصمت 
_أنا كنت بعد الدقايق عشان أشوفك يا تسنيم.. 
ثم تابع بقول 
_في حاجات كتير نفسي أحكيلك عنها بس مع أول فرصة هنقعد ونتكلم براحتنا عشان تعرفيني أكتر.. 
أومأت برأسها له بخفة ثم قالت بارتباك ملحوظ 
_وأنا كمان عايزة اتكلم معاك في حاجة مهمة.. 
اعتدل آسر بجلسته وهو يتساءل باهتمام 
_حاجة أيه دي يا تسنيم اتكلمي. 
اطبقت على أصابعها بقوة علها تتماسك قليلا فراقبها بحرص وآذنيه تنصت لما ستقول باهتمام يشعر بأنه على وشك التأكد من شكوكه التي روادته منذ استلام تلك الرسالة الوضيعة ولكنه ليس بالأحمق الذي يصدق شيئا سيء هكذا بحق الفتاة التي أغرم بها وبأخلاقها لذا شك على الفور بأن هناك من يحبها ويود الارتباط بها لذا حينما علم بأمر خطبتها ود أن يوقعه في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به.. 
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها 
_مش دلوقتي في الوقت المناسب.. 
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به 
_اتفضل.. 
تناوله منها وبدأ بارتشافه وهو يبحث عن طريقة تحثها عن الحديث بذاك الامر دون أن تستاء من ذلك لذا قال بخبث 
_أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب.. 
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق 
_أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي.. 
هز رأسه بهدوء وهو يردف 
_كنت بحبها من وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور.. 
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة 
_أكيد اتوجعت! 
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة 
_لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم... 
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد 
_ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا.. 
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة 
_يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي.. 
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة 
_معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر.. 
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية 
_طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه 
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة 
_لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة 
_يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب.. 
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة 
_لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك.. 
_يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
تأثر عليكي.. 
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها العذري

تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه 
_أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم! 
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها 
_ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل.. 
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر 
_مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض... 
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث 
_أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا... 
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال 
_أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم... 
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء 
_الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها. 
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع 
_عندك حق.. ربنا يهدي. 
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب 
_هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه 
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر 
_آآه... آآ.... عندك حق.. 
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط 
_أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه.. 
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
_عنيا ياخويا.. 
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة 
_أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده 
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها 
_لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية.. 
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن 
_الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله.. 
نهضت هي الاخرى ثم قالت 
_ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة 
_مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي.. 
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت 
_أي خدمة.. 
غمز لها بعشق 
_خدماتك مردودة لوقتا لاحق.. 
ابتسمت فاستطرد بمكر 
_ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع! 
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه 
_مع السلامة يا بشمهندس.. 
لوى فمه باستياء 
_لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي.. 
همست على استحياء 
_هنشوف.. 
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية 
_تصبحي على خير.. 
بخجل اجابته 
_وأنت من أهله.. 
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية والمزح والشهامة والرجولة! 
جمعهم الآسر فباتت صفاته قريبة من فارس أحلامها ولعل قربها منه بالايام المقبلة يجعلها تكتشف ما خفى عنها من صفات مازالت لم تكتشفها بعد! 
صدمت روجينا حينما استمعت من حور ما حدث مع رؤى وعرض ذاك الفيديو المخزي أمام الجميع فقالت بحزن.
_منه لله كسرها بطريقة بشعة.. 
أيدتها حور قائلة 
_انتي مشوفتيش حالتها كانت عاملة ازاي... بس الحمد لله ان بدر اتدخل وحل الموضوع.. 
قالت روجينا بابتسامة حالمة 
_عشان بيحبها يا حور هيعمل اي حاجة أنتي متعرفيش الحب بيحقق المعجزات.. 
ضحكت وهي تشير لها بخبث 
_يا عم يا عم أحمد محرك المشاعر ومخليكي رومانسية بزيادة اليومين دول... شكله كده جابلك هدية او خرجك خروجة من إيهم... 
تهجمت ملامحها فور ذكرها لاسمه فقالت بارتباك ملحوظ 
_لا والله ابدا أنا بس بحكيلك عن اللي ورا موقف بدر وتصرفه.. 
أومأت حور برأسها بتفهم ثم قالت 
_طب مش ناوية تنزلي البلد عشان تباركي لآسر! 
ردت عليها وهي تستكمل مذاكرتها على الحاسوب 
_لا.. ماما كلمتني وقالت انهم هيجوا بكره ان شاء الله عشان كتب الكتاب والعفش.. 
بحماس قالت 
_بجد.. طب كويس دي تسنيم وحشتني اوي.. 
كمتها بالوسادة وهي تمازحها قائلة 
_ايوه يا ستي وقعتي الواد في حب صاحبتك الانتيم بس اكيد مش هتقعديلها العمر كله مسيرك هتتجوزي وهتمشي من البيت.. 
اعادت اليها الوسادة بضيق 
_مهو ده اللي مزعلني بس انتي هتكوني بدالي يا بت وهتصحبي تسنيم صح 
اجابتها ساخرة 
_أكيد... مهي مرات اخويا يا هبلة...

نامي وسيبني اركز بقا في الاختبار ده.. 
اغلقت عينيها بمرح 
_ادينا هنام لما نشوف اخرتك ايه.. 
تناولت ماسة الفطير الساخن بالعسل الصافي بشهية مفتوحة والاخر يراقبها ببسمة عاشقة لأدق تفاصيلها فعرضت الشاشة من أمامه لتدفعه لتذكر ما مضى 
_بطلي أكل أنا حاسس انك اللي خستيه في سنة هترجعيهم في الكام شهر دول! 
عنفته بنظراتها القاتمة ومن ثم قالت بشراسة
_أنت بتعايرني يا يحيى اني كنت تخنانة شويتين!.... وبعدين أنا بأكل عشان مين مش عشان ابنك! 
اڼفجر ضاحكا ثم قال 
_حبيبتي
أنا خاېف عليكي من الاكتئاب اللي هترجعي تعيشي فيه من تاني ولا ناسية زيادة وزنك كان مخليكي عاملة ازاي!
تركت المانجو من يدها لترسم دور الحزن البائس 
_خلاص هبطل اكل ولما هروح اكشف في معادي الدكتور لو كلمني على وزني او وزن الواد هسحلك من قفاك.. 
اتسعت ضحكته فحمل الطبق ثم قدمه لها قائلا 
_حقك عليا أنا مشفتش باربعة جنية تربية كلي زي ما تحبي أنا معنديش اي اعتراض عليكي لا وانتي تخينة ولا رفيعة.. 
جذبت المانجو لتقطمها بتلذذ 
_أيوه كده اتعدل.. 
أفاق يحيى من ذكراه المحببة لقلبه على صوت تقيئ ماسة أسرع تجاه حمام الغرفة فوجدها تسعل بقوة حاوطها بذراعيه ثم جذبها لصنوبر المياه فعاونها على الاغتسال وحملها للفراش تمسكت به ماسةوهي تردد بدموع طفولية 
_ماسةمش عملت شقاوة يا يحيى لسه تعبانه ليه! 
ابتسم وهو يجيبها
_هتبقي كويسة لما تاخدي الادوية.. 
وناولها الادوية المختصة بحالتها فتناولتها على مضض ثم عادت لتستلقى على الفراش مجددا وهو لجوارها يمسد على ظهرها بحنان حتى غفلت تماما فخرج للشرفة ينتعش بالهواء الطلق ليتفاجئ
80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 141 صفحات