لمن القرار سهام صادق
بعمر أكبر.
اتجهت نحو السيارة وهي سعيدة بهذا اللقاء.. و وضعت الصغير في مكانه المخصص وصعدت سيارة رسلان التي أصبحت لها منذ أن سافر لمؤتمره الطبي.
.
غادرت كاميليا الغرفة التي تقيم بها ابنتها بعدما ضجرت من صمتها.. وكأنها تعاقبها بحالتها
قابلتها عينين ناهد التي أنشغلت في فحص الصغير الأخر خوف عليه أن يمرض كما مرض توأمه
طالعتها ناهد وكأنها لم تسمع عبارتها فهي لن تقضي لحظة واحده بعيدا عن الصغار.. حتى ترحل لابنتها التي اشتاقت إليها
زفرت كاميليا أنفاسها في يأس وجلست فوق احد المقاعد.. تضع بوجهها بين راحتي كفيها
أنا مش عارفه ليه وصلنا لكده
السحر مها ماټت .. كنت عايزاه يحبها وميشوفش غيرها
تجمدت عينين كاميليا وهي تتذكر الجرم الذي شاركة فيه شقيقتها بمعرفتها للأمر دون ردعها رغم إنها عارضتها في المرة الأولى لكن رحيل رسلان عنهم وتركه لهم البلد
جعلها تقتنع بتنفيذ الأمر فهم يسعون لتقريب زوجين من بعضهم..
مها ماټت وتركت صغيريها ناهد أصبحت كالعجوز الخرفاء لا تعي لشئ حولها و رسلان عاد بصعوبة لحياتهم
أنا إزاي طاوعتك ساعتها إزاي مشيت وراكي
هيرجعوا لبعض ولاد مها مش هيلاقوا اللي يحبهم..
اخذت تهذي بحديث متقطع كانت كاميليا تفهمه تماما ولكن ميادة التي استمعت لمحادثتهم لم يكن ما تسمعه إلا صدمة
فعن أي ملجأ وضعوا به ملك بالتأكيد عندما كانت صغيرة وانجبت خالتها مها
دلفت ملك المنزل وهي تحمل الصغير.. تنظر نحوهم.. فحدقت بملامح حماتها الشاحبه و لم تمهلها ناهد لحظة فاسرعت نحو الصغير تأخذه منها.. تفحص كل جزء فيه
لم تتعجب ملك من الأمر.. ف ناهد كل يوم يزداد تعلقها بالصغار ولم تفسر ذلك إلا بسبب مرضها وصعوبة شفاءها منه وكأنها بطريقتها هذه تشبع منهم قبل رحيلها
حاولت كاميليا تلاشي ما تشعر به تزدرد لعابها متسائلة
الولد كويس
اقتربت ملك من أحد المقاعد تهوى فوقه تخبرها بما أخبرتها به الطبيبه وطمئنتها علي صحته
ملك التي اخدت تجيب والدتها وتطمئنها علي حفيدها الغالي ابن الغاليه مها لكن ملك ما هي إلا البديل وقد اعادوها لحياتهم حتى تربى الصغار العائلة المثالية ظهرت صورتها الحقيقية ويتسألون لما أصبحوا يحصدون من حزن بعدما كانت الحياة تمتعهم بالسعادة..
ضجرت شهيرة من إنتظار تلك التي لا تعرف كيف استطاعت إغواء رجلا ك سليم النجار هل وصل بها الزمن أن تنتظر علي طاولة العشاء.. الخادمة من لا اصل لها
طالعته وهو يتحرك نحو الردهة يسير بضيق ويضع هاتفه فوق أذنه ينتظر جوابها علي هاتفها
انتفخت اوداجها حنقا ولم تنتبه علي صوت صغيرتها وهي تطالبها بسكب الطعام لها
هبطت الصغيرة من فوق مقعدها واسرعت نحوه تجذبه من بنطاله لعله ينتبه إليها
بابي أنا جعانه
التف نحوها بلهفة وانحني صوبها.. يرفعها بذراعيه ويضمها إليه
وقد وقعت عيناه علي شهيرة متهكما اتجهت إليهم وهي تعلم بما يدور داخله.. فهي لن تخسر فرصتها الأخيرة وتتركه للخادمة كما تركته من قبل وها هي تعض يدها ندما
البنت مش راضيه تاكل من غيرك
حاولت أن تظهر له هدنتها وتغيرها.. ولكنه لم يكن يوما بالمغفل..
أنت جعانه أوي يا حببتي
سأل صغيرته بلطف وقد تجاهل حديث شهيرة التي امتقعت ملامحها..
اماءت له صغيرته فلثم كفها الصغير معتذرا منها
ما دام حبيبت بابي جعانه لازم ناكل فورا.. عشان العصفوره متزعلش
تعالت ضحكات الصغيرة من حديث والدها ودغدغته لها فالتمعت عينين شهيرة بالسعادة وهي تري الدلال الذي تنعم به صغيرتها من والدها..
شعرت بالندم لأنها جعلت طموحها يسرق منها لحظاتها السعيدة مع عائلتها.. والإصرار كان يزداد داخلها.. إنها ستسعي جاهدة لتعيده لها ولأبنتها وحدهم
اخذت ضحكاتهم تتعالا خاصه بعدما بدأت الصغيرة تخبرهم بمقتطفات يومها في الروضه
البنت كبرت يا سليم وبقي في معجبين بيها
ابتسم سليم رغم ضيقه.. مما تخبره به صغيرته من تقبيل
________________________________________
أحد الصغار لها فوق خدها حتي يصالحها عندما اسقطها أرضا رمق شهيرة ممتعضا.. فاتخذت دور الصمت علي الفور
ديدا أميرة بابي مش هتخلي حد يلمسها تاني.. صح يا حببتي
اماءت له الصغيرة برأسها تهتف إليه بوعد
ديدا شاطرة وبتسمع الكلام يا بابي ومش هتعمل كده تاني
طالعها بحب وبابتسامة واسعه.. قد انتقلت لشهيرة التي كانت راضيه تماما عما يحدث.. فهي تحب حبه لصغيرتهما .. حبه الذي يعد نقطه ضعفه.
لهثت فتون أنفاسها بعدما فتحت لها الخادمه الباب لقد تغافلت عن تغيير خاصية هاتفها من وضع الصامت فلم تري مكالماته العديدة إلا عندما اقتربت من المنزل
مساء الخير
هتفت عبارتها وهي تقترب منهم فحدقتها شهيرة بملامح ممتعضه واتجهت بعينيها نحو طبقها فلو علقت عيناها بها.. سيتصاعد ڠضبها و ربما تفعل شيئا يضيع اول خطواتها نحو استقرارها في البيت مجددا وعودتها زوجة ل سليم
رد تحيتها بملامح واجمه.. يخبرها بجمود أن تجلس وتتناول الطعام..
لم تكن جائعه ولكنها جلست حتى لا تعطي الفرصه لشهيره لتشعر بالنصر
انتهى العشاء الذي أصبح الصمت يتخلله فاسرعت بالصعود لأعلى بعدما بدأت مناقشات شهيرة معه في عيد ميلاد أبنتهما الذي اقترب
شهيرة عيد ميلاد البنت فاضل عليه شهر فلما يجي وقته نتكلم
شعرت بالضيق وهي تراه يحاول قدر استطاعته الفكاك منها و الصعود لغرفته
عايزه أتكلم معاك واخد رأيك في حاجات خاصه بالشغل
بكرة يا شهيرة
تمتم بها وهو يغادر غرفة الضيافه بعدما انحني صوب أبنته الغافية في أحضان والدتها والتي تعد أول مرة يري فيها شهيرة تقوم بمهامها كأم
تجهمت ملامحها وهي تراه...يسرع في خطواته وكأنه لا يطيق صبرا بعدها عنه..
وجدها تغادر المرحاض بعدما انعشت جسدها بحماما دافئ
والسؤال الذي صبر عليه حتى ينفردوا بغرفتهما قد حان وقته
كنت فين
وقبل أن تجيبه جذبها من ذراعها يخبرها من أين أتت
روحتي بيت كاظم النعماني
وبتعلثم تمتمت وهي تعلم بفداحة خطأها
جنات اتصلت بيا و أنا.. في الجامعه وكانت مڼهارة
رمقها متهكما وقد توهجت عيناه بالڠضب.. وهو يتذكر إتصال كاظم به يسأله حانقا عن أمر الشاب الذي رأه في بيته وعلي ما يبدوا أن علاقة زوجاتهم به قوية للغاية
وطبعا حضرتك مبتروحيش مكان غير والأستاذ معاكي
أحمس
هتفت اسمه وهي لا تعلم لما يكرهه سليم هكذا هي وجنات يعتبرونه شقيقا لهم تربطهم علاقه أخوة قوية ببعضهم
قولت مليون مره متنطقيش اسمه قدامي
تعالا صراخه فاقتربت شهيرة من غرفتهما بعدما أعطت صغيرتها للخادمة لتضعها فوق فراشها اتسعت ملامح شهيرة فرحا تتمنى صفعه لها
أعرف مراتي بتلف من هنا لهنا وانا اخر من يعلم.. ما الهانم بتتعامل مع الحرية اللي سيبها تتمتع بيها في كل حاجة في حياتها وفاكرة نفسها مش زوجة
اطرب الشجار والحديث فؤاد شهيرة وسمعتها وهي تتوسله أن يعطيها فرصه للتحدث
مش طايق اسمع اي كلمه منك.. فالاحسن اسيبلك الاوضه كلها
تجمدت عيناها وهي تراه يتحرك نحو الباب لتبتعد شهيرة بخطواتها ولكنها توقفت مكانها وتلاشت سعادتها وهي تسمعها تعتذر إليه بكل عبارات الندم
أنا أسفة مش هيتكرر ده تاني
واسرعت إليه تعانقه لا تضع امامه مجال للحديث..
بتستغلي حبي ليكي
قبضة شهيرة فوق كفيها وهي تستمع لعبارته فهل بهذه السهوله استطاعت الخادمة تلينه نحوها
اوعدك مش هتمتع بكل امتيازات الحرية
شاكسته بطريقه جعلته يضحك فاحتدت عينين شهيرة وهي تستمع لنبرة صوته الضاحكة
تعالا الڠضب فوق ملامح شهيرة وقد عادت مقتربة من الباب تضع بأذنها فوقه.. تستمع لاصواتهم ثم همساتهم التي لم تكن غافلة عن معناها
لم تشعر بحالها إلا وهي تضع بيدها فوق مقبض الباب.. ونيران الغيرة تشتعل داخلها.
الفصل الرابع والأربعون
_ بقلم سهام صادق
هل فرت هاربة للتو من مشاعرها وهل خانتها دموعها العزيزة حزنا وقهرا وهل أندفعت نحو غرفة صغيرتها تبحث فيها عن شيئا تفقده
والإجابة كانت واضحة بل واضحة للغاية..
استيقظت الصغيرة
بعدما شعرت بضمھ قوية حنونه .. ظنته والدها كما اعتادت ولكن عيناها الناعستين سقطت على ملامح والدتها غير مصدقه إنها تضمها إليها
مامي أنا بحبك اوي
همست الصغيرة بصوت ناعس وعادت لغفوتها بعدما شعرت بالأطمئنان في أحضان والدتها..
أزالت شهيرة دموعها حتى تظهر لها بمظهرها المعتاد.. فوجدتها قد غفت بعدما منحتها أجمل عبارة صغيرتها رغم هجرها لها وإهمالها تحبها دون أن تطالبها بشئ غير حبها وعاطفتها.
عادت دموعها تخانها تتأمل ملامح صغيرتها التي تشبه والدها لحد كبير
ليه هو محبنيش زي ما حبك يا خديجة
والصغيرة كانت غارقة في أحلامها ټدفن نفسها اكثر في احضانها.
.
ضمھا إليه بعدما أنتهت عاصفة حبهم ابتسم وهو يراها ټدفن رأسها بصدره.. تهمس له بخفوت وخجل .. بأنها أسعد النساء..
ضحك وهو يطالبها أن تعيد عبارتها عليه فهو يحتاج سماعها منها
قوليها يا حببتي بصوت واضح
ارتفعت وتيرة أنفاسها وقد شعر بانفاسها فوق عنقه بعدما تشبثت به أكثر
سليم
تعالت ضحكاته وهو يسمعها تهتف اسمه حتى يتوقف عن إرباكها
سليم مش هيسكت النهارده غير لما تقولي بصوت عالي كنت بتقولي إيه
أصر ورفضت فقرصها فوق ذراعها.. فابتعدت عنه تصرخ من الألم.. فطالعها بعبث ينظر لهيئتها التي سرعان ما ادركتها عندما ابتعدت عنه عادت إليه ټدفن جسدها بين ذراعيه
عبري ليا عن مشاعرك يا فتون عايز أحس إني فعلا وصلت لقلبك وقدرت ارجع بطلك زي زمان
علقت عيناها بعينيه وقد افاقها حديثه من نشوتها واحساس الكمال الذي يجعلها تشعر به كلما تعانقت أرواحهم
مافيش بطل يا سليم مافيش راجل بطل ولا ست بتكون بطلة الحكاية
احتلي الذهول ملامحه ونهض معتدلا ينظر لها وقد ضاقت عيناه يركز في امرأته الصغيره التي بدأت تكبر وتنضج مع الأيام
كنت زمان بطلك يا فتون إيه اللي اتغير فجأة
ومازلت بطل حكايتي
عقد حاجبيه لا يستوعب انها أصبحت تجيد المراوغة اللذيذة والتلاعب معه بالعبارات لم يكن بالرجل ذو الافق الضيقه.. بل كان بارع في التقاط الثغائر وفهم الملامح.. وصغيرته مهما نضجت وتعلمت فسيظل اكثر من يفهمها
زمان كنت بشوفك بطل مبيغلطش بطل لو غلط مش هيبقى بطل تاني وصورته هتضيع.. لكن كلنا بنغلط كلنا لينا لحظات ضعف
حياة جنات أثرت فيكي يا فتون مش كده
ترك كل حديثها خلفه..وأمسك بالطرف الذي لم تظنه سيبحث فيه عن سبب تغيرها ..
طالعته في صمت فالتقط كفيها يضمهما بين كفيه يمسد فوقهما برفق
الحاجة الوحيده اللي بتعلم الإنسان هي التجارب يا فتون
وهي لم تكن أهلا للصمود عندما تتأثر بحياة الغير
جواز جنات دمرها يا سليم جنات انطفت.. انا افتكرت نفسي زمان مع حسن
شعرت بقوة قبضته فوق كفيها عندما ذكرت زوجها الأول الذي انتقم منه الله..