نسمات الحب لسهام صادق
لماضي قد مضي ولكن ليس كل مامضي قد ينسي مع الزمن فالزمن قد يمحي كل شئ الا لحظات قد أجتمعت فيها الأحبه ... او قد طعنت فيها القلوب
ومع كل ذكري بدأت تعيد إلها الماضي كانت أنفاسهاا تنسحب ببطئ وكأن الحنين يصارعهاا داخل قلبها المحطم .. قلبها الذي حرم عليه كل شئ إلا حبه الأبدي ...
كانت نظراتهاا تدور بين كل مكان وأخر وهي تشاهد تلك البلده البسيطه داخل سيارتها الفارهه التي طافت بها بكل مراحل عمرهاا حتي أتي الشباب واتي معه الحب الذي قد حطم وسط سطوة الغني والفقر لتتنهد هي ببطئ شديد ناظره لأبنة أخاهاا قائله بهدوء المكان هنا وحشني اوي البلد لسا زي ماهي
لتدور عمتهاا بوجهها الي مكان قد اخذها اليه قلبها بالحنين ناظرة له بذكريات ..حتي يسقط علي مسمعها كلمه واحده وسط ابتسامة حب قد اخذت قلبهاا وهو يقول لها بحبك اوي يا امال ونفسي تكوني ليا انا وبس
لتتطلع اليها أمال بوقارها وجمالها وتفتكري في حب بيتنسي الحب من الصعب اوي يتنسي مادام بقي جزء منك واحمد مكنش قصة حب في حياتي عاديه احمد كان كل حاجه
لتصمت نيره قليلا... حتي تقول عشان كده مكنتيش حابه نيجي المزرعه !
لتضع نيره بيديها علي ايدي عمتها بحنان قائله هو اكيد محظوظ عشان يفضل حبه لحد دلوقتي لسا في قلبك
لتبتسم امال وهي تتذكر احد كلماته قائله كان ديما يقولي هحطم غرورك ده ... لحد مافعلا غروري أتحطم علي ايده وحتي عنادي .. بقي هو الوحيد الي يقدر من كلمه واحده يخليني من أمال البنت المتعجرفه ل أمال البنت الرقيقه الهاديه !!
لتتذكر امال هيبتها أمام ابنة اخاها قائله بنت أحترمي نفسك انا ازاي اصلا اتكلم معاكي واسمحلك بالكلام
لتضحك نيره حتي تدمع عيناهاا قائله بتقلبي في لحظه زي العاصفه !
لتقف بهم سيارتهم الفاخمه أمام ذلك القصر الذي صمم بأبداع وتتجول أبصارهم وسط كل هذا الجمال تاركين لأعينهم الشوق والأعجاب .. فالشوق يبعث من داخل أحدهم بسبب الحنين أما الأعجاب فيبعث من أجل تلك الصوره التي صممت بها الطبيعه ... وتبقي العين مرسالا للقلوب
اما هو كان يتجول بهيبته هنا وهناك وسط طلابه ناظرا لكل منهما بأمل بأن يصبح من بينهم شبابا يستحقون أن يبني المستقبل بهم لتظل هي تتابعه ببصرهاا كما أعتادت في كل محاضراته حتي تلمع عيناها بحب وهي تتأمل كل تفاصيله .. ليقف هو أمامها ناظرا بورقتهاا بصمتا طويلا .. حتي يبتعد بنظره الي اخر لتتنهد هي ببطئ ناهره قلبها علي هذا الحب .. الذي سوف لا يعصف بأحد غيرها
لتنظر لها ريهام بصمت وهي متألمه بسبب حديث صديقتها
لتلاحظ سميه صمتها لتقول ريهام انتي معايا ولا شكلك في عالم تاني أمممم بتفكري اكيد في باسم
لتتطلع اليها ريهام پألم عندما ذكرت ذلك الأسم ..
لتضحك سميه بصوت يكاد يكون مسموعا حتي يلتف اليها فارس بحزم قائلا ركزي في ورقتك يا أنسه لو سامحتي .. ثم ينظر الي ساعته قليلا قائلا بصوت جامد فاضل ربع ساعه علي انتهاء مدة الامتحان !
ليتطلعوا الطلاب الي بعضهم البعض ... حتي تسقط أعينهم علي ما أمامهم مندمجين بين حروف اسئلته ثانية
.
وفي وسط دموع ذكرياتهاا .. تذكرت عاما أخر قد مر عليها بدونهم .. لتتطلع الي ذلك التاريخ أمامها پألم فهاهو عامها العشرون التي أتمته اليوم بدونهم .. كما أتمت عامها التاسع عشر بدونهم أيضا .. لتمسح دموعهاا سريعاا وهي تتذكر أجمل لحظات قد حفرت في ذاكرتهاا لتشرد
في كل عاما قد مر عليها وهما يحاوطوها طابعين علي وجنتيها حانيه وهمسه دافئه ونبرة سعاده بسيطه تجمعها كلمة واحده وهم يقولون لها كل سنه وانتي طيبه ياحببتي !
لتسقط تلك الكلمه ... وتسقط دمعه قد لمعت بين جفونهاا متأمله ذلك السلسال البسيط ناظره الي صورة والديهاا لتقول پألم يعتصر قلبها وحشتوني اووي عارفين ديه تاني سنه احس فيها اني عايشه ومش عايشه !
لتشعر بحركة مقبض الباب فتمسح دموعهاا سريعا .. ناظرة بعينيها الي صفحات الكتاب الذي أمامها .. حتي تجد ريم الطفله المشاغبه امامها لتقول ابله هنا انتي لسا مخلصتيش مذكره يلا بقي تعالي اقعدي معانا
لتبتسم لها هنا بعفويه قائله روحي انتي يا رومه ياحببتي اتفرجي علي التليفزيون وانا لما أخلص هاجي علطول
لتقترب منها ريم لتمسك أحد ايديها برفق عشان خاطري يا أبله هنا عشان خاطري تعالي معايا
لتسير معها وسط ألحاح ريم .... حتي تتفاجئ بحفلة صغيره قد اعدتها لها زوجة عمها تتكون من قالب كيك بالتوت بسيط واكواب من الشاي وبالرغم من بساطة ذلك الحفل كانت السعاده اكبر بكثير لتتفاجئ ببنات عمها يركضون اليها بحب قائلين كل سنه وانتي طيبه يا احلي أبله هنا في الدنيا
لتحتضنهم هي بحب ناظره لعيونهم التي أحبتها ببرائتها التي لا تشعر أمامها سوى بعفوية ونقاء أصحابها لتقول لهم بحب يااا كل ده ليا انا مكنتش فاكره اني مهمه اوي كده عندكم
لتقترب منها زوجة عمها قائله تفتكري اننا ممكن ننسي يوم زي ده صحيح احنا السنه الي فاتت مكناش لسا عارفين امتا اليوم ده بس النهارده بقي كنا مستنين عشان نحتفل بأحلي سنه مرت وانتي معانا ياهنا
لتدمع عين هنا بحب قائله انتي طيبه اووي يا طنط زينب وانا بحبكم اووي
لتضمها زينب لها بحب وانا بحبك اوي ياهنا
ليتطلعوا البنات اليهن ويحاوطوهم قائلين واحنا بقي بنحبكوا اوووي
لتقول صغيرتهم بعفويه وانا عشان بحبكم اوي جبتلكم توت احمر من المزرعه وخليت ماما تعمل الكيكه بيه شوفتي بقي يانور ... مش زيك بتاكلي التين لوحدك
لتضحك هنا وزينب بشده علي حديث تلك المشاغبه التي اهداها الله نعمة جمال الروح والخلق
لتسرع سلمي بالحديث قائله يلا بقي ناكل الكيكه
ليقتربوا جميعهم من تلك المائده وسط ضحكاتهم ومشاغبة ريم لأخواتهاا .... حتي ينقضي اليوم بجماله بدون وجوده
لتصبح السعاده تحاوطهم ... رغم فقر كل شئ لديهم .. فحقا السعاده تصنع بأيدينا .. وليس بشيئا اخر ومادام الروح تدب في اعماقنا ...تظل للحياه شعاعا لامعا لا يدركه سوى الانقياء من لم تختلط قلوبهم بالكره والنقم علي الغير
.................................................. .............
ووسط أوراقه المتناثره في كل مكان سقطت عينه علي صورة قد تاهت وسط ذكريات أوراقه ... لينظر الي تلك الابتسامه الخبيثه التي تجمعهما في تلك الصوره ممزقا ايها بكل كره حتي يجلس علي طرف فراشه وهو يتنهد پألم واضعا برأسه بين كفيه .. ليشرد في يوم قد كان لا يفرق فيه عن المۏتي بشئ .. ليتذكر نظرات عمته وهي تتطلع اليه پألم في ذلك القفص وهي تبكي حتي تبدء لحظة الدفاع ... وتبدء معه مهمته لكي يبدء بالضغط علي زر واحد وهو زر الخيانه التي اهتزت معها رجولته وحياته ...
ليفيق من كل هذا وهو يضغط بكفه بشده علي تلك الأوراق المتناثره وكأنه يضعظ علي عقله ليمحي هذه الذكريات التي أصبحت جزء من حاضره ومستقبله
ليترك باب غرفته خادمه قائلا فارس بيه بشمهندس هشام منتظر حضرتك في المكتب !
..
ومع أنتهاء لحظات حفلتهم البسيطه تبدلت ملامح وجههم للحزن وهم يرونه قد اتي اليهم يترنح من السكر لتتطلع اليه زوجته پألم وهي تراه هكذا امام أبنة اخاه لتحمد ربها في سرهاا بأن بناتها قد خلدوا الي النوم ليقترب هو منهم قائلا
ياتري ايه الي مسهركم كده ولا السهر مش بيحلا غير وانا مش موجود
زينب پألم النهارده كان عيد ميلاد هنا !
ليضحك صالح بسكر قائلا مش كنتوا تقولولي عشان اجي احتفل معاكوا ثم يسير بخطوات بطيئه الي غرفته وهو يدندن ببعض الأغني ليتلف ثانية اليهم قائلا زينب ....
لتسمع هي صوت ندائه حتي تتطلع اليه وهي حامله ابنتها الصغري لتفهم نظرة عيناه فتنظر اليه پألم
هنا بحنان وهي
تمد بكفيها الصغيره لزوجة عمها انا هدخل ريم تصبحي علي خير
لتتطلع اليها زينب بحب وانتي من اهل الخير ياحببتي
وقبل ان تدخل هنا الي تلك الغرفه التي تشارك فيها بنات عمها متشكره اووي علي الحفله الجميله ديه
لتبتسم لها زينب وتسير بخطوات بطيئه الي ذلك الزوج الذي لا يرغب بها سوى لمتعته وفقط
حتي تردف الي الغرفه لتجده قد نام في ثبات عميق كما ظنت فتردف بجانبه الي الفراش بعد انا أبدلت بملابسها
ليحاوطها هو بذراعيه وسط انفاسه الكريهه قائلا عايزك ولا هتمنعيني من حقي
لتتطلع اليه پألم تاركه له جسدها كما يرغب سابحه بين أعماقهاا بدموع امرأه قد سلب منها حياه قد تمنت ان تحيا بها مع من سيكون لها سكنا ... ولكن ليس دائما ما نرغب به يسير حقيقه وليس السكن دائما ينعمنا بالدفئ والراحه فأحيانا يصبح السكن موحش ولا يكون سوى سجنا يضم جلادا
..
وكما طاف بها الحنين وحاوطها أتي بها ايضا الي ذلك المكان الذي اصبح ذكري مع الماضي ... لتمر السنون وتمر الفصول والاماكن ليظل هذا المكان كما هو وكأن الماضي كان بالأمس وليس من 27 عاما لتبتسم پألم وهي تتذكر الفتاه ابنة العشرون عاما فتسير ذكريات الماضي امام عينيها
حتي يمتد بصرها الي تلك الفتاه الجالسه علي جزع شجرتها المفضله التي بقيت كما كانت لتقترب منها أمال بجمالها لتقول بصوت هادئ بتحبي المكان ده اوي كده !
لتتطلع اليها هنا وهي تتأمل جمالها هذا وبرغم انها اصبحت تتخطي منتصف الاربعين الا ان من يراها يظن انها بفتاه في أواخر العشرين من عمرهاا
لتبتسم امال قائله بدعابه عارفه اني جميله بس مش لدرجادي يعني غير بعد ما شوفتك فأنتي اجمل بكتير مني وانا كده هغير علي فكره
لتبستم لها هنا بحب علي بساطة حديثها ومرحها رغم ان هيئتها لا توحي سوى بسيده ثريه لتقول حضرتك اول مره تيجي البلد هنا
لتتطلع اليها امال بشرود قائله انا اصلا من هنا بس مجتش من زمان اووي وتنظر الي تلك الشجره قائله حتي جزع الشجره ديه ممكن يقدر يقولك
لتنظر اليها هنا بتسأل ....... حتي تقطع هي نظرات التسأل