رواية بقلم كيان
الصبح بلف البلد من شرقها لغربها عشان أدور عليكم و أنتوا هنا بتهزروا ! خدت أخواتك ومشيت ليه يا علي و أنتي يا ست نعمة فيه واحدة محترمة تمشي من غير إذن جوزها أنتو عايزين
تجننوني !
أدخل بس يا بابا نتكلم جوا
دخلوا و جلسوا فلم يتبق إلا أشياء بسيطة للعمل نحتها نعمة جانبا وهي ملتزمة الصمت و عيون أحمد تتابعها في كل حركة يا الله كم اشتاق إليها لم يكن يتخيل أن بضع ساعات تغيبها عنه سيشعر بكل هذا الشوق لرؤية عينيها الشوق لابتسامة كاد قلبه ېحترق رغبة في عودتها دلفت للداخل تحممت سريعا و ارتدت ملابس رقيقة و مرت بسرعة من أمام أحمد إلى المطبخ لتجهز الطعام لأخوتها فهم جائعون للغاية بعد يوم طويل من العودة من السفر ثم إحضار مستلزماتهم من البيت الكبير و تنظيف الشقة حقا كان يوم طويل و متعب و كان آخر ما تريده أن تحضر موقف كهذا قد يطول و هي في حاجة ماسة للنوم فلم تنم الليلة السابقة بعد خبر الترتيب لزواج زوجها و أنهكها البكاء قبل أن ينهكها ذلك اليوم العصيب بينما يديها منهمكة في تحضير الطعام و عقلها شارد في كل أفكارها عنه وعما سوف يقولون دخل أحمد بهدوء
قفزت من المفاجأة
خضيتني اتفضل اقعد في الصالة عما أخلص تحضير الأكل
بتطرديني !
أنا أقدر ! أنا مش قليلة الأدب لدرجة أني أطردك
مش عايزة تكلميني و زعلانة مني طيب أنا ذنبي أيه ما أنا كنت معاكي كنت هعرف منين بس
طيب و أنا مطلوب مني أيه دلوقتي
تهدج صوتها و بدأت دموعها الخائڼة في الانزلاق بسرعة كأنها كانت تتحين الفرصة
تعالي بس ناكل و نتكلم شوية بس مكنتش أعرف أن شكلك بيبقى كده و أنتي بتنضفي لو كنت أعرف تؤ تؤتؤتؤ يا سااااتر مكنتش أبدا صمت ثواني و هي تنظر له مندهشة و متوقعة الأسوأ من كلماته و استطرد مكملا جيت قبل ما تستحمي هههههههه أنا مش ناقص خضة ههههههه
وتعبتي نفسك ليه أنا جايب أكل و ألا مخاصمة أكلي هو كمان
أنا مخاصمة ريحتك عشان بقت تخنقني
عيني في عينك كده دانتي بټموتي فيا
قبل أن تفكر في رد قاطعهما صوت والدها
ياللا يا ولاد الأكل هيبرد
خرجا يحملان ما بيديهما من طعام و جلسا وهي تحاول تجنب نظراته وقطع علي الصمت
عرفتوا منين أننا هنا
رد والده
بعد ما حاولنا نكلمكم و تليفوناتكم مقفولة سألنا عليكم ولفينا عند القرايب و المعارف و الجيران و لقيت عبد المعطي بيتصل بيا بيقولي إلحق يا حاج شكلهم بسم الله الرحمن الرحيم اللي ساكنين فوق متنرفزين النهاردة و هات يا دق و خبط و أصوات سامعينها من الصبح فعرفنا على طول أنكم هنا و أحمد جه معايا و جابلكم أكل قال أكيد بينضفوا من الصبح مكلمتنيش ليه يا علي و خدت فوشك ومعاك إخواتك ومشيت مش يمكن كنا اتفاهمنا يابني
مكنتش عايز أتكلم ولا عايز أشوف نفسي صغير أكتر من كده أنا سكت كتير و بقيت أقول مصلحة أختي أكيد بابا
عارفها بس لحد كده و مبقيتش عارف أسكت إحنا هنفضل عايشين هنا مكان أمنا الله يرحمها و مش هلوم عليك ولا أقولك مسيبتش مراتك ليه وسيبتنا احنا لأننا كبرنا و أنت بينك وبينها ولاد صغيرين بس متزعلش مننا معدش هينفع نستمر كده ولا نعيش يوم تاني مع مرات أب متزعلش مني يا أحمد عشان بقول على مامتك كده بس أنت شايف الوضع
تدخل والدهم في الحديث بدلا من علي
أنا هسيبكم شوية تريحوا أعصابكم مش هضغط عليكم و هجيلكم كل يوم أنا مبرميش ولادي
هنا قامت نعمة واڼفجرت پغضب
أبقى أنا مش من ولادك على كده عشان حضرتك مصر ترميني مصر تخليني ماليش قيمة و عندك أي حد ليه قيمة عني ظلمتني ليه عملت
ايه عشان أشوف كل ده ! أنا كنت طول الوقت صابرة و مستحملة عشان مضايقش حد فيكم كنت بشيل المطبخ كله لوحدي حتى في أيام الدراسة و مكنتش بشتكي ومكنتوش بتشوفو مني غير ضحكتي
يا بنتي متقوليش كده أنا يمكن غلطت لما اتعاملت معاكي بشدة بس أنا عمري ما أرميكي أبدا
إزاي مرمتنيش ! و حضرتك ما فكرتش يوم في حقوقي سألتني إذا كنت موافقة على جوازي من أحمد وألا لأ ! عمرك قلتلي محتاجة إيه ! سيبتني لمراتك تتحكم فيا وتقرر بدالي