احببت العاصي
إحنا فيه ده
نظرت بنظرات غاضبه ثم قالت بقسۏة
وحالنا ماله ممكن أعرف
و النظرات كانت من الأخرة متزنة تحمل عقلانية على غير عاداتها و
عاصي أحنا هنا في البلدي دي أغراب ملناش حد علي طول في البيت مش الخروج بحساب ولو خرجنا بتبقي كأن كل مكان ضيق قدامنا فكرة مطر و الزرع و المزرعة والعمال و القعدات بتاع البنات و الاغاني والاحتفالات اللي بنعملها واحنا بنزع الزرع وموسم الحصاد ليه نبعد مع أن اللي المفروض يبعد لو بالعدل يبقي مصطفي مهران القاټل وابنه
هند أنت صدقتي صحيح أن جدك مصطفي اللي نعرفه هو اللي قتل بابا وجده
نظرت لها الأخر وعقدت ما بين حاجبيها و قالت پغضب
هند أنا كنت مصدقة في الأول كل اللي قاله جواد ولما شوفت الورق اللي يثبت أن هو الوصي علينا بس يا هند أنت تبقي غلطانه لو لسه مصدقة ده أنا لما فكرت عرفت أن أنا غلطانه مصطفي مهران اللي أعرفه عمرة ما يعمل كدة اللي شالك وانت صغيرة ودلعك لو تفتكري إنك لما كنت بتطلبي
ولحد اليوم ده هو في نظري القاټل هو قتل وبعد كده جاي يعوضني ثم ارتفع صوتها وقالت وعشان كدة لازم نرجع لازم نعرف الحقيقة لازم أعرف أنا ليا حق ولا عليا حق وجرت من إمام أختها تحتمي في أحد الغرف وتبكي بشدة و تتشنج و يعود إليها كل ما مر عليها وأولهم ذكري الفراق
اسم القصة أحببت العاصي
الحلقة 30
نظرت إلي آثر أختها الصغيرة هي تفهمها هند تريد أن تلقي الخطأ على عاتق تريد أن تبرر فعلتها فهند وماجد هما من دفعا الثمن في تلك القصة أختها الصغيرة المتهورة اختارت الفراق و ألقت بكل شيء وراء ظهرها وتريد الآن أن يكون هناك شخص تحمله كل شيء هند وماجد هما حقا من دفعا الثمن ولكن القرار كان قرار هند في النهاية عندما قررت أن تنهي كل شيء مع ماجد بسبب افعال أخية و تلك و الادعاءات علي جدة تنهدت عاصي علي حال أختها الصغرى و كلمات أختها تخترق مسامعها مرة اخري
حقا يجب أن يعودون ليتوصلوا إلي الحقيقة ولكن في الرجوع ۏجع ذلك المكان الذي يحمل كل ما كان يحمل أنفاسه ذكريات طفوله معه ومراهقة وشباب ثم أسعد الأيام تعلم أن كل شيء يتأصل في ذلك
المكان وهي تخاف الرجوع فالرجوع يعني الحنين والاشتياق ولكن أين العهد أين عهدك يا عاصي أين هو هتفت لنفسها فعهد العاصي لا رجوع فيه لكن كل تلك الأيام ولم تستطيع النسيان فلماذا لماذا كل شيء خاص به يحفر بداخلها و الجزور تمتد لأعماق وكل شيء أصبح باللون الأسود أمام عينيها العويل والبكاء والعزاء لقد رحلت السيدة إيمان رحلت تلك المرأة التي كانت تعاملها بكل حب وود الجميع حزين من أجلها حتي الجد مصطفي مهران كان حزينا جدا لرحيلها و أمام عينيها كان هو حبيب روحها يقف يأخذ العزاء و ينظر إلي من حوله بنظرات ضائعة تشعر به تود لو تذهب إليه و تعانقه بشده لتهون عليه ذلك الحزن
البقاء لله يا سلمي
وردت الأخرى بهمهمات فنتفلت إليها لتقف تنظر إليها وتنظر لها بتلك النظرات المعتادة لتحمل السخرية والاستهزاء و تقول لها
البقاء لله يا عاصي ممكن تنادي عز عشان أعزيه
الدوام لله وحدة بس عز مع الرجالة
ممم يا خسارة خلاص أو هبقي أعزيه لما يجلي بقي
قالتها بنبرة ماكرة فعقدت عاصي ما بين حاجبيها و قالت بعدم فهم
نعم مش فهمه يجيلك فين
ابتسمت إليها ابتسامة خفيفة ثم قالت بنبرة خبيثة
شقتي مهو أكيد ها يجلي
وسارت مبتعدة و ابتسامها تتسع أكثر فأكثر و عاصي تتابع طيفها وهي تبتعد ولا تفهم شيء مما تقول تلك الفتاة ولكن بالتأكيد تهزي