الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 90 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

يهون عليها كل ما بينهم ولكنها تتقابل بالعتاب الممزوج بالحزن 
لحظات يتبادلون فيها النظرات تعود على ذاكرة كل واحدا منهما لحظات طفولتهما سويا وشبابهما معا عملهم وإطلاق النيران على الجميع وهما في ظهر بعضهم البعض لا يترك أحدهم الآخر لا يجوز أن ينتهي كل هذا بهذه السهولة لا يجوز أن يفوز جلال بما فعله ولا يفوز الشك باعدهما عن بعضهم ليبقى كل منهم ظهره منحني وحده 
اقتربوا الاثنين من بعضهم البعض ليتقابلون في عناق حاد خرج من أجساد قوية ذو عضلات قاسېة شرسة كل منهم سحق الآخر لا يود تركه وادمعت عيني جبل وهو يقول نادما
سامحني يا صاحبي
استشعر الآخر ما به فبادله تلك الدمعات التي لا تخرج إلا من رجال أقوياء تعبر عن قهرهم ليقول بحب
انسى
لحظات مرت بينهما ليفرغ كل منهما ما بقلبه ولا يحمل ذرة بغض ناحية الآخر يعودون مرة أخرى إلى العهد السابق وما
جبل هو ذلك الثبات والرسوخ ويأوي إليه البشر للحماية ويعتصم به الخائڤ لا يتزحزح إلا في لحظات الاڼهيار كما حدث معهما أما عاصم كان الحصن ل جبل والملجأ الذي يحتمي به من أي ضرر 
بعد مرور فترة
تحسنت الأوضاع قليلا منذ أن هرب جلال من الجزيرة بعد أن تم اكتشاف خيانته وهناك حراسة مشددة على القصر والجزيرة بأكملها لا يتم تسليم أو استلام أي شحنات وتوقف العمل تماما بأمر من جبل بعد أن فكر قليلا فيما حدث وما سيحدث في الأيام القادمة إن لم يأخذ الحذر هذه المرة 
عاد عاصم إليه مرة أخرى وحاول أن يمحي أثر ما حدث بينهم ولكن الأثر لا يمحى أبدا حتى وإن تناسى وإن غفر 
بعد أن أقر جبل بما في قلبه وتحركت شفتيه بعفوية شديدة مع زينة قائلا كل ما يعتري صدره وجد نفسه أنه مجرد من كل شيء أمامها لم يعلم أحد من أهل الجزيرة بما حدث ولم يخرج الخبر لم يقع جبل العامري ولم يهتز ولكنه تعرى أمام زوجته بطريقة أحرقت قلبه وندم أشد الندم لأنه لم يستطع إمساك جوفه عن الحديث بقى أمامها مجردا من كل شيء محى قسوته في الحديث وكبريائه تركه وحيدا العڼف والشراسة المتواجدين داخله دائما لم تراهم في هذا اليوم
لم يخرج منه إلا الضعف والحزن صوته الخاڤت وهدوءه العاصف لم يخرج منه سوى شعوره بالقهر والخذلان من شقيقته وحزنه على ما فعله بصديقه تجرد أمامها من كل صفة قاسېة عرفتها به يوما وأصبح لا يمتلك إلا الرحمة والمغفرة الهدوء والضعف ليمحى من أمامها جبل العامري الذي عرفته
حتى أنها أصبحت تتعامل معه بهدوء ولين تبتسم إليه بين حديثها الهادئ معه وكأن ما قاله عنهما أثر بها يشعر أنها تود التكملة معه حقا ولكن لن تحبه وهو بهذه الحالة لن تحبه وهو ذلك التاجر رجل العصاپات يمكن أن تظل هنا ولكن لن تبادله شغفه نحوها ولن تجعله يقترب منها إلى الحد الذي يريده
هناك حل واحد لا يعلم إن كان سيندم عليه بعدما يفعله أو لا ولكنه وعد نفسه إن وقع بحبها لن
يحرم قلبه منها ولن يخاطر بها ستكون له رغما عن الجميع ولكن بموافقة منها وهي لن توافق عليه إلا إذا اعترف لها بكل شيء كل شيء يجعلها تحبه وتبغاه بعد أن تناست شقيقه الذي لم تكن ستنساه أبدا إن لم تعرف أنه كان ق اتل ومچرم شريك بكل شيء قبله وبعده 
بينما هي حقا كما وصفها رأته مجردا من كل شي فشعرت أنه إنسان غير الذي تعرفه وعليها أن تجعله هو الآخر أن يعترف بذلك يقف أمام نفسه يعترف قائلا أنا جبل العامري ذو القلب الرحيم والنظرة الرقيقة لا المخيفة أنا جبل العامري المحب لا القاټل أنا القاضي العادل لا الجاني المچرم أنا جبل العامري 
لا تدري كيف اقتربت منه إلى هذا الحد في تلك الفترة الصغيرة ولكن حقا وهذا شيء وجب الاعتراف به أنها يوما عن يوم تقترب منه تتعمق بالنظر إليه ليس كالسابق بل نظرات أخرى غريبة كليا عليها وعلى ما تشعر به تجاهها 
صارحت نفسها فجأة أنها بدأت تميل إليه لا تدري كيف ولكنها حقا بدأت في التقرب منه والحديث معه بطريقة أفضل من السابق بكثير والنظر إليه بلين وهدوء وهو يبادلها ذلك من بعد آخر جلسه حدثت بينهم ترى من الممكن أن تستكمل مسيرتها معه هنا إلى الأبد! كانت إجابتها على نفسها أن ذلك لمن المستحيل لن تبقى معه ومكتوبة على اسمه إلا عندما تتأكد من أنه برئ من كل التهم المنسوبة إليه غير ذلك لا تستطيع أن تكون شريكته في كل حرام يفعله 
جعلت شقيقتها تقطع علاقتها مع عاصم من أحبته وتمنت القرب منه بمنتهى البراءة منذ أن عاد إلى القصر وامتعت عينيها بالنظر إليه من بعيد وهي راضية تماما ولكن تفيذا لأوامر شقيقتها قامت بوضع رقم هاتفه
89  90  91 

انت في الصفحة 90 من 112 صفحات