الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 88 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

مع عائلتها وأشترى الفتنة بينهم والعداوة وكذبه على الرغم من أنه صادق 
شعور بالعجز الشديد يجتاح كيانه بعدما ڤضح أمام نفسه ورأى أنه يخدع ببساطة من قبل شقيقته وذلك الحقېر جلال شعر بالحزن على نفسه لأنه ابتلع الطعم ولم يستطع كشفه سابقا وهو الذي يعلم كل شيء صغير وكبير يدور على الجزيرة هل عجز عن معرفة ما يدور داخل قصره
بقي جالسا على الفراش ينظر على الأرضية ليجدها أتت إلى الغرفة خلفه وأغلقت الباب تقدمت تجلس جواره لم يكن يستطيع أن يرفع رأسه لها فقد ضاعت هيبته وكرامته أمامها وما كان يهددها بفعله في شقيقتها قامت بفعله شقيقته يالا السخرية 
خرج صوتها بهدوء متقدمة بيدها إلى فخذه تضعها عليه
أنت كويس
خرج صوته خاڤت بعدما صړخ كثيرا يفرغ بركان غضبه في الخارج هنا بدأ كطفل صغير تائه بين اروقه الحزن والمعاناة
حاسس إني مكسور مغلوب على أمري
وضع يده بالقوة يكمل مغمضا عيناه مسترسلا في الحديث بهدوء
فرح غلطت غلط كبير أوي تستاهل عليه القټل بس أنا مقدرش اقټلها تبقى أختي وزي بنتي
كان حديثه عفوي للغاية وكأن هناك من يسحبه منه يؤثر عليه حزنه وضعفه وكسرها ظهره بعد فعلة شقيقته يقول بأسى
حاسس إني عريان قدام الناس جبل العامري الكبير اللي كان بيحاسب على الغلط وقع هو فيه
جبل العامري وقع بأرضه 
حركت يدها بتردد ولكن لم تجد شيء تفعله إلا ذلك تحيطه بذراعيها لتقدم إليه الدعم في لحظة سقوطه فحتى لو كان غريب عنها لفعلت ذلك قالت بجدية
أنت مالكش ذنب في اللي حصل وبعدين كل الناس بتغلط وهي اتعاقبت بما فيه الكفاية
ضغط على عيناه بضراوة يوبخ نفسه لأنه لم يقوى على النيل منها بالطريقة المناسبة بل كان رحيم للغاية معها بعد فعلتها الدنيئة قال بصوت خاڤت تملئه القسۏة ثم الضعف
اللي خدته مني مش عقاپ هي تستاهل أكتر من كده بكتير بس أنا اللي مش قادر
شعرت بالقسۏة المكبوتة داخله وتذكرت ما ارتوته على يده فقالت مجفلة
متقساش أكتر من كده
شدد دون الشعور بها مما جعلها تتألم يقول بغلظة
هي اللي قسيت لما عملت فينا كده
تنهد بعمق مازال لا يدري كيف يتحدث معها بهذه الأريحية والبساطة مازال مغيب عن الواقع سقط القناع الذي كان يضغه على وجهه طيلة الوقت قائلا أنه ذئب لا يخشى أحد الآن هو طفل لا تراه إلا طفل صغير أضل الطريق يريد العودة إلى رفيق دربه ولا يستطيع 
خرج صوته بنبرة حزينة متوترة يلوم نفسه على ما فعله يندم على كل ما بدر منه
أنا مش عارف هقف قدام عاصم إزاي أنتي مش فاهمه علاقتنا دي ايه عاصم يبقى أخويا وقف في ضهري في كل حاجه قليلين كلام آه بس اللي في قلوبنا لبعض معروف
ضغط مرة أخرى عليها مټألما مما فعله يعلن أن نتيجته لن تروق له مهما حدث
خلتني اشك فيه وأنا متأكد أنه برئ دخلت الشك بينا وهو عزيز الكرامة مش هيوافق يفضل معايا تاني بعد اللي عملته فيه قدام الكل
تجعدت ملامح وجهها ألما بسبب كثرة ضغطه بقوة وقسۏة حاولت أن تحتويه وتحتوي الموقف وهي تقربه منها
تفعل دورها كزوجة على أكمل وجه حتى وإن كانت العلاقة بينهم غير ذلك 
قالت بجدية تنظر إليه باستغراب
أتكلم معاه بهدوء ماهو مش معقول بردو كنت هتصدق صاحبك وأختك لأ
تألم أكثر بعد حديثها فهو كان على دراية تامة أنه ليس شخص كاذب عقب على حديثها بقوة
صاحبي مش بيكدب يا زينة وأنا كنت عارف كده
أومأت برأسها وحاولت بكلمات أخرى تخفف عنه
أكيد مش هيهون عليه اللي بينكم يا جبل
باغتها بحديثه الذي اخترق قلبها يهتف بيقين متهكما على ما قالته
أنتي نفسك هيجي يوم ويهون عليكي كل شيء تفتكري هو لأ
حاولت التبرير قائلة
قولتلك إني 
قاطع حديثها لأنه يعرف ما الذي ستقوله كما كل مرة لن تتركه وتترك الجزيرة تعتقد أنه غبي لا يفهم ما تريده فقط لأنه يجاريها
مش هتسيبيني عارف بس أنتي موجودة لغرض تاني غير جبل العامري أنا مش صغير يا زينة بس مع ذلك أنا مبسوط أننا بنتعامل أحسن من الأول
ربتت بيدها على ذراعه قائلة محاولة الهرب من محاصرته
هون على نفسك دلوقتي وخلي موضوعنا بعدين
زفر بهدوء يجيبها بنبرة حانية لم تستمع إليها من قبل أبدا تخرج من بين شفتيه
موضوعنا دلوقتي وبعدين وفي كل وقت
حاولت الفرار مرة أخرى من الحديث عنهم يبدو أنه الآن في حالة لن تتكرر عليهم مرة أخرى
هتعمل ايه طيب مع عاصم
ألمه قلبه وهو يقول بحزن طاغي
مش هعرف أقف في وشه
اعتدل في جلسته يعود للخلف على الفراش يتمدد عليه ناظرا إليها ثم أشار بيده قائلا
تعالي
اقتربت منه على الفراش تجلس جواره ممددة القدمين فابتعد عن الوسادة ورفع رأسه على فخذها يريد الشعور بأن هناك ملجأ له مكان كلما وقع احتواه مكان يكن الأمان عند الدمار يكن الحب عندما يجتاحه الكره والقسۏة  
أمسك بيدها يرفعها إلى رأسه لتبتسم بهدوء وهي تحرك
87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 112 صفحات