الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 85 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

بال زينة أنها ستسأله
ولما هو كده أنتي ليه وافقتي على جبل
راوغت في الحديث لا تستطيع أن تفصح عن كل شيء وتتحدث معها فيما حدث سابقا وإن وجدوهم هنا تحت الټهديد منذ البداية فقالت كاذبة
مكنتش أعرف مكنتش أعرف حاجه
اقتربت منها تتمسك بيدها راجية إياها بنظرات عينيها المتلهفة وملامحها التي بهتت أكثر قائلة برجاء
يعني ايه الكلام ده لأ مستحيل عاصم يكون كده أنتي أكيد متلغبطة أو ممكن بتقولي كده علشان خاېفة عليا
أومأت إليها بثبات معقبة على حديثها بصدق
أنا فعلا خاېفة عليكي لكن دي الحقيقة ولو ربنا نجده من اللي هو فيه ابقي اسأليه مظنش أنه هيكدب
ابتعدت عنها غير مصدقة أنه يصدر منه ذلك كيف له بهذه السهولة أن يكون كما تقول شقيقتها كيف خدعها مؤكد لن تكون مع شخص مثله ولكن إنها تحبه
لأ لأ ده أكيد كلام غلط
صړخت بها زينة عندما وجدتها تأبى قبول الحقيقة
الكلام مش غلط الجزيرة دي مش بتاعتنا ولا لينا فيها حاجه
جلست على الفراش غير قادرة على أن تقف أمامها خارت قواها بعد كل ما حدث ليأتي في النهاية هذا الخبر المشين عنه
إزاي إحنا عايشين فيها
ابتعدت زينة قائلة بحزم وهي تشير إليها بقوة
أنتي هتسافري لازم تسافري مستحيل اخليكي تتمادي مع الحيوان ده
هبت واقفة سريعا تتقدم منها قائلة بلهفة ورجاء تبكي بضعف لا تريد النزوح عن هنا إلا بعدما تراه وتتأكد منه
لأ لأ يا زينة مش عايزة أمشي علشان خاطري
أمسكت شقيقتها يدها بقوة تنظر إليها بصرامة وخرجت الكلمات منها حادة للغاية
وأنا مش هضيع مستقبلك وحياتك مع واحد زي ده وأكبر منك بكتير ويختلف عنك كتير أنتي لسه قدامك حياة تقدري تختاري فيها شريك مناسب 
أكملت بنبرة ضارية محاولة إقناعها بما تقول
تتجوزي دكتور مهندس محاسب ظابط صيدلي حاجه مشرفة مهنة بجد مش مهنة بېقتل فيها الناس
بكت مرة أخرى وهي تنظر إليها تحاول أن تستعطفها لترق ناحيتها تطلب منها البقاء معها
علشان خاطري مش عايزة أمشي يا زينة علشان خاطري خليني معاكي على الأقل شوية بس
تركتها وأومأت إليها تحرك رأسها بالإيجاب قائلة بفتور
أنا هشوف أنا هعرف أعمل ايه 
ابتعدت عنها تاركة إياها وحدها ولكن
قبل أن ترحل استدارت تنظر إليها بحب وحنان توضح ما تريده وما سيكون إلا سعادة وحياة أفضل لشقيقتها
أنا مش بحجر عليكي يا إسراء أنا خاېفة عليكي وبقرر عنك علشان عارفه أنك مش هتعرفي تاخدي القرار الصح ممكن حبك ليه يخليكي تتنازلي عن حاجات كتير بس كده غلط أنتي تستاهلي أحسن منه بكتير عاصم قاټل زيه زي جبل
ابتسمت إليها بحنان قائلة بحب
أنا بحاول أشوف الصح إذا كان بجد كده أو لأ لو اتأكدت إني غلط أنا بنفسي هعملك اللي عايزاه غير كده لأ
تركتها وذهبت إلى الخارج وعقلها يتخبط بها في كل مداراته ومساراته ألم تكتفي من زوجها كي تخرج شقيقتها بقصة أخرى أسوأ مما تقابله 
جلست إسراء على الفراش تبكي بضعف وقلة حيلة في البداية كانت تبكي لأجل أنه غدر به واتهم بچريمة لم يفعلها ووقف متهم في قفص جبل العامري وإلى الآن لا تعلم عنه شيء ولكن إن لم تثبت براءته عند جبل تعلم أنه
سيكون هالك لا محال أما الآن 
هي من غدر بها ولم يكن من أحد سواه تقدمت تاركة ضعفها وخۏفها خلف ظهرها ألقت البراءة الخاصة بها ورقتها المعهودة عرض الحائط وخرجت تصرخ على الجميع لأجله دون خوف معرضه نفسها للخطړ لتفديه بروحها وفي المقابل هو يخدعها! ېغدر بها لم يذكر يوما ما مضمون عمله لأجل ذلك
لم يتحدث أبدا لأجل أن تبقى معه يخدعها ولكنه غبي للغاية أيعتقد أنها إذا بقيت معه وأحبته حد النخاع ثم أدركت ما يقوم به وتأكدت منه ستبقى معه ستكمل نفس الدرب وتسكله معه هذا من رابع المستحيلات لن تفعل ذلك لن تكن أحد المشاركين في قتل البشر أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس هل ستكون على علم پقتل الناس وتبقى صامته دون حتى أن تبلغ عنه ليأخذ جزاءه 
يا الله كل هذا حدث في ليلة واحدة ليلة أحبت وشعرت بها بالشك ناحيته والخۏف منه الرهيبة من الإقتراب ثم لحظة واحدة تحولت وكانت فراشة طائرة على كل وردة زرعت في الجزيرة تغرد بحبها له واعترافه لها بالعشق المتبادل لم تحظى بالفرح لكثير بما حدث بل مرة أخرى تلجلج قلبها بالخۏف ولكن هذه المرة كانت عليه وليس منه شعرت بالحزن والفزع وأدركت حينما فرت العبرات هاربة من عينيها لأجله أنها تعشقه حقا ولا تريد غيره فضړبت كل ما بها أرضا وتقدمت مدافعه عنه في أرض المحكمة ولكن هل شفع كل هذا!
عاد جبل إلى القصر ورأسه ملئ بالأفكار السوداوية لا يستطيع التحكم بها أو الإمساك بطرف فكرة واحدة منهم ينظر إليها يتمعن بها كي يستطيع فهم ما يحدث حوله 
أول شيء فكر بفعله عندما ولج إلى القصر التوجه إلى تسجيلات الكاميرا
84  85  86 

انت في الصفحة 85 من 112 صفحات