الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 76 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

وازداد مكره قائلا
مني مثلا
فركت يدها الاثنين ببعضهم البعض وهي تعود للخلف خطوة مرة أخرى تبتعد عنه لتذهب من باب المنزل إلى الخارج قائلة بتعلثم وخوف
وأنا أنا هخاف منك ليه
أقترب منها وعبر من جوارها فاستدارت تنظر إليه سريعا بلهفة وتمكن منها الذعر وهي تراه يغلق الباب وعاد ينظر إليها بقوة
أنت قفلت الباب ليه افتحه
تقدم ببطء شديد يسير في اتجاهها قائلا ببرود ولا مبالاة يتابعها بعيناه الذي تحول بريقها
ولو مفتحتوش
كلما تقدم منها كانت هي تبتعد للخلف تنظر إليه غير مصدقة ما يفعله معها يرهبها أكثر من كونه يسعدها صاحت بصوت عالي نسبيا متوترة للغاية خائڤة مما هو قادم عليها خاصة بعدما رأت ملامحه تتغير
عاصم بلاش هزار لو سمحت أفتح الباب
رفض حديثها بمنتهى السهولة واللا مبالاة ناظرا إليها ببرود ونظرته نحوها جامدة وكأنه غير متأثر بأي شيء حوله
مش هفتحه
ابتعدت قليلا إلى الناحية اليمنى حتى تسير وتعبر من جواره ولكي يكن هناك مسافه بينهم حاولت فعل ذلك ولكنه أقترب منها وهي تبتعد متقدمة إلى باب المنزل يتمسك بيدها بين قبضته بقوة واستماته فصړخت به پغضب
أنا عايزة أمشي
ضغط بكف يده على يدها أكثر وكل لحظة والآخرى يغير نظرة عينيه عليها فالأن رأته يتمثل أمامها في هيئة جلال
اوعا أنت ماسكني كده ليه سيب أيدي
كشف عن أسنانه البيضاء وهو يبتسم باتساع يستهزأ بها قائلا
ولو مسبتش هتعملي ايه
نظرت إليه قليلا وهي تحاول أن تجذب يدها منه دون حديث تكونت العبرات داخل مقلتيها محاولة تحرير نفسها منه وصاحت بصوت مهزوز متعلثم خائڤة منه
عاصم أنت اټجننت اوعا أنا عايزة أمشي
أخر حد تخافي منه أنا أنا أقدر احميكي من نفسي قبل أي حد
دفعته پعنف وقوة بكلتا يدها الاثنين وعادت للخلف تبتعد عنه تنهمر عبراتها
بغزارة صاړخة به بنبرة خائڤة
أنت خوفتني
رفع يده الاثنين أمام وجهه عندما وجدها بدأت في البكاء بهذه الطريقة الحادة قائلا بأسف
أنا آسف مكنش قصدي أنا كنت بهزر معاكي مش أكتر
صړخت بوجهه ومع ذلك كانت نبرتها رقيقة هادئة
ده مش هزار
حاول الإقتراب منها وهو يتحدث بأسف معتذرا عما بدر منه ينظر إلى خۏفها وارتعاش جسدها الظاهر أمامه
أنا آسف طيب سامحيني بجد آسف مش قصدي أعمل فيكي كده
عادت تبتعد
عنه وجسدها ينتفض لعڼ نفسه وهذه الفكرة الغبية التي طرأت عقله دون سابق إنذار لم يجد شيء يفعله وهي بهذه الحالة إلا أن يذهب معها إلى الخارج
يلا نمشي طيب 
أشار لها بيده محاولا أن يجعلها تطمئن فهي تنظر إليه بشك وغرابة ترسل إليها بعينيها عبارات الحزن والخذلان منه
أهو خلاص أمشي مش هعمل حاجه ولا هتكلم أنا آسف
عادت مرة أخرى تبتعد عنه تنساب دموع عينيها بشدة تنظر إليه بعتاب خالص وتوابع ما يقابله منها لن يكن جيد أبدا 
حاول التحدث نادما يوضح لها أنه لن يفعل لها أي شيء ولن يقوم باذيتها معترفا بما كنه قلبه عن الجميع سواها
إسراء إسراء أنا مش ممكن اذيكي أنا بحبك
اتسعت عينيها الدامعة ووقفت ثابتة تنظر إليه تحيط نفسها بيدها الاثنين غير متوقعة أن يلقي عليها قنبلة محملة باللهفة والحب 
أكمل وملامح وجهه تتجه إلى اللين يشير إلى نفسه غير قادرا على استيعاب ما حدث أو حتى شرح ما يريد قوله فلم يكن في حسبانه أن يعترف إليها
صدقيني أنا بحبك مهما اوصفلك حبي ليكي عامل إزاي مش هتفهمي ولا تصدقي حتى
وجدها كما هي تنظر إليه بنفس الطريقة الخائڤة مستغربة مصډومة لا تفقه شيء
فيما يحدث الآن فعاد يقسم يقول بلهفة وصوت أجش
قسما بالله بحبك وعمري في حياتي ما واحدة حركت مشاعري زيك ولا اهتميت بيها زيك ولا حسيت أنها مسؤولة مني أنتي بس اللي خطفتني من نفسي وحياتي
ضيقت عينيها عليه ولم تعد تشعر بأي شيء أي شعور ينتابها لا تدري أهو صدمة أو سعادة لأجل أنه اعترف بحبها أو خوف لأجل ما فعله بها استمرت على وضعها هذا فقال يتسائل مضيقا عينيه عليها خائڤا من ردها
كلامي مضايقك أنا بقول الحقيقة وعارف إنك حاسه بنفس الشعور من ناحيتي صح
استرد مرة أخرى پخوف أكبر من السابق عيناه تتحرك عليها بلهفة وشغف ولكن قلبه يدق پعنف لطول صمتها ونظراتها نحوه
اتكلمي عرفيني على الأقل ابقى فاهم أنتي عايزاني ولا لأ بلاش اتعشم
أقترب منها خطوة والأخرى خلفها وسألها بصوت خاڤت ضائع بين جدران غرامها
عايزاني زي ما أنا عايزك بتحبيني
لحظة والأخرى وهو يقترب منها ومازالت هي تحيط نفسها غير مستوعبة أي مما يحدث فوقف ضائع غير مبالي بأي شيء يستقبل رفضها له وكسرة قلبه في لحظة يعاني شعور الألم بعدما فهم صمتها رفض وعدم تقبل لما عبر عنه واعترف به 
نظر إلى الأرضية بخيبة أمل ثم رفع رأسه ينظر إليها يشير بيده إلى الخارج كي يذهب معها وما كاد إلا أن يتحدث وجدها تبعد ذراعيها عنها تومأ برأسها عدة مرات تعلمه باستقبالها اعترافه بكل سعادة وابتسامتها تتسع أكثر وأكثر تزيل عباراتها
75  76  77 

انت في الصفحة 76 من 112 صفحات