الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 69 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يتقدم منها ليقف أمامها فرفعت رأسها لتنظر إليه حيث أنها كانت جالسة على الفراش
السؤال أول مرة تسأليني كنت فين
انزاح القلق عن قلبها وارتخت أعصابها وهي تتحدث قائلة ببرود ونبرة عادية واثقة
اتعود بقى لما أسألك كل يوم 
مرة أخرى يسألها وعيناه متعلقة بعينيها السوداء
وده من ايه بقى
ابتسمت ساخرة وهي ترفع وجهها إليه تسأله بتهكم
هو أنت متعرفش
حرك رأسه نفيا ورفع كف يده إلى وجهها يسير بإصبعه عليه بنعومة ورقة
ونظرتها نحوها حميمية للغاية
لأ معرفش
فسرت له حديثها بوضوح تام وجدية ظاهرة محاولة الثبات إلى النهاية
مش أنا قررت إني هعيش حياتي معاك عادي زي أي اتنين
ما قالته الآن كان نتيجة تفكير أتى على عقلها في أقل من ثانية تنحت عن فكرة استدراجه والحديث معه ووضع حياتها معه مقابل اعترافه بكل شيء ستتبع طريقة أخرى علها تأتي بفائدة 
ابتسم بزاوية فمه وهو على علم تام بأن حديثها ما هو إلا هراء هي لا تبتغيه من الأساس ولكنه بادلها
ده شيء كويس
عادت تسأله مرة أخرى ناظرة إلى عينيه الخضراء
كنت فين بقى
تحول نحوه وقال بتهكم مراوغا
ايه مالك بقولك الحقيقة طالما هنعيش زي أي اتنين محبش أكدب على مراتي أحسن بعدين تفتكري إني بخونك ولا حاجه
بادلته نفس السخرية وما سيرهق كلاهما أنهم يفهمون بعضهم جيدا
لأ متقلقش مش هيجي على بالي حاجه زي كده ولو جت هكدبها
عاد يقترب منها مرة أخرى ليبقى أمام وجهها دون فاصل بينهم أنفه تمر على ملامحها مستنشقا أنفاسها يقول بلوعة
اتمنى يلا بقى حضري نفسك
استغربت ما قاله فعادت إلى الخلف لتنظر إليه متسائلة
احضر نفسي لايه
ابتسم وظهرت أسنانه من خلف شفتيه وهو يقول واثقا
مش قولتي هنعيش زي أي اتنين وعلشان نعيش هنبدأ من هنا
أنهى حديثه مشيرا إلى الفراش برأسه فنظرت إليه محركة رأسها ثم عادت ببصرها إلى الواثق من حديثه القابع أمامها ابتلعت ما وقف بحلقها وهي تنظر إليه متوترة ثم قالت برفض
أنا مقولتش كده أنا 
قاطع حديثها وهو يقترب منها يميل عليها بجسده حتى أنها مالت إلى الخلف فقبع فوقها مستندا بذراعيه على الفراش ينظر إليها بعينين جائعة ولن تشعر بالارتواء إلا منها
دي مبتتقالش بتتحس
غطت السخرية نبرتها وملامح وجهها وهي تسأله
وأنت بتحس
أشار عليها بعينيه الخضراء غامزا لها متفوها بحديث ذات مغزى
أسأل مجرب ومش هنلاقي مجرب غيرك
دفعته للخلف بيدها فلم يتزحزح عن مكانه ناظرا إليها بثقة تامة رافعا أحد حاجبيه متحديا إياها فلم تطل النظر إليه بنفس الحدة فيقوم بالعناد أكثر ويفعل ما يريد أخفت وجهها عنه وهي تبتعد به لتنظر في الفراغ فكبت جوعه داخله ورغبته الملحة للاقتراب منها وعاد للخلف يقف شامخا مبتعدا عنها 
نظر إليها وهو يتجه إلى الحمام يمازحها قائلا بثقة
بمزاجي 
غمزها بعينه مرة
أخرى وظهرت وقاحته معها
المرة الجاية مش هصبر
تركها مبتعدا ذاهبا إلى المرحاض ليحبس مشاعره الهوجاء التي أرادت الفرار منه وتحطيم كل الحواجز الموجودة بينهم ليستمتع بعبير قربها ولهفة الالتحام معها ولكنه لم يسمح لها عائدا بها مرة أخرى تاركا إياها بجانب خيباته السابقة إلى أن يحين موعد خروجها بكل جوراحها إلى أن يحين ظهور الحب معلنا أنه سيكون عنوان كل شيء قادم عليه ليستطيع الاستمتاع أكثر من كونه ذلك الذي يرهبها 
بينما هي بقيت نائمة على الفراش مبعثرة المشاعر حائرة في عالمه لم تجد شط تقف عليه ولم تستطع الوصول إلى كلمات تعبر عما بها فلا طريق عودة ولا طريق ذهاب تقف معه في درب ملئ بالجوى والقسۏة الخالصة فباتت لا تدري ما مصيرها من الاثنين وهي كل يوم متقابله مع إحداهما إلى أن شتت عقلها وغاب
قلبها عن الواقع تحتاج إلى كلمات صريحة صادقة ولن تفكر ثانية ستأخذها برحابة صدر وتغلق قلبها عليها 
أتدري كيف يجتمع الأشرار سويا بنظرات الأعين هل رأيت سابقا عاشقا يشعر بأنه ينجذب بطريقة سحرية إلى محبوبته من عينيها! وهو كذلك اجتماع خبثاء النوايا ومفرقين الأحبة معا يأتي عن طريق الأعين ينجذب كل منهما ناحية الآخر بطريقة مفعمة بالحقد والخبث وتبدأ من هنا العلاقة في البدء والتطور ويزداد معها الحزن والذعر وآنات الألم وسهام الخېانة 
جذب جلال فرح من ذراعها بقوة ضاغطا عليه بطريقة مؤلمة جعلتها تتأوه وهي تحاول جذب يدها منه قائلا بانزعاج وڠضب
بقى بتغفليني يابت بتصوريني وتبعتي لعاصم الفيديو
حاولت العودة للخلف في الظلام الدامس خلف القصر ومكان إلتقائهم السري في كل مرة تجذب يدها منه پعنف وقوة وهي تقول بجدية ولا مبالاة
بقولك ايه أهدى كده علشان منزعلش من بعض أنا كان غرضي أقوله أنه بمزاجها
ضغط أكثر على ذراعها ولم يجعلها تفلت منه وكأن قبضته عليها حديدية يصيح أمام وجهها وملامح وجهه متغيره للغاية متجهة إلى العڼف والقسۏة وخرج صوته خشنا عڼيفا
مزاج مين يا روح أمك ماهو عارف أنها قطة مغمضة
أكمل بحړقة وهو يرى نفسه غبي فعل ما أرادت منه دون أن يعترض فقط لأجلها ولكنها غدرت به والقته في أول طريقها
وده مكنش اتفاقنا
يابت 
68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 112 صفحات