الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 63 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

التحكم بتلك المياة المالحة الخارجة منها كأنها نهر جاري
ويعلم جيدا ما الذي تفكر به
اقټلي فضولك قبل ما اقتله أنا
دفعت يده پعنف ليبتعد عنها ترفع يدها إلى وجهها تمحي دمعاتها تزيل وجود أثرها ثم صاحت بشراسة وقسۏة وهي تعود من جديد قائلة
فضولي مش ھيموت وضميري هيفضل صاحي مش هبقى زيكم عمري ما هبقى زيكم وأنا اللي بقولك يا جبل مش هطلع من الجزيرة دي إلا وأنا عارفه سرك وسرها وهكون أنا أنا زينة مختار اللي أنت ارغمتها على العيشة هنا هي السبب في خړاب كل اللي بتعمله وأنا قولتلك الكلام ده أول ما وقفت قصادك وأنا لسه عند كلامي وهيتنفذ وبكرة تقول زينة قالت
ابتسم وأكمل على حديثها ساخرا
وريني شطارتك يا غزال
تهكم عليها أكثر وهو يقلل من قدرتها على فعل ذلك سخر من كلماتها وهو يبتسم بتشفي قائلا
متعرفيش أنتي الواحد نفسه يتغير إزاي ويبقى بني آدم زي ما بتقولي يلا عايز أشوف همتك
تغيرت ملامحها وصمدت أمامه وهي تصيح قائلة
هوريك وعڼف بعدما أدركت أنها وقعت ببراثن عائلة العامري عن حق
أنت وهو أوسخ من بعض ومكنش المفروض أعرف حد فيكم
قال رافعا أحد حاجبيه للأعلى
قدرك ونصيبك ولسه الحلو مجاش
عادت للخلف بعدما تركها قائلة بجدية وثقة
مظنش في
حلو وأنا معاك
ابتسم وهو يبتعد خارجا من الغرفة شامتا بها والسعادة ترفرف داخله بكل ما حدث منذ قليل كسر أنفها بمعرفة حقيقة شقيقه الآن فقط لن تستطيع أن تقف أمامه وتتحدث عنه وتثرثر طيلة الوقت تشرح صفاته الذي لا مثيل لها أنهم الاثنين شخص واحد الآن هذا قاټل وهذا مثله
جلست على الفراش وانتحبت في البكاء مرة أخرى قلبها يدق پعنف وكثرة وجسدها بالكامل يرتعش 
الدموع تنساب من عينيها بغزارة دون إرادة منها وعقلها يلقي عليها كل لحظة مرت عليها معه كيف له أن يكون هكذا كيف استطاع أن يكون ذلك الشخص الحنون الراقي العاقل 
تخاف أن يكون حديثه صحيح وليس هناك ما يخفى عنها وتنصدم مرة أخرى بأنه حقا قاټل مچرم ولكن هناك شعور داخلها ېكذب كل هذا يقول أن هناك ما يخفى عنها وعليها أن تعلمه لأنها أصبحت داخل المعركة تحارب بكل جوارها لتستطيع الصمود والبقاء أمام كل هذه الصدمات 
لن تترك جزيرة العامري لن تفعلها إلا إذا سمحت لها الفرصة بذلك دون المخاطرة بحياة من معاها ستترك كل شيء حينها وتذهب دون عودة 
ذهب جلال إلى منقطة الجبل بعدما تحدث معه عاصم طالبا منه اللحاق به إلى هناك حاول أن يسأله ما الأمر الذي استدعاه لأجله ولكنه لم يتفوه معه بشيء والآخر قد استغرب كثيرا لأن من المفترض إن كان هناك مهمة أو شيء كهذا سيعرف ومعه بعض الحراس ولكنه على أي حال ذهب مسالما ليعرف ما الذي يريده عاصم منه 
لم يرى أحد عندما وصل إلى هناك فنادى بصوته عاليا باسمه ليظهر من العدم في لمح البصر وملامح وجهه حادة جامدة وعيناه مثبتة عليه بقوة وقسۏة 
أقترب منه ببطء وهناك حالة برود تامه توحي بها ملامحه مخالطة للجمود والقوة البادية عليه بينما في الداخل حربا ضارية وأصوات كثيرة كل منهم يطالب بفعل شيء مختلف عن الآخر به ليتعلم الدرس جيدا من أول مرة دون العودة إلى المراجعة ليكن تلميذ مجتهد 
وقف أمامه ثابتا و جلال ينظر إليه باستغراب وإلى حالته فسأله يشير بيده مستفسرا
في ايه جبتني هنا ليه ياعم
أجابه عاصم بمنتهى البرود والحدة معا وهو ينظر له پحقد وكراهية
علشان نتحاسب
لوى جلال شفتيه ساخرا ناظرا إليه بعمق وهو في قمة ارتياحه
نتحاسب نتحاسب على ايه هو أنت عليك فلوس ليا لامؤاخذة
حرك عاصم شفتيه ورأسه بقوة معقبا على حديثه معدلا إياه
تؤ أنت
اللي عليك
سأله مرة أخرى وهو لم يفهم شيء مما يتفوه به ذلك المعتوه
عليا ايه
حق
نطق كلمته بمنتهى البرود الذي يملكه ثم في لحظة تحول إلى ذئب من أحد الذئاب في غابتهم وتمثل به عندما لكمة بقوة وعڼف في وجهه بحركة مباغتة ترنح جلال إلى الخلف وخرج صوته بخشونة شديدة وقوة وهو يشيح بيده بعصبية مفرطة
أنت اټجننت ولا ايه يلا
انفعل للغاية بعدما لكمة عاصم ونظر إليه نظرة ڼارية والغل يملؤها فاقترب منه مرة أخرى وهو يلكمة ثانية بقوة أكبر من السابق وپحقد دفين وكره لا يستطيع السيطرة عليه بعدما أقترب من أغلى الأشياء على قلبه وليس أي اقتراب بل استحل كل ما بها له وأقترب إلى الحد الأعمق الذي لم يصل إليه هو بعد 
دفعه جلال للخلف ليبتعد عنه وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأنه يداهمه في لحظة مفاجأة ويريد أن يعلم ما السبب الذي يجعله يفعل به
ذلك 
ازدادت النيران المتأهبة نحوه لتشتعل في أي لحظة لتحرقه وټحرق كل ما يصدر عنه صړخ بقوة وعڼف وعروقه بارزة من كثرة الانفعال
أنت شكلك اټجننت فعلا يا عاصم عايز ايه
صړخ الآخر مثله بقوة وصوته عاليا يرتفع پعنف تحركه مشاعر الغيرة المكبوتة داخله
62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 112 صفحات