سجينة جبل العامري لندا حسن
إن استمرت معه هكذا سيكون كتاب مفتوح لها إن لم تخطئ
رجعنا للغرور والتكبر والكلام الزفت اللي زيك
شعر بها وبما جال بخاطرها فعاد يقص عليها ما
قاله يطمئنها بأنه لن يعود ذلك الشخص القاسې مرة أخرى
بعرفك بس متزعليش أوي كده أنا مش برجع في كلمتي قولتلك خلاص هنتعامل كويس
عادت تنظر إليه وقالت بفضول قاټل
ماشي بس ايه الغلط اللي ممكن يكون أكبر منك
أنتي مش بتهمدي
رن هاتفه على الفراش فتقدم يأخذه نظر إلى شاشته وعاد إليها قائلا
معايا تلفون مهم
ذهب إلى الشرفة بعد أن فتح الهاتف ودلف ليتحدث به وترك الأوراق على الفراش كما هي
جلست هي مرة أخرى تنتظره تفكر في حديثهم المتناقض ونظراتهم الغريبة حديثه عن الحب بطريقة غريبة مبالغ فيها هروبه منها وعدم إجابته على أي من أسئلتها بإجابة واضحة مريحة
حركت رأسها بقوة وهي تشعر بالصداع يداهمها من كثرة الأفكار وحاولت طردهم إلى أن تنهي النقاش معه لتبدأ بالصداع وهي تفكر بعد انتهاء الحديث ليكن مرة واحدة
نظرت إلى أوراقه الذي كان مهتم بها للغاية ثم عادت بنظرها إليه لتراه يقف في الشرفة يتحدث في الهاتف يعطي إليها ظهره
ألقت ما بيدها وأخذت من بقية الأوراق على الفراش وعينيها تتسع أكثر وأكثر لم تستطع أن تبتلع تلك الغصة التي وقفت بحلقها وهي تقرأ ما كتب على الأوراق وتلك التواقيع أسفله!!
إزاي معقول!
حقيقة أخرى تحل عليها من المساء بطريقة غير معقولة وكأن الله يبعث إليها الحقائق واحدة تلو الأخرى لتستطيع التفريق ومعرفة البشر وما يفعلون من حولها
رأته يدلف من الشرفة ينظر إليها والأوراق بيدها تابع نظراته ببرود تام ووقف شامخا أمامها يعود لعصره بعدما علم أن فضولها ساقها إلى تلك الأوراق وعلمت محتواها!
لكنها كانت في حالة أخرى بعيدة كل البعد عن التفكير به بل كانت تفكر بحياتها الضائعة سابقا والآن!
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة جبل العامري
الفصل الثالث عشر
ندا حسن
أثر الصدمات الآتية من أكثر الأشخاص قربا وحبا لا يكون إلا كرها ومۏتا
نظرات مټألمة
ومخدوعة في سنوات راحلة ملامح لا تصدق الصدمة التي رأتها من باب الصدفة وأدركت مدى خطورتها على حياتها وحياة ابنتها قلب في لحظة تهشم وأصبح فتات ليس له أي قيمة جسد يرتجف پعنف يظهر على حركاته اللا إرادية الذهول التام وأدرك حينما أبصر الحقيقة أن أرضه كانت محتلة لسنوات عديدة ولكنها أحتلت بالحب والحنان أحتلت بالعطاء الوافر وفي الخلفية كانت الچرائم لا تعد ولا تحصى لم تدرك ذلك إلا الآن من باب الصدفة!
ترقرقت الدموع بعينيها الحادة ورفعت الأوراق بيدها إلى الأعلى لينظر إليهم ثم صاحت بصوت مرتجف متردد
ايه ده
جذب منها الأوراق پعنف وخرج صوته بحدة
أنتي مش هتهمدي مين قالك تمدي ايدك على الورق ده
صړخت بوجهه وهي ټنهار وكل حصونها تقع مدمرة حولها من هول الصدمة فلا تستطيع تحملها
رد عليا بقولك رد عليا ايه ده
أجابها بعجرفة وهو يقف أمامها شامخا يعلم جيدا ماذا رأت لتكن بهذه الحالة
ميخصكيش
عارضته بقوة وحده
وصوتها يعلو أمامه
لأ يخصني يخصني أكتر منك
تقدم منها يقف أمامها أكثر إقترابا عندما رق قلبه ناحيتها ورأى رعشة جسدها الواضحة وملامحها التي تحولت إلى أوراق ذابلة
قولتلك يا زينة بدل المرة عشرة اتحكمي في فضولك وخليكي في حالك أنتي مش هتوصلي لأي حاجه إلا لو أنا اتكلمت وأنا مش هقولك حاجه لأن الحقيقة هي اللي
قدامك بس أنتي مش مقتنعة
صړخت بوجهه منفعلة وهي تشير بيدها الاثنين بهمجية شديدة
ما تولع ياخي ما تولع أنا دلوقتي بتكلم في الورق ده! يونس يونس كان عارف كل حاجه أنت بتعملها كان شريكك
تعلقت عينيها به عندما وجدته صامت لا يجيب أطالت النظر إلى عينه الحادة فلم تدرك ما تقول وإلى ماذا تشير! وضعت يدها على صدرها تستعطفه وحالتها مذرية
رد عليا يا جبل أبو بنتي كان بيعمل كده معاك كان عارف كل حاجه عنك
أومأ إليها برأسه بقوة وتأكيد وبعدما كان مظهرها يؤثر على قلبه الجاف القاسې تهللت أساريره وهو يراها فرصة مناسبة لإبعاد يونس عن قلبها للنهاية وأن يرق قلبها ناحيته هو
آه كان عارف
صړخت پعنف وقسۏة وصوتها الحاد يخترق أذنيه قائلة باڼهيار
لأ لأ كدب كدب
كان أناني للغاية في