الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 56 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو يسير بيده عليها فدفعت يده وحاولت أن تستجمع نفسها وقالت من بين بكائها وشهقاتها المستمرة بتعلثم وضعف شديد
أبعد عني والله ممكن اصړخ وألم القصر عليك
ابتسم بسخرية وهو يعود بيده مرة أخرى إلى الحائط كي يحاصرها
وأقترب برأسه منها أكثر وكأنه بوضع حميمي معها لكنه قال بثقة دون رحمة
اصړخي وأنا هدب المطوة دي هنا ونخلص بعدها ونقول واحد نط من على السور زي اللي حاول ېقتل جبل كده
اعتصرت عيناها وهي تبكي نادمة على كل شيء مر عليها هنا سواء كان فرح أو حزن جيد أو سيء وقالت وهي ترتعش
أبعد عني يا 
قاطعها سريعا وابتسامته تتسع أكثر قائلا اسمه
عاصم ولا نسيتي الاسم
صړخت به بانفعال وهي على وشك الاڼهيار والوقوع إلى الهاوية
أنت مچنون حرام عليك أبعد أنا معملتش حاجه
عاد للخلف وأخفى المدية بيده وهو يأخذها إلى جيبه سريعا وقال بسخرية ضاحكا
هبعد أنا بس كنت بهزر معاكي بس عارفه لما أبعد لو فتحتي بوقك لحد مش هسمي عليكي
أومأت إليه برأسها سريعا عدة مرات بقوة وقالت من بين بكائها الذي حاولت السيطرة عليه
مش هتكلم أبعد بقى
عاد للخلف أكثر وأفسح لها المجال للعبور وقال مرة أخرى محذرا إياها
أنا حذرتك أي حد
تعود ثانية تومأ له برأسها بهستيرية وهي تنظر إلى ابتعاده عنها وأبصرته ينخفض إلى الأسفل يأتي إليها بهاتفها ثم أعطاه لها وهو ينظر إليها مبتسما بسخرية وتهكم لم تعطي إليه الفرصة لفعل شيء أخر أخذته منه ثم سريعا دفعته بيدها وذهبت راكضة إلى الأمام تاركة تلك المنطقة المشؤومة وهي تبكي بقوة وصوت بكائها يرتفع كلما ابتعدت عنه فصاح بصوت عال يحذرها
ها
انخفض صوتها وهي تركض ورأها تضع يدها على فمها كي تكتم شهقاتها وصوت بكائها الذي خرج منها بفعل تلك الخضة والشعور بالخۏف والذعر الذي مرت به معه 
أبتعد هو يعود إلى مكانه مرة أخرى وعلى وجهه ابتسامة خبيثة تظهر للأعمى وتوضح أنه شخص قذر 
بعدما أبتعد عن خلف القصر وذهب إلى الأمام تعالت ضحكات آخرى تأتي من الأعلى لم تكن سوى فرح التي كانت تقف في الشرفة أعلاهم تتمسك بالهاتف وتقوم بتسجيل كل ما حدث لحظة بلحظة كل فعل ومعه رد الفعل الخاص به ولكن من أي زاوية وكيف كان المشهد بالهاتف! فهذا هي فقط ما تعرفه 
ابتسمت بانتصار وتحركت تدلف للداخل وقلبها خالي من الغيرة تجاهها في فترة لحظية فقط لأن قلبها ينشغل الآن بالسعادة لأجل ما حدث منذ لحظات ينشغل بفرحة الإنتصار لأنها ظهرت بالوقت المناسب لتسجل ما حدث بينهم ويكن ذلك السيف بين يدها لتتخلص منها وتبعدها عنه إلى الأبد 
كان مخطئ للغاية عندما وقف أمامها وتحداها إنها فرح العامري من فرع العامري وامتداد العائلة الكريمة والتي لم ترى كرم يوما إنها من امتداد عائلةت تجارة الس لاح وغيره 
ذهبت الأخرى باكية پقهر وحړقة ولكنها محت دمعاتها عندما دلفت القصر وصعدت إلى الأعلى دون أن يراها أحد ولجت إلى الغرفة وأغلقت بابها خلفها عليها من الداخل ثم ألقت نفسها على الفراش وأخذت تبكي بقوة وصوت بكائها يعلو للغاية استمعت جدران الغرفة والأبواب إلى بكائها وشاهد الطلاء حزنها وكسرتها وكل ركن شهد على كل شهقة خوف ورهبة خرجت منها ومن أعماقها 
يا لها من لحظات بشعة قهرية مرت عليها وحطمت ما بها لقد وقع قلبها على الأرض ولم تعد تدري أين هو فقد أشعرها بالخۏف الممېت وهو يقترب منها إلى هذا الحد ويقول كلمات لم تفهم منها شيء ولم
تعرف السبب الذي جعله يفعل بها هكذا! 
شهقت پعنف وهي تبتلع غصة مريرة شعرت بها تعبر جوفها وارتجف جسدها أكثر وهي تفكر في أن هذه كانت البداية منه فقط فما الذي سيفعله أن رآها مرة أخرى وما الذي يريده منها ولما فعل ذلك ولما تركها 
أسئلة كثيرة تدور داخل رأسها تحاول
أن ترى لها أي إجابة من أي إتجاه ولكن لا يوجد لا يوجد سوى الشعور بالخۏف وعدم الأمان والرهبة 
إنها كانت هناك فقط لرؤيته ذلك الذي أرهب قلبها وجعلها تشعر بالحب تجاهه كانت تتقدم للبحث عنه والنظر إلى وجهه والاستمتاع بقربه هو الوحيد فقط هنا الذي اكتسبته واكتسبت معرفته وقربه وحبه لها ولكنها لم تكن تتوقع
أبدا أن تقابل لحظة مصيرية فارقة في حياتها أما كانت تكتمل أو تنتهي كما بدأت مثلما حدث منذ لحظات 
توقفت عن البكاء واعتدلت على الفراش تنظر أمامها بعمق تضيق عينيها بتفكير لما فعل هذا في لحظات وتركها! كان يريد أن يرهبها فقط أم هناك سبب آخر لا تستطيع الوصول إليه! 
جلست ابنة عمها وصديقتها التي كانت مقربة إليها للغاية قبل أن ترحل وتترك الجزيرة بقيت أمامها على الفراش تجلس معتدلة تنظر إليها بعمق ثم سألتها بجدية مستفسرة
قوليلي يا فرح جبل وزينة اتجوزوا إزاي
تركت فرح الهاتف من يدها واعتدلت هي الأخرى تنظر إليها بجدية وقالت بعدما زفرت الهواء من رئتيها
دي حكاية
تعمقت الأخرى في النظر
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 112 صفحات