سجينة جبل العامري لندا حسن
غيرك
أكمل يسألها مرة أخرى وهو يعرف أنها لا تملك إجابة
سيؤكد لها هذا الشك إن لم يكن أكده
وأنا بقى بتاجر في ايه بالظبط طالما أنتي مش نايمة على ودانك
حاولت المرور من جواره كي تصعد إلى الأعلى متغاضية عن سؤاله وحديثه معها ولكنه تحرك يقف أمامها مانعا إياها من العبور فصاحت بشدة
اوعا خليني أطلع الكلام معاك خسارة
ابتسم بتشفي وهو يقوم بالتمسك بخصلات شعرها مرة أخرى وكأنه يتوق للمسهم كل لحظة والأخرى وهتف بكل أريحية وهدوء
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي
بقولك اوعا
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول بقسۏة ظهرت من خلال كلماته التي كانت تخرج كالأسهم لتصيب قلبها خوفا وړعبا فقط لأجل أنه يقولها بكل ثقة وهدوء
حركت عينيها على عينيه الخضراء الغريبة عينيه التي أتضح لها أنها أكثر عيون شريرة
أشار إليها على الطريق لتصعد إلى الأعلى هاتفا بسخرية
مستني
تابعته بنظرات عينيها السوداء وما بداخلها أكثر من شعور وغرابة أكثر من صدمة وخوف فتخطت ذلك سريعا وهي تبتعد عنه تصعد إلى الأعلى قبل أن تفقد أخر ذرة عقل وقوة بها وتقع أمامه باكية طالبة السماح والعفو مرة أخرى
راحت عينيها تسير في الغرفة ثم تعلقت بشقيقتها وطفلتها النائمة جوارها كالملاك الصغير تلهفت عينيها وهي تنظر إليهم پخوف ورهبة تسير داخلها تشعرها بأن الهروب من هنا هو الحل الأمثل ولكنه الأصعب على الإطلاق
أتضح لها أن شكها به أصبح مؤكد إنه رجل عصابات وتاجر للأسلحة ق اتل بشع ورجل قاسې عڼيف
ولكن لحظة! عندما استمعت إلى الخادمة كانت قد قالت أن الناس هنا على الجزيرة يعلمون بما
كيف يشعرون بالأمان وهذا الرجل بينهم كيف ينامون وهم في خطړ طوال الوقت كيف يتركون نسائهم وأطفالهم على هذه الجزيرة الملعۏنة بكل هذه الأريحية ألا يشعرون بالخۏف
وكيف هو شقيق ل يونس زوجها الرج ل الخلوق المهذب الذي لا مثيل له
لقد منعها يونس عن الاختلاط به وكأنه كان يعلم ما الذي سيحدث لهم من بعده
أين هو الآن ليدافع عن زوجته وطفلته الصغيرة بعدما وقعوا في براثن ذئب لا يرحم
أهذا الرج ل رج ل قانون حقا يالا هذه السخافات من هذا رج ل القانون إنه لا ينطبق عليه إلا أن يكون رج ل عصابات قاټل متسلسل ذئب بشړي صياد محترف كل هذه الألقاب تناسبه إلا أن يكون رج ل قانون!
منذ أن أتت إلى هنا في أول مرة وهي تراه غريب الأطوار لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود زوجها الذي كان يحذرها دائما وبسبب أنه لم يكن يهمها في ذلك الحين
وضاق على قلبها وهي تفكر في نكستها وكسرتها التي مرت بها أسفل يده القاسېة كيف لها أن تترجاه بكل سهولة وتبكي أمامه أن يتركها للرحيل! ولكن لم يكن هناك مفر آخر منه فهو كان كالۏحش الكاسر كانت يده قد اتسخت بق تل أحد من قبلها بلحظات فما الذي كان سيفعله بها
ما الذي ستفعله الآن! ما السبيل للتخلص من هذا العڈاب ألم تكتفي بما مر بها في الخارج لتأتي إلى هنا لتنال الأسوأ على يده
وآخر نفس يخرج منها ستظل ترفض كل ما يعرض عليها منه وستظل تعترض إلى أن ترحل ويتركها تبتعد
ليس أمامها أي خيار غير أن ترفض عرضه بالزواج
منها وتقاوم تهديده وخۏفها اللعېن على شقيقتها وابنتها أو ترضخ بعد أن يفعل ما هدد به
وفي كلتا الحالتين لن تتركه ينعم بحياته ويسير بين الناس رافعا رأسه عاليا ينظر إليهم بتفاخر وشموخ وهو قات ل ورجل لا يؤتمن لن تتركه يستمر في فعل هذه الأشياء وستقلب هذه الجزيرة رأسا