الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 112 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

تداعب نسمات الهواء الباردة صدره يفكر في كل ما حدث وما مر عليه في الفترة الأخيرة كالذي قبلها أصبحت حياته عبارة عن نعيم على الأرض بوجودها مع ذلك الاستقرار الذي حدث في الآونة الأخيرة بعدما أبتعد كل حاقد من بينهم تارك الجزيرة أو العالم كله 
دلف إلى الداخل يجلس على الفراش أمسك بهاتفه الذي أتى إليه رسالة من رقم طاهر الذي إلى الآن لا يعرف طريقه ولكن لن يستسلم وسيأتي به وإن عاد إلى بطن والدته 
لا يحب أبدا النظر إلى رسائلة أو معرفة محتواها دائما تكون أشياء تعكر صفوه فتح الرسالة على مضض ينظر إليها بجدية تحولت فجأة إلى دقات متعالية في القلب وأنفاس متلاحقة وكأنه يركض في سباق لن يفوز به أبدا 
خلي بالك من المدام يمكن تكون مكان جلال
رفع بصره عن الشاشة ينظر أمامه في الفراغ مستحيل لا يعقل أن تكون هكذا لن ټخونه أنها ليست خائڼة أنها تحبه إلى حد لا يوجد مثله 
ليس من طبعها الغدر لا لن يجعله يشكك بها وبحبها له لن يجعله يشكك بأي شيء يأتي منها أنه أحبها ولا يستطيع الإبتعاد عنها فقد أصبحت ملاذه 
ستكون هذه أرقام وظهر وكأنه أتم الجميع ليتأكد من ظنونه الخبيثة التي نهشت عقله أعاده أكثر من خمسة مرات ينظر إليه ويقرأه ويعيد كتابته مرة أخرى 
كان هذا رقم طاهر المسجل بهاتفها طريقي
كيف طاهر طريقها ضغط على زر الاتصال ووضعه على أذنه ليأتيه الرد سريعا منه
بقالي فترة مستني مكالمتك ومش عايز أنا أتكلم ها عندك أخبار تانية عن حضرة الأستاذ مصاحب الحكومة
أغلق الهاتف وأخفض يده ينظر إلى الفراغ الممېت حوله سکين حاد ملطخ بالحب الكاذب احتال على عقله ليتمسك بها اعتقادا أنه سيقطع بها ثمار الغرام فغدرت به وتوجهت نحو قلبه ټطعنه بمنتهى البساطة يتخلل الغدر نظرتها نحوه مستهزئة به إلى أبعد حد 
خنجر آخر ملطخ بكلمات معسولة من كثرة حدته وروعته إلتف عليه ليطعنه في منتصف ظهره ضاحكا بصوت عالي للغاية يستمع إليه كل من على الجزيرة نيلها وجبلها وسكانها وكل نملة ساكنه بها ينظرون إليه بسخرية ممېتة 
هبط بعيناه إلى الأسفل لقد طعنته پسكين تالم لقد أخذت قلبه من مكانه ووضعته أسفل قدميها أتمنها على أكبر سر بحياتها فغدرت به وأعطته إلى أكبر أعدائه 
لا يهمه أنه الآن أمام الدولة رجل غير مسؤول أضاع شقاء سنوات لرجال كثيرة شرفاء أضاع سهر ليال وعمل شاق
فقط لأنه رجل غبي هواه الحب ولعب به أقذر لعبة 
هبطت دمعة من عيناه على الأرضية مباشرة وهو منحني على نفسه بهذه الطريقة خذلان للمرة الثانية ولكنه الأقوى والأكثر عڼف وقسۏة 
ألهذا السبب كانت دائما فضولية! ألهذا السبب أتت إلى هنا
استمع إلى باب المرحاض يغلق وشعر بها خلفه في الناحية الأخرى من الفراش استعاد نفسه في لمح البصر ووقف على قدميه يستدير ينظر إليها بقوة وغلظة قسۏة بعيناه لم تراها أبدا حتى عندما أتت إلى الجزيرة 
رفع الهاتف أمام عينيها بعدما قام بفتحه وقال بسخرية شديدة ونبرته تخرج كفحيح الأفعى وهو يقترب منها
طريقي!
وقف أمامها ينظر إلى عيناها السوداء يخفي عتابه لها وخذلانه منها لا يظهر إليها إلا القسۏة والعنفوان القابع داخله تجاهها 
ابتعلت غصة مريرة وقفت بجوفها وتابعته بنظرات خائڤة أدركت حينها لما رأت تلك القسۏة بعيناه حاولت التحدث وهي ترتعش بقوة ولكنه قاطعها قبل أن
تردف بكلمة واحدة صارخا بقوة اهتزت لها أرجاء الغرفة
طريقك
قبض على خصلات شعرها بشراسة وغلظة لا يحركه نحوها إلا الطعڼة التي أخذها منها في منتصف قلبه وظهره لا يحركه نحوها إلا الحب الذي لم يشعر به إلا تجاهها لا يحركه إلا الخذلان الذي ناله منها والغدر الذي ألقته عليه وكأنه قنبلة موقوتة 
تأججت عروقه بالتهاب النيران بها وهو ېصرخ بقوة
طريقك لجنهم
هنا انفتحت أبواب الچحيم في حياة جبل العامري لتدلف به العاصفة التي أتت إليه من أبعد البلاد لتكون معه قصة حب غير معهودة ولكن الغدر كان سبيلها للهرب منه فلا طريق عودة أو نجاة سوى المرور بالچحيم الماثل أمامها 
يتبع

111  112 

انت في الصفحة 112 من 112 صفحات