الأربعاء 04 ديسمبر 2024

براثن يزيد لندا حسن

انت في الصفحة 92 من 148 صفحات

موقع أيام نيوز


بلدته مرة أخرى بعد هذه الشهور الذي كانت معنى كلمة الراحة بالنسبة له ولزوجته الآن هو عائد بعد أن طلبوا منه ذلك ويعلم أنهم سيتحدثون معه في كل شيء مر سوى أن كان اليوم أو غد أو بعد غد سيتحدثون لا محالة وقد علم هو ما الذي سيقوله وهذا سيكون آخر ما لديه وليفعلوا ما يحلوا لهم أن استطاعوا.. سيترك كل شيء لهم ويبتعد بزوجته بعد أن تعلم كل ما حدث.. عليها أن تعلم ذلك..

ولكن ليبتعد عن كل هذا.. هو الآن لا يدري كيف سيجعلها تلين له مرة أخرى فقد تخطى حدوده معها بكثير من المرات ولن يلومها في أي مرة لو تركته ولكن هو لا يستطيع دونها لقد تأكد من الطبيبة التي زارها معها لكي ېكذب حديثها ولكن هي محقة وكل ما قالته كان صحيح..
لا يعرف كثير عن هذه الأمور النسائية وأيضا يعرف أن دواء كهذا له أسباب معروفة فقط.. بجانب كلمات ريهام المؤكدة غير حديث زوجته الذي لا يدلف عقله.. كل ذلك جعله لا يصدقها ويظن بها السوء ولكن بعد أن ذهب بها إلى الطبيبة قبل العودة تأكد أنه أخطأ بحقها مرة أخرى غير الأولى والثانية والثالثة.. لقد كانوا كثيرون..
تذكر حديث الطبيبة وهي تجيب سؤاله بهدوء شديد ووقار بعد أن رفعت النظارة الطبية عن عينيها
طبعا وارد يا أستاذ يزيد إن آنسة تاخد الحبوب دي عادي جدا
رأت زوجته تتقدم منهم بعد أن عدلت ملابسها وجلست على المقعد أمامه مقابلا لها وقد رأت الحزن بعينيها الباكية لقد مر عليها كثير من هذه الحالات ولكن هذه مختلفة ومن معرفة مدة الزواج وسؤاله عن شيء كهذا قالت مرة أخرى بعد أن فهمت ما يحدث
أما بالنسبة للحمل فهو كل شيء طبيعي ده غير طبعا أن مدة الجواز صغيرة ربنا لسه ماردش... عايزاك تطمن واضح أن المدام مش بتاخد أي وسيلة
نظر إليها وهو لا يعلم ما الذي يشعر به لتقف على قدميها دون أن تجعله يعلم ما الذي يمر على خلدها فقد كانت تعابير وجهها حادة كثيرا سلمت على الطبيبة ورحلت وهو من خلفها
أبعد نظره عن الطريق لينظر إليها بحزن وهو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله أو قوله حتى! نظر إلى الطريق مرة أخرى وهو يراها لم تتحدث معه منذ أن خرجت من المنزل إلى أن ذهبوا للطبيبة وإلى الآن!.. يعلم أن ما فعله صعب للغاية ولكن هو بالنهاية إنسان يخطئ ويود المسامحة على خطأه..
مد يده اليمنى إليها والأخرى تتولى القيادة أمسك بكف يدها ليقبله بهدوء ثم تحدث معتذرا عما بدر منه
أنا آسف.. يارب كنت مۏت قبل ما أعمل كده
سحبت يدها منه بهدوء أو برود بالمعنى الصحيح ثم أجابته بجدية شديدة وملامحها حادة لا تحمل أي تعابير
بعد الشړ عنك
علم أن مهمته لن تكن بهذه السهولة بل ستكون أصعب من الصعب نفسه لقد أذى نفسيتها كثيرا بما فعله وما يفعله كل مرة... يعترف أنه يستحق أكثر من ذلك..
وضعت رأسها يمينا على نافذة السيارة تنظر إلى السيارات والطريق بالخارج وعقلها منشغل به وبما فعله.. لقد شكك بها وبحديثها.. يعتقد أنها لا تريد أن تنجب منه أطفالا.. تحدث عن شقيقتها بالسوء وتحدث عنها أيضا بالسوء.. تطاول بالكلمات بكثرة قارب على التطاول بيده مرة أخرى ولكن قد توقف بآخر لحظة.. هذا هو الجانب الوحيد السيء به.. أنه وقت غضبه حقا يتناسى على شيء ولا يتذكر سوى أنه غاصب الآن وعليه أن يخرج ما يكنه من ڠضب داخله..
هذه أكبر المشكلات تواجدا بحياتها معه فهي ستكمل حياتها معه.. ستكون زوجته إلى الأبد ولكن لن تستطيع أن تتعايش مع هذا في كل مرة يحدث أي شيء ينسى أنها زوجته ويتحدث معها كما لو كانت شخص سيء ولا يوجد أسوأ منه..
قهرها منه هذه المرة غير كل المرات السابقة لا تعلم كيف عليها أن تظهر ذلك وما الذي ستفعله معه ولكنها حقا حزينة للغاية منه ومن أفعاله..
_____________________
كثيرا من الأمور تشعر أنها أفضل شيء بالنسبة إليك ولكن بعد مرور الوقت تعلم أنها لم تكن إلا أسوأ شيء ربما هيأ لك أنها ما تريده..
جلس تامر في شرفة غرفته يفكر ويفكر في ذلك الأمر الذي شغله في الشهور الماضية أعطى لنفسه مدة طويلة كي يفكر براحة دون تخطي الحدود ودون تحكيم قلبه وحده أو عقله وحده..
علم تمام العلم أنه كان مخطئ لو فقط كان فكر قليلا لوجد ذلك ربما إعجاب بجمالها أو احترامها أو أي شيء آخر لكنه ليس حب.. هو لم يمنع زواجها من غيره
 

91  92  93 

انت في الصفحة 92 من 148 صفحات