الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي لسيلا وليد

انت في الصفحة 368 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

معدتها التي تؤلمها

اتجه يجلس على عقبيه أمامها ويحتضن كفيها يطبع قبلة عليهما

ليلى حبيبي حاسة بأيه..وضعت رأسها بصدره

أنا كويسة عايزة أصلي بس

رفع كفيه واحتضن وجهها

حبيبي انت تعبانة مش ضروري..خرجت من أحضانه

مستحيل اسيب صلاتي مهما كانت ظروفي مسمحولي أصلي حتى لو انا نايمة يعني ربنا رخصلنا كل حاجة واحنا نستخسر فيه عشر دقايق

صمتت هنيهة ثم اقتربت تضم وجهه وتعمقت بنظراته

نفسي تصلي أوي حبيبي صدقني حياتك هتتحسن وتحس بالراحة غير الصلاة دي أهم ركن في الأسلام هو أنا بردو ال هقولك أمور دينك حبيبي

تصنم بجلوسه وأحس برعشة بكامل جسده حتى اغروقت عيناه وآهة خفيضة خرجت من شفتيه قائلا وهو يجذبها ويضع ذقنه على رأسها

أنا كنت بصلي والله لحد ماخلصت ثانوية عامة وبقيت في الجامعة كمان معرفش من وقت ماجه جدي وقعد معانا وكان كل كلامه تريقة عليا لما بيشوفني بصلي كرهني في نفسي لدرجة ماما كانت بتقولي متسمعش كلامه هو بس زعلان عشان نفسه يصلي ومش عارف

صمت يسحب نفسا ويزفره واسترسل

بقى ياخدني معاه الشغل عشان اتعلم ماهو أنا الحفيد الكبير وكان لازم اتعلم كل حاجة في الوقت ال يونس كان في أولى طب وكليته محتاجة مذاكرة وحضور كتير

هو يونس ادك في السن..تسائلت بها ليلى

هز رأسه بالنفي واستند على الجدار قائلا

أنا أكبر منه بسنتين واكبر من سليم بخمس سنين وسيلين بعشرة

وضعت رأسها على كتفه واستمعت بتركيز..ضيق عيناه ونظر إليها

احنا هنقعد هنا عشان تسمعي ولا ايه

قطبت مابين حاجبيها متسائلة

قصدك إيه!..نهض يحملها بين ذراعيه واتجه للبانيو

هكملك بعدين لازم دلوقتي تاخدي شاور دافي وتخلعي ام قميصي ال شكلك بتتوحمي عليه دا ..توقف وهو يحملها ينظر إليها رافع حاجبه متسائلا

مقولتيش ياليلي انت بتتوحمي على ايه كنت بسمع الستات بتتوحم على حاجات صعبة كدا

أطلقت ضحكة خاڤتة ترفع حاجبها عليه

همست بجوار أذنه

هتجبلي ال بتوحم عليه

ضيق عيناه متسائلا 

هو أنا هسترخص فيكي حاجة..رفعت عيناها اللامعة بسعادة مأخوذة بعشقه اللامتناهي ونبض قلبه الذي تشعر به تحت كفيها

عارفة إنك مش هتسترخص بس يمكن توقفت عن الحديث عندما أزال قميصه من فوق جسدها فأصبحت كما ولدت..جحظت عيناها تقفز للبانيو وهو يقهقه عليها مطبقة الجفنين وقلبها يتقافز داخل ضلوعها بقوة خجلة شعرت بكفيه وهو يدلك جسدها بهدوء متحدثا

ليلى افتحي عينك أنا جوزك على فكرة..ظلت كما هي فتحدثت بتقطع

مم..كن تسبني عايزة أخد شاور لوحدي..جذب رأسها وطبع قبلة أعلاها قائلا

هسيبك ياعمري بس مش علشان إنت عايزة..لا

دا علشان مشغول أوي.. قالها ونهض متحركا ولكنه توقف عندما استمع لقولها

راكان تعالى خد شاور علشان نصلي مع بعض أنا شايفة ان دا أهم حاجة أهم إنشغال

استدار بجسده كليا إليها وارتجف جسده عندما أعادت حديثها

نفسي

 

جوزي يصلي بيا جماعة عشان لما ولادنا يجوا ويشوفونا بنصلي مع بعض يتعلموا القيم والأخلاق ونكون قدوة ليهم لم تشعر بنفسها وهي تخرج متجه له تسحبه من كفيه

النهاردة هنبدأ حياتنا الجديدة مع بعض في كل حاجة اعتبر الليلة دي اول ليلة لينا مع بعض عايزاها تكون نقطة لمسح الماضي ونبدأ من اول السطر

لحظات وهو يتأمل عيناها الراجية وعبراتها المحتجزة تحت أهدابها فهمست من بين شفتيها

لو سمحت ولادنا ..عايزة نربي قبل مانعلم نربيهم على دينهم ومينفعش دا من غير لما تصلي..دنى يحتضن وجهها

ليلى إنت أجمل حاجة حصلتلي ربنا يخليكي ليا طول العمر

بعد قليل كانت تقف خلفه يؤم بها لأول مرة بصلاتهما حتى انتها من صلاة الفجر فجلس على سجادته بقلبا ينتفض حزنا لما فعله من آثام تذكر شريط شبابه من معاصيه شعر بتثاقل جفونه بسبب عبراته التي تكورت به

كانت تجلس خلفه مباشرة تسبح ربها مع بعض أدعيتها تركته يغسل همومه بسجدة ضاعت في غيبات عصيانه فلا توجد سعادة أيها الأنسان دون التقرب إلى الله الواحد القهار..شعرت بإهتزاز جسده فانحنى يسجد لله كي يزيل همه من آلام قلبه المثقلة التي أظلمت بذنوبه ظل لبعض الدقائق وهو يدعو رباه انسدلت عبراتها من جمال مارأته بزوجها الحنون..اعتدل جالسا يستند على الجدار يدعو ويستغفر ربه بقلبا منتفض حزينا بما فعله..أطبق على جفنيه فربتت على كفيه

مش هتقوم تروح شغلك نظر لوجهها الذي يشع نورا مااجملك زوجتي بنور وجهك الذي ظهر به نور الأيمان..فرد جسده متوسدا ساقيها ثم أطلق زفرة حارة وهو يهمس

لا مش هروح هعتذر إحنا هنسافر بعد العصر لسة بدري المهم عايز أنام دلوقتي عايز أنام كتيير أوي ياليلى ينفع

مسدت على خصلاته قائلة

قوم نام على السرير الجو برد علشان ضهرك مش يوجعك

اعتدل يطالعها وكفيه يلامس وجهها

وانت مش هتنامي شكلك مرهق..ابتسمت له وطبعت قبلة على كفيه الذي يلامسها به قائلة

هقول الأذكار وأقرأ وردي وبعدين هنام

رجع منفردا كما كان قائلا

هنام هنا لحد ماتخلصي معرفش انام بعيد عم حبيبي ظلت تمسد على خصلاتها فنزلت بجسدها تطبع قبلة على جبينه

لو هتفضل صاحي سبح ربنا على صوابعك ياحبيبي

أغمض عيناه وفعل مثلما تفعل ممسكا كفيها يسبح معها حتى غفى

 

367  368  369 

انت في الصفحة 368 من 439 صفحات