رواية بقلم اسراء عبداللطيف
مش كفاية إني مستحملاه و هو حارمني اني أكون أم !
_ متقوليش كده يا زينا حرام عليك ده ب أيد ربنا
_ ما هو لو بيحبني كان راح و أتعالج !
_ خلاص يا زينا أهدى طيب
قطع كلامهم طرقات علي الباب ثم فتح و دخل معتز للداخل
_ أنا أسف يا زينا يا حبيبتى أوعدك إننا هنسافر ياستى يلا بينا بقي علشان اتأخرنا
_ لا أنا مش همشي يا معتز
أغمض معتز عينيه و هو يحاول أن يكبح غضبه قائلا ب هدوء مزيف يشوبه الڠضب
_ طيب أنت عايزه أيه دلوقت يا زينا !
وقفت زينا و كفكفت عبراتها ب يديها قائله ب ڠضب
_ عايزاك تطلقني يا معتز
وقفت زينا و كفكفت عبراتها بيدها قائله ب ڠضب
_ طلقني يا معتز !
صدم معتز و نور مما قالته زينا
نظر هو إليها ب ڠضب قائلا و هو يحاول أن يصطنع البرود
_ أنا مش هحاسبك علي كلامك يا زينا لأن باين إن أعصابك تعبانه و من رأيي إنك تفضلي هنا كام يوم علشان أعصابك تهدي سلام
خرج معتز من الغرفه و أغلق الباب خلفه ب عڼف
ألتفتت نور إلي شقيقتها و تطلعت إليها ب شفقه قائله ب عدم رضا عن قرارها
_ ملكيش حق يا زينا معتز بيحبك و كلنا عارفين كده
ألقت زينا بجسدها علي الفراش و دفنت وجهها ب الوساده قائله ب بكاء مكتوم
_ و أنا مين يحس بيا يا نور معتز خلاص شالني من قموسه بصي لو سمحتي يا نور أنا عايزه أفضل لوحدي شويه
وقفت نور و نظرت إلي شقيقتها ب حزن شديد قائله قبل أن تتجه للخارج
_ طيب يا حبيبتي
ثم خرجت من الغرفه و أغلقت الباب خلفها تاركه شقيقتها تبكي حسرة !
توجهت إلي غرفتها و أغلقت الباب خلفها و ألقت بجسدها علي الفراش و ظلت تفكر و تبتسم محدثه نفسها
_ يا تري فينك يا مچنون دلوقت مش عارفه ليه حاسه إن وراك سر و سر كبير كمان ما أصلك ماقولتش على نفسك إنسان وحش كده من الفراغ لازم أعرف السر ده يا معقد ماشي يا أدهم أكيد هشوفك تاني !
فاقت نور من شرودها و أنتصبت جالسه علي الفراش و وضعت يدها على رأسها قائله و جحظت عيناها و هى تهتف ب صډمه
_ أنا مالي كده بتفكري فيه ليه يا غبيه لا لا لا يا نور فوقي لنفسك كده النظام ده ماينفعش أنا أتحسدت أيوه أتحسدت
ثم وضعت يديها على قدميها و تربعت على الفراش و ظلت تتلفت حولها و هي عاقده حاجبيها قائله
_ بس الصراحه الواد حلو و حاجه غريبه كده يووووه أنا ليه بيحصلي كده و عماله أفكر
ثم ضړبت على رأسها قائله
_ لا فوقي يا نور و صحصحي كده ماتنسيش هو كان ناوي على أذيه
ثم أمسكت خصلات شعرها المموج بعصبيه و نفخت في ضيق صاړخه
_ اووووف بس بقي
ظلت نور علي هذه الحاله الصراعيه الداخليه طوال الليل
الساعه الثالثه صباحا
أوقف جاسر السياره أمام فيلا الحاج علي
و من ثم نظر إلي أدهم الجالس ب جانبه قائلا ب جديه و هو يرتدي قفازين بيديه و يتناول بعض المعدات من المقعد الخلفي
_ أنزل يلا وصلنا خلينا نخلص المهمه دي بسرعه !
ظل أدهم يوزع نظراته على المكان حوله ب عدم تصديق ثم نظر إلي جاسر ب عدم فهم متسآلا
_ وصلنا فين أنت وقفت هنا ليه بالظبط !
نظر جاسر إلى أدهم في سخريه
_ سلامة الذاكره ياابن عمي ما هو ده العنوان اللي معاك في الورقه ده بيت المقاول
_ و المقاول ده أسمه أيه !
_ هتفرق معاك أوي اسمه علي عبد المجيد ياسيدي !
قالها جاسر و هو يضرب كفا بكف
صدم أدهم فور سماع الاسم قائلا في نفسه
_ مش ممكن أنا لا يمكن أعمل كده و آذي الراجل اللي ساعدني و قعدني في بيته لا يمكن !
أستيقظ أدهم من شروده على جملة جاسر
_هتفضل متنح كده كتير أنجز ورانا شغل !
كاد جاسر أن ينزل من السياره حتي أوقفته جملة أدهم
_ أنامش هعمل كده !
نزل جاسر من السياره سريعا و ألتف للجهه الآخري من السياره و فتح الباب ب عڼف و جذب أدهم خارجها ب قوه من ياقته و نهره
_ أنت عبيط و لا بتستعبط يا أدهم جاي تتوب هنا و في الوقت ده !
أزاح أدهم جاسر بعيدا عنه قائلا ب ڠضب
_ أنا قولت مش هعمل كده عبيط و لا مچنون بقي دي حاجه تخصني و أنا عمري ما هأذي الراجل اللي بسببه كان زماني مېت سلام يا ابن عمي !
لم ينتظر أدهم رد جاسر علي قراره و رحل
نظر جاسر إلي ناحية أدهم بعد أن رحل و بصق قائلا ب سخريه
_ في ستين داهيه واحد غبي و جبان !
أستطاع جاسر أن يتسلق سور الفيلا في خفه بعد أن تأكد من أرتدائه للقفزان و قناع علي وجهه
و وصل إلي المكتب و عثر علي مكان الخزانه ثم أخرج أداه صغيره و ظل يعبث بها في باب الخزنه حتي أستطاع أن يفتحها ب مهاره !
خرجت نور من غرفتها متوجهه إلي أسفل حيث المطبخ لتناول كوبا من الماء و عندما وصلت للأسفل و جدت الحاج علي
_ خير يا بابا يعني صاحي دلوقتي !
أبتسم الحاج علي وضحك ب هدوء ثم وضع يده علي كتفها قائلا
_ أنا صاحي يابنتي علشا صلاة الفجر أنت بقي أيه اللي مصحيكي دلوقت !
توترت نور و فركت كلتا يديها معا قائله
_ أبدا قلقت من التفكير و نزلت أشرب عن آذن حضرتك يا بابا و حرما مقدما
قالت نور جملتها الأخيره ب أبتسامه و هي متوجهه ناحية المطبخ
أتخذ الحاج علي القبله و فرش سجادة الصلاه و شرع في أقامة صلاته
ظل جاسر يعبث ب محتويات الخزنة حتي وصل إلي مبتغاه
ثم جذب ذلك الملف خارج الخزانه و لكنه لم ينتبه إلي تلك الورقه التي سقطت أرضا
و ما كاد أن يخرج من غرفة المكتب حتي سمع صوتا ب الصاله ف تراجع في حذر و نظر من خلف الباب ب خفيه حتي وقع بصره علي ذلك العجوز واقفا يؤدي فريضة الصلاه موليا أياه ظهره
ما كان عليه إلا تقدم في خطوات بطيئه و حذره ممسكا بيده عصا خشبيه ثقيله حتي أقترب من الحاج علي ف رفع عصاه لأعلي و بكل قوه أنزلها على رأس ذلك العجوز