رواية بقلم اسراء عبداللطيف
و عندما رأي كلا من نور و عمر بالمحل أختفت تلك الأبتسامه التي كانت علي وجهه و وقف مذهولا
لمح عمر أدهم يقف عند الباب فعقد حاجبيه و أبعد نور و هو يقول
_أدهم !
ب مجرد أن سمعت نور اسم أدهم حتي سقط القطن من يديها و ألتفت مذهوله قائله ب نبره متقطعه
_أأده أدهم !
أقترب أدهم منهم و هو يحاول أن يخفي غضبه قائلا بهدوء تام رغم البركان الذي يشتعل بداخله
_ أزيك يا عمر أنت بتعمل أيه هنا و أيه اللي عمل في وشك كده !
وقف عمر و وزع نظراته بين كلا من أدهم و نور متسائلا
_ أنتوا تعرفوا بعض !
شعرت نور ب توتر شديد و نظرت إلي أدهم و كأنها تطلب منه أن يجيب هو
حك أدهم ذقنه بهدوء ثم وضع يداه في جيبي بنطاله قائلا
_ اه نور تبقي بنت الراجل اللي أنا بشتغل معاه
ثم أقترب من عمر متابعا
_ أنت بقي يا عمر بتعمل أيه هنا !
_نور تبقي طالبه عندي في الكليه و كنت معدي قريب من هنا ف قولت أشوفها
هز أدهم رأسه ب عدم أقتناع متابعا حديثه ب
_ و أيه بقي اللي عمل في وشك كده !
في هذه اللحظه دخلت نور قائله ب ڠضب
قريبك يا أستاذ أدهم هو اللي أتهجم عليا في المحل و المهندس عمر هو اللي دافع عني ف قريبك ضربه كده
صدم أهم من حديث نور متسائلا
_قصدك مين قريبي مين !
وضعت نور كلتا يديها في منتصف خصرها متابعه ب ڠضب
_ اللي كان معاك في المستشفي و كان شكلكوا بتتخانقوا سوا !
_ قصدك جاسر !
_ اه هو سي زفت
ڠضب أدهم ب شده و فرك وجهه ب كلتا يديه قائلا ب توعد
_ماشي يا جاسر حسابك معايا أنا
وضع عمر كفه علي كتف أدهم قائلا ب هدوء
_ متوقعش نفسك معاه يا أدهم ده شكله مش ساهل و تعالي معايا عايزك في موضوع !
نظر أدهم إلي عمر ب عيون مشتعله ڠضب قائلا
_ روح أنت يا عمر أنا لازم أشوف الحاج علي و أبقي أعدي عليك ب الليل !
حرك عمر رأسه ب الموافقه و خرج من المحل
بعد أن رحل عمر ألتف أدهم ناحية نور و أمسك ذراعها ب هدوء متسائلا
_ نور أنت كويسه
شعرت نور و كأن قشعريره تسري ب كامل جسدها و توترت بدرجه كبيره بمجرد أن أمسك أدهم ذراعها و سارت مبتعده عنه و هي تفرك كلتا يدريها معا قائله ب نبره متوتره
_ أنا أنا كوي كويسه اه كويسه
تعجب أدهم من أرتباك نور و توجه ناحيتها متابعا
_ لمسك جاسر أو قربلك !
حاولت نور رسم البسمه علي وجهها قائله
_ لأ معملش حاجه !
أبتسم أدهم ب عذوب و أقترب من نور و رفع كفيه ليحتضن وجه نور بيديه قائلا ب عاطفه حاده
_ أنا لا يمكن أسمح لأي حد إنه يفكر يبصلك بس
أرتعش جسد نور ب الكامل و أغمضت عينيها ب قوه محاوله أن تسيطر علي عاطفتها حتي لا تنجرف في هذا الكم من المشاعر
ظل أدهم متأملا نور عن كثب و ل ملامح وجهها البريئه و مسح بأبهامه علي وجنتها قائلا ب أبتسامه عذبه تزين ثغره
_ نور أنا أنا بح
_ لأ لأ يا أدهم ما تتكلمش
كانت هذه جملة نور قالتها ب قوه و هي تبتعد عن أدهم ب سرعه مقاطعه حديثه
عقد أدهم حاجبيه و ثبت أنظاره علي نور التي تحركت مبتعده عنه قائلا ب عدم فهم
_ لأ !
لأ أيه يا نور
جاهدت نور ألا تسقط عبراتها أمام أدهم فأولته ظهرها قائله و هي تحاول أن تدعي الثبات
_ ماينفعش يا أدهم ماينفعش اللي أنت هتقوله ده
أقترب أدهم من نور و وضع كفه علي كتفها متسائلا
_ ليه يا نور ليه بتبعدي أنا ممكن أعمل أي حاجه علشانك !
حاولت نور الأبتعاد قدر المستطاع و لكن خانتها عبراتها و هي تهتف ب
_ لأ يا أدهم أنا و أن أنت ماينفعش ماينفعش أفهم بقي !
_ في حد تاني في حياتك صح !
نظرت نور إلي أدهم ب ڠضب هاتفه ب
_ هو يعني لو ماكنتش أنت يبقي لازم في حد تاني !
لا أنت و لا غيرك يا أدهم أنا مش بفكر في حد
هز أدهم رأسه بالموافقه و كاد أن يخرج و يرحل و يتركها حتي أعلن هاتفه عن أتصال ف وقف و أخرج هاتفه ل يجد أن المتصل هي زينا ف نظر إلي نور قائلا
_ دي زينا بتتصل !
أغمضت نور عيناها قائله پألم ېمزق قلبها
_ و أنا مالى ما ترد !
تعجب أدهم كثيرا من طريقة نور هذه و لكنه لم يعلق و ضغط علي زر الأيجاب و بمجرد أن وضع الهاتف علي أذنه حتي جاءه صوت زينا الباكي ب صړاخ
_ألحقني يا أدهم بابا في المستشفي بېموت
تكرر صدي أخر كلمه في أذني أدهم مرات و مرات و سقط الهاتف من يده و هو ينظر إلي نور بذهول
تعجبت نور كثيرا من الحاله التي أصابت أدهم ف أقتربت منه متسائله ب عدم فهم
_ في أيه يا أدهم زينا مالها قالتلك أيه
كادت العبرات أن تذرف من عيني أدهم و لكنه تماسك و قبض بقوه علي معصم نور قائلا و هو يهم ب الرحيل
_ لازم نروح حالا المستشفي !
أنصاعت نور لأوامر أدهم و أستقلا الأثنين سيارة أجره و أنطلقت بهم إلي المشفي
وصل كلا من أدهم و نور إلي المشفي و دخلا ركضا ناحية الأستقبال و من ثم إلي الغرفه المتواجد بها الحاج علي و لكن
عندما وصلا الأثنين و قفا في ذهول تام عندما رأوا زينا ټنهار بكاء
لم تنتظر نور أي خبر من أحد و هرولت إلي غرفة أباها لتجده ساكن تماما علي الفراش و يوضع عليه غطاء يخفيه تماما فأقتربت ب سرعه منه و أزاحت الغضاء من عليه و أحتضنته صائحه ب بكاء شديد
_ ماتسبنيش يا بابا أنا محتجالك أوي ليه كدبت عليا و قولتلي إنك مش هتتخلي عني أبدا و أنت أهو سبتني ليه
كان أدهم يقف عند الباب يراها و هي ټنهار أمامه و لكنه لم يستطع حبس عبراته فأطلق سراحها و أقترب من نور و حاول أن يجذبها من ذراعها قائلا ب رجاء
_ لو سمحتي يا نور تعالي معايا ماينفعش كده أنت كده ب تعذبيه
ظلت نور تلوي ذراعها ل يفلتها أدهم و تابعت ب بكاء و قد كانت عبراتها بللت وجهها
_قوم يا