الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ميتم بها بقلم فاطيما

انت في الصفحة 18 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


ووجدت فيه ملاذا خاصا ينسيها آلامها المريرة وكما أن صحبة منة الله ومعاملة جاسر الحنونة معها جعلت قدمها تتسابق كل صباح الى العمل 
اما اليوم فهو يوم الجمعة وقد قامت منة الله بعزيمتهم في مقهى الأدباء كي تشعر مها بمدى جمال الجلوس فيها والراحة النفسية التى ستجتاحها في الوجود هناك فهي قد حكت لها كثيرا عنها فاستئذنت من والدتها لمقابلة منة ولم تقل لها أن جاسر سوف يكون معهم فقد شعرت بالخجل من أن تعلمها تلك النقطة 

ودعت أختيها ببسمتها وحملت مفاتيح سيارتها وغادرت المنزل بطلتها المحتشمة الراقية اللائقة بها فقد كانت ترتدي فستانا باللون الأبيض الممتلئ بخطوط الطول من اللون الأزرق دون أن يتوسطه حزام فقد اختارته كي تظهر بمظهر كلاسيكي يليق بالقهوة ويعتلى رأسها حجابا باللون الأزرق بنفس لون خطوط الطول التى تملأ الفستان وعينيها يزينها الكحل الأسود وباقي وجهها لم تزينه بشئ قط فهي تحبذ المحافظة على بشرتها من مستحضرات التجميل ثم استقلت سيارتها وذهبت إلى المقهى فهي قد أخذت عنوانها من منة 
وعلى الصعيد الآخر كان جاسر مرتديا تيشيرت باللون الأبيض المحبب إلى قلبه وبنطالا باللون الكحلي ناثرا عطره بسخاء وذهب هو الآخر إلى تلك الجلسة المحببة إلى قلبه 
وصلا كلتاهما في نفس الوقت أمام المقهى مما جعله ابتسم تلقائيا فور رؤيتها فخطى إليها مرددا بصوت مرحبا بها 
ياهلا بالزين 
راق لها تحيته وذوقه في التعامل معها ثم أجابته ببسمة جعلته ذاب تأثرا بها 
ياهلا والله متشكرة جدا لذوقك يامتر 
اشار اليها ان تدلف الى المقهى قائلا بترحيب مرة أخرى بنبرة تصاحبها الدعابة 
ده العادي بتاعي يا بنتي بحب اعمل للناس الشيك البرستيج بتاعها اللي يليق بيها وانت طبعا برستيجك عالي قوي علشان اكده لازم يتقدر وبالقوي كمان 
ضحكت بصوت خاڤت على طريقته ثم هتفت بنبرة معترضة قليلا ويصحبها الدعابة المماثلة 
مش للدرجة دي يا متر احنا غلابة والله مش زي ما انت فاكر 
حرك راسه للأمام متحدثا باستنكار
انت بتخزي العين عنك بقى ما تخافيش يا ام الزين ما هحسدتكيش واصل اني عيني لازم تشوفي الحلوين حلوين ولازم تقول للحلو في وشه يا حلو 
شعرت بالخجل من طريقته المخبأة بإعجابه لها فهي ليست امرأة صغيرة مراهقة وتفهم نظرات الرجال وكلامهم لها ببساطة ثم عقبت على كلامه 
متهيأ لك في حلوين كتير في الدنيا وحواليك ما تخليش نظرتك ضيقة ودور واتعب علشان تلاقي اللي يستحق نظرتك 
أشار إليها ناحية المكان الذي سيجلسون فيه ثم سحب الكرسي لها بذوق عال راق لها فهي تشعر أنه يتعامل معها كأنها كقطعة البسكويت الرقيق وتشعر انه يراها أيضا رقيقة هشة ولم يعرف ما ذا فعلت بحياتها جعلها تتهرب من ماضيها پخوف ولم تريد تذكره ثم رد على كلامها بنبرة تأثرت بالحزن وكانت منة الله لم تأتي بعد فهو حبذ تأخيرها كثيرا كي يجد مساحة من الوقت بعيدا عن العمل كي يتحدث معها 
مانا تعبت قبل اكده فقررت اسيب نفسي لربي يسيرني بمشيئته كيف ما يريد 
ثم أبدل نبرته الحزينة حينما تذكر ما مضى إلى أخرى مرحة فهو لايريد أن يجعل وقتهم هنا يسحبه الحزن 
بس مقلتليش ايه رأيك في المكان اهنه محستيش بالراحة النفسية أول مادخلتي 
نظرت إلى المكان بعيناي منبهرة فقد أشغلها معه بحديثه وخطڤها للانجذاب معه ولم تعبر عن مدى جمال ذاك المكان وهدوئه ورقيه 
له بجد جميييل قوووي حاسة فيه براحة وروح حلوة حاجة مختلفة مشفتهاش قبل اكده 
ثم تبدلت نبرتها المنبهرة إلى أخرى شاردة فيما مضى 
أو كنت هشوفها إزاي ومع مين 
وجد حاله يسألها وهو يريد الخوض في عالمها أكثر 
حاسس انك فيك حزن كبير طافي ملامحك ومخليكي شايفة الدنيا ضيقة ومقفلاها على روحك قووي 
تنهدت بأنفاس متسارعة إثر كلماته فما حدث لها ليس بالهين وما عاشته دمر حياتها الماضية وعواقبه ستؤثر على حياتها القادمة ولن يشفى قلبها بعد ثم نطقت بشرود 
الناس بيحكموا على بعضهم بالمظاهر يعني يشوفوني مثلا بلبس وبهتم بنفسي وعندي عربية وبخرج كل يوم بطقم شكل ويفكروا اني نسيت اللي راحوا طالما بخرج وبلبس ميعرفوش إن الدموع ساكنة العيون مهتمشيش ولا هتفارق 
ميعرفوش إن ورا اللبس فيه قلب عمره ماهيخف ولا هيشفى من ندوب علمت فيه وخليته مقفول من التعامل مع أي حد 
المظاهر خداعة قووي يامتر عاملة زي ترعة مغميها الريم من كل مكان واللي يشوفه يفتكره ارض خضرا ومنظرها جميل وممكن رجله تسوقوا يروح يقعد فيها علشان يتنعم بجمال خضارها وهوب يلاقي نفسه وقع وغرق 
كان متمعنا في كلامها بشدة وشعر بمدى حزنها الشديد وأنها تحمل هموم الجبال فوق رأسها يكاد يخسف بها ثم هدأها بكلامه الذي أحبته 
إلى أن استمع كلتاهما إلى الأغنية التي استغلت في المقهى تليق بحالتهم وكأن صاحب المقهى ساحرا ليس إلا مما جعلهم يستمعون إليها بإنصات محبب إلى قلبهم والبسمة مرتسمة على وجههم فحقا من يراهم يظن انهم عاشقان فكانت تلك الغنوة
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم العطار إعملي من عندك
تحبيشة
أحلي بيها مرار العيشة
بص وسأل فين يوجعك
فرح وزعل مين يسمعك
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
يا لالالي يا لالي يا ليل
آه يا لالالالي يا لالي يا ليل
شيخ العرب أديني مدة دايخ مدوخ
هات الخلاصة أنا وضعي بوخ
قال لي دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر باتع
قال لي
دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر
باتع
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
يا طول غلبي يا طول توهتي
يا آهة جديدة على آهتي
دواك لاذذ ونفسي أذوق
لكن عازز ومش في السوق
انتهي البارت
بغرامها متيم
الجزء الثاني
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
مستنية رأيكم وتوقعاتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الخامس 
بغرامها متيم
الجزء الثاني
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
تمضي بنا الأيام ونحن حائرون نقف على مفترق الطرق لانعرف هل نعود أم نتقدم 
أراوحنا أرهقت مشاعرنا ذبلت فقدنا طاقة الشغف في الحياة ليس أمامنا غير كلمة
يارب في كل وقت كي ينعم علينا براحة البال فكلنا متعبون كلنا شاردون كلنا نمتلئ من الهموم ما يكفي ويفيض كلنا نبحث عن السعادة فهل منكم من حصل على السعادة مطلقا دوم أي شوائب وقتا فائضا يتذكره طيلة عمره
كلمات بلسان أبطالناأجمع
بقلمي فاطيما يوسف
عادت سكون الى شقتها منذ البارحة ولكن تشعر بالحزن الشديد لطالما فشلت محاولتها في وجود جنينها داخلها وعرضت حياتها للخطړ دلف إليها عمران وبيده كوبان من الأعشاب الطبيعية التى أوصت الطبيبة أن تحتسيهم ثم وضعهم على المنضدة الموجودة في الشرفة بعد أن انتهيا من صلاة الفجر فقد أمها عمران في الصلاة وهي من طلبت منه ذلك أن يشاركها اليوم صلاة الفجر 
ناولها الكوب بابتسامة تنم عن مدى راحته في وجودها الآن بجانبه فقد كان يشعر بالوحدة في ابتعادها بشدة 
تعرفي مكنتش عارف آكل ولا اشرب ولا أعيش من غيرك ياحبيبي طول الأسبوع دي وجودك في المكان مهم قوووي 
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الترجي 
أرجوكي تهدي شوية معايزينش عيال إلا لما تتحسني
ومتتهوريش تاني 
التمعت عينيها بغشاوة الدموع وهي تحتضن الكوب الساخن بين يديها الصغيرتين وهي تردد بطاعة مجبرة عليها 
حاضر ياعمران 
شعر بالاخت ناق من رؤيته للمعة الدموع في عينيها وملامحها المنطفئة وشغفها الذي قل ثم تحرك بالكرسي وجلس بجانبها واحتضن كفها بين وجنتيه وهو يمسح بسبابته دمعة شاردة من عينيها لينطق بعتاب 
طب ليه الدموع ليه الحزن ليه البكا 
والله والله قلبي ما مامتحمل كل الۏجع الساكن ضلوعك دي ياسكون فين بسمتك فين ايمانك الكبير اللي اتعلمته علي يدك 
ضحكة خاڤتة أطلقتها أخيرا من دعابته ثم عقب عليها وهو يجذبها من رأسها مقبلا إياها
أيوة اكده اضحكي ياشيخة خلى الدنيا تنور 
ثم سألها كي يطمئن عليها 
طمنيني عليك عاملة كيف دلوك لسه چرحك هيوجعك 
بللت شفتاها الجافة بلسانها ثم طمأنته 
الحمد لله اتحسنت كتير والعلاج اللي باخده فيه مسكنات وبقيت كويسة 
ربت على ظهرها بحنو ثم هتف بحمد 
الحمد لله طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده 
تنهدت بعمق وهي تشعر بفقدانها للشغف في الحياة ثم تحدثت بنبرة بائسة أوجعت عمران 
هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين 
ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة 
طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !
زفرت أنفاسها بثقل ورددت پألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة 
معلش ياعمران ممكن رحمة تروح معاك علشان أنا مودي مش مظبوط ومش عايزة أشيلك همي وحزني كفاية مشاكل شغلك اللي مهتنتهيش 
رفع حاجبه مستنكرا ما قالت 
وه ! كيف يعني مشيلش همك وكيف يعني مشاركيش حزنك 
انت هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل 
وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت 
بعد قليل انتهى من ارتداء ملابسه وارتدي زوجا من الأحذية الرياضية البيضاء فذاك اللون أغلب ألوان الأحذية المفضلة لديه ثم خطى تجاه سكون وجدها نائمة فأزاح خصلاتها الشاردة من على وجهها وأزعجه كثيرا رؤية ملامحها الباكية مما جعله نفخ بضيق شعرت به من أنفاسه الساخنة التى لفحت وجهها ولكنها مازالت مغمضة العينين فډفن كف يده بين خصلات شعرها هامسا بجانب أذنها بنبرة متعبة 
والله حرام عليكي اللي هتعمليه فينا دي اني عارف انك سمعاني ياسكون متحاوليش تدخلي روحك في حالة اكتئاب وتوبقى من القانطين لإرادة ربنا ارضي ياحبيبي علشان ربنا يرضى عنينا 
ما زالت مغمضة العينين كما هي وهي تعطيه ظهرها ولكن خانتها عينيها بدموعها التى هبطت على وجنتيها حتى استقرت على كف عمران مما أرعبه عليها ولكن مابيده شئ يقدمه لها الآن وما فعل سوى أنه جذبها إلى أحضانه الحانية وخبئها بين ضلوعه وما كان منها إلا أنها تمسكت بأحضانه بشدة وقد زادها هم الحكم عليهم بالفراق فهي أصبحت متيقنة الآن أن زينب لم تتحمل الصبر ولن تصمت تود أن تظل داخل أحضانه تود أن يأخذها ويعيشا في مكان بعيد
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 61 صفحات