السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سارة مجدي

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


وهي تعيد الجاكيت إلى مكانه وبدأت في ترتيب الغرفة بالفعل
وقفت عند باب المطبخ تنظر إليه وهو يرتدي الجاكت يستمع إلى صوت أبن عمه الذي يخرج من مكبر الصوت الخاص بهاتف نرمين يخبره أنه خلال دقائق سيكون في الطريق إلى الشركة ليتحدث معه في بعض الأمور ثم أغلق الهاتف ورفع عينيه ينظر إليها بأبتسامة رقيقه لم تستطع أن تبادله إياها حتى ولو بالكذب فهي كانت منشغله في تأمل ملامحه وحفظها في عقلها وقلبها ونقشها فوق عيونها فهذه المره الأخيرة التي ستراه فيها لقد أنتهت مهمتها وقامت بما عليها فعله ومؤكد حين يكتشف الأمر لن يريد رؤية وجهها من جديد كان من داخله يفكر أنها قلقه من أجله عليه أن يطمئنها لكن أخته التي تقف بجانبه تكتف ذراعيها أسفل صدرها بضيق ليشير لأخته حتى تتحرك معه في إتجاه الباب وقبل أن يغلق الباب رفع هاتفه وحركه بحركه خفيفه وهو يهمس دون صوت هكلمك

وأغلق الباب لتزفر في محاوله
لتهدء من ضربات قلبها التي تكاد تصم إذنها من قوتها وتؤلم صدرها بسبب سرعتها أنتفضت حين سمعت صوت رنين هاتفها لتنظر إلى الأسم لتنفخ الهواء حتى تهدء وحين أستقبلت المكالمه وصلها صوته يقول متقلقيش عليا أنا متعود على مشاكل العيله وهقدر أحلها وهرجع لك علشان نكمل كلام إمبارح بحبك يا ونس بحبك يا ونسي في الحياة
وأغلق الهاتف لتنحدر تلك الدمعه من عينيها وهي تأخذ حقيبتها وتغادر للمره الأخيره فهي لن تعود من جديد 
وأسفل البنايه كانت تنظر إليها پألم وحسره لكنها فتحت هاتفها وفتحت تطبيق الرسائل وأرسلت رساله لرقم غير مسجل من كلمه واحده تمت وأغلقت الهاتف وبخطوات واسعه تحركت في إتجاه شارع جانبي حتى وقفت أمام سيارة فارهه فتحتها وجلست في مقعد السائق وبكل ما تحمل بداخلها من تناقضات من خوف وحزن وسعاده وأنتصار وخساره فادحه ضغطت على البنزين لتنتطلق بسرعه كبيرة جعلت كل من بالشارع ينظر إليها بأندهاش
تجلس في سيارتها منذ الصباح الباكر فلم تغلق عينيها سوا ساعه واحده من كثرة الخۏف والقلق تتوقع أن يدخل طارق إلى غرفتها في أي لحظه حتى ينتقم منها بعد أن ډمرت له مخططه الأخير
ظلت في السيارة حتى أصبحت الساعه الثامنه عليها الأن أن تتحرك وتذهب إلى عملها فاليوم هو الأول لها وفي جميع الأحوال إذا لم يجد لها فيصل مكان مناسب للسكن فيه خاصه وأن الوقت ضيق جدا فهي حدثته بالأمس فقط وكان الوقت قد تأخر كثيرا فهي سوف تذهب إلى إحدى الفنادق المعروفه وتحجز غرفه هناك حتى تجد ما تريد وما يناسبها شغلت محرك السيارة وتوجهت إلى مقر عملها أوقفت السيارة في المرأب الخاص بالمبنى وترجلت من السيارة بعد أن أخذت حقيبة يدها من على الكرسي المجاور وأغلقت السيارة وبرشاقه ورزانه سارت بخطوات واثقه هي جزء لا يتجزء من شخصيتها نحو المصعد وحين وصلت إلى الدور المطلوب سارت في إتجاه الباب بهدوء وبداخلها بدء يرتجف فرهبه أول يوم
عمل مع تركها لبيت العائله لهو أمر صعب ويجعلها تشعر من داخلها ببعض الخۏف والتوتر الذي بدء يسيطر عليها خاصه وهي ترى أمامها المكتب الذي كان بالأمس خاليا تماما الأن به موظفة أستقبال لبقه وهناك أيضا حارس أمن يجلس عند الباب من
الخارج وهناك عامل بوفيه يسير في رواق المكتب يحمل أكواب القهوة 
وأصوات باقي الموظفين تأتي إليها واضحه تحركت بثقه نحو مكتب الإستقبال وقالت بهدوء أنا المترجمه كاميليا حداد
لتبتسم غادة وهي تقول لها بأدب أهلا بحضرتك أستاذه كاميليا أنا غادة موظفة الإستقبال
لتبتسم لها كاميليا براحه وهي تقول برقه أهلا بيكي يا غادة ممكن بقا تقوليلي مكتبي فين
تحركت غادة من خلف المكتب وهي تقول أه طبعا أتفضلي بس الباشمهندس فيصل طلب مني أخليكي تدخلي له أول ما توصلي
لتنظر إليها بأبتسامة مهزوزه لتشير الفتاة إلى مكتب بابه مفتوح يقع أمام مكتب المدير مباشرة وقالت ده مكتب حضرتك بس الأول أدخلي للباشمهندس
أومأت بنعم وهي تتحرك عكس أتجاه مكتبها وقفت أمام مكتب المدير وطرقته بهدوء ليسمح لها بالدخول كانت تشعر بالإحراج فما قامت به بالأمس أكثر تصرف مچنون قد تقوم به فتاة مثلها وكانت تتوقع أن ترى في عينيه نظرة أستخفاف بها أو أن يتخيل أنها فتاة لعوب لكنه نظر إليها نظرة عاديه كتلك التي كانت في عيونه بالأمس وقال أهلا أستاذة كاميليا أتفضلي
أقتربت من المكتب ليشير لها أن تجلس ليقول هو بعمليه النهاردة صحيح أول يوم شغل لكن أنا من قبل ما أفتح الشركة وأنا براسل شركات كتير علشا أول ما أفتح الشركة يكون فيها شغل والإيميلات دي
مد يده لها بملف متوسط الحجم وأكمل ودي ردودهم عليا عايزك تترجميهم وتطبعي الترجمه وتجبيهم ليا في أسرع وقت
أومأت بنعم وأبتسامة سعادة ترتسم على ملامحها ها هي تعمل ها هي ستقوم بشيء مفيد في حياتها ها هي أمرأة عامله وليست مجرد أمرأة جميلة عليها أن تجد عريس مناسب وفقط
وقفت حتى تذهب إلى مكتبها ليقول هو بهدوء أنا كلمت كذا شخص علشان موضوع الشقه وخلال ساعات ان شاء الله هيجيلي منهم رد أطمني
قال الأخيرة بصوت جعلت القشعريرة تسير في كامل
جسدها لماذا حين نطقها شعرت بالأمان ونسيت تماما أفكارها عن كونه يراها الأن بشكل خاطئ عادت لتومئ بنعم وهمست ببعض كلمات الشكر غير الواضحه وغادرت ومنذ دخولها إلى مكتبها طلبت كوب قهوة فرنساوي وبدأت في العمل الذي جعلها تنسى كل شيء من هي وإين هي ومن أي عائلة
في قاعه الإجتماعات الكبيرة بمؤسسة الصواف يجلس أديم على رأس الطاولة صامت تماما يراجع بعض الأوراق الذي طلبها من قسم المحاسبه وكذلك أمامه أوراق أخرى من قسم الهندسة والمشتريات وكل المشاريع الجديدة التي على وشك دخول الشركة فيها كذلك أوراق نسب الأسهم لكل شريك في المؤسسة تجلس نرمين على إحدى كراسي الطاولة عقلها سارح في كل ما حدث تلك الأيام وذكريات ذلك اليوم القديم تعود إليها من وقت لأخر بصور مشوشه وغير واضحه لكن نفس الإحساس ونفس الشعور يعود إليها ذلك الصوت المقزز الذي يتردد داخل أذنها يخبرها بأنها أصبحت ملكه وأنها أبدا لن تستطيع الإبتعاد عنه خطوات رجاليه ثابته وكعب نسائي جعلها تنتبه من أفكارها وهي تنظر إلى الخلف لترى سالي تسير جوار حاتم متأبطه ذراعه والسعادة والراحه ترتسم على ملامحها رغم القلق الواضح في عيونها إلا أن لغة جسدها تخبر كل من يراها أنها سعيدة جوار ذلك الرجل الذي يسير بجانبها برزانه وهدوء يضع كفه الأخرى فوق كفها التي تحتضن ذراعه وبين ثانيه وأخرى يربت عليها برقه
رفع أديم رأسه عن الأوراق ينظر إلى صديقه وأخته وقال عصافير الحب الحمدلله ظهروا حمدالله على السلامة يارب تكونوا قضيتوا شهر عسل سعيد
ليلوي حاتم فمه بضيق مصطنع وهو يقول أهو القر ده إللي جايبنا لورا واتسبب في قطع رحلتنا ورجوعنا للقرف
كانت سالي تشعر بالخجل حقا من أخيها غير صډمتها بمرحه وأسلوبه البسيط في التعامل مع حاتم كان ينظر إليها بأبتسامة حزينه حين قال عاملة أيه يا سالي نسيتي أخوكي
علشان الواد ده
لم تشعر بنفسها وهي تترك ذراع حاتم وتقدمت من أخيها حتى وقفت أمامه ليترك كرسيه ويقف هو الآخر ليشعر بالصدمه حين حاوطته بذراعيها وهي تقول وحشتني أوي يا أبيه وحشتني وأنا آسفه حقك عليا
كان ينظر لحاتم پصدمه وعينيه تسأله ماذا حدث ليبتسم حاتم إبتسامة صغيره وهو يقول بصوت عالي قليلا الله الله أنت بتحضني راجل غيري يا هانم والله عال يا عبدالعال
لتضحك نرمين بصوت عالي ليضرب حاتم مؤخرة رأسها وهو يقول أسكتي أنتي أنا مصډوم وأنتي بتضحكي
لتعود للضحك من جديد ولكن بعيونها كانت هناك نظرة غيره فهمها أديم ليفتح لها ذراعه لتركض إليه تشارك سالي وتسكن ذراعي شقيقها المميزة فالأخ هو الأمان والداعم هو الحائط الصد الذي لا بديل عنه مهما كان لك أصدقاء أو أحباب حتى إذا وجدت الحب الحقيقي يبقى إلا هو له مكانه خاصه وهيبه لا يفهمها إلا من رزقه الله بأخ حقيقي بكل ما للكلمة من معنى
قطع تلك اللحظة وفهم أديم لأعتذار أخته الغير المفهوم دخول طارق الصامت الذي لم يلقي
حتى السلام على أحد وجلس في مكانه وهو ينظر إلى
نرمين بنظره لم يفهمها أحد لكنها شعرت بالتقزز بسببها فخبأت وجهها فربت أديم على ظهرها ليشعرها بالأمان أجلس سالي في الكرسي المجاور لنرمين وجلس حاتم جواره وجوار زوجته وظل الصمت سيد الموقف حتى قال حاتم موجها حديثه لطارق مفيش سلامو عليكو ولا العواف حتى أيه يا طارق مش داخل على ناس ولا شايفنا كراسي قدامك
لو طارق فمه إلى الجانب قليلا وقال من بين أسنانه لا شايفكم بس مش عايز أسلم أنا حر
ليضع أديم يده على ذراع حاتم يمنعه من أن يدخل في جدال لا طائل منه ثوان قليله ودخل المحامون ثم شاهيناز هانم التي لم يختلف دخولها عن دخول طارق لم تنظر لأحد وجلست في مكانها دون أن تنطق بكلمه كان أديم يشعر پألم قوي في قلبه لما والدته تكره بهذا الشكل سؤال ظل عالقا في عقله ويتردد صداه في قلبه پألم لا ينتهي لكنه لم يظهر شيء من كل ذلك وظل صامت لثوان أخرى يحاول أن يتجاهل كل ما بداخله من حزن وألم وحيره ثم أخذ نفس عميق وطرق
على الطاوله بظهر قلمه وقال أجتماع الجمعيه العموميه النهارده أستثنائي بناء على إللي حصل أمبارح وعلشان كل حاجة تبقى على نور قدام كل واحد فيكم ملف فيه نسبة الأسهم لكل واحد فينا وطبعا ده بيبين كل واحد حقه قد أيه في نسبة الأرباح إللي بتوصله كل سنه وكمان بيوضح مين إللي له حق إدارة المجموعة
قال طارق مقاطعا سيل كلمات أديم كاميليا مش موجودة و
لم يكمل كلماته حين سمعا طرق على الباب لحقه دخول كاميليا وهي تقول بأعتذار أسفه أني أتأخرت بس أنتوا عارفين أول يوم شغل بقى
وجلست جوار نرمين التي همست لها بأندهاش أنت بتشتغلي يا كاميليا
أومأت
بنعم وهي تهمس هبقى أحكيلك
ليقطع أديم حديثهم وهو يقول مفيش مشكلة أنت جيتي في الوقت المناسب ومبروك على
الشغل بس أعملي حسابك بعد الإجتماع ده أنا عايز أتكلم معاكي كلمتين
أومأت بنعم ليعود أديم لما كان يقوله قبل ۏفاة بابا كان كاتب ليا بعض أسهم خارج ورثي منه ونسبتي هي الأكبر من بين الجميع
صمت لثواني لتقول نرمين بهدوء وأنا موكله أديم بالتصرف في كل الأسهم الخاصه بيا ومش
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات