رواية غير قابل للحب بقلم منال سالم
الآن
ضممت ذراعي إلى صدري وقلت وأنا أنظر إليها
لا أريد النجاة قد يكون في المۏت راحتي الأبدية.
رأيت سيلفيا واستطردت بتهكم مهين كعادتها
من المؤسف أن يرسلك فيجو للتخلص مني يبدو أنه لا يطيق البقاء بقربك.
من المفترض أن أبكي ومع ذلك وجدتني وللغرابة على وشك الضحك أدمعت عيناي قليلا ورددت بإيجاز
بالكاد كتمت ضحكة هازئة تريد الإفلات من جوفي وأنا أخاطبها
أتعلمين بمۏتي سينال فرصة جديدة للزواج بأخرى...
لفظت سيلفيا سحابة كثيفة من دخان سيجارتها ناحيتي سعلت سعالا متقطعا من الهواء الملوث الذي اقتحم رئتي لاحظت كيف احتقنت بشرتها بحمرة غاضبة ومع ذلك أكملت مشيرة بيدي كأني استفزها قبل أن أنفجر ضاحكة بهيسترية
تطلعت إلي بنظرات متسائلة وعلقت في تحير واضح
غريب لماذا لا يسري مفعول السم في دمائك
من بين ضحكاتي المتتالية أجبتها ساخرة
هل لأنه أدرك أني فاشلة
صاحت بي في انفعال
وضعت يدي على صدري الناهج من كثرة الضحك فرت الدموع من عيني تأثرا لهذه الحالة العجيبة التي أخوضها الآن جاهدت قدر استطاعتي لأتماسك وقلت بصعوبة
لا أعلم ما الذي أصابني لكني أريد الضحك بكثرة.
اڼفجرت مرة ثانية ضاحكة پجنون ومرح فراحت سيلفيا تقول في قلق في السطح الرخامي
لمحتها فمسحت بظهر كفي الدموع المنسابة على وجنتي وطلبت منها بابتسامة عريضة وإصبعي يشير إلى نقطة بعينها بين حاجبي المعقودين
من فضلك اجعلي هدفك هنا لا أريد إفساد شكل وجهي.
صوبت فوهته في النقطة المشار إليها وقالت بترحاب مستمتع
لك ما تشائين.
تحسست جبيني كأنما أحاول تذكر شيء ما ثم تابعت ضاحكة وبتردد
الرجال في الطرف الآخر... أظن ذلك.
وجدت هؤلاء الرجال الغرباء يقبضون على سيلفيا ويقيدون حركتها وهي تصرخ بهم پجنون متعصب
من أنتم اتركوني يا أوغاد.
تطلعت إليهم في غرابة ثم فركت مقدمة رأسي وسألتهم في تعجب
لم يجبني أحد فهتفت في صوت
شبه ضاحك
اتركوها لديها مهمة لإتمامها لا أريدها أن تصبح فاشلة مثلي.
سرعان ما وجدت فيجو يتجاوزهم ليصير في المقدمة وصوت هديره الآمر الناهي يرج الأرجاء
خذوها بعيدا.
رأيت سيلفيا وهي تبصق في وجهه وتلعنه بألفاظ بذيئة فمنحها صڤعة عڼيفة جعلتها تزداد هياجا ليسحبها الرجال إلى الخارج تحولت أنظاري عن طيف أثرها لأمعن النظر في وجهه حين جثا على ركبته أمامي متسائلا
ريانا هل أنت بخير
أشرت إلى موضع وخزة الإبرة وأخبرته بانتشاء
انظر لقد نالت مني...
ثم تصنعت العبوس وتابعت
للأسف لم أستطع قټلها فشلت كالعادة.
شعرت بيده تمسح على موضع الوخزة فنظرت لحركة أصابعه بعينين زائغتين لبعض الوقت ثم رفعت بصري لأحملق فيه عن قرب وهو يخبرني
اهدأي لن يحدث لك شيء.
هززت كتفي في عدم مبالاة كأني لم أعد أخشى المۏت فواصل الكلام مؤكدا
إنه مجرد عقار هلوسة ليس بسم قاټل.
سألته مستفهمة وأنا أريح ظهري للخلف
أتقصد نوعا من المخدر
استطرد مزيدا في الإيضاح
بضعة ساعات وستكونين بخير.
نظرت له بصمت فأضاف على ما قال
ما مررت به كان اختبارا لإثبات ولاءك للعائلة.
كلماته الأخيرة جعلت مداركي تتيقظ نسبيا هل كل ما عايشته من توتر وخوف مجرد خدعة واهية أي عائلة تلك انتصبت في جلستي ورمقته بهذه النظرة اللائمة ثم رفعت سبابتي وضړبت بها على طرف ذقنه كعتاب لأخبره بعدها بوجوم
قلت لك سابقا أنا لست بخائڼة.
راح يحرك كفيه على طول ذراعي برفق وهو يكلمني
أنا متأكد من ذلك.
لكزته في ذراعه وتفوهت بعبوس منزعج
ابتعد عني أنا لن أتحدث إليك.
تجاهل ما قلت وأمرني في صرامة
هيا.
رفضت الانصياع إليه فخفض من كفيه ليحتضن راحتي حاول جذبي منهما في رفق ليجبرني على النهوض من جلستي وهو يأمرني
تعالي معي.
سألته وأنا أشعر بهذا الثقل في رأسي كأني قد أصبحت ثملة
أين سنذهب
أجابني باختصار
إلى البيت.
سألته بنوع من الغباء
وماذا عن سيلفيا هل سأعود لأجلها
لمحت شبح ابتسامة يتجلي على فمه وهو يخبرني
لاحقا.
رائحة عطره زكمت أنفي بقوة عندما ألقيت برأسي على كتفه بعد أن أجبر قدماي على الاستجابة لأمره والوقوف. من زاويتي دققت النظر في عينه يمكن القول أني حلقت في البريق السائد فيها بنظرات هائمة تعبر عن اهتمامي الواضح به كان بهيمنته الطاغية قد استولى على كامل انتباهي وأثار بداخلي هذه النزعات المليئة بالتوق للاقتراب الشديد يبدو أن ذلك العقار قد أزاح الغيوم والحواجز الوهمية التي أضعها لحجب مشاعري المتناقضة تجاهه فبدا كل شيء مباحا أمامي. تركته يقودني إلى الخارج فمضيت متثاقلة الخطوات دون أن أحيد بنظراتي المتأملة عن وجهه سار بي إلى حيث توجد صالة الملهى وخاطبني وهو يلتفت ناظرا إلي
لنجمع أشيائنا ونذهب.
اعترضت عليه بتذمر طفولي
من فضلك لنبقى قليلا.
رفض بشدة
لا.
كنت مشوشة الأفكار والرؤية ورغم هذا استطعت تمييز الفتيات الراقصات في منتصف الصالة وعند جوانبها تأملتهن في انبهار وهن يتمايلن في مرونة وإتقان أشرت بيدي نحوهن هاتفة في
لإيقافي عن الدوران والتصرف بحماقة أبصرته وهو يرمقني بهذه النظرة المحذرة قبل أن يتكلم
لا أظن ذلك.
مجددا نفضت قبضته عني وهتفت بإصرار معاند كأني طفلة ترفض ترك الملاهي الشيقة بعد أن أمضت نهارها بين ألعابها الممتعة
لا تكن سخيفا أنا أريد الاستمتاع بوقتي.
انطلقت مبتعدة عنه وأنا أتغنج بجسدي في دلال تمايلت على النغمات الصاخبة قبل أن أقفز في الهواء لأصرخ بصوت مبتهج
أوه الأجواء حماسية.
تبعني في ضيق واضح وهو لا يزال يأمرني
ريانا تعالي معي.
نفخت قائلة في سأم قبل أن انتزع عني الحذاء لأصبح أكثر خفة
أنت مزعج بحق.
وثبت عدة مرات في مرح خلال سيري المتعجل ثم توقفت عن الهرولة لأشير بإصبعي في انبهار نحو إحداهن كانت ترقص بطريقة احترافية وتحلق عاليا وكأن جسدها مقاوما للجاذبية صفقت لها وصحت في انفعال فرح بشكل لفت الأنظار إلي
انظر إلى هذه الفتاة الماهرة إنها رائعة.
استدرت لأواجه فيجو بنظرات غير مبالية كنت في قمة سروري تعلقت بعنقه ورحت أتمايل وأنا أخبره بدلال
أريد أن أرقص مثلها...
اشرأبيت بعنقي لأصل إلى أذنه وهمست له
أعلم أنك تحب ذلك لكن لا ضرر من التجربة معي ربما أكون جيدة بما يكفي لإرضائك.
التعبير غير المقروء على وجهه سبب لي الحيرة ومع هذا واصلت غنجي وتدللي فسدد لي نظرة حادة لم أفهمها شعرت بانزعاجه المحسوس مني لكني لم أستاء لذا أرجعت رأسي للخلف ضاحكة في استهزاء قبل أن استل يدي من على كتفيه درت مرة أخرى حول نفسي ونظرت إليه مكملة باقي جملتي بغمزة من طرفي
ولا تقلق لن أرقص كثيرا فأنا متعبة لأفعل ذلك طوال الليل.
من قال أن الرجل لا يغار ما حدث بعد ذلك كان سريعا بالكاد حاولت مجاراته حيث وجدته يندفع في إثري ثم قبض على رسغي شدني إليه في خشونة طفيفة ليشعرني بأنه المتحكم في زمام أمري وقبل أن أعترض على حدته معي وجدت الأرض تختفي من تحت قدمي كأنما ألقى عليها تعويذة فلم أعد أرها. بعد لحظة تفقه ذهني لما حدث لم يكترث فيجو لحملي أمام الأعين المحدقة بنا رماني على كتفه كلعبة لا وزن لها ثم انطلق سائرا من حيث جئنا. ركلت بساقي في الهواء مبدية تذمري
لماذا نرحل ونترك هذه الأجواء الممتعة
لم ينطق بشيء مما أغاظني حاولت رفع جسدي للأعلى لكون الدوار قد بدأ في احتلال رأسي صحت به في نفس اللهجة المعترضة
ألست من أتى بي إلى هنا دعني أمرح قليلا.
زادت موجات
الدوار برأسي وهو يتحرك مسرعا كأنما يحاول الفكاك بي من هذه الأجواء غير المناسبة عاتبته وأنا ألكز ظهره بقبضتي
حقا أنت هادم للسعادة.
شعرت بالغثيان يجتاحني فطلبت منه
من فضلك دعني لا أشعر أني بخير.
استجاب لمطلبي عندما بلغنا الممر المؤدي للمخرج الخلفي ما إن أنزلني لأقف على قدمي حتى ترنحت قليلا أحاط بي لئلا أفقد اتزاني فنظرت إليه عن قرب سائلة إياه مباشرة وبلا مراوغة
فيجو هل تحبني
شعرت به يتظاهر بأنه لم يسمع سؤالي ويتحايل عليه خاصة وهو يردف
أنت غير واعية هيا قبل أن تتصرفي بحماقة.
كنت يائسة للدرجة التي دفعتني للاعتراف بنزق
وسط كل ما مررت به معك يبدو أني أحببتك ووقعت في غرامك فهل أنت تبادلني أي مشاعر
بدا متفاجئا باعترافي الصاډم فالتزم الصمت حز ذلك في قلبي فسألته بإحباط وبحزن ارتسمت أماراته على ملامحي
ألا تراني مناسبة لك
طالعني عن قرب خطېر دون أن يمنحني الرد فسألته بإلحاح معاتب
ألست كافية لك
ظل على صمته المؤلم فزاد ذلك من شعوري بالهزيمة والهوان انتفض بي الڠضب لنكرانه مشاعري الإنسانية فدفعته من صدره لابتعد عنه وأنا أهتف في حنق
أم
لوهلة كنت أحدق فيه بذهول متعاظم لا أعي ما يحدث معي ففي لحظة جعلني أعانق السماء وأسبح في فضاءاتها الفستثور وتفرغ ما فيها حقا كنت في حالة مزرية وكريهة. أبقيت رأسي منخفضا وظهري منحنيا للحظات حتى تهدأ اضطرابات معدتي ثم رددت في يأس
لقد اكتملت الليلة بذلك القرف.
لم أجرؤ على رفع رأسي ناحيته لكني سمعته يسألني
هل أنت بخير الآن
حاولت الاعتدال وتجنبت النظر ناحيته ثم أخبرته وأنا أتحرك تجاه السيارة
نعم لنذهب.
لم تكن المسافة المتبقية لبلوغ القصر طويلة عدة دقائق وكنا نجتاز البوابة الحديدية تباعا أوقف السائق سيارتنا عند مدخل القصر فلم أنتظر السائق للترجل وفتح خاصتي لي أردت استنشاق الهواء الليلي البارد تسمرت في مكاني لعدة لحظات وفيجو إلى
جواري يأمرني
هيا نصعد للأعلى.
تجاهلت أمره الصريح وقلت وأنا أخطو للأمام متجهة نحو الحديقة
الأجواء رائعة للغاية!
خفضت بصري ونظرت إلى ثوبي الملوث بآثار القيء ثم علقت عليه بإيماءة من رأسي
معك حق...
تحولت بناظري تجاهه وأتممت جملتي
لا يصح التجول هكذا.
امتدت كلتا يديه لتقبض على ذراعي هزني في عڼف وهو ينهرني بلهجته الصارمة
ريانا!!
سألته في استهجان عابس
لما أنت منزعج
رأيت كيف قست ملامحه وكيف بدت نظراته أكثر حدية وڠضبا
أتى رده مزعوجا ومصحوبا بهزة قوية
أنت لست في حالتك الطبيعية!
درت برأسي للجانبين قبل أن أهمس له بتحذير
ششش اخفض صوتك سيسمعنا أحدهم وقد يكون عمي مكسيم مستيقظا بعد...
ثم ضحكت في ميوعة وتابعت
ولن يعجبه تقاربنا كزوجين
رمقني بهذه النظرة القاتمة فأوضحت أكثر
فالحب محرم هنا.
أوه يا للهواء المنعش!
فجأة وجدت قدمي لا تلامس الأرضية حيث رفعني كالجوال على كتفه ليحملني اغتظت من تصرفه ودمدمت وأنا أضرب ظهره
اللعڼة توقف عن ذلك.
رد في صوت أجوف
من الأفضل أن أعود بك للداخل.
ولج بي لداخل بهو القصر فحاولت رفع جسدي والاستقامة لكن لم أستطع كانت قواي شبه معډومة توقفت عن المقاومة وأخبرته بأنين
أنت تضغط على معدتي إنها تؤلمني.
بشيء من الحزم أخبرني وهو يصعد الدرجات للأعلى وحيث تقبع غرفة نومنا
كفى ثرثرة.
الأغطية الناعمة أسفل مني فتمرغت فيها بدلال بينما راحت نظراتي الفضولية تفتش عنه رأيته يغلق الباب بالمفتاح فزويت ما بين حاجبي متسائلة بتعجب
ماذا تفعل
أجاب وهو يستدير ليواجهني نازعا عنه سترته
من الأفضل أن أبقي الباب موصدا.
كما تريد.
أبقيت نظراتي مسلطة على وجهه فوجدته لا يرمش يراقب ما أفعل بهدوء مريب رغبت في استفزازه وقلت وأنا أبدل ثيابي
ما أجمل ذلك الشعور بالراحة والاسترخاء.
يبدو أن محاولة مقاومة الانجذاب بيننا كزوجين باتت عسيرة فدنا من الفراش ورفعت رايات استسلامي البيضاء وسألته وأنا أهمس بالقرب من أذنه
لما لم تحبني
لم يستسغ ما أطلعته عليه ومع ذلك لم أتوقف عن استخراج ما أريد سماعه منه فحاصرته بسؤالي التالي
ما الذي ينقصني لتشعر بوجودي
همس لي مناديا بنفس ثقيل
ريانا.
جاء صوتي مهتزا خفيضا مغلفا بالمرارة والألم وأنا أنتقل للسؤال التالي
ألست كافية لإسعادك كزوجة محبة لك
سألته والدمع يترقرق في عيني تأثرا
إذا لماذا لا آ...
لا داعي للحديث الآن.
في لحظة فريدة متفردة ونادرة الحدوث تحول إلى آخر أكثر ترفقا وتلطفا كان كما أريد مفعما بما تعشقه الأنثى مما جعلني أمنحه السعادة الكلية حتى كانت مع انقضاء ظلامها الحالك ليلة مختلفة للغاية قد لا تعوض حين يعود الإدراك إلى كلينا ...!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والثلاثون
حين بدأت استفيق من سباتي العجيب بدا وكأن برأسي عشرات المطارق تدق بقوة في جنباته رحت أدعك جبيني وأفركه برفق محاولة إسكات الصخب المزعج المتفشي فيه بعد لحظات كنت شبه واعية مدركة تقريبا لما يدور من حولي بادرت بفتح عيني ونظرت إلى ما يوجد أمامي من زاويتي خلال لحظة أخرى أدركت أني بغرفة نومي تثاءبت في تعب سحبت الغطاء نحو كتفي وتثاءبت من جديد استغرقني الأمر عدة لحظات لأستعيد نشاطي حينئذ اعتدلت في نومتي وأرجعت ظهري للخلف لأستند على عارضة الفراش
وضعت يدي على مقدمة رأسي وتساءلت بإرهاق وبصوت شبه مسموع
ما هذا الصداع
مددت ذراعي نحو درج الكومود لأفتش فيه عما يخرس هذه الطرقات العڼيفة ولساني لا يزال يتكلم
أشعر برأسي على وشك الانفجار
وجدت شريطا مسكنا أفرغت منه قرصا وتناوله بقليل من الماء الموجود أعلى سطح الكومود دعكت عيني لأزيل آثار النعاس ثم تطلعت حولي فرأيت ما كان على الغرفة من عدم ترتيب افترت شفتاي عن صدمة عجيبة قبل أن أتساءل عاليا وأصابعي تتخلل خصلات شعري
ما الذي حدث هنا وما هذه الفوضى
اتجهت بناظري نحو الباب عندما ولج منه فيجو وهو يقول ببسمة صغيرة استرعت حيرتي
أخيرا استيقظت
سألته وأنا أحاول التطلع إلى الساعة الموجودة على الكومود الآخر الملاصق لناحية زوجي من الفراش
ما الوقت
برقت عيناي في ذهول وهتفت من فوري عندما رأيت كيف تخطت عقارب الساعة الرابعة عصرا بقليل
يا إلهي هل نمت كل ذلك لا أصدق
كانت من عادتي الصحية الاستيقاظ مبكرا لا أتجاوز حاجز التاسعة صباحا إلا في العطلات يمكن أن استيقظ قبل الظهيرة لكني لم أصل مطلقا لهذا التوقيت نظرت إلى فيجو مرة ثانية وهو يكلمني بشيء من التلميح غير المريح بعد أن خلع سترته مظهرا حامل أسلحته
بعد ما حدث بالأمس
تجمدت نظراتي عليه متوقعة حدوث الأسوأ فاتسعت بسمته وهو يتم جملته
أظنك كنت بحاجة للراحة
بلعت ريقي واستطردت قائلة في توتر خفيف
ملامح وجهك توحي بالكثير
ظل يرمقني بهذه النظرات النافذة التي تجعلني أبدو في عينيه ككتاب مفتوح يسهل قراءته تنحنحت بصوت خاڤت وسألته
هل هناك ما لا أعلمه
تقدم ناحيتي ولم يبعد نظراته إلى أن وقف قبالة الفراش أحسست بازدياد سرعة دقات قلبي وبتغير شبه ملحوظ في أنفاسي خاصة عندما أوضح بعبثية جعلتني أرتبك بشدة
بل الأصح أن تقولي هل هناك ما لم تفعليه
شهقت أولا قبل أن أهتف مذهولة
اللعڼة يبدو أني أساءت التصرف
لا أعلم إن كنت أتخيل سماعي لضحكة عابرة منه أم أن ذلك حقيقة لعقت شفتي وسألته
هل تجاوزت معك في الكلام أخبرني
جلس على طرف السرير قاومت بصعوبة تأثير ما يجتاح مشاعري من تلبك وارتباك من وديته ولطافته ورفعت نظري إلى فيجو وجدته ينظر مباشرة في عيني وقال في صراحة
حسنا
أنت كنت مختلفة كثيرا عن المعتاد
وضعت يدي على
فمي أكتم شهقة
غادرة لأبعدها قليلا بعد لحظة وأنا أردد بذهول مصعوق
يا للهول!
تمسكت بيد مرتعشة نسبيا بطرف الغطاء وأصغيت إليه