الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية غير قابل للحب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 11 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


القوية ليسد الهواء عن قصبتي عجزت عن التنفس ورحت أشهق باحثة عما يمد رئتي بالهواء ارتاعت صوفيا من المنظر المخيف وحاولت قدر استطاعتها تخليصي من قبضته المحكمة لكنه كان في أوج غضبه وحنقه فلم ير سوى أني فتاة عاصية يحتاج للتخلص منها لم يعبأ بالتوسلات الباكية ل صوفيا وسلط عينيه الشرستين على وجهي قائلا بلا ذرة تعاطف

أنا 
ظللت أسعل وأنا أحاول المتابعة
نعم كنت أدافع عنها وعني.
التفتت والدتي ناظرة إليه وهي تكلمه
أسمعت رومير
بدأت بشرتي تستعيد لونها الطبيعي بعد الشحوب اللحظي الذي ساد فيها نظرت إليه وأنا أمسح الدموع عن طرفي لأجد وجهه مليئا بتعابير قاسېة تشاركت مع نبرته في قوله الحازم
لا لم أسمع ولن أسمع اجعليها تجهز وأنا في انتظاركما.
أدركت أنه لن يقف في صفي مطلقا لن يتخذ موقفا دفاعيا من أجل حمايتي وهذا ما حز في قلبي كثيرا! نظرت مرة أخرى إليه وهو يحذرني بلهجة غير متسامحة
من الأفضل لك ألا تثيري ڠضبي فأنا بلغت أقصى صبري.
أفسد عليه إلقاء باقي أوامره حضور الخادمة التي استطردت متكلمة في حرج طفيف
عذرا سيدي الرئيس مكسيم يريدك.
نطق من فوره في حدة
اللعڼة لا أظنه خيرا.
تطلعت إليه الخادمة في
ترقب فأمرها وهو

يشير بيده
اذهبي وأنا قادم خلفك.
رأيتها وهي تومئ برأسها مرددة
حسنا.
شيعتها بنظرة سريعة تشتت عنها عندما هدر خالي من جديد ينذرني بلهجة أشد بأسا قبل أن ينصرف
إن فسد الأمر سأضع رصاصة في رأسك!
انقبض قلبي وتمزق من حديثه فنظرت إلى والدتي بذهول مصډوم فرددت الأخيرة بعجز واضح عليها
لا تخافي صغيرتي لن يحدث شيء.
كنت متيقنة أنها مثلي لا تملك زمام أمرها ولا تمتلك حرية التصرف في أي شيء الكل يخضع لأوامر خالي لا يوجد من يتجرأ على مخالفته من الأساس نكست رأسي في خزي وأنا أخبر نفسي بندم كبير
يا ليتني لم أت إلى هنا!
..................................................................
بعزة نفس وكبرياء ما زال متواجدا بداخلي وقفت أمام المرآة المتواجدة في ركن الغرفة أتأمل وجهي المتورم من الجانب بنظرات ملية مطولة بعد أن انتهيت من تصفيف شعري وجمعه في كومة واحدة ليبدو كذيل حصان منسدل على ظهري. لم أضع مسحة واحدة من مساحيق التجميل بالرغم من إحضار والدتي لخاصتها حتى أستخدمها . أردت أن أجعل من أنا مقبلة على مواجهتهم 
جميعهم يريدون مني أن أكون الزوجة المخلصة الوديعة الطيعة تلك التي تكون محبوبة في الأوساط الاجتماعية نهارا ومحمومة بوهج الحب مع زوجها الكريه ليلا أي منطق هذا كيف أمنح من لا أستطيع النظر في وجهه مشاعري الفياضة وإخلاصي الكامل في الحب انتشلني من دوامة أفكاري المتصارعة هذه اللمسة الرقيقة من صوفيا على كتفي فاستدرت ناحيتها لأجدها تفرد ثوبا من اللون الأصفر على طرف السرير رسمت ابتسامة زائفة لم تنجح في خداعي وهي تخاطبني
انظري إليه صغيرتي أليس رائعا
حملقت في الثوب المصنوع من قماش الستان الناعم بنظرات نافرة غير راضية لأعلق بعدها في عبوس
لا أحب هذا اللون...
رفرفت صوفيا برموشها في تردد فرحت أعلل لها احتجاجي
وأنت تعلمين ذلك الأصفر يبدو مزعجا وفاقعا للغاية.
حاولت إقناعي بارتدائه فأشارت إلى هيئته قائلة بما يشبه الإلحاح
لكنه من أحد بيوت الأزياء الشهيرة و...
استمرت في إبداء محاسن الثوب لعلها تنجح في إقناعي بالنهاية ومع ذلك سيطر على عقلي سؤالا واحدا لم أتركه يحيرني وحادثتها بما يجول في رأسي
من أحضره أمي
أتاني ردها مائعا محايدا ومثيرا للمزيد من الشكوك
لا يهم من جاء به إنه جميل وأجده لائقا بك.
أوشكت على تكرار اعتراضي لكنها هتفت في تصميم يشوبه قدرا من التحذير المتواري
من الأفضل أن ترتديه هذه رغبة خالك.
نطقت في تهكم مزعوج وقد ازدادت تعابيري تجهما
خالي الحنون.
ربتت على ظهري تتعجلني في جدية
هيا لا نريد أن نتأخر.
أكملت الناقص من كلامها في ألم محسوس في نبرتي وأنا أتحسس بشرتي المطبوع عليها أصابعه
وإلا تعرضت لصفعاته.
لعقت شفتيها واستطردت في تحرج
لن أبرر تصرفه لأنه مرفوض في كل الأحوال ولكنه في الأخير يبحث عن أمن الجميع أنت قبل شقيقتك.
رمقتها بهذه النظرة الحادة الناقمة ومع ذلك قابلتها بلطف وهي تزيد من محاولاتها البائسة لإقناعي بالارتضاء بالأمر الواقع
حلوتي أنا أخشى عليك من بطشهم أنت لا تعرفين كيف هي حياة العصاپات وهم أناس لا يرحمون.
ثم مدت يدها لتلامس وجنتي وهي تقترح علي باسمة
لما لم تضعي من هذا القليل ستبدين فاتنة للغاية.
أبعدت وجهي عن أناملها هاتفة في رفض معاند
لا أريد.
هذه المرة لم تسع للضغط علي وعلقت في تفهم وهي تتحرك ناحية باب الغرفة
حسنا لا يهم ارتدي ذلك وأنا أنتظرك بالخارج.
تابعتها بناظري وهي تغادر بابتساماتها المصطنعة التي أخفت ورائها
حزنها المكشوف لأقف بمفردي في منتصف الغرفة حانقة وناقمة على كل شيء. كدت أركل الثوب بقدمي فابتعدت لأقف عند النافذة باحثة عن دفعة من الهواء البارد لأطفئ

بها الغليان المستعر في صدري لن أنكر أن المشهد من الأعلى كان خلابا وممتعا لكن أفسد نقائه وجود عشرات الرجال المنتمين لجماعة سانتوس. ابتعدت عن النافذة وأسدلت الستائر لأبدأ في تبديل ملابسي وأنا غير مقتنعة أبدا بما أنا مقدمة عليه.
...........................................................
كم كنت أرجو أن آوي إلى مكان يخلو من كل ما يربطني بالٹأر ورغبات الاڼتقام لأحيا كباقي البشر الأسوياء حياة طبيعية بعيدة كل البعد عن مشاعر العداء الممېت المعروفة بين أوساطنا. صوت الضحكات المجلجلة لخالي كان يرن في البهو المتسع لهذا المنزل الضخم كنت أستطيع تمييزه وأنا لا أزال أقف في الطابق العلوي أعلم أن رومير يبذل قصارى جهده لاسترضاء من يمقتهم لأجل أهوائه ومصالحه وليس لخاطري بالطبع.
تلكأت في خطواتي وأنا أهبط الدرج كنت بالفعل قد ارتديت هذا الثوب الأنيق رغم تحفظي على لونه لكني لن أنكر مدى اتساقه مع قوامي الرشيق وملائمته للون بشرتي كنت ممتنة لكونه طويلا لا يبرز ساقاي حتى كميه المصنوعان من الدانتيل كانا يصلان إلى مرفقي. رفعت يدي لأتحسس صدري النابض في توتر وأنا أتأكد من إخفاء مفاتني بالرغم من الاستدارة المغرية الظاهرة في الثوب. حاولت جاهدة ألا يصدر كعب حذائي فرقعات مدوية على الدرج أثناء تحركي عليه فلا ألفت الأنظار إلي. سبقتني صوفيا في النزول وسمعتها تنطق باسمي بعد ضحكات قصيرة تبدو أنها مفتعلة كما لو أنها تحاول تحسين الموقف المتأزم بعد تصرفي الأخير وتجميله بلباقتها المشهودة.
بغير قصد وحينما اقتربت من البقعة المجتمعون فيها في شكل دائري وجدتني ألتفت برأسي ناحية فيجو دونا عن غيره لأنظر إليه بتحد وبلا ضعف لا أعرف السبب تحديدا للتصرف بهذه الطريقة الطفولية. أمسك بعيني وهما تعبران عن بغضي الصريح له. على ما يبدو لم يكن مكترثا بكراهيتي كأنما كان معتادا على ذلك مني بل إنه طالعني بنظرات فاحصة مترقبة ثابتة ونافذة تشعرك بأنك مجرد من أي شيء قد يحجبك عن نظراته العميقة نظراته كانت شبيهة للغاية بتلك النظرات التي صاحبتني في هذياني. رغما عني اضطررت لقطع التواصل البصري الحانق من ناحيتي لأنظر إلى والدتي التي استقبلتني بوداعة كأنما تعاود تقديمي إليهم
تعالي قطعة السكر نحن في انتظارك.
بت أكره هذا اللقب المدلل لأنه تحول لنوع من السخرية خاصة أمام من أمقتهم. تنفست بعمق وتقدمت نحوهم وأنا أجاهد لإخفاء هذا التوتر الملبك الذي أصابني فجأة ربما لأن معايشة هذه النوعية من المواقف لم يكن مستحبا لي على كل حال. تأكدت من رفع هامتي وأنفي للأعلى عندما أصبحت قريبة منهم سرعان ما تحول ارتباكي لكتلة من الغيظ عندما نطق لوكاس بوقاحة ساخرة
 بعد تحتاجين لتحسين
مهاراتك في التصويب إن أردت قتلي.
سخريته مني كانت جلية مهينة إلى حد ما كما أنها جعلتني محط أنظار الجميع أكثر لهذا لم أقبل تهكمه الفظ وحدجته بتلك النظرة

الهازئة وأنا أتحداه قائلة
سأعمل على ذلك في المرة القادمة.
هنا هدر خالي في حدة كأن اللوم من اختصاصي فقط
ريانا!
افتعلت الضحك وأنا أخبر رومير دون أن تحيد نظراتي عن وجه لوكاس الحانق
أنا فقط أمزح معه خالي لماذا أنت منزعج
تجاوز عن السخيف من ردودي وصاح في حزم
دعك من هذا الهراء وأخبريهم بما تحدثنا فيه بالأعلى.
خاطبني لوكاس في نبرة مستفزة
هيا يا حلوة أتوق لرؤيتك تركعين...
اختلج وجهي أمارات الغيظ سريعا وانتشرت في كامل ملامحي بالكاد منعت نفسي من شتمه فقبضت على يدي كوسيلة لكبت مشاعري العدائية تجاهه. اللعېن واصل نهجه الحقېر معي فاستأنف بتلميح متجاوز للغاية مصحوبا بغمزة وقحة من عينه
ليس لي فقط ولكن ل فيجو وحينها ستصرخين من المتعة.
فتحت عيناي على اتساعهما من صدمتي لوقاحته غير الخجلة وعفويا الټفت ناظرة إلى فيجو الذي بدا هادئا للغاية كأنما لم يثر الأمر حفيظته بل كان يشملني بنظرة دقيقة ثاقبة تكاد تخترق الثوب لترى ما بأسفله ربما جعل بكلماته الخيالات الجامحة تلعب في رأسه كټفت ساعداي أمام صدري لأخفي البروزات الظاهرة على ثوبي ورددت في عدائية أكثر وضوحا
لا تقلق سأصرخ على جثته فقط.
كادت يد رومير تطال خدي لصفعي كتقريع لما اعتبره إخفاقا في ضبطي لكن استوقفه صوت مكسيم الحازم والمشدد
لا تفعل!
احتميت خلف والدتي التي تقدمت أمامي لتمنعه من البطش بي فراح يبرر بخجل فشله في تهذيبي
أعتذر منك مكسيم لم أنجح في تأديبها كما ينبغي أنا واثق أن فيجو سيجعلها زوجة مثالية.
استطعت أن ألمح فيجو من طرف عيني وهو يتحفز في وقته وكأن يتأهب للتدخل إن ساءت الأمور مما أثار دهشتي إلى حد ما. بادر لوكاس بالرد في نبرة موحية
صدقني هو أفضل من يخضع النساء.
ثم أطلق ضحكة عالية كأنما يؤكد على
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 60 صفحات