الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 35 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز


وفعل أشياء لم تراها بحياتها قط 
ولكن أيعقل أنه يجرح ويداوي ېقتل ويحيي في الآونة الأخيرة تأقلمت بنسبة واحد بالمئة أنها أصبحت زوجته سجينة هذا القصر معه ومع عائلته بدأت ترى به أشياء لم تعتقد أنها به تكذب نفسها وتقول أن كل هذا خيال أو اعتقاد من رأسها الذي لا يكف عن التفكير 
رأته وهو رجل حكيم بين أهل الجزيرة يحكم بالعدل حقا أهو هذا الرجل العادل بينهم أم القاټل الذي يعرض حياتهم للخطړ يالا التناقض والسخرية حقا لم تعد تعلم هو أي شخص بينهم 

رأته يقترب من طفلتها بحب وحنان لا يليق به ولكنه حاول يتودد إليها بابتسامات وألعاب وطعام تحبه 
يحاول أن يكون الأقرب إليها وهي ترى ذلك ترى ما الذي ينوي فعله هل يريد أن يجعل الطفلة تحبه هو وعائلته حتى إذا قت لها لا تكون تربيتها صعبة أو يريد أن يأخذها منها 
في هذه الفترة الصغيرة جعلها بدلا من أن تناديه بعمي أن تقول بابا جبل ما الذي يريد أن يتوصل إليه هذا الجبل الصلب 
تابعته بأعين لا تعلم أهو ذلك الحق أو الباطل يأتي بذكراها وجهه الشرس وهو يق تل دون رحمة وتناقضه ذكرى أخرى وهو يحكم بالعدل والحكمة أي شخص منهم هو الحقيقي هذا الجبل
يأخذ منها الهاتف منذ ذلك اليوم المشؤوم لا تستطيع أن تفعل أي شيء ويبدو أنها بدأت في التأقلم على الحياة هنا ولكن الحقيقة أنها حياة مريبة وتتسم بالغموض أثارت فضولها أكثر أن تبقى وتعلم الحقيقة خلف كل شيء يحدث ربما يحدث التغير على يدها كما قامت بتهديده 
استمعت إلى صړخة طفلتها الفرحة وهي ترمي بالكرة بعيدا لتتخطى جبل الذي كان يلعب معها
كسبتك كسبتك يا بابا جبل
وقف متذمرا يشير إليها بحزم قائلا
لأ لأ أنتي كده بتغشي أنتي خليتي عاصم يرفعك وحدفتيها
عارضته وهي تقترب من عاصم تصيح قائلة بنبرة طفولية للغاية
لأ مش بغش أنا هخلي عاصم معايا في الفريق أنت طويل أوي وبتكسبني هو هيساعدني أكسبك
نظر إليها واحبطها عندما قال بجدية شديدة
عاصم مش هيوافق
أمسكت بيد عاصم ورفعت رأسها تنظر إليه نظرة طفولية بريئة تتودد إليه بها كالقطة وهتفت بصوت رقيق
لأ هيوافق إحنا صحاب مش كده
حملها عاصم فجأة بين يده يرفعها للأعلى قائلا بصوت عالي
آه طبعا صحاب وهرفعك علشان تكسبيه
ابتسمت الصغيرة تنظر إلى الآخر بسعادة قائلة
أهو يا بابا جبل
أمسك جبل بالكرة وأقترب قائلا بابتسامة
ماشي بس من غير غش
أومأت إليه برأسها
ماشي
ألقى الكرة مرة والأخرى وهي لا تستطيع أن تتابع رميته لها فصاحت بعصبية غاضبة منه
ايه ده أنت اللي بتغش كده
رآها جبل وأبصر نظرتها له مع صوتها الذي حاولت جعله غاضبا فلم يتمالك نفسه هو و عاصم يسألها بمرح
أنا عملت ايه بس
قالت
بتذمر وضيق
بترفع نفسك أوي وترمي الكرة
أجابها مبتسما
كل واحد وشطارته أنتي مش عارفه تصدي
اعترضت قائلة بانزعاج وهي تطلب من عاصم أن يتركها
لأ ده غش مش هلعب نزلني يا عاصم
تركها تهبط إلى الأرضية فأبتعدت عنهم ذهب جبل خلفها يناديها
استني بس غش ايه تعالي
لم تجيبه فأمسك بيدها وهبط إلى الأرضية ليكون في مستواها محاولا التحدث معها
استني هنتفق
وقف معها قليلا يتهامسون سويا يبدو أنه استطاع أن يجعلها تسعد أكثر من السابق ينسيها ما حدث منذ قليل عندما عانقته بقوة وابتسمت بسعادة 
منذ لحظات و إسراء تقف جوار زينة في الشرفة تتابع ما كان يحدث تنظر إليهم بعيون تشع بالحب والشوق 
عيناها تتابع ذلك الشاب فارع الطول الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه مشاعرها تجاهه أصبحت متخبطة أكثر وأكثر ففي الآونة الأخيرة بدأت تفهم أشياء تحاول أن تكذبها بخصوص مشاعرها تجاهه 
وجدته
ينظر إليها وقد كان هو الآخر يحاكيها بعينيه يهتف إليها بمنتهى الشوق واللوعة يقول متى اللقاء والاعتراف بالعشق المكنون داخل قلبيهما 
سمائها أزهرت باللون الأزرق المخالط الأبيض ووجدت السحاب تتموج بها كموج البحر وعينيها الزرقاء تماثلها تتشابه معها تدق الطبول في القلب معبرة عن قدوم حياة أخرى جميلة ستنعم فيها بالغرام ولهفة الاشتياق 
اطالت النظر إلى عينيه وهو بالمثل فنظرت إليها زينة باستغراب كلي ودهشة صاړخة بأن لا يحدث ما في رأسها 
أعادت النظر إليه وإليها مرة بعد الأخرى ولم تفهم ما الذي يحدث بينهم تبتسم بهدوء وخجل وهو ينظر إليها بقوة غير خجل مما يفعله مغيبين عن الواقع تماما هم الاثنين 
نغزتها في ذراعها فجأة تنظر إليها بعبث فصاحت الأخرى خجلة
من شقيقتها قائلة بتوتر
سرحت
أردفت زينة بقوة وحزم قائلة
أبعدي عن أي حد هنا فاهمه ملكيش دعوة بحد يا إسراء لا في القصر ولا الجزيرة دي
أومأت إليها الأخرى برأسها بهدوء ثم تركتها ودلفت إلى الداخل 
تابعت زينة جبل الذي يحمل ابنة شقيقه يتسامر معها في الحديث بهدوء وابتسامة وهي تماثله وعقلها مازال يعمل في كل إتجاه وطوال الوقت يفكر في كثير من الأمور إلى أن قاربت على الجنون 
أرسلت السيدة ليالي مرسال إلى جبل العامري بما حدث بينها وبين زوجة ولدها ووالدتها فحدد موعد للجلوس في
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 112 صفحات