الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنة لايه محمد

انت في الصفحة 96 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

ظهرها بحنان ليغلق عينيه وهو يتصنع النوم لأجلها! 
رفعت رأسها تجاهه بتوتر وهي تستكشف حيلته تخشى أن يخدعها بسماحه الراقي لها ولكنه تفاجأت به يهمس وهو يضمها بقوة لصدره 
_هتنامي ولا أغير رأيي! 
دثت رأسها بصدره وتشبثت به فابتسم على طفوليتها ثم تصنع النوم حتى غفت بين احضانه من فرط تعبها النفسي والجسدي ففتح عينيه على مهل ثم أخذ يتأمله ببسمة تنبع بعشق خالد قلة ما تجده بين عالمنا فسحب نظراته ليسلطها على يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به فانحنى ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ثم أغلق عينيه ليستسلم لنوم هنيئا جوارها.... جوار من أحبها بصدق ومن النظرة الاولى! 
وصلت السيارة للقاهرة بعد ساعات معدودة فما ان صعدوا للشقة ورتبوا اغراضهم حتى دقت الساعة التاسعة صباحا فاسرعت روجينا لخزانتها لتبدل ثيابها ثم هرعت سريعا لمكتبه الخاص فظلت ساعة كاملة بالخارج حتى سمح لها السكرتير بمقابلته فما أن ولجت للداخل حتى صاحت به بإنفعال تحملته طوال الطريق 
_أنا بحاول اكلمك من امبارح موبيلك مقفول وانت عارف اللي بمر بيه!! 
أجابها ببرود وعينيه مازالت تنظر لحاسوبه 
_أكلمك بتاع أيه! 
جحظت عينيه في صدمة كادت بابتلاعها بطياتها وكأنها وحش كاسر فرددت بصعوبة بالحديث 
_قصدك أيه! 
رفع رأسه تجاهها ثم قال بنظرة استحقار تراها لأول مرة 
_إنتي عارفة أنا مع كام بنت! ... تفتكري لو كنت اتجوزت كل بنت حملت مني كنت هوافق بينهم ازاي! 
شعرت بدوار حاد يهاجمها فجلست على المقعد القريب منها ويدها موضوعة على صدرها تحاول التقاط نفسها لتهمس بصوت شاحب 
_انت بتقول ايه يا أيان!... 
قال بجفاء 
_اللي سمعتيه. 
صړخت پجنون وكأنها فقدت عقلها 
_لا مستحيييل مستحيل تعمل فيا كده أنت عارف انا عملت ايه عشانك حرام عليك أنا مش عارفة هعمل ايه دلوقتي لو بابا عرف! 
أجابها بمنتهى القسۏة 
_تقدري ببساطة تخرجي من هنا وتروحي لكبير الدهاشنة فهد بيه أبوكي المحترم وتقوليله بنتك المصون غلطت مع أكبر عدو ليك وحامل منه يمكن يلاقيلك حل وأهو يفكه من مشاكل الصعيد وناسها ويركز مع عياله شوية.. 
انسدل الدمع على وجنتها فرددت بصوت شاحب كحالها 
_أنت بتقول ايه أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه لو عرف حاجة زي كده!.
ابتسامة باهتة رسمت على وجهه فأدار مقعد مكتبه الاسود بتلذذ عجيب وهو يجيبها 
_عارف وهو ده اللي أنا عايزه أكسره هو ابنه وأحط مناخيره في الارض.. 
كبتت روجيناشهقاتها وهي تردد پانكسار 
_انا مش قادرة أصدق اللي بسمعه مش أنت

الانسان اللي انا حبيته وجازفت بحياتي علشانه مش أنت اللي انا اتجرأت علشان اتجوزه في السر من ورا آسر والعيلة كلها.. 
نهض عن مقعده حتى صار أمامها افتقدت نظرات الحنان المفقودة داخل قسوته فخرجت كلماته الحادة المزينة بلهجته الخبيثة 
_أوه أنا شكلي نسيت اقولك ان المأذون والشهود والليلة دي كانت تمثيل.. 
هزت رأسها بإنفعال ثم همست بخفوت 
_لأ...... لأ... 
ابتسم وهو يجيبها بتأكيد 
_تلاتة ممثلين قبضوا ودورهم انتهى.. 
سقطت أرضا وهي تحاول استيعاب ما تتلاقاه فانحنى مقابلها يتأملها بنظرات باردة يحاول من خلفها كبت آنين قلبه فالأنتقام هو الشعلة التي تحرك هذا الجسد رفع يديه ليحرك خصلة شعرها المموج البادية من أسفل حجابها ليردف ببرود 
_مفيش قدامك غير حلين تروحي لآسر أخوكي وتقوليه انك غلطتي مع ابن المغازي يا تقبلي تتجوزي أحمد ابن عمك زي ما ابوكي عايز وهو كده كده هيكتشف غلطك وهيفضحك مفيش قدامك غير الاختيارين دول.. 
رفعت عينيها تجاهه والدمع ينهمر دون توقف فابتسمت وهي تجيبه پقهر 
_لا في اختيار تالت.. 
لم يفهم معنى كلمتها الا حينما اقتربت من شرفة مكتبه اختيار المۏت بتلك الحالة حل مثالي أغلقت روجينا عينيها بقوة وهي تحارب ذكرياتها التي جمعتها بأيان الذي ظنته يعشقها مثلما تعشقه ذكريات ليلة زفافها وانتهائها بما كشفته فحررت قدميها لتستكين اخيرا ولكن بين احضان أحداهما الذي كان نجاة لها من المۏت فكان آخر من تتوقعه وكأن محبوبها يبخث عليها المۏت فيود بان يكون هو مۏتها!..بدى مرتبكا للغايةفجذبها بقوة بعيدا عن الشرفة ثم رسم ابتسامة خبيثة قبل ان يردد
_ده المتوقع من ولاد فهد ضعاف وميقدروش يواجهوا عواقب القرارات الغلط اللي اخدوها..
ثم قرب رأسه منها ليستطرد بسخرية
_اللي مستغربه هو فين من نصايب بنته..
ثم جذبها ليدفعها خارج مكتبه وهو يشير لها بقسۏة
_افضل انك تختاري مكان تاني ټموتي فيه غير هنا.
جزت على اسنانها پحقد وهي تردد بغيظ
_حقير...كل الحب اللي كان جوايا ليك اتحول لكره..انا فعلا غبية اني محستش بحب أحمد وحبيت شيطان زيك.
وانحنت لتجذب حقيبتها ثم غادرتفأشار أيان بعينيه تجاه احد رجاله الذي أومأ برأسه ليلحق بهاليراقبها مثلما تلاقى الامر..
جابت شوارع القاهرة مشيا على الاقدام عينيها تورمت من اثر البكاء وكانها فقدت القدرة على العيش في تلك اللحظةوحينما تورمت قدميها اتجهت للمنزل ففور دخولها للعمارة وجدت أحمد على بابهافما ان راته حتى رددت بدموع
_أحمد....
انقبض قلبه حينما رأها في تلك الحالة الغريبةفاسرع تجاهها وهو يردد بقلق
_روجينا مالك 
رأت صورته مهتزة من حولها فسقطت بين يديه ليحيل يينها وبين الارض وهو يرطم وجنتها بلهفة وخوف 
_روجينا.... 
التقط الجاسوس التابع للمغازي عدة صور لها وهي بين يديه حتى حينما حملها وصعد بها للاعلى سريعا.. 
بثرايا المغازية.. 
طالت مكالمة فاتن بابنتها فاسټنزفت طاقتها بأكملها فقالت بضيق 
_يابتي إفهميني احنا خايفين عليكي مش عايزينك ترجعي اهنه واصل المكان اللي انتي فيه أمان.. 
اتاها رد ابنتها اللازع 
_يا مامي أنا زهقت من أوروبا وعايزة أرجع بقا الصعيد نفسي ارجع اعيش معاكي تاني مش كفايا بقى بقالي هنا عشر سنين لا قادرة اشوفك ولا اقعد معاكي وكل ما بكلم أيان بيقولي مش هتنزلي معرفش انتوا لسه خايفين من ايه مش اخدتوا بتاركم من العيلة دي!! 
زفرت فاتن بملل ثم قالت 
_اسمعي كلام ابن خالتك واخوكي الكبير خاېف عليكي يا ناهد يا بتي الموضوع واعر قوي وانتي لازمن تكوني براه يا حببتي. 
صاحت بتعصب 
_لحد امته
يا ماما انا زهقت ومش عايزة اصحى القى نفسي متجوزة من هنا انا عايزة اتجوز شاب مصري ومن بلدنا. 
لوت شفتيها بتهكم 
_بقا بعد التعليم في بلاد بره ترجعي تتجوزي من اهنه! مچنونة اياك! 
ثم استطردت بملل 
_خلاص قفلي على الموضوع ده ولما هشوف اخوكي ايان هنشوف هنعمل ايه لو كده تبقي تنزلي عنده في القاهرة بس اوعاكي تجي اهنه سامعة.. 
قالت باستسلام 
_القاهرة القاهرة المهم انزل مصر. 
وأغلقت الهاتف معها وظنها بأن بابتعاد ابنتها ستضمن لها امانا مخادع لا تعلم بأنها ستكون الورقة الرابحة التي ستنهي العداء بين العائلتين! 
......... يتبع...... 
حملهاأحمد بين يديه ثم أسرع بها للأعلى فطرق على باب الشقة عدة مرات حتى أسرعت حور بفتحه فجحظت عينيها على مصرعيها حينما وجدتها فاقدة الوعي فأسرعت تجاهها تحرك وجهها وهي تتساءل بقلق 
_في أيه يا أحمد 
قال وهو يتجه لغرفةروجينا ليضعها على الفراش 
_معرفش أنا كنت خارج ولقيتها راجعة من برة شكلها تعبان ومرهق وفجأة وقعت من طولها. 
وانتصب بوقفته ليخرج هاتفه من جيب بنطاله الرمادي فتوترت معالمها لتسرع بسؤاله 
_بتعمل أيه 
رد عليها دون أن يتطلع لها 
_بتصل بدكتور يجي يطمنا عليها. 
خطفت حور الهاتف من يديه بإرتباك ملحوظ فلعقت شفتيها الجافة بتوتر 
_لا الموضوع مش مستاهل هي شكلها محلتش حلو في الامتحان خصوصا إنها مكنتش تعرف معاده. 
إقترب منها أحمد ثم مد يديه تجاهها بصمت فوضعت هاتفه بيديه بحرج عاد ليحرر الإتصال وهو يردد 
_لازم نجيب دكتور يطمنا عليها شكلها تعبانه. 
إنقبض قلب حور خوفا من القادم فأخذت تدعو الله سرا أن لا ينكشف أمر روجينا مرت الدقائق ثقيلة عليها فوخز قلبها

فور سماعها لجرس الباب ازدردت ريقها الجاف بصعوبة حتى أنها شعرت بتصلب قدميها وكأنها من ارتكب ذلك الجرم الشنيع فتح باب الغرفة ليطل أحمد من خلفه وهو يشير للداخل بيديه 
_اتفضل يا دكتور. 
ولج الطبيب المعالج للداخل فاقترب منها وهو يتفحص نبضها ومن ثم قاس الضغط في محاولات منه لاستكشاف سبب إغمائها ابتعدت حور عن الفراش ثم وقفت جوار أحمد ولأول مرة يتغيب عقلها عن استحضار المناسب لفعله فبدت كالمغيبة حينما تمسكت بذراع أحمد فاتجهت نظراته القلقة عليها حينما شعر برعشة أصابعها على ذراعيه وخاصة حينما قالت بدموع صاحبتها 
_أحمد... أنا آآ.... أرجوك لازم تسمعني ضروري. 
استدار بجسده كليا تجاهها ليتساءل بلهفة متناسيا الدنيا وما عليها ليس وجود الطبيب فقط 
_في أيه يا حور اتكلمي. 
لم تجد كلمات تسعفها فبداخلها تزرع ظنون طيبة حول عدم كشف الطبيب لحملها فتخشى إن لم يلاحظ ذلك وتفضحها هي ولكن أتاها سؤال حسم الصراع بداخلها حينما تساءل الطبيب باهتمام 
_حضرتك جوزها 
نقلت نظرات أحمد تجاهه فدنا من الفراش وهو يجيبه بهدوء 
_أنا خطيبها وابن عمها يعني تقدر تتكلم. 
إحتقرته نظرات الطبيب وخاصة حينما ردد بدهشة 
_خطيبها! 
ظن أحمد بأن هناك أمرا هام يأبى التصريح به اليه لحاجته لأهلها فأخبره بما سيجمعهما خلال أيام 
_أيوه وفرحنا كمان أسبوع. 
هز الطبيب رأسه ببطء وهو يردد. على مضض 
_طب كويس عشان اللي في بطنها. 
تراجعت حور للخلف پخوف شديد بينما انعقدت ملامح أحمد بذهول فظن بأنه لم يستمع إليه جيدا فعاد لسؤاله 
_عشان أيه 
دون الطبيب الروشتة وهو يجيبه بنزق 
_أنت متعرفش إنها حامل في تلات أسابيع ولا أيه! 
جحظت عينيه في صدمة لم يستوعبها عقلها فخرجت حروفه مهزوزة 
_حامل! 
قطع الطبيب الروشته وقدمه له بتريث 
_ياريت تجبلها الدوا ده موقتا لان لازم تتابع مع دكتور تخصص نسا وتوليد في أقرب وقت. 
لم ينتبه لم يقدمه له وبنصحه به فكان هائما بحاول الإفاقة من تلك الصدمة التي تستنقص رجولته ضړبته في مقټل وتركته صريعا يواجه حافة المۏت بمفرده التقطت حور الروشته من الطبيب ثم قالت بابتسامة مصطنعة 
_شكرا اتفضل معايا. 
تتبعها حتى أوصلته للخارج ثم عادت راكضا للداخل فوجدت جسده
يهتز پعنف فاستند بجذعيه على ذراع الاريكة القريبة منه ليلقي بثقل جسده عليها ويديه تضغط على مقدمة رأسه پعنف وحدة في محاولة منه لتقبل الأمر. 
شعرت بيديه تبعدها عنه ففتحت عينيها پذعر وهي تتلفت حولها بتشتت عاد آسر ليجلس محله على الفراش مجددا ليحاوط وجهها بكلتا يديه بحنان 
_ في أيه يا حبيبتي! 
بدأت باستيعاب ما حدث لها فقالت بارتباك 
_أنت رايح فين 
ابتسم وهو يتابع قلق منامتها لابتعاده عنها 
_مش من عادتي أتاخر في النوم كده ثم إني بحب أنزل أتمشى أول ما أقوم من النوم وأنا النهاردة إتاخرت عن العادة. 
ونهض ليفتح خزانة الدولاب ثم أخرج ترنج رياضي ليبدأ بتبديل ثيابه أغلقت تسنيم عينيها بخجل لتصيح به بانفعال 
_ما تغير في الحمام! 
منحها نظرة ماكرة قبل أن يتبعها قوله الخبيث 
_أنا أغير في المكان اللي يعجبني بس مش قدام أي حد غير مراتي أنا راجل دقة قديمة حبتين. 
ضحكت وقد طربه صوتها فأشار لها بصرامة زائفة 
_هتقومي ولا أمشي. 
أزاحت عنها الغطاء وهي تسرع بالتوجه لحمام غرفتهما 
_لا ثواني وهكون جاهزة. 
سقط المئزر عنها لتشتت حركتها فكشف عما ترتديه بأسفله فرفعته تسنيم سريعا لتخبئ جسدها وقد انحبست
95  96  97 

انت في الصفحة 96 من 141 صفحات