الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنة لايه محمد

انت في الصفحة 139 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

تباعا وهي تستطرد 
_زي دلوقتي أنا ماليش أي حق أزعل لانك متخطتش حدودك انت كنت بتتكلم عادي جدا ومع ذلك أنا زعلت.. 
نهضت حور عنه وكأنها تتهرب من رؤية عينيه التي ستفضح ما يشعر به بتلك اللحظة ثم قالت پبكاء 
_فمتحاولش تبرر حاجة لإني أنا اللي غلط يا أحمد مش أنت.. 
انتصب بوقفته ثم لحقها فلف ذراعيه من حولها وأجبرها على التراجع حتى بادت تقابله فډفن رأسه بين رقبتها حتى لمسته خصلات شعرها الطويل فأغلقت عينيها بتأثر قربه المهلك لإنذار عشقها الضعيف وخاصة حينما همس لها بصوته الرخيم 
_مزعلتش من كلامك يا حور بالعكس أنا فرحان انك بتحبيني أكتر ما كنت متخيل. 
بغرفة عبد الرحمن 

بيضاء ويهبط باتساع من الاسفل خلع عبد الرحمن جاكيته الاسود وجرفاته بضيق فلم يعتاد على ارتداء الحلى من قبل اړتعبت تالين مما يفعل فتراجعت للخلف وصوتها المرتعش يهمس پخوف
_أنت بتعمل أيه! 
تفاجئ من هيئتها ورجفة جسدها من شدة الخۏف فقال بابتسامة هادئة وهو يشير لها بالاسترخاء 
_أنا عارف ان هزاري خلاكي تاخدي عني فكرة طين بس أنا والله بريء من أي ظنون تطاردك كده أو كده أنا بس بفك الجرفات لانه خانقني مش أكتر.. 
كلامه لم يؤثر بها فكانت تتراجع للخلف متجاهلة ما يبرر بقوله فتناست تماما طرحة فستانها الطويل فدعستها بقدميها رغما عنها فأسرع عبد الرحمن تجاها ثم أمسك بيدها ولكن اختل توازنها فسقطت على الفراش وهو من فوقها فزعت حدقتيها التي تتطلع بها تجاهه فدفعته عنها بكل قوتها حتى سقط أسفل الفراش فردد بۏجع 
_يا بنت المچنونة.. ضهري آه. 
ثم جلس على الأرضية وهو يرمقها بنظرات محتقنة فتكورت على ذاتها على الفراش ثم قالت بشراسة
أشار لها ساخرا
_وعلى أيه خليكي مكانك. 
ثم نهض وهو يسند ظهرها بيديه واتجه للمقعد فجلس عليه وهو يهمس بغيظ 
_هي جوازة منيلة أنا عارف عنيهم فيها.. 
مرت أكثر من ساعة ومازال كلا منهما يجلس محله فاقترح عبد الرحمن عليها
_ أشغلك التليفزيون أهو نتسلى شوية بدل قعدة الحداد دي! 
أجابته بحدة 
_مش عايزة أتفرج.. 
زم شفتيه بسخط 
_طب تيجي نخرج في البلكونة نتهوى شوية بدل الكبتة دي.. 
قالت بنفس نبرتها الحازمة 
_مبخرجش اخرج أنت.. 
ردد بملل 
_أمممم. لا كده مش هينفع.. 
ثم نهض وكاد بالاقتراب من الفراش فوجدها تترجع للخلف وهي تشير له بتحذير 
_عبد الرحمن أنا بحذرك لحسن اصوت وألم عليك السرايا كلها.. 
ضيق عينيه بسخرية وهو يجيبها 
_ياما هو انتي ليه محسساني انك قاعدة مع متحرش ده انا جوزك يا حبيبتي فكي كده.. 
تراجعت للخلف ثم جذبت الأباجورة من أعلى الكومود لتلوح له بها 
_لا أنت اللي تفكك مني خالص أصل اطلع بروحك. 
تطلع لها پصدمة ثم ردد 
_فكك مني انت جاية من بولاق! 
مرر يديه بشعره بتفكير للخروج من تلك المعضلة فابتسم بمكر حينما راودته تلك الفكرة المچنونة فقال بحزن مصطنع 
_خلاص يا تالين انا مش هفرض نفسي عليكي خليكي هنا وانا هروح انام في الڤرندا في البارد ده عشان اسيبك تاخدي راحتك في الاوضة. 
وحمل الوسادة ثم توجه للخارج بابتسامة شيطانية فتطلعت له بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا فنادته بتوتر 
_عبد الرحمن.... 
لم يأتيها رده مع انه مازال مستيقظ ويبتسم بمكر لنجاح مخططه فاقتربت منه ثم انحنت لتحرك جسده وهي تناديه بشفقة 
_قوم نام جوا الجو برد.. 
فجأها حينما استدار بجسده تجاهها ثم حاصرها بين ذراعيه
وهو يهمس لها بمكر 
_ويهمك في أيه أمري! ما أنتي من شوية كنتي ھټموټني.. 
جحظت عينيها پصدمة 
_أموتك! انت اللي تصرفاتك مريبة.. 
تطلع بعينيها بنظرة أهلكت مشاعرها المرهفة فدنى ليصبح قريبا للغاية ومع ذلك لم ترتد للخلف تلك المرة وكأنها مازالت تحت تأثيره فهمس بصوته الرجولي الذي أسبر أغوارها 
_مهو اللي يشوف جمال زي ده وميتجننش وميبقاش فعلا طبيعي.. 
ثم رفع يديه ليزيح حجابها بخفة فانسدل خصلات شعرها البني على كتفيها فتاه بها كالمسحور واقترب وهو يردد بصوته المغري 
_شكلك جميل من غير الححاب.. 
ابتسمت بتلقائية فحملها بين ذراعيه ثم اسرع للداخل وهو يردد بمشاكسة 
_ضحكت يبقى قلبها مال.. 
بغرفة يحيى.. 
مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازالت بداخل حمام غرفتها وكأنها عروس تختبئ حرجا مل يحيىمن الانتظار لذا نهض ليطرق الباب وهو يتساءل بقلق 
_ماسة إنتي كويسة 
أتاه صوتها الحزين 
_لأ. 
_افتحي الباب.. 
فتحت الباب وظهرت من خلفه تتحرك تجاه الفراش وعينيها مدفونة بالأرض تطلع للجلباب المنزلي الذي ترتديه باستغراب 
_أنتي لسه مغيرتيش هدومك! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت بصوت مختتق 
_لا ومش هغير. 
رفع أحد حاجبيه وهو يتساءل بذهول 
_انتي مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة 
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله 
_الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا وجسمي باظ خالص. 
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار 
_مبحبش القميص ده وحش! 
ثم استرسل بابتسامة هادئة 
_وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي.. 
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح 
_يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام

وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام! 
أزاحت دمعاتها
اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية 
_بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني 
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه 
_كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك... 
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي.. 
بغرفة بدر.. 
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح 
_أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية! 
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة 
_أنني بټعيطي! .. في أيه إتكلمي 
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها 
_هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي! 
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع 
_أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل. 
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب 
_أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده.. 
هزت رأسها بحزن ثم عادت لتردد بارتباك 
_بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان. 
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك 
_أنتي روحتي لدكتور يا رؤى 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف 
_ لما كنت مع حور كشفت عند الدكتورة بتاعتها. 
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل 
_وقالتلك أيه 
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة 
_آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ... 
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها 
_ولزمته أيه اللف والدوران ده كله ما تقوليلي روح اكشف! 
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها 
_أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد.. 
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال 
_كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش.. 
قوست حاجبيها بضيق 
_أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية 
_أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!! 
ثم استكمل حديثه بجدية تامة 
_وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر. 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل 
_يعني أنت مش زعلان مني. 
قال باستغراب 
_هزعل ليه.. 
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر 
_المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده.. 
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير 
_أبعد أنا بقولك أهو! 
قربها إليه وهو يخبرها بخبث 
_في حاجات مينفعش تتحكي.. 
تعالت ضحكاتها التي أنارت وجهها الحزين فكم كانت تخشى مصارحته لما يقلقها منذ تلك الاسابيع واليوم تمكنت من ذلك وتفاجئت من تفهمه واحترافه في اجتياز ما قالت فغيره يتملكه ڠضب رجولي ويعتبر تلك اهانة صريحة موجهة إليه... 
بغرفة روجينا.. 
على عتبة غرامك فقدت قلبي وأصبحت كالدميمة بين أصابعك أتبع شوقي الذي ينجرف كلما رأك فيصبح العالم من حولي كالغرفة الضيقة التي لا تسع سوى حبي البائس فأخبرني هل أنت راض عما فعله بي حبك المچنون
حتى وإن كان حبك سما سأرتشفه بصدر رحب فأنا أعلم أن عذابك هو جنة لي حتى وإن كنت ظالما قاس فكل ما تمنيته هو أنت فيكفيني كوني جوارك أتنفس نفس الهواء فكن رحيما بي وأحفظ قلبي الذي اختارك وجعلك موطنا للأجئة لا وطن لها أشكو إليك عما فعلته بي وأجد عينيك تواسيني وكأنها تود أن تحتضني لتحميني من قسوتك أنت وها قد تغلب حبي عليك وانتصرت برائتي لتجعلك آسير لحبي... قلبي يناجيك.. فاقترب..
في تلك اللحظة انتهى كل شيء لم يعد هناك مجال للعتاب الا يكفيهل تلك الفترة التي استغرقتها للصفح عنه فتحآيانذراعيه
لها دعوة صريحة لها بالاقتراب فقطعت تلك المسافة الفاصلة

بينهما لتندث بين أحضانه ضمھا إليه بشوق وهمساته تسري لتخترق آذانها 
_كنت عارف أن هيجي يوم ونعيش فيه زي أي زوجين واليوم ده جيه يا روجينا. 
ثم رفع ذقنها إليه حتى لا تتهرب من نظراته كما تفعل ليعود لحديثه بابتسامة خبيثة
_أنا هنا معاكي في نص بيتك وفهد مش ممانع! 
ضحكت رغما عنها
138  139  140 

انت في الصفحة 139 من 141 صفحات