الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنة لايه محمد

انت في الصفحة 137 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

ما هعدهالك وهتشوف هعمل فيك أيه. 
ضحك ساخرا 
_سلامة النظر يا حبيبتي أنتي طالبة جوزك ولا اخوكي! 
رددت پصدمة 
_بدر! 
أتاها صوته الضاحك 
_بالظبط.. بس فكك وقوليلي عمل أيه الواد ده وأنا بنفسي هروقهولك.. 
انساق الحديث فيما بينهما وتناست حور تمام الرقم الذي يخص زوجها فما أن انتهى الاتصال فيما بينهما حتى تفحص بدر الهاتف وهو يردد بدهشة 
_ده مش خطي! 
جلس يحيى يزيح حبات العرق النابض عن جبينه بعد انتهائه من نقل الطوب للعامل بالأعلى فأخرج هاتفه حينما ورده أحد المكالمات فاستمع لصوت المتصل 
_كده يا حبيبي بقالك فترة مش بتعبرني ولا حتى بشوفك طيب أنا هنت عليك 
صعق مما استمع اليه وخاصة بأن الصوت كان واضحا بأنه يعود لرؤى زوجة بدر فردد بذهول 
_رؤى! انتي متلغبطة في الارقام ولا أيه! 
رددت پصدمة تفوقه 
_يحيى! 
وقبل أن يستمع لتبرير صريح منها كانت قد اغلقت الهاتف بوجهه من فرط الحرج الذي تشعر به فالقت الهاتف عن يدها أما يحيى ففور تأمله جهات الإتصال تأكد من أنها لم تكن تطلب الجهة الخاطئة بل أن هناك خطا ربما مقصود! 
أشار آسربيديه لأحد العمال ليخبره 
_خد بالك البراميل ملان مية أنا هجبلك واحد فاضي بس الله يكرمك تنجزني لان زي ما أنت شايف الوضع مش مستحمل. 
رد عليه بتأكيد 
_متقلقش يا بشمهندس هنخلص قبل المدة المطلوب بإذن الله.. 
منحه ابتسامة هادئة 
_إن شاء الله. 
ثم ناوله مبتغاه وإتكأ بمعصمه على الحائط من خلفه ليجذب الهاتف الذي يدق فوجد رقم غريبا فتح آسر الهاتف ثم قال 
_الو.. 
أتاه صوتا غريبا يستمع له لأول مرة 
_دفعت إيجار الأراضي وكله تمام يا كبيرنا عشان تتأكد ان وراك رجالة. 
ضيق عينيه وهو يردد بحيرة 
_أراضي أيه انت مين 
رد المتصل بدهشة 
_لحقت تنساني يا آيان باشا أنا لطفي رجل من رجالتك! 
بعد آسر الهاتف عن وجهه ليتطلع بالشاشة بذهول فوجد آيان يقف مقابله ويناوله خط صغير وهو يردد ساخرا 
_اسمع عن تبادل الموبيلات لكن الخطوط دي موردتش عليا قبل كده! 
قدم له آسر الهاتف فرفعه آيان على اذنيه ثم قال بثبات عجيب 
_اقفل أنت يا لطفي ساعة وهكلمك تاني. 
وبالفعل أغلق الهاتف ووقف في محاذاة آسر الذي انتقلت عينيه الصقرية تجاه ابناء اعمامه فكلا منهما يقترب منه يحمل هاتفه ويردد بنفس الكلمات التي جمعتهم 
_ده مش خطي! 
انتقلت نظراته تجاه عبد الرحمن الذي يراقبه بابتسامة انتصار فناداه پغضب 
_تعالى هنا احسن ما أجيلك أنا وأخلي شكلك ميساواش قدام الرجالة. 
_اعملكم ايه ما انتوا الا بدأتوا.. 
اقترب منه يحيى ثم صاح به پغضب 
_أنت أهبل صح أنت عرضتنا كلنا لموقف محرج أنا كان معايا خط بدر ورؤى اتحرجت لما أنا اللي رديت عليها انت كده هزرت والمفروض اننا نضحك يعني ولا أيه بالظبط! 
استشاطت نظرات بدر الغاضبة فقال آيان هو الأخر
_وأنا كان معايا خط آسر وتسنيم رنت عليه برضه..
تهجمت معالم آسر فبدى مخيفا للغايةوخاصة حينما انتقلت يديه لقميص عبد الرحمن الذي اسرع بالتبرير
_وأنا إيش عرفني انهم اللي هيرنوا أنا كنت آآ.. 
انقطع صوته حينما تلقى لكمة قوية أطاحته أرضا فضحك أحمد وهو يخبرهما بعنجهية 
_أنا الحمد لله مجاليش مكالمات خالص. 
ضحك بدر ثم وضع يديه حول كتفيه وهو يخبره ساخرا 
_وهو أنت كنت فاضي للمكالمات يابو نسب أنت كنت مقضيها تحرش جوه بس الوالدة ظبطتك. 
صعق لما يستمع اليه فغمز له بمشاكسة 
_مهو حظي جيه في خطك أختي بقى ومننا وعلينا.. 
اڼفجر آيان ضاحكا ثم قال بسخرية 
_العيلة دي هتتشرد لو اتأخرنا اكتر من كده لازم نرجع السرايا زي ما كانت بأسرع وقت.. 
صاح بهما يحيى 
_انتوا بتهزروا وسايبن الواد ھيموت في ايد آسر! 
رفع أحمد يديه

بعدم مبالاة 
_يستاهل. 
تدخل آيان بينهما فابعده عنه بصعوبة ثم قال 
_خلاص يا آسر الواد كان بينتقم من اللي حصله. 
ردد بانفعال 
_ده لعب عيال مش اڼتقام ده.. عمره ما هيكبر عشان كده مينفعش لا لجواز ولا لغيره.. 
نهض عبد الرحمن ينفض الغبار عن ثيابه ويحاول جاهدا اخفاء ضحكاته فجذب آسر الهواتف من ايدهم ثم القاه بوجهه ليشير له بصرامة 
_زي ما بدلتهم ترجعهم والا أنت عارف اللي هيحصلك. 
حملهم عنه عبد الرحمن ثم قال پصدمة 
_ودي هعملها ازاي دي.. 
اتاه رده اللازع يقتص منه 
_زي الراجل العاقل كده لما يحل تفاهته
ثم أشار للشباب 
_يلا. 
غادر الجميع وتركوه بورطة كان هو السبب بها من البداية فلعڼ حظه العسير الذي أوقعه بما فعله.. 
بالأعلى.. 
ولجت رؤى لغرفة ماسة ويبدو بأنها مرتبكة فسألتها الأخيرة باستغراب 
_مالك يا بنتي 
وضعت الهاتف عن يدها ثم قالت بتوتر 
_أنا في مصېبة ومش عارفة أعمل ايه 
شهقت الاخيرة پخوف 
_مصيبة أيه 
قالت بحرج والدموع تتلألأ بعينيها 
_انا رنيت على بدر معرفش ازاي يحيى اللي رد مع اني واثقة والله ان ده رقم بدر حتى شوفي! 
جذبت ماسة الهاتف منها بتعب مازال بادي على وجهها المرهق ثم رددت بذهول 
_غريبة! يمكن الخطوط فيها مشكلة ولا حاجة وحتى لو ده حصل ايه المشكلة يعني أكيد يحيى فاهم وعارف انك قاصدة جوزك مش حد تاني.. 
القت الهاتف على الفراش ثم احتضنت وجهها وهي تجيبها بقلق 
_بس برضه هيقول عليا أيه!! 
كادت بأن تعود لمحاولات مواساتها عن الحرج الذي تعرضت له ولكنها توقفت حينما
ولجت حور للداخل تحاول الحديث من بين نوبة الضحك الذي يتملكها فقالت بصعوبة
_نكتة بجدجيت أكلم أحمد طلبت بدر معرفش ازاي!
قالت تسنيم من خلفهما 
_لا دي مش نكته بقى انا كمان طلبت آسر اللي رد آيان!!! 
انتقلت النظرات المذهولة فيما بينهما وبدى الغموض يسيطر على الافواه حتى ولجت تالين فاڼفجرت ضاحكة عليهن ثم قالت باستهزاء 
_ده مقلب عمله فيهم عبد الرحمن هو اللي نقل الخطوط وخد جزاته آسر أدبه. 
اجتمعت الفتيات من حولها على الأريكة ليحثوها على الحديث بالتفاصيل الدقيقة عما حدث.. 
انتهى اليوم بعد شقاء فجلس الشباب على الأريكة المقابلة للاسطبل الخارجي يدون أحمد الحسابات التي يلقيها آسر والشباب على مسمعه وما
يحتاجون لجلبه بالصباح الباكر فنهض الجميع حينما اقترب منهما فهد فحياهم بمحبة 
_السلام عليكم.. 
رددوا معا 
_وعليكم السلام ورحمة الله. 
جذب آيان احد المقاعد وهو يشير له 
_اتفضل يا كبير.. 
استرخى فهد بجلسته عليه ثم قال بابتسامة زادته وقار وعينيه تتفحص دفتر الحسابات من أمامه 
_الله ينور عليكم يا رجالة سند يعتمد عليه صوح. 
ابتسموا جميعا فقال آسر ببسمة مشرقة 
_ربنا يخليك لينا.. 
أغلق فهد الدفتر ثم استند بجسده على العصا ليخبرهما بمكر 
_بس مش عجبني انكم تكونوا مركزين في الشغل ومقصرين في الاهم منه. 
تساءل آسر بعدم فهم 
_مقصرين في أيه! 
ابتسم وهو يجيبه 
_مع البنات.. عشان كده أنتوا افراج النهاردة اخرجوا اتعشوا بره في مكان يكون مريح وابقوا كملوا الطلبات بكره. 
اتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول 
_والله يا عمي ما في حد فهمنا ولا مدلعنا غيرك.. 
أضاف عبد الرحمن 
_ايوه كده عشان نشحن طاقة للي جاي.. 
استند فهد على عكازه ثم اشار لهما بخبث 
_طيب هسيبكم تختاروا المكان اللي تحبوا تروحه. 
اقترح عليهما ايان مطعم راقي قريب من طريق القاهرة يقدم أفخم أنواع الطعام الايطالي فنال استحسانهم فنهض بدر ثم أشار لهما قائلا 
_لا أنا اروح اتشيك بقى مدام هنروح مكان عالي زي ده. 
اتبعوه ليستعدوا جميعا للخروج قبل أن يشق الليل بهم. 
سعدت الفتيات حينما علموا بأمر ذاك الموعد الرومانسي فاستعدن سويا بغرفة ماسة التي رددت بحزن 
_هتخرجوا من غيري كده! 
ردت عليهاروجينا 
_لو مش عايزانا نروح والله نقعد ونتجمع هنا.. 
منحتها ابتسامة مشرقة 
_لا يا حبيبتي انا بهزر معاكم اخرجوا وانبسطوا انتوا طالع عنيكم بالطبيخ طول اليوم للعمال وانا من قبل الولادة مش عارفة اساعدكم بأي حاجة.. 
قبلتهاروجينا ثم قالت 
_حياتي انتي يا ماستي هبقى اجبلك معايا هدية لتيم الامور.. 
جذبتها ماسة تجاهها ثم همست لها بمكر_مش عايزة هدايا حني انتي بس على جوزك المسكين. 
ضحكت الاخيرة ثم اجابتها بدلال 
_هفكر.. 
وهبطت خلف الفتيات سريعا حتى لا تتأخر بلقاء محبوبها. 
بالأسفل.. 
ردد أحمد باصرار 
_يا عم ما تيجي معانا هو يعني الخروج مينفعش غير مع المدام! 
تدخل بدر قائلا 
_فكك منه يا يحيى ده عايز ېخرب عليك.. 
ابتسم يحيى ثم قال 
_لا متقلقش انا عارفه اكتر منك. 
ثم استدار لاحمد 
_اه مش بيحلى غير بيها ثم اني هسهر برضه بس مع ابني ومراتي. 
ضحكوا سويا ثم اتجهت نظراتهم تجاه آسر وآيان حيث يهبط كلا منهما الدرج فانطلق الصفير مشترك من الشباب اعجابا بما يرتديه كلا منهما من بذلة كلاسيكية أنيقة وكأن كلا منهما يتفق في ذوق الحلى المشتركة فيما بينهما فقال عبد الرحمن باطراء 
_الشياكة ليها ناسها بس حاسس أن آسر بقى مأڤورها أوي تقولش هو العريس ولا أيه يا شباب! 
ضحك يحيى ثم قال 
_لا عندك آسر من يوم يومه شياكة. 
ابتسم آسر ثم قال بغرور مصطنع 
_معتش غيرك اللي هيعلمني البس أيه يا عم أنت اليومين دول خفف دمك ولا حابب تودع للأخرة! 
ضحكوا سويا وسرعان ما اختفى الضحك حينما انضمت

لهن الفتيات فانشغل كلا منهم مع زوجته فدنى آسر منها وعينيه لا ترى سوى عينيها فكأنما بات الكون خاليا لم يعد به سواهما ازدادت خجلا حينما أمسك بيدها ثم همس لها بصوته ذات النبرة العميقة 
_الجمال ده مينفعش يخرج من هنا والعيون تشوفه أنا بس اللي مسمحولي.. 
ثم استدار للخلف ليراقب الجميع وعاد ليسترسل بغمزة مكر 
_ما تيجي نخلع.. 
ابتسمت تسنيم ثم قالت 
_لا دي أول نخرج كلنا مع بعض واكيد مش هنفوتها.. 
أمسك بطرف حجابها الذي اطاحه الهواء فجذب الدبوس الصغير العالق على كتفيها ثم عاد ليحكم به الطرف المنسدل بحرص الا يلامسها طرفه الحاد فمنحها نظرة متفحصة ثم قال
_كده أفضل.. 
ورفع يديه لصدره وهو يشير لها
_الامير أحيانا مضطر انه يخضع لطلبات أميرته.. 
ضحك وجهها المشرق بحبه الشبه مثالي ثم وضعت يدها بين يديه لتلحق به للسيارة.. 
بحثت عينيها عنه متلهفة للقاء فما أن أمسك بها تفتش عنه حتى أحمرت وجنتها خجلا فعبست بطرف حقيبتها الطويل فدنى منها آيان ثم قال 
_كالعادة بتهربي لما بمسكك.. 
رفعت احد حاجبيها بدهشة 
_ههرب من أيه! 
اقترب حتى قطع تلك المسافة الفاصلة بينهما ثم قال بنبرة حملت طيف من الحزن 
_مني أنا يا روجينا.. 
لعقت شفتيها بتوتر فاستجمعت شجاعتها لتجيبه 
_بالعكس أنا بقيت بتقبل وجودك وحابة ان الكل متقبل ده. 
وأزاحت تلك الدمعة سريعا قبل أن تنزع مراءها 
_انت عارف ومتأكد اني بحبك واللي كان بيحصلي ده كان من ۏجعي على اللي انت عملته ودلوقتي انت مبقتش الشخص السيء اللي كان في نظري فأكيد يعني انا حبيتك بالۏحش اللي فيك دلوقتي متخيل ان حبي ليك هيقل! 
أمسك يدها ثم قال وابتسامة الفرح تحاوطه 
_يعني خلاص هترجعي معايا السرايا بعد ما نخلص هنا 
بادلته الابتسامة وهي تهز رأسها بكل تأكيد ثم قالت بالصعيدية ممازحة إياه 
_حدانا بالصعيد الواحدة ملهاش غير جوزها مكان ما بيروح هي بتروح وراه يا واد عمي. 
ضمھا لصدره وصوت ضحكاته تنعش دقات قلبها البائس تعشقه تلك المچنونة حتى وإن كان رفيق لإبليس بطريقه فكيف لقلبها بأن بمقته بعدما فعل المحال لأجلها! 
لم يكن الطريق بالقصير لذا استغرق ساعات متواصلة حتى وصلوا لغايتهم فكان مطعم فخما للغاية يتوسطه حديقة بتقسيمة
136  137  138 

انت في الصفحة 137 من 141 صفحات